حوار / «مضحك ومؤسف معاً أنها أصبحت تجمع ما فرّقته السياسة»!
أمل بشوشة لـ«الراي»: اللبنانيات لسن وحدهن نجمات «الدراما المشتركة»
أمل بشوشة
في مشهد من «الأخوة»
• لا أعتمد على شكلي ولا أحب المثل الذي يقول «كوني جميلة واصمتي»
• أعمل بهدوء وتأنٍ ولا أرمي نفسي أو أقدم أعمالاً لمجرد الانتشار
• مَن يحبّني لديه الفرصة كي يشاهدني على الشاشة
• بعد رمضان تلقيتُ عروضاً للمشاركة في 10 مسلسلات والاختيار صار أصعب
• أركز على التمثيل لأني كنت محظوظة وانتشرتُ بسرعة قياسية
• الطلب عليّ في التمثيل صار أهمّ بكثير وهذا يسعدني
• أفتخر بأنني جزائرية... لكني في الدراما أجسّد جنسيات مختلفة
• أعمل بهدوء وتأنٍ ولا أرمي نفسي أو أقدم أعمالاً لمجرد الانتشار
• مَن يحبّني لديه الفرصة كي يشاهدني على الشاشة
• بعد رمضان تلقيتُ عروضاً للمشاركة في 10 مسلسلات والاختيار صار أصعب
• أركز على التمثيل لأني كنت محظوظة وانتشرتُ بسرعة قياسية
• الطلب عليّ في التمثيل صار أهمّ بكثير وهذا يسعدني
• أفتخر بأنني جزائرية... لكني في الدراما أجسّد جنسيات مختلفة
من الغناء إلى التمثيل، انتقلت النجمة أمل بشوشة، التي ترى أن التمثيل أعطاها الحظ، وفرصاً لم يوفرها لها الغناء، بالرغم من أنه كان بوابتها التي اقتحمت من خلالها مجال التمثيل.
وترى بشوشة الواثقة مما حققته حتى الآن، وخلال فترة قياسية، أن الاختيارات صارت أصعب، وكل سنة تكون أكثر صعوبة من التي سبقتها، مشيرة إلى أنها تلقت أكثر من 10 عروض، منذ رمضان الماضي وحتى اليوم.
وفي حديثها مع «الراي»، أشارت بشوشة إلى أنها تفضّل أن تتواجد حالياً في مجال التمثيل، في ظل الأزمة التي يعانيها الغناء، حيث أصبحت حفلاته ومهرجاناته محصورة في أشخاص بعينهم.
وقالت إن التمثيل يعطيها أكثر، بينما الغناء يحتاج إلى تفرغ وطاقة أكبر وإنتاج، مشيرة إلى أن حسابات الغناء مختلفة تماماً عن حسابات التمثيل، وما يحصل في العالم العربي من المحيط إلى الخليج، لا يشجع على الركض والتعب، وعلى طرح ألبومات في ظلّ غياب الحفلات والمهرجانات، في حين أن الدراما هي لكل الناس، ومن يحبها لديه الفرصة كي يشاهدها على الشاشة من خلال الدراما بعيداً عن أي معوقات، وإلى تفاصيل الحوار:
• هل نتوقع إطلالة مميزة في رمضان 2015؟
- بعد رمضان الماضي، تلقيتُ عروضاً للمشاركة في 10 مسلسلات، ولكن الاختيار صار أصعب بكثير، إلا أنني سأرتقي نحو الأفضل، وأعد بمفاجآت درامية.
• من يتابع مسيرتك يشعر بتعلقك بالتمثيل، وكأنك استغنيتِ عن الغناء؟
- الأمر ليس كذلك، ولكن التمثيل يمنح مساحة أكبر للتعبير.
• والغناء؟
- والغناء أيضاً ولكن لم تتوافر المناسبة حتى الآن، ولذلك أركز حالياً على التمثيل، لأنه أعطاني مرتبة مهمة في فترة زمنية بسيطة. الطلب عليّ صار أهمّ بكثير مما كان عليه في السابق، وهذا الأمر يسعدني كثيراً لأنني أقوم بما أحبه، واشعر بأنه يكملني.
• لا شك أن تَميُّزك واضح من عمل إلى آخر، وهذا الأمر يؤكد حسن اختيارك لأعمالك؟
- الحمد لله. هذا توفيق من رب العالمين. كل سنة أكثر صعوبة من التي سبقتها والمسؤولية تصبح أكبر، وهذا ما لا يعرفه الناس. أنا أُسأل دائماً «ما هو جديدك»؟ ولو أنني تحدثت عن النصوص التي تصلني كل يوم، والتي أعتذر عنها، لن ننتهي.
• عادة الفنانات اللواتي يدخلن حديثاً مجال التمثيل يشاركن في أعمال كثيرة بحثاً عن الانتشار. هل تشعرين أنك لم تكوني بحاجة لمثل هذه الخطوة، لأنك تستندين على تجربة الغناء وتجربة «ستار أكاديمي»، وبالتالي هل كان اقتحام مجال التمثيل أكثر سهولة بالنسبة إليك، بالمقارنة مع غيرك؟
- كلا، الأمر لم يكن سهلاً عليّ أكثر من غيري، ولكن الظروف وضعتني في مكان سهّل عليّ الأمور، عندما شاركت كبطلة مطلقة في مسلسل «ذاكرة الجسد». ولو لم أنجح في أول مسلسلاتي، لما كنتُ طُلبت للأعمال الدرامية ولما كان اسمي مطروحاً في الساحة. لا شيء يأتي بالسهل، وأنا ضد أن يتّكل الشخص على شكله الخارجي، لأنه تحصيل حاصل، ونساء العالم كلهن جميلات، وبإمكان أي امرأة أن تكون ملفتة وجذابة وجميلة. تهمّني التفاصيل الموجودة في الداخل، وأن يرتكز الفنان على عطائه الفني أكثر من عطائه الخارجي. أنا لا أعتمد على شكلي، ولا أحب المثل الذي يقول «كوني جميلة واصمتي»، بل أركز على التمثيل الذي اكتشفت أنه مهنة مختلفة وصعبة وراقية جداً، عندما يعرف الممثل أين يضع قدميه.
• أشرتِ إلى أن التمثيل فن راق، فهل هو أكثر رقياً من الغناء؟
- لم أقل ذلك كي نصل إلى استنتاج أنه أكثر رقياً من الغناء، بل أقصد أن الفنان يجد نفسه في المكان الذي يضعه في كل المجالات، ومن وجهة نظري، فإن التمثيل يفتتح آفاقاً ليعيش الممثل مجموعة حيوات في حياة واحدة، يرى ويتفاعل مع الغير لأنه يجسد شخصيات بعيدة عنه ولا دخل له فيها. هو يلعب «كاراكتر» ويرتدي ملابس شخصية أخرى، ويتكلم بطريقتها ويرى بعينها. هكذا هو التمثيل وهذا هو المعنى الذي كنت أقصده.
• لعبتِ أول أدوارك أمام جمال سليمان، ثم تيم حسن وباسل خياط وسواهم، كيف استفدتِ من هذه الأسماء الكبيرة، وماذا أضافت اليك؟
- أنا تعلمتُ منهم. شاركتُ في أول أعمالي في الدراما السورية مع أهم المخرجين، وهذا الأمر أعيده إلى الحظ. «مدرستي» كانت على الأرض، وكان يفترض بي أن أفرض وجودي عليها. لا شك أنني خضعت لمرحلة تدريب، ولكنها كانت قصيرة جداً مقارنة بالأسماء الكبيرة التي لها باع طويل في المهنة، والتي تخرّجت في معاهد التمثيل. لم يكن أمامي خيار إلا أن أثبت نفسي، وأنا إنسانة جادة وملتزمة جداً، وأحب عملي ولا أحب أن أرتكز على من يعمل معي.
• متى يمكن أن يصبح اسمك مثل إلهام شاهين أو غادة عبد الرازق أو سيرين عبد النور... بمعنى متى نسمع أن «هذا عمل أمل بشوشة»؟
- أنا لا أقيس الأمور بهذا الشكل، رغم أن كل الأسماء التي طرحتِها «على راسي وعيني»، ولكن ربما عندما بدأت تلك الأسماء التمثيل، كنت لا أزال ألعب في المدرسة. بل أقيس الأمور بتقديم دور «يعلّم» عند الناس. وسواء أكملت حتى الأربعين السنة المقبلة أو توقفتُ فليس مهما، بل المهم البصمة التي تركتُها من خلال أعمالي.
• لكن في الدراما ترتبط الأعمال بأسماء الشخصيات المهمة فيها، فيقال أفلام خالد يوسف أو مسلسل إلهام شاهين أو نور الشريف، فمتى يمكن القول «مسلسل لأمل بشوشة»؟
- لا جواب لديّ في الوقت الحالي، ولندع الحكم للأيام.
• وهل أنت في انتظار هذه المرحلة؟
- كلا، لأنني أعتقد أن الأسماء التي ذكرتِها لم تحقق ما حققتُه أنا خلال مرحلة زمنية قصيرة.
• لأنك محظوظة؟
- بالإضافة إلى أمور أخرى غير الحظ. هناك تركيبة معينة تجمع بين الحظ والاجتهاد والمثابرة والتريّث. أنا إنسانة تعمل بهدوء وتأنٍ ولا ترمي نفسها أينما كان، ولا أقدم كما من الأعمال خلال عام لأنتشر، بل أكتفي بتقديم عمل واحد أو عملين، يكونان مهمان وأشتغل عليهما من كل قلبي.
• رغم ذلك يجب ألا ننسى أن التحدي أصعب الآن، لأن الأسماء كثيرة والمنافسة كبيرة؟
- أنا لا أقيّم غيري بل أكتفي بتقييم نفسي. إذا استمررت في النظر حولي وماذا فعلتْ فلانة، فسأبقي من دون عمل في بيتي.
• لم نطلب منك تقييم أسماء، بل نقول إن المنافسة الشرسة موجودة، خاصة وأن أكثر من 40 عملاً تعرض في رمضان وحده، وليس سهلاً على أي فنان أن يفرض نفسه؟
- الشاطر لا بد وأن يفرض نفسه.
• ركزتِ كثيراً على دور الحظ في تجربتك كممثلة، فهل نفهم أنك لست محظوظة في الغناء أيضاً؟
- لا علاقة للمسألتين ببعضهما. كل ما في الأمر أنني اكتشفت أن التمثيل يعطيني أكثر، وعندما يُعرض عليّ عمل وأقتنع به، أقوم بتصويره وأتعب عليه، وعندما أنتهي منه أعود إلى بيتي، وأشعر باللذة عندما أشاهده على الشاشة، بينما وضْع الغناء مختلف تماماً، لأنه يحتاج إلى تفرغ وطاقة أكبر وإنتاج.
حسابات الغناء مختلفة تماماً عن حسابات التمثيل. انا اليوم أركز على التمثيل لأنني كنت محظوظة، ولأنني وضُعت في المكان الصحيح، وانتشرتُ بسرعة قياسية ونجحت فيه، وربما الغناء، يتطلب مني العودة مجدداً، كما أنه يحتاج إلى شغل ومثابرة، ولذلك أنا أستغل الوضع الذي أنا عليه اليوم، أولاً لأن ما يحصل في العالم العربي من المحيط إلى الخليج، لا يشجع على الركض والتعب، وعلى طرح ألبومات في ظلّ غياب الحفلات والمهرجانات، والتي إن وُجدت فهي محصورة في فنانين محدودين ومعدودين، في حين أن الدراما هي لكل الناس، وليست محصورة بفنان معين أو متعهد حفلة معين. مَن يحبني، لديه الفرصة كي يشاهدني على الشاشة من خلال الدراما بعيداً عن اي معوقات.
• هل يمكن القول إن الغناء صار خلفك؟
- كلا. أنا إنسانة مزاجية وأقوم بالأشياء عندما أشعر أنني أريد أن أفعل ذلك. وعندما أقرر طرح أغنية فسأفعل ذلك.
• وهــــل توجـــد مشـــاريع غنائية في الأفق؟
- أركز حالياً على قراءة النصوص وكل يوم يصلني نص جديد، وأنا أمضي وقتي على «اللابتوب» في القراءة وتدوين الملاحظات وقريباً لا بد وأن تنجلي الأمور.
• هل يمكن القول إن التجارب الدرامية المشتركة هي الأفضل في المرحلة الحالية؟
- هي تجارب ناجحة ولا يمكن أن ننكر ذلك، كما أنها مطلوبة. والمحطات تطلب أسماء من مختلف الجنسيات العربية، ولا شك أن هذا الأمر يعطي غنى للدراما. هي تجمع ما فرّقته السياسة في العالم العربي. وهذا أمر مضحك ومؤسف في آن معاً.
• النجمات اللبنانيات هن البارزات في الدراما المشتركة، فهل يمكن القول إنك الفنانة العربية الوحيدة التي نافست النجمات اللبنانيات في الدراما المشتركة؟
- لا أعتقد أن الفنانات اللبنانيات هن النجمات في الدراما المشتركة، بل هناك أيضاً السوريات والمصريات. كل فنانة نجمة في بلدها تنتشر عربياً عندما تشارك في مسلسل درامي مشترك. لأن مَن وصلن لأن يكن نجمات في الدراما المشتركة هن في الأساس نجمات في بلادهن، والدراما المشتركة ساعدت على انتشارهن عربياً. ولكن لأنني جزائرية، يتم التعامل معي كاستثناء للقاعدة، بمعنى «أنني جزائرية ونجمة في الدراما العربية».
ولا أرى مشكلة في ذلك، أولاً أنا أعتبر إنها إضافة وتعود علي بالفائدة كجزائرية، لأني أحمل علم بلدي وأتجول به في مختلف الدول العربية، وثانياً، لا شعورياً أشعر بأن جنسيتي عربية، لأنني عندما أجسد شخصية سورية فسأكون «الفتاة السورية»، وعنـــــدما اجســـد شخصية مصرية أكون «الفتاة المصرية». أنا لا أعترف بالحدود بين الدول العربية وهذا الامر ساعد في نجاحي. فأنا أفتخر بجنسيتي الجزائرية ولكنني في الدراما أجسد شخصيات من جنسيات مختلفة.
• أنت محقة، ولكن لا يمكن أن ننسى أنك الفنانة (الجزائرية) الوحيدة التي برزت عربياً؟
- الحمد لله.
• وكيف تفسرين السبب؟
- ولماذا برزت أحلام ومستغانمي ووردة؟ كل واحدة منا لديها مواصفات تميّزها وجعلتها تنجح في مجالها. ولم لا؟
• بالنسبة إلى مسلسل «الأخوة»، وعلى الرغم من أنه انتهى عرضه، ولكن لا تزال هناك اشكالية حول بطلة العمل، ومن هي الممثلة الأساسية ومن هي الممثلة الثانوية فيه. كيف تفسرين أسباب اللغط؟
- لأنه مسلسل ناجح، وأي مسلسل تكثر الأقلام التي تكتب عنه فهذا دليل نجاحه وهذا امر طبيعي جداً.
• نادين الراسي، قالت إن دورك في المسلسل عُرض عليها ولكنها فضّلت الدور الذي أطلت فيه؟
- لم أسمع بهذا الأمر.
• نادين الراسي هي التي قالته؟
- «حرام يعني، دور ميرا كان كتير حلو». لم أعد أريد أن أتحدّث في هذا الموضوع، وكل ممثلة وزميلة عُرض عليها مسلسل «الأخوة» ودور ميرا واعتذرت عنه، «حرام». الدور جميل جداً وهي اعتذرت عن دور كان يمكن أن يضيف اليها.
• عندما وقفتِ على مسرح «ستار أكاديمي» في موسمه الأخير كفنانة هل شعرتِ بالغربة، خصوصاً وأنك مبتعدة عن الغناء؟
- لم أشعر بالغربة، بل شعرت بأن الزمن عاد بي 7 سنوات إلى الوراء، ولكن في ظرف مختلف.
• أنا لا اتحدث عن الغربة لأنك وقفت على مسرح «ستار اكاديمي»، بل عن غربة العودة إلى الغناء بعد انقطاع؟
- كلا، بل إن الذكريات عادت الى الواجهة. شعرتُ بالنضج وتذكرت الفتاة التي كانت وراء الكواليس وتغني لكبار الفنانات، هي اليوم تغني أغنياتها الخاصة.
• أتحدث عن إحساسك كمغنية مبتعدة عن مجال الغناء؟
- الصوت كالآلة يحتاج إلى تدريب، ولأنني كـــنت بعـــيدة عن الغـــــناء، شـــــعرتُ بالرهبة عندما وقفت على المســــرح، ولكن بمجــــرد أن تلفظــــت بـــــأول كلمة «مشي الحال».. إنه حال الفنان.
• هل أنت ضد برامج الهواة الفنية؟
- مَن قال إنني ضدها؟ لستُ معها ولا ضدها. أنا تخرجت من برنامج للهواة، و«ستار أكاديمي» فتح أمامي الباب على مصراعيه.
ولكنني ضد الهواة الذين يتخرجون منها ويعتمدون على شركات الانتاج، ومن الأفضل أن يعمل كل منهم على نفسه وأن يقاتل حتى يصل، إذا كان يملك القوة. بمعنى أن عليه أن يستفيد من مشاركته في البرنامج من دون أن يتكل على أنه سيستفيد منه بأي شيء، وفي حال استفاد منه وحقق النجاح فهذا أمر عظيم، وإذا لم يتوافر له ذلك فعليه أن يستثمر موهبته وأن يشتغل عليها.
وترى بشوشة الواثقة مما حققته حتى الآن، وخلال فترة قياسية، أن الاختيارات صارت أصعب، وكل سنة تكون أكثر صعوبة من التي سبقتها، مشيرة إلى أنها تلقت أكثر من 10 عروض، منذ رمضان الماضي وحتى اليوم.
وفي حديثها مع «الراي»، أشارت بشوشة إلى أنها تفضّل أن تتواجد حالياً في مجال التمثيل، في ظل الأزمة التي يعانيها الغناء، حيث أصبحت حفلاته ومهرجاناته محصورة في أشخاص بعينهم.
وقالت إن التمثيل يعطيها أكثر، بينما الغناء يحتاج إلى تفرغ وطاقة أكبر وإنتاج، مشيرة إلى أن حسابات الغناء مختلفة تماماً عن حسابات التمثيل، وما يحصل في العالم العربي من المحيط إلى الخليج، لا يشجع على الركض والتعب، وعلى طرح ألبومات في ظلّ غياب الحفلات والمهرجانات، في حين أن الدراما هي لكل الناس، ومن يحبها لديه الفرصة كي يشاهدها على الشاشة من خلال الدراما بعيداً عن أي معوقات، وإلى تفاصيل الحوار:
• هل نتوقع إطلالة مميزة في رمضان 2015؟
- بعد رمضان الماضي، تلقيتُ عروضاً للمشاركة في 10 مسلسلات، ولكن الاختيار صار أصعب بكثير، إلا أنني سأرتقي نحو الأفضل، وأعد بمفاجآت درامية.
• من يتابع مسيرتك يشعر بتعلقك بالتمثيل، وكأنك استغنيتِ عن الغناء؟
- الأمر ليس كذلك، ولكن التمثيل يمنح مساحة أكبر للتعبير.
• والغناء؟
- والغناء أيضاً ولكن لم تتوافر المناسبة حتى الآن، ولذلك أركز حالياً على التمثيل، لأنه أعطاني مرتبة مهمة في فترة زمنية بسيطة. الطلب عليّ صار أهمّ بكثير مما كان عليه في السابق، وهذا الأمر يسعدني كثيراً لأنني أقوم بما أحبه، واشعر بأنه يكملني.
• لا شك أن تَميُّزك واضح من عمل إلى آخر، وهذا الأمر يؤكد حسن اختيارك لأعمالك؟
- الحمد لله. هذا توفيق من رب العالمين. كل سنة أكثر صعوبة من التي سبقتها والمسؤولية تصبح أكبر، وهذا ما لا يعرفه الناس. أنا أُسأل دائماً «ما هو جديدك»؟ ولو أنني تحدثت عن النصوص التي تصلني كل يوم، والتي أعتذر عنها، لن ننتهي.
• عادة الفنانات اللواتي يدخلن حديثاً مجال التمثيل يشاركن في أعمال كثيرة بحثاً عن الانتشار. هل تشعرين أنك لم تكوني بحاجة لمثل هذه الخطوة، لأنك تستندين على تجربة الغناء وتجربة «ستار أكاديمي»، وبالتالي هل كان اقتحام مجال التمثيل أكثر سهولة بالنسبة إليك، بالمقارنة مع غيرك؟
- كلا، الأمر لم يكن سهلاً عليّ أكثر من غيري، ولكن الظروف وضعتني في مكان سهّل عليّ الأمور، عندما شاركت كبطلة مطلقة في مسلسل «ذاكرة الجسد». ولو لم أنجح في أول مسلسلاتي، لما كنتُ طُلبت للأعمال الدرامية ولما كان اسمي مطروحاً في الساحة. لا شيء يأتي بالسهل، وأنا ضد أن يتّكل الشخص على شكله الخارجي، لأنه تحصيل حاصل، ونساء العالم كلهن جميلات، وبإمكان أي امرأة أن تكون ملفتة وجذابة وجميلة. تهمّني التفاصيل الموجودة في الداخل، وأن يرتكز الفنان على عطائه الفني أكثر من عطائه الخارجي. أنا لا أعتمد على شكلي، ولا أحب المثل الذي يقول «كوني جميلة واصمتي»، بل أركز على التمثيل الذي اكتشفت أنه مهنة مختلفة وصعبة وراقية جداً، عندما يعرف الممثل أين يضع قدميه.
• أشرتِ إلى أن التمثيل فن راق، فهل هو أكثر رقياً من الغناء؟
- لم أقل ذلك كي نصل إلى استنتاج أنه أكثر رقياً من الغناء، بل أقصد أن الفنان يجد نفسه في المكان الذي يضعه في كل المجالات، ومن وجهة نظري، فإن التمثيل يفتتح آفاقاً ليعيش الممثل مجموعة حيوات في حياة واحدة، يرى ويتفاعل مع الغير لأنه يجسد شخصيات بعيدة عنه ولا دخل له فيها. هو يلعب «كاراكتر» ويرتدي ملابس شخصية أخرى، ويتكلم بطريقتها ويرى بعينها. هكذا هو التمثيل وهذا هو المعنى الذي كنت أقصده.
• لعبتِ أول أدوارك أمام جمال سليمان، ثم تيم حسن وباسل خياط وسواهم، كيف استفدتِ من هذه الأسماء الكبيرة، وماذا أضافت اليك؟
- أنا تعلمتُ منهم. شاركتُ في أول أعمالي في الدراما السورية مع أهم المخرجين، وهذا الأمر أعيده إلى الحظ. «مدرستي» كانت على الأرض، وكان يفترض بي أن أفرض وجودي عليها. لا شك أنني خضعت لمرحلة تدريب، ولكنها كانت قصيرة جداً مقارنة بالأسماء الكبيرة التي لها باع طويل في المهنة، والتي تخرّجت في معاهد التمثيل. لم يكن أمامي خيار إلا أن أثبت نفسي، وأنا إنسانة جادة وملتزمة جداً، وأحب عملي ولا أحب أن أرتكز على من يعمل معي.
• متى يمكن أن يصبح اسمك مثل إلهام شاهين أو غادة عبد الرازق أو سيرين عبد النور... بمعنى متى نسمع أن «هذا عمل أمل بشوشة»؟
- أنا لا أقيس الأمور بهذا الشكل، رغم أن كل الأسماء التي طرحتِها «على راسي وعيني»، ولكن ربما عندما بدأت تلك الأسماء التمثيل، كنت لا أزال ألعب في المدرسة. بل أقيس الأمور بتقديم دور «يعلّم» عند الناس. وسواء أكملت حتى الأربعين السنة المقبلة أو توقفتُ فليس مهما، بل المهم البصمة التي تركتُها من خلال أعمالي.
• لكن في الدراما ترتبط الأعمال بأسماء الشخصيات المهمة فيها، فيقال أفلام خالد يوسف أو مسلسل إلهام شاهين أو نور الشريف، فمتى يمكن القول «مسلسل لأمل بشوشة»؟
- لا جواب لديّ في الوقت الحالي، ولندع الحكم للأيام.
• وهل أنت في انتظار هذه المرحلة؟
- كلا، لأنني أعتقد أن الأسماء التي ذكرتِها لم تحقق ما حققتُه أنا خلال مرحلة زمنية قصيرة.
• لأنك محظوظة؟
- بالإضافة إلى أمور أخرى غير الحظ. هناك تركيبة معينة تجمع بين الحظ والاجتهاد والمثابرة والتريّث. أنا إنسانة تعمل بهدوء وتأنٍ ولا ترمي نفسها أينما كان، ولا أقدم كما من الأعمال خلال عام لأنتشر، بل أكتفي بتقديم عمل واحد أو عملين، يكونان مهمان وأشتغل عليهما من كل قلبي.
• رغم ذلك يجب ألا ننسى أن التحدي أصعب الآن، لأن الأسماء كثيرة والمنافسة كبيرة؟
- أنا لا أقيّم غيري بل أكتفي بتقييم نفسي. إذا استمررت في النظر حولي وماذا فعلتْ فلانة، فسأبقي من دون عمل في بيتي.
• لم نطلب منك تقييم أسماء، بل نقول إن المنافسة الشرسة موجودة، خاصة وأن أكثر من 40 عملاً تعرض في رمضان وحده، وليس سهلاً على أي فنان أن يفرض نفسه؟
- الشاطر لا بد وأن يفرض نفسه.
• ركزتِ كثيراً على دور الحظ في تجربتك كممثلة، فهل نفهم أنك لست محظوظة في الغناء أيضاً؟
- لا علاقة للمسألتين ببعضهما. كل ما في الأمر أنني اكتشفت أن التمثيل يعطيني أكثر، وعندما يُعرض عليّ عمل وأقتنع به، أقوم بتصويره وأتعب عليه، وعندما أنتهي منه أعود إلى بيتي، وأشعر باللذة عندما أشاهده على الشاشة، بينما وضْع الغناء مختلف تماماً، لأنه يحتاج إلى تفرغ وطاقة أكبر وإنتاج.
حسابات الغناء مختلفة تماماً عن حسابات التمثيل. انا اليوم أركز على التمثيل لأنني كنت محظوظة، ولأنني وضُعت في المكان الصحيح، وانتشرتُ بسرعة قياسية ونجحت فيه، وربما الغناء، يتطلب مني العودة مجدداً، كما أنه يحتاج إلى شغل ومثابرة، ولذلك أنا أستغل الوضع الذي أنا عليه اليوم، أولاً لأن ما يحصل في العالم العربي من المحيط إلى الخليج، لا يشجع على الركض والتعب، وعلى طرح ألبومات في ظلّ غياب الحفلات والمهرجانات، والتي إن وُجدت فهي محصورة في فنانين محدودين ومعدودين، في حين أن الدراما هي لكل الناس، وليست محصورة بفنان معين أو متعهد حفلة معين. مَن يحبني، لديه الفرصة كي يشاهدني على الشاشة من خلال الدراما بعيداً عن اي معوقات.
• هل يمكن القول إن الغناء صار خلفك؟
- كلا. أنا إنسانة مزاجية وأقوم بالأشياء عندما أشعر أنني أريد أن أفعل ذلك. وعندما أقرر طرح أغنية فسأفعل ذلك.
• وهــــل توجـــد مشـــاريع غنائية في الأفق؟
- أركز حالياً على قراءة النصوص وكل يوم يصلني نص جديد، وأنا أمضي وقتي على «اللابتوب» في القراءة وتدوين الملاحظات وقريباً لا بد وأن تنجلي الأمور.
• هل يمكن القول إن التجارب الدرامية المشتركة هي الأفضل في المرحلة الحالية؟
- هي تجارب ناجحة ولا يمكن أن ننكر ذلك، كما أنها مطلوبة. والمحطات تطلب أسماء من مختلف الجنسيات العربية، ولا شك أن هذا الأمر يعطي غنى للدراما. هي تجمع ما فرّقته السياسة في العالم العربي. وهذا أمر مضحك ومؤسف في آن معاً.
• النجمات اللبنانيات هن البارزات في الدراما المشتركة، فهل يمكن القول إنك الفنانة العربية الوحيدة التي نافست النجمات اللبنانيات في الدراما المشتركة؟
- لا أعتقد أن الفنانات اللبنانيات هن النجمات في الدراما المشتركة، بل هناك أيضاً السوريات والمصريات. كل فنانة نجمة في بلدها تنتشر عربياً عندما تشارك في مسلسل درامي مشترك. لأن مَن وصلن لأن يكن نجمات في الدراما المشتركة هن في الأساس نجمات في بلادهن، والدراما المشتركة ساعدت على انتشارهن عربياً. ولكن لأنني جزائرية، يتم التعامل معي كاستثناء للقاعدة، بمعنى «أنني جزائرية ونجمة في الدراما العربية».
ولا أرى مشكلة في ذلك، أولاً أنا أعتبر إنها إضافة وتعود علي بالفائدة كجزائرية، لأني أحمل علم بلدي وأتجول به في مختلف الدول العربية، وثانياً، لا شعورياً أشعر بأن جنسيتي عربية، لأنني عندما أجسد شخصية سورية فسأكون «الفتاة السورية»، وعنـــــدما اجســـد شخصية مصرية أكون «الفتاة المصرية». أنا لا أعترف بالحدود بين الدول العربية وهذا الامر ساعد في نجاحي. فأنا أفتخر بجنسيتي الجزائرية ولكنني في الدراما أجسد شخصيات من جنسيات مختلفة.
• أنت محقة، ولكن لا يمكن أن ننسى أنك الفنانة (الجزائرية) الوحيدة التي برزت عربياً؟
- الحمد لله.
• وكيف تفسرين السبب؟
- ولماذا برزت أحلام ومستغانمي ووردة؟ كل واحدة منا لديها مواصفات تميّزها وجعلتها تنجح في مجالها. ولم لا؟
• بالنسبة إلى مسلسل «الأخوة»، وعلى الرغم من أنه انتهى عرضه، ولكن لا تزال هناك اشكالية حول بطلة العمل، ومن هي الممثلة الأساسية ومن هي الممثلة الثانوية فيه. كيف تفسرين أسباب اللغط؟
- لأنه مسلسل ناجح، وأي مسلسل تكثر الأقلام التي تكتب عنه فهذا دليل نجاحه وهذا امر طبيعي جداً.
• نادين الراسي، قالت إن دورك في المسلسل عُرض عليها ولكنها فضّلت الدور الذي أطلت فيه؟
- لم أسمع بهذا الأمر.
• نادين الراسي هي التي قالته؟
- «حرام يعني، دور ميرا كان كتير حلو». لم أعد أريد أن أتحدّث في هذا الموضوع، وكل ممثلة وزميلة عُرض عليها مسلسل «الأخوة» ودور ميرا واعتذرت عنه، «حرام». الدور جميل جداً وهي اعتذرت عن دور كان يمكن أن يضيف اليها.
• عندما وقفتِ على مسرح «ستار أكاديمي» في موسمه الأخير كفنانة هل شعرتِ بالغربة، خصوصاً وأنك مبتعدة عن الغناء؟
- لم أشعر بالغربة، بل شعرت بأن الزمن عاد بي 7 سنوات إلى الوراء، ولكن في ظرف مختلف.
• أنا لا اتحدث عن الغربة لأنك وقفت على مسرح «ستار اكاديمي»، بل عن غربة العودة إلى الغناء بعد انقطاع؟
- كلا، بل إن الذكريات عادت الى الواجهة. شعرتُ بالنضج وتذكرت الفتاة التي كانت وراء الكواليس وتغني لكبار الفنانات، هي اليوم تغني أغنياتها الخاصة.
• أتحدث عن إحساسك كمغنية مبتعدة عن مجال الغناء؟
- الصوت كالآلة يحتاج إلى تدريب، ولأنني كـــنت بعـــيدة عن الغـــــناء، شـــــعرتُ بالرهبة عندما وقفت على المســــرح، ولكن بمجــــرد أن تلفظــــت بـــــأول كلمة «مشي الحال».. إنه حال الفنان.
• هل أنت ضد برامج الهواة الفنية؟
- مَن قال إنني ضدها؟ لستُ معها ولا ضدها. أنا تخرجت من برنامج للهواة، و«ستار أكاديمي» فتح أمامي الباب على مصراعيه.
ولكنني ضد الهواة الذين يتخرجون منها ويعتمدون على شركات الانتاج، ومن الأفضل أن يعمل كل منهم على نفسه وأن يقاتل حتى يصل، إذا كان يملك القوة. بمعنى أن عليه أن يستفيد من مشاركته في البرنامج من دون أن يتكل على أنه سيستفيد منه بأي شيء، وفي حال استفاد منه وحقق النجاح فهذا أمر عظيم، وإذا لم يتوافر له ذلك فعليه أن يستثمر موهبته وأن يشتغل عليها.