«بيت الكويت للأعمال الوطنية» احتضن عرضاً لـ «الشباب التطوعية»

مسرحية «الغدر» لامست جراح المواطنين في «ليلة التحرير»

تصغير
تكبير
في ذكرى «التحرير» العزيزة على القلوب، ووسط أجواء وطنية خالصة، وفي لوحات فنية تخضبت بدماء الأسرى والشهداء، احتضن بيت الكويت للأعمال الوطنية مساء أول من أمس الخميس، بالتعاون مع مجموعة شباب الوطن التطوعية، العرض المسرحي «الغدر»، في بادرة طيبة لمنح الشباب الفرصة للتعبير عما يختلج في صدورهم، من مشاعر الحب والولاء تجاه الوطن الغالي، بمناسبة الأعياد الوطنية المجيدة التي تزدان بها سماء الكويت. تقدم الحضور راعية الأمسية الشيخة أنيسة الحمود الصباح، ومدير بيت الكويت للأعمال الوطنية يوسف العميري، إلى جانب عدد من المسؤولين وسيدات المجتمع ومجموعة من الفنانين والإعلاميين.

ونكأت مسرحية «الغدر» الجراح، عبر تقديم بعض المقتطفات الموجعة التي شهدتها البلاد، خلال فترة الغزو العراقي الغاشم، بدءاً من دخول جحافل الغدر والعدوان الأراضي الكويتية، حيث أراقت الدماء الزكية، وقضَّت مضاجع الأسر الآمنة ليلة الخميس الأسود، في الثاني من أغسطس لعام 1990، كما أعاد العرض المسرحي إلى الأذهان الذكريات الأليمة، وعتمة الليالي الغابرة التي قضاها أبناء الشعب الكويتي آنذاك، وتجلى ذلك في لوحة غنائية من الموروث الكويتي تروي جور الجار على جاره، مرورا بعرض مشاهد من بطولات المقاومة الكويتية الباسلة، التي كبدت العدو خسائر فادحة في الأنفس والعتاد، وأضاء العرض عبى بيت القرين، الذي كان مسرحا وشاهدا على الأحداث الدامية، وصولا إلى معاناة الأسرى الذين تمزقت أجسادهم، بفعل سياط البطش والتنكيل على أيدي جنود النظام العراقي البائد. إلا أنه لم تمض دقائق حتى تبددت غيوم الحزن، وأشرقت شمس الحرية من جديد، عندما ضج المسرح برائعة «وطن النهار» لـ «الصوت الجريح» الفنان عبد الكريم عبد القادر.


وعلى الرغم من مدة عرض المشاهد المسرحية القصيرة إلى حد ما، والتي جاءت مكثفة ولم تتجاوز نصف الساعة في مجملها، ورغم عدم خلوها أيضا من بعض الأخطاء التقنية، إضافة إلى تواضع خبرة الشباب المتطوعين، الذين قاموا بتجسيد ملحمة وطنية كبرى، تفوق قدراتهم التمثيلية، إلا ان مسرحية «الغدر» لامست جراح الشعب الكويتي، عندما عزفت مقطوعات الشجن وحركت الحاضرين، واختلطت بأنات الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال العراقي البغيض.

وعقب انتهاء الأمسية الوطنية، قدمت مجموعة شباب الوطن التطوعية درعا تذكارية، إلى راعية الحفل الشيخة أنيسة الحمود الصباح، تقديرا لدعمها الدائم وتشجيعها المتواصل للمواهب الشبابية الغضة، مثمنين عملها الدؤوب في الأعمال الخيرية والإنسانية والوطنية، التي دأبت عليها منذ سنوات، ومتمنين لها التوفيق والسداد.

من جانبها، وفي تصريح خاص لـ «الراي»، أكدت الشيخة أنيسة الحمود الصباح، أنها لن تتوانى عن دعم المبدعين الكويتيين ومن يحذو حذوهم في كافة المجالات، ولاسيما الوطنية منها، مثنية على الأداء اللافت للشباب المتطوعين، الذين قدموا نموذجا كويتيا رائعا في تجسيد الوحدة الوطنية على خشبة المسرح، وقالت انه بالرغم من قصر مدة العرض، إلا أنه كان كفيلا بتحريك المشاعر، وإحياء ذكرى الأسرى والشهداء ممن قدموا الغالي والنفيس، دفاعا عن تراب الكويت الحبيبة. واعتبرت الحمود أن حب الوطن لا يحتاج إلى ممثل بارع، لكي يعبر عن أفراح الوطن وأتراحه، مشددة على أن الأحاسيس الوطنية الجياشة تنساب من القلوب الصادقة من دون تحضير.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي