سلام يعلنها... «أنا أتعذّب»
نصر الله أطلّ بعد الحريري: تكريس الحوار الداخلي و«الافتراق» الإستراتيجي
بعدما أطلّ الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، مساء امس، في أعقاب إطلالة مماثلة للرئيس السابق للحكومة، زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري، بدا ان لبنان يمضي في تثبيت «ربْط النزاع» بين الطرفيْن الرئيسيْن في معسكريْ الصراع الداخلي اي «حزب الله» و«تيار المستقبل» على قاعدة تكريس الافتراق حيال الخيارات الإستراتيجية انعكاساً لـ «الاشتباك الاقليمي» المحتدم، وفي الوقت نفسه «حماية» الحوار الداخلي الرامي الى «حصْر النار» في دائرة ضيقة وإخماد ما أمكن من «حرائق صغيرة» تجنيباً لجرّ البلاد الى الأتون اللاهب في المنطقة.
ورغم إضاءة نصر الله في كلمته التي ألقاها لمناسبة ذكرى «القادة الشهداء للمقاومة» على الواقعيْن الداخلي والاقليمي من زاوية تموْضع الحزب كرأس حربة في المحور الممتدّ من طهران الى بيروت مروراً ببغداد ودمشق وغزة، فان تفاديه الردّ المباشر على الحريري وحرْصه على الاشارة الى أهمية الحوار الداخلي، عكس استمرار قواعد اللعبة في لبنان على حالها، اي ثبات كل طرف على خياراته مع تسليم بأن الموازين الخارجية هي التي من شأنها حسم المسارات المعلّقة في هذا الاتجاه او ذاك، ولا سيما مصير رئاسة الجمهورية التي تدور في الفراغ منذ 25 مايو الماضي.
وما يضاعف من أهمية الحوار الداخلي الذي يُستأنف غداً بين «المستقبل» و«حزب الله» في جولة هي السادسة أنه تحوّل «ضابط إيقاع» لحال من «المهادنة» التي تعاكس المناخ المتفجّر في المنطقة، من سورية الى ليبيا مروراً بالعراق واليمن وسواها، والتي تبدو وكأنها توفّر حصانة - ولو بالحد الأدنى - حيال الخطر الإرهابي الماثل على الحدود الشمالية والشرقية (من سورية) وتتيح تمضية الوقت بأقل قدر من الأضرار، ريثما تنقشع الرؤية في الملفات الإستراتيجية اقليمياً ودولياً.
وشكّل وجود الحريري في بيروت، فرصة لإطلاق دينامية سياسية تتصل بثلاثة عناوين رئيسة، الأول
ملف رئاسة الجمهورية الذي يبقى عالقاً على «خط الاشتباك» الاقليمي مع أمل وحيد و«ضئيل» بإمكان اجتراح حل لبناني له من خلال الحوار القائم بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، والثاني الاستعدادات لإحياء الذكرى العاشرة لـ «ثورة الأرز» في 14 مارس المقبل، والتي ساهمت كلمة رئيس «المستقبل» في الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في ضخّ «الروح» فيها مجدداً، من خلال تجديده ثوابت «انتفاضة الاستقلال» ولا سيما لجهة «العبور الى الدولة» وتأكيد ان الحوار مع «حزب الله» لا يمس هذه الثوابت، والثالث الصعوبات التي تعترض عمل حكومة «البدَل عن ضائع» اي الانتخابات الرئاسية، في ضوء انفجار أزمة اتخاذ القرار داخل مجلس الوزراء الذي ورث صلاحيات الرئاسة الاولى وجعل كل وزير بمثابة «رئيس جمهورية».
وخصّص الحريري جزءاً من لقاءاته التي عقدها، امس، للبحث في الأزمة التي دهمت الحكومة مع مرور عام على ولادتها، والتي تنذر بتجميد عملها ما لم يتم التوافق على آلية جديدة لاتخاذ القرار فيها تُخرِجها من أسْر المناكفات السياسية التي انفجرت في الجلسة الأخيرة.
ومع تأكيد رئيس الحكومة تمام سلام انه لن يدعو الى جلسة جديدة لمجلس الوزراء قبل التوافق على عدم التعطيل، بدا ان محاولات التوصل الى آلية عمل جديدة دونها اعتراضات لم تتبدّد بعْد، من كتل وازنة، بعضها مسيحي يتحفّظ عن اي تغيير في هذا السياق يمكن ان تُشتمّ منه ملامح تطبيع مع الفراغ الرئاسي، الامر الذي لا يُستبعد معه العودة الى صيغة تفكيك العقد بمشاورات جانبية لضمان التوافق داخل الحكومة. علماً ان تقارير تحدثت عن ان اللقاء الذي جمع سلام ورئيس البرلمان نبيه بري، السبت الماضي، انتهى الى تأكيد الأخير انه ماض في دعمه الحكومة، وان رئيس الحكومة اقترح اعتماد التصويت بالثلثين في مختلف المواضيع في مجلس الوزراء، غير أن الرئيس بري ردّ داعياً إياه إلى التمسّك بنص المادة 65 من الدستور التي تنص على أن «يتخذ مجلس الوزراء قراراته بالتوافق، وإذا تعذر فبالتصويت، ويتخذ قراراته بأكثرية الحضور»، في حين ان المواضيع الأساسية التي حددها الدستور بـ 14 موضوعاً تحتاج إلى موافقة ثلثي عدد أعضاء الحكومة المحدد في مرسوم تشكيلها.
وترافق ذلك، مع اعلان سلام في أحاديث صحافية أنه لا يستطيع أن يستقيل حتى لا يتسبّب بشغور وفراغ على مستوى السلطة التنفيذية، أو أن يجمّد مجلس الوزراء لفترة طويلة، معترفاً «انا أتعذّب.. ولكنني أعاني أيضاً بين أن أتحمّل واحاول تسيير امور البلد وتخطّي العرقلة، وبين تأخير انتخاب رئيس للجمهورية وكأنني اشارك باستمرار الشغور».
استعاد «داوود وجالوت» رداً على مقالة أفنيري عن «جمهورية الكازينو»
جنبلاط حذّر من «لعبة روليت» قد تتسبّب بحرب إسرائيلية على لبنان
حمل ردّ رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط على مقال نشره ناشط السلام الاسرائيلي أوري أفنيري بعنوان «جمهورية الكازينو»، مجموعة رسائل سياسية استعار فيها الزعيم الدرزي من التاريخ والدين ليلامس «أخطاراً مستقبلية».
«صديقي أوري»، بهذه العبارة بدأ جنبلاط مقالته - الرسالة متوجهاً الى أفنيري رداً على مقالة الأخير التي تحدث فيها عن شيلدن أديلسون (81 عاماً) الاميركي اليهودي «ملك الكازينو الذي يحتل المرتبة العاشرة في لائحة أغنى رجال العالم بثروة تُقدر بنحو 37.2 مليار دولار» والذي اضافة الى الكازينوهات «يملك الحزب الجمهوري الاميركي وأخيراً الكونغرس بغرفتيه، ويملك ايضاً بنيامين نتنياهو»، متطرقاً الى الكلمة المرتقبة للأخير والمناهِضة لأوباما التي سيلقيها امام الكونغرس، ومعتبراً «اننا على مشارف فتح حرب بين حكومة اسرائيل ورئيس الولايات المتحدة»، ليسأل «هل يلعب أحد الروليت بمصيرنا؟».
ومن هنا انطلق جنبلاط ليكتب: «إنها لعبة روليت مروّعة تلك التي تتحكّم بالسياسة الأميركية، والتي تحوّلت من خلالها مدينة لاس فيغاس إلى العاصمة الحقيقية للولايات المتحدة، حيث يُستدعى أعضاء مجلس الشيوخ لمقابلة قيصرهم هناك، شيلدون أديلسون. لقد وصفتَه بحق في مقال سابق على أنه الوحش على التلة... هو يشبه نيرون العصر الحديث، ونتنياهو حاكم الولاية المفضّل لديه».
وقال: «إنها لعبة روليت أشعلت حرائق كثيرة لغاية اليوم، ويمكنها إشعال المزيد مستقبلاً. إنها اللعبة التي أنهت منذ زمن طويل إمكانية»حلّ الدولتين«(في فلسطين). إنها اللعبة التي أوصلت إلى جحيم غزة قبل عدة أشهر، وهي اللعبة نفسها التي قد تتسبّب بحرب جديدة على لبنان».
وأضاف: «سينصاع إليه أعضاء مجلس الشيوخ من مناصري الحروب، وسيكون علينا فقط الرهان على الرئيس المقبل المستأجر للبيت الأبيض. أفترض أن جيب بوش سيقوم بالمعجزات. لكن لعبة الروليت ستفشل فيما لو ان العنجهية التي يوصف بها نتنياهو قادته إلى الاعتقاد بأنه قادر على إخضاع إرادة اللبنانيين أو الفلسطينيين».
وتابع: «لقد كنتُ شاهداً على العديد من الحروب الاسرائيلية العدوانية، من اجتياح العام 1982 وحصار بيروت، إلى حرب العام 2006 ونتائجها. من جهتنا، لا تتغيّر لعبة الروليت. ندفن قتلانا، نداوي الجرحى، ومن تحت الأنقاض يبرز جيل جديد من المقاتلين. بالأمس، الفلسطينيون وحلفاؤهم اليساريون، واليوم،«حزب الله»ومقاتلوه المتفانون. إنها استعادة لا تنتهي للعبة الروليت التي مارسها داوود وجالوت».
ورغم إضاءة نصر الله في كلمته التي ألقاها لمناسبة ذكرى «القادة الشهداء للمقاومة» على الواقعيْن الداخلي والاقليمي من زاوية تموْضع الحزب كرأس حربة في المحور الممتدّ من طهران الى بيروت مروراً ببغداد ودمشق وغزة، فان تفاديه الردّ المباشر على الحريري وحرْصه على الاشارة الى أهمية الحوار الداخلي، عكس استمرار قواعد اللعبة في لبنان على حالها، اي ثبات كل طرف على خياراته مع تسليم بأن الموازين الخارجية هي التي من شأنها حسم المسارات المعلّقة في هذا الاتجاه او ذاك، ولا سيما مصير رئاسة الجمهورية التي تدور في الفراغ منذ 25 مايو الماضي.
وما يضاعف من أهمية الحوار الداخلي الذي يُستأنف غداً بين «المستقبل» و«حزب الله» في جولة هي السادسة أنه تحوّل «ضابط إيقاع» لحال من «المهادنة» التي تعاكس المناخ المتفجّر في المنطقة، من سورية الى ليبيا مروراً بالعراق واليمن وسواها، والتي تبدو وكأنها توفّر حصانة - ولو بالحد الأدنى - حيال الخطر الإرهابي الماثل على الحدود الشمالية والشرقية (من سورية) وتتيح تمضية الوقت بأقل قدر من الأضرار، ريثما تنقشع الرؤية في الملفات الإستراتيجية اقليمياً ودولياً.
وشكّل وجود الحريري في بيروت، فرصة لإطلاق دينامية سياسية تتصل بثلاثة عناوين رئيسة، الأول
ملف رئاسة الجمهورية الذي يبقى عالقاً على «خط الاشتباك» الاقليمي مع أمل وحيد و«ضئيل» بإمكان اجتراح حل لبناني له من خلال الحوار القائم بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، والثاني الاستعدادات لإحياء الذكرى العاشرة لـ «ثورة الأرز» في 14 مارس المقبل، والتي ساهمت كلمة رئيس «المستقبل» في الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في ضخّ «الروح» فيها مجدداً، من خلال تجديده ثوابت «انتفاضة الاستقلال» ولا سيما لجهة «العبور الى الدولة» وتأكيد ان الحوار مع «حزب الله» لا يمس هذه الثوابت، والثالث الصعوبات التي تعترض عمل حكومة «البدَل عن ضائع» اي الانتخابات الرئاسية، في ضوء انفجار أزمة اتخاذ القرار داخل مجلس الوزراء الذي ورث صلاحيات الرئاسة الاولى وجعل كل وزير بمثابة «رئيس جمهورية».
وخصّص الحريري جزءاً من لقاءاته التي عقدها، امس، للبحث في الأزمة التي دهمت الحكومة مع مرور عام على ولادتها، والتي تنذر بتجميد عملها ما لم يتم التوافق على آلية جديدة لاتخاذ القرار فيها تُخرِجها من أسْر المناكفات السياسية التي انفجرت في الجلسة الأخيرة.
ومع تأكيد رئيس الحكومة تمام سلام انه لن يدعو الى جلسة جديدة لمجلس الوزراء قبل التوافق على عدم التعطيل، بدا ان محاولات التوصل الى آلية عمل جديدة دونها اعتراضات لم تتبدّد بعْد، من كتل وازنة، بعضها مسيحي يتحفّظ عن اي تغيير في هذا السياق يمكن ان تُشتمّ منه ملامح تطبيع مع الفراغ الرئاسي، الامر الذي لا يُستبعد معه العودة الى صيغة تفكيك العقد بمشاورات جانبية لضمان التوافق داخل الحكومة. علماً ان تقارير تحدثت عن ان اللقاء الذي جمع سلام ورئيس البرلمان نبيه بري، السبت الماضي، انتهى الى تأكيد الأخير انه ماض في دعمه الحكومة، وان رئيس الحكومة اقترح اعتماد التصويت بالثلثين في مختلف المواضيع في مجلس الوزراء، غير أن الرئيس بري ردّ داعياً إياه إلى التمسّك بنص المادة 65 من الدستور التي تنص على أن «يتخذ مجلس الوزراء قراراته بالتوافق، وإذا تعذر فبالتصويت، ويتخذ قراراته بأكثرية الحضور»، في حين ان المواضيع الأساسية التي حددها الدستور بـ 14 موضوعاً تحتاج إلى موافقة ثلثي عدد أعضاء الحكومة المحدد في مرسوم تشكيلها.
وترافق ذلك، مع اعلان سلام في أحاديث صحافية أنه لا يستطيع أن يستقيل حتى لا يتسبّب بشغور وفراغ على مستوى السلطة التنفيذية، أو أن يجمّد مجلس الوزراء لفترة طويلة، معترفاً «انا أتعذّب.. ولكنني أعاني أيضاً بين أن أتحمّل واحاول تسيير امور البلد وتخطّي العرقلة، وبين تأخير انتخاب رئيس للجمهورية وكأنني اشارك باستمرار الشغور».
استعاد «داوود وجالوت» رداً على مقالة أفنيري عن «جمهورية الكازينو»
جنبلاط حذّر من «لعبة روليت» قد تتسبّب بحرب إسرائيلية على لبنان
حمل ردّ رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط على مقال نشره ناشط السلام الاسرائيلي أوري أفنيري بعنوان «جمهورية الكازينو»، مجموعة رسائل سياسية استعار فيها الزعيم الدرزي من التاريخ والدين ليلامس «أخطاراً مستقبلية».
«صديقي أوري»، بهذه العبارة بدأ جنبلاط مقالته - الرسالة متوجهاً الى أفنيري رداً على مقالة الأخير التي تحدث فيها عن شيلدن أديلسون (81 عاماً) الاميركي اليهودي «ملك الكازينو الذي يحتل المرتبة العاشرة في لائحة أغنى رجال العالم بثروة تُقدر بنحو 37.2 مليار دولار» والذي اضافة الى الكازينوهات «يملك الحزب الجمهوري الاميركي وأخيراً الكونغرس بغرفتيه، ويملك ايضاً بنيامين نتنياهو»، متطرقاً الى الكلمة المرتقبة للأخير والمناهِضة لأوباما التي سيلقيها امام الكونغرس، ومعتبراً «اننا على مشارف فتح حرب بين حكومة اسرائيل ورئيس الولايات المتحدة»، ليسأل «هل يلعب أحد الروليت بمصيرنا؟».
ومن هنا انطلق جنبلاط ليكتب: «إنها لعبة روليت مروّعة تلك التي تتحكّم بالسياسة الأميركية، والتي تحوّلت من خلالها مدينة لاس فيغاس إلى العاصمة الحقيقية للولايات المتحدة، حيث يُستدعى أعضاء مجلس الشيوخ لمقابلة قيصرهم هناك، شيلدون أديلسون. لقد وصفتَه بحق في مقال سابق على أنه الوحش على التلة... هو يشبه نيرون العصر الحديث، ونتنياهو حاكم الولاية المفضّل لديه».
وقال: «إنها لعبة روليت أشعلت حرائق كثيرة لغاية اليوم، ويمكنها إشعال المزيد مستقبلاً. إنها اللعبة التي أنهت منذ زمن طويل إمكانية»حلّ الدولتين«(في فلسطين). إنها اللعبة التي أوصلت إلى جحيم غزة قبل عدة أشهر، وهي اللعبة نفسها التي قد تتسبّب بحرب جديدة على لبنان».
وأضاف: «سينصاع إليه أعضاء مجلس الشيوخ من مناصري الحروب، وسيكون علينا فقط الرهان على الرئيس المقبل المستأجر للبيت الأبيض. أفترض أن جيب بوش سيقوم بالمعجزات. لكن لعبة الروليت ستفشل فيما لو ان العنجهية التي يوصف بها نتنياهو قادته إلى الاعتقاد بأنه قادر على إخضاع إرادة اللبنانيين أو الفلسطينيين».
وتابع: «لقد كنتُ شاهداً على العديد من الحروب الاسرائيلية العدوانية، من اجتياح العام 1982 وحصار بيروت، إلى حرب العام 2006 ونتائجها. من جهتنا، لا تتغيّر لعبة الروليت. ندفن قتلانا، نداوي الجرحى، ومن تحت الأنقاض يبرز جيل جديد من المقاتلين. بالأمس، الفلسطينيون وحلفاؤهم اليساريون، واليوم،«حزب الله»ومقاتلوه المتفانون. إنها استعادة لا تنتهي للعبة الروليت التي مارسها داوود وجالوت».