الدكتور وليد التنيب / قبل الجراحة

يوم الخميس ... ليلة الجمعة

تصغير
تكبير
يوم الخميس يعتبر من الأيام المحببة للغالبية، لأن بعده يأتي يوم الإجازة الأسبوعية...

هناك العديد من العاملين في القطاع الحكومي والقطاع الخاص يعتقدون أن يوم الخميس هو يوم عمل خفيف ويجب أن يتم الذهاب إلى البيت مبكراً... متناسين أن أيام العمل هي في الأصل خمسة أيام فقط.


لكنهم يصرّون على الذهاب إلى البيت في وقت مبكر، حتى وإن لم يتم إنجاز العمل.

الملاحظ أنه كلما كان الموظف صاحب منصب أعلى (أكان هذا المنصب إدارياً أو فنياً)، فإن صاحب المنصب الأعلى أو الدرجة الأعلى يذهب إلى البيت قبل غيره، تاركاً تكملة العمل لمن هو أقل منه درجة، حتى وإن كان هذا الذي أقل منه درجة تنقصه الخبرة الكافية للقيام بهذا العمل.

حتى وإن كانت هناك مخاطرة بأرواح البشر إن لم يقم الأعلى خبرة بالعمل بنفسه، فالأهم بالنسبة إليه هو الخروج من العمل... وعدم العودة إلى العمل أيام الخميس أو الجمعة أو السبت حتى وإن كان هو المسؤول عن المناوبة.

وليلة الجمعة... ويوم الجمعة، هو اليوم الذي يرتاح فيه غالبية أصحاب الدرجات العالية أو المناصب الرفيعة، وإذا احتاج العمل، فإن قليلي الخبرة والمبتدئين تراهم المتواجدين لإنقاذ الموقف والقيام بالعمل.

ومما تقدم...

نلاحظ أن غالبية الكوارث تحدث أيام العطل، بسبب غياب أصحاب الكفاءة والخبرة الذين تُصرف لهم مخصصات وبدلات للحضور إلى العمل في الإجازات، ويُصرف أيضاً بدل طبيعة عمل!

ومما تقدم أيضاً، نلاحظ أن أعداد الوفيات تزداد ليلة الجمعة... ونحن نردد بكل سخف: «من حظه مات يوم الجمعة»!

يا جماعة، لا توجد كفاءات وأصحاب خبرة لإنقاذ الموقف ليلة الجمعة... لأنها أخذت مقابلاً مادياً لتتواجد، ولكنها آثرت الراحة في البيت وترك الأمور للمتدربين وقليلي الخبرة.

«صج من حظهم ماتوا يوم الجمعة»!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي