تاجر بالسلاح وارتكب أعمالاً عنيفة ولم يزر المخيم يوماً

«الراي» تقصّت في «عين الحلوة» الأصول الفلسطينية لـ «قاتل الدنمارك»

تصغير
تكبير
من مخيم عين الحلوة في صيدا (جنوب لبنان) الى كوبنهاغن، طاردت مأساة اللجوء الفلسطيني عبد الحميد حسين الذي قرر ان يهاجر الى الدنمارك قبل 3 عقود طلباً للعمل والرزق والجنسية معاً، بعدما عاش أعواماً مريرة خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان في 1982 ذاق فيها ويل الظلم والاعتقال على يد الاحتلال نفسه الذي هجّر جدّه ووالده من فلسطين العام 1948.

اليوم عبد الحميد، يعيش مرارة الهجرة والفراق معاً بعدما قُتل ولده عمر الذي هاجم مركزاً ثقافياً كان يستضيف ندوة حول التيارات الإسلامية ومبادئ حرية التعبير ثم استهدف كنيساً في كوبنهاغن في حادثيْن اديا الى مقتل شخصين (أحدهما مخرج أفلام وحارس في المعبد اليهودي) اضافة الى اصابة 5 من رجال الشرطة.


في «عين الحلوة»، نزل كالصاعقة اعلان ان منفذ الهجوميْن هو عمر عبد الحميد حسين المولود عام 1992 (أصله فلسطيني) وان له سجلاً إجرامياً في الدنمارك. ذلك ان عبد الحميد، والد عمر، كان من سكان المخيم وهاجر الى الدنمارك العام 1985 ورزق من زوجته غادة ابو الهيجاء بولدين: عمر وهو البكر، وشقيقه الاصغر، قبل ان يفترق عبد الحميد عن زوجته منذ 12 عاماً من دون ان يقترن بأخرى بعدها.

حالة من الصدمة والذهول عاشها ابناء المخيم، فيما كانت 30 عاماً كافية لطيّ صفحة العائلة ارتباطاً وتواصلاً وحتى حضوراً بالمكان الذي عاشوا فيه، قرب مصلى «الهدى» في «حي حطين» عند الطرف الجنوبي لـ «عين الحلوة». والمعلومات عن هذه العائلة شحيحة وتكاد تكون بـ «القطّارة» كما يقول احد ابناء المخيم علي عيسى الذي اضاف ان «المعلومات يتم استقاؤها من الدنمارك، بعد انقطاع العائلة الطويل عن المخيم».

في المقابل، يقول جيران الوالد، ان عمر ولد في كوبنهاغن العام 1992، ولم يزر «عين الحلوة» بعدما ارتبطت حياته في كل تفاصيلها ببلد المهجر. لكن المفاجأة وفق احمد دحابرة، جار العائلة سابقاً انه «لم يُعرف عنه التشدد الاسلامي او التطرف، بل على العكس، وهنا بيت القصيد الكامن وراء الاسباب التي دفعته الى فعلته هذه، فنحن لا نعرف الكثير عن عمر...ولكن ربما يكون وقع ضحية او تم استقطابه كي يقال انه مسلم وعربي وفلسطيني تحديداً».

وهجرة عبد الحميد الى الدنمارك، كانت اشبه بالمغامرة، واعتبرها البعض «ضرباً من الجنون» اذ لم تكن الطريق معبّدة ولا سهلة، بل انطوت على مجازفة كبيرة. غير ان محمد دحابرة، احد معارفه، ذكر ان «الظروف القاهرة التي عاشها عبد الحميد خلال سنوات الاجتياح الاسرائيلي للبنان العام 1982، كانت السبب في قرار الهجرة بعدما شاهد الموت والدمار والاعتقال والتعذيب وعانى البطالة، فحزم حقائبه وهاجر مع زوجته التي ارتبط بها، بحثاً عن الأمن والأمان والرزق والجنسية ايضاً».

وفي اتصال مع احد اقارب عبد الحميد في الدنمارك، افاد فياض ابو الهيجاء، ان «السلطات الدنماركية ابلغت العائلة بمقتل عمر» وانها «تجري تشريح الجثة وسيتم تسليمها بعد يومين من اجل إجراء مراسم الدفن»، فيما قصد الاقارب منزل العائلة للوقوف بجانبها، موضحاً ان «الشرطة الدنماركية تشير الى أن عمر تصرّف بمفرده».

وكانت الشرطة الدنماركية أعلنت أنها أطلقت النار على المسلح فأردته قتيلا بعدما تبادل النار مع قوات الأمن، قرب محطة للقطارات في كوبنهاغن، قرب موقعيْ الهجومين.

ووفق التحقيقات، فان عمر معروف لدى الشرطة بعلاقته بعصابات الإجرام، كما سبق أن دين بسبب ارتكابه أعمالاً عنيفة والاتجار بالسلاح.

الدنمارك تتهم شخصين بمساعدة المهاجم

كوبنهاغن - أ ف ب - وجهت السلطات القضائية الدنماركية، أمس، الى شخصين تهمة التواطؤ مع مرتكب هجومي كوبنهاغن اللذين اوقعا قتيلين وخمسة جرحى.

وقال المتحدث باسم الشرطة ستين هنسن: «وجهت التهمة الى الرجلين بالتواطؤ».

وأوضح المحامي مايكل غول اريكسن لوكالة «فرانس برس»: «لم توجه اليهما تهمة الارهاب، انما التواطؤ للاشتباه بانهما قدما مساعدة للمنفذ لاخفاء سلاح وتزويده بمخبأ».

وأعلنت الشرطة صباح أمس القبض على رجلين «يشتبه في تقديمهما مساعدة لمرتكب» الهجومين اللذين استهدفا مساء السبت وفجر الأحد مركزا ثقافيا أثناء ندوة كان يحضرها رسام الكاريكاتير السويدي لارس فيلكس الذي كان قد وضع في العام 2007 رسوما مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكنيسا يهوديا كان يقام به احتفال ديني. وقتل شخص في كل من الهجومين قبل ان تتمكن الشرطة من قتل المهاجم في اشتباك معه صباح الأحد.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي