قوات الأسد مدعومة من «حزب الله» والحرس الثوري الإيراني يستعدون لمعركة «الحسم»
جبهة جنوب سورية تشتعل... والثوار يسعون لحماية انتصاراتهم
إنقاذ الأسد... هم «حزب الله» الأول
أطفال يدفنون أحياء
الخراب في كل مكان
• غياث الشامي لـ «الراي»: إيران جرّبت حظّها مع فصائل الجيش الحر وفشلت
• المعارك التي تجري في القنيطرة وريف دمشق تأتي بعد انتصارات الثوار في الجبهة الجنوبية
• معارك ريف دمشق والقنيطرة تجري بإشراف مباشر من قادة الحرس الثوري الإيراني و«حزب الله»
• «حزب الله» رفع أعداد قواته في القنيطرة من 200 إلى 1700 عنصر
• نظام الأسد استخدم عناصر من كوريا الشمالية في حربه ضد المدنيين ولقي بعضهم حتفه
• لوكا الزعبي لـ «الراي»: قوات الأسد وميليشياته جُهِّزت مسبقاً عقب هزائمها الكبرى
• «حزب الله» منذ دخوله سورية لا همّ له إلا إنقاذ نظام الأسد
• المعارك التي تجري في القنيطرة وريف دمشق تأتي بعد انتصارات الثوار في الجبهة الجنوبية
• معارك ريف دمشق والقنيطرة تجري بإشراف مباشر من قادة الحرس الثوري الإيراني و«حزب الله»
• «حزب الله» رفع أعداد قواته في القنيطرة من 200 إلى 1700 عنصر
• نظام الأسد استخدم عناصر من كوريا الشمالية في حربه ضد المدنيين ولقي بعضهم حتفه
• لوكا الزعبي لـ «الراي»: قوات الأسد وميليشياته جُهِّزت مسبقاً عقب هزائمها الكبرى
• «حزب الله» منذ دخوله سورية لا همّ له إلا إنقاذ نظام الأسد
قبل أيام قليلة، وضع العقيد في الجيش السوري الحرعبد الله الحمدان بوست «على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» أشار فيه إلى «أن قوات النظام السوري وعصابات الغدر الحالية (يقصد «حزب الله) تشيعان بأن هجوماً على القنيطرة سيحصل على خمسة محاور»، محذراً الثوار من أنه «من خلال معرفتنا بهذا العدو نرى أنه عاجز عن القيام بالهجوم على محاورعدة، وأن الهجوم قد يكون على محور واحد والمحاور الاربعة وهمية للتضليل»، وطالباً من الثوار «تعزيز الاستطلاع ومراقبة تحرك قوات النظام والاستعداد لصدّ الهجوم على كل المحاور ووضْع قوة احتياطية معززة وجاهزة للتدخل بسرعة على الاتجاه الرئيسي للهجوم عند كشْفه، مع أخذ الحذر على باقي الاتجاهات، إذ قد يعمدون إذا فشلوا في الهجوم الرئيسي إلى الانتقال للهجوم على محور ثانوي».
ولاحقاً انفجر الوضع في الجبهة الجنوبية في سورية، في إطار معارك واسعة النطاق تحت عنوان استعادة ريف القنيطرة وصولاً إلى ريف درعا، بحجة كسْر خطة أعدّها الجيش الحر مع القوات الأردنية واسرائيل كما روّج إعلام «حزب الله» في بيروت، وهو ما اعتُبر البيان رقم 2 للحزب بعد إعلانه في بيان حمل الرقم واحد تبنيه عملية شبعا التي استهدفت دورية إسرائيلية كردّ انتقامي على الغارة الإسرائيلية التي نُفذت في القنيطرة وأدت إلى مقتل قيادات عسكرية في الحزب والحرس الثوري الإيراني، الأمر الذي أثار خشية في حينه من أن تؤدي التطورات إلى إشعال حرب لبنانية - إسرائيلية وإسقاط القرار 1701.
اشتعال الجبهات في القنيطرة ودرعا بالإضافة الى الغوطة والمجازر التي تُرتكب بحق المدنيين في دوما وغيرها والقصف الذي طاول دمشق والتصعيد في ريفها رغم العواصف الطبيعية، وتحكُّم الجنرال «ثلج» بالأوضاع مؤقتاً، كل هذا يعكس حقيقة واحدة وهي أن النظام السوري يحاول إحراز انتصارات وتقدُّم على الأرض من أجل تحسين شروط التفاوض مع المعارضة السورية، وهو ما تَرافق مع وصول مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا إليها وسط الحديث عن تعديلات في خطته.
ووفق المعلومات التي توافرت لـ «الراي» من مصادر المعارضة السورية فإن «حزب الله» رفع نسبة أعداد عناصره في القنيطرة من 200 إلى 1700 عنصر وأن هناك قوات عراقية جديدة دخلت إلى المنطقة بالإضافة إلى عناصر الحرس الثوري الإيراني وميليشيات من كوريا الشمالية كذلك تقاتل تحت إمرته، فيما أفيد عن حشد أكثر من 5000 جندي من جيش الأسد أيضاً.
وتقول مصادر المعارضة السورية إن «حزب الله» منذ دخوله إلى سورية «لا همّ لديه إلا إنقاذ نظام الأسد وهو ينقل ميليشاته وينشرها في أكثر من منطقة تحت الطلب، ووضع ثقله العسكري في القنيطرة منذ العام 2012 وقاتَل ضد الجيش الحر في معارك استراتيجية دفاعاً عن قوات الأسد في خان أرنبة والريف الجنوبي للقنيطرة والمعبر الحدودي وفي تلة حرمون».
ويوضح المسؤول الاعلامي العام لألوية سيف الشام أبو غياث الشامي لـ «الراي» أن «المعارك التي تجري اليوم على أرض القنيطرة وريف دمشق الغربي، تأتي بعد الانتصارات التي حققها الثوار في الجبهة الجنوبية، وصولاً لفتح طريق للريف الغربي ومن أجل فك الحصار عن جنوب دمشق وداريا، وقد تكبد النظام وميليشاته الطائفية خسائر كبيرة».
وأضاف: «لقد قررت إيران أن تجرّب حظها مع فصائل الجيش الحر، بعد الرعب الكبير الذي أصابهم نتيجة التقدم لهذه القوات على الأرض في الجبهة الجنوبية، فهذه الجبهة هي أمل الشعب السوري وخيار الثورة السورية والجيش الحـر من أجل التقدم».
وتابع: «أراد النظام كسـر الثورة السورية باقتحام المناطق الاستراتيجية التي حرّرها الجيش الحر في الجبهة الجنوبية، وقد أثبتت الفصائل المقاتلة هناك للعالم توحُّد الجيش الحر ضمن خطط عسكرية واحدة وهدف واحد».
ووسط التقارير عن أن معركة ريف دمشق الغربي والقنيطرة تجري تحت إشراف مباشر من قادة الحرس الثوري الإيراني و«حزب الله» وأن قوات الأسد ملحقة بقواتهم، يوضح العقيد الحمدان أن «80 بالمئة من المقاتلين مع النظام هم عناصر إيرانية وعراقية ولبنانية، ووجود عناصر وضباط النظام هو رمزي فقط ولا دور لهم بالمعركة»، سائلاً «لماذا يصمت العرب والعالم على هذه المهزلة الآن؟ أليس ما يحصل هو احتلال لسورية من عصابات مصنفة في غالبيتها إرهابية من عدد من دول العالم ولا سيما أميركا؟ وكيف يسمح العالم لهذه العصابات بأن تقتل الشعب السوري أمام أنظاره؟، لماذا هذا الصمت؟، لماذا لا يزوّدنا الأشقاء العرب بالأسلحة النوعية، ومخازنهم تكتظ بها؟ لماذا لا يعملون على إعادة هيكلة الجيش الحر بمؤسسة واحدة وقيادة واحدة وكلنا نعلم أن الأمر بيدهم؟».
ويقول إنه خلال الأيام الماضية التي سبقت اندلاع المعارك الأخيرة، عمد «حزب الله» إلى تكتيك جديد واعتمد أسلوب التسلل باتجاه التلال المشرفة على الطرق الرئيسية وإلى نصب الكمائن بمجموعات صغيرة (سيراً على الأقدام أو باستخدام دراجات نارية)، ولا سيما على المحاور المتوقَّع قدوم الثوار منها وذلك بقصد ايقاع أكبر الخسائر بالثوار وقطع طرق إمدادهم، ولذلك تمّ زرع مجموعات متقدمة ومخفية لمواكبة تقدُّم الثوار والتأكد من عدم وجود عناصر أو كمائن لحزب الله فيها، حيث تمكّنت عناصره من التسلل إلى نقطتين: الأولى غرب جنوب حمريت (عين العلق) شرق قرية الطيحة قادمة من قرية ماعص، والثانية في تل عنتر إذ تم نصب كمين على الطريق الواصل بين كفرناسج وكفرشمس وجرى قتل عناصر الكمين الستة بحسب المعلومات من الثوار».
ووفق الناشط الاعلامي ماهر الحمدان فإنه«عقب سيطرة الثوار على مساحات واسعة وتمكُّنهم من فتح خطوط الإمداد على المحافظات الثلاثة درعا والقنيطرة وريف دمشق، واقتراب الثوار من دخول مدن غوطة دمشق الغربية المحاصَرة وجنوب دمشق المحاصَرة والخسائر الكبيرة التي تلقاها جيش الأسد و«حزب الله»، وأيضا الحرس الثوري الإيراني في القطع التي سقطت بيد الثوار، فقد بتنا أمام معركة محتملة ينتظرها مقاتلو الثورة منذ أشهر بعد سقوط مساحات واسعة في درعا والقنيطرة وريف دمشق الغربي».
ورأى انه«في حال سيطرة النظام وكسْبه هذه المعركة فإنه سيفصل محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق عن بعضها البعض ويفرض حصاراً على مناطق مثلث جنوب سورية وسيصعب المهمة من جديد على الثوار كون المناطق أساسية لثوار لعبور المنطقة».
وأوضح ان«حزب الله استطاع استرجاع تلة مرعي الهبارية وأجزاء من بلدة دير العدس والواضح ان معارك كر وفر تجري الآن في بلدتيْ الهبارية ودير العدس».
ويبدو أن معركة الحسم أو«شهداء القنيطرة» كما أطلق عليها النظام السوري تتصاعد وسط اشتباكات شرسة فيما الغموض يسيطر على نتائج المعارك التي تدور هناك وسط إشاعة أخبار عن سقوط قرى بيد قوات الأسد وحلفائه، والترويج لبيع الثوار بعض المناطق التي سقطت وهو ما يتم نفيه بين الحين والآخر من قبل الثوار، إلا أن الأجواء غير واضحة.
وبحسب الناشط الاعلامي اسعد الجولاني فإنه بعد اندلاع الاشتباكات في بلدات دير ماكر ــ الدناجي ــ سلطانة سبسبا ــ الهبارية ــ حمريت ماعص ــ كفرناسج دير العدس وكفر شمس وهي بلدات تقع على خط فاصل بين ريف دمشق الغربي من جهة وريف درعا والقنيطرة من جهة اخرى، بادرت الفصائل المقاتلة الى تشكيل غرفة عمليات مشتركة على ارض حوران والجولان وسارعت لإصدار بيان يطالب بعدم الإفصاح إعلامياً عما يجري في تلك المنطقة من تطورات مهما كانت حرصاً على نجاح أعمال المواجهة.
وكانت مصادر المعارضة أفادت عن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الثوار من جهة وقوات الأسد مدعوماً بعناصر إيرانيين ومن «حزب الله» من جهة أخرى في محاولة من الأخير لاقتحام بلدة الفقيع في ريف درعا يوم الثلاثاء، وترافق ذلك مع قصف عنيف جداً بالبراميل المتفجرة والصواريخ وقذائف المدفعية على البلدة، سبقها يوم الاثنين معارك في جنوب البلاد في محاولة من قوات النظام للسيطرة على بلدات حمريت - دير ماكر - تلة مرعي والتي تعتبر بوابة ريف دمشق الغربي، وبلدات في ريف درعا الشمالي، وزمرين - كفر شمس - دير العدس في ريف القنيطرة الشمالي في إطار السعي لفصل المحافظات الثلاثة واستعادة المساحات التي خسرتها في الماضي.
ويعتبر مثلث المنطقة إستراتيجياً بامتياز، إذ تحاول قوات الأسد وميليشياته السيطرة على مناطق وقرى عديدة في ريفيْ درعا والقنيطرة والريف الغربي لدمشق حيث تواصلت الاشتباكات منذ الإثنين الماضي على محوريْ»حمريت - دير ماكر- تلة مرعي«و»كفرشمس - زمرين - دير العدس «بين الثوار وقوات الأسد مدعوماً بمليشيات«حزب الله»والحرس الثوري الإيراني ومجموعات من كوريا الشمالية وبغطاء جوي، كما استهدف جيش الأسد الثوار بشتى أنواع الأسلحة على مختلف هذه المحاور.
وأدت الاشتباكات الضارية جداً، بحسب مصادر المعارضة، إلى تدمير 7 آليات بينها 6 دبابات وآلية في جبهتي كفر شمس ودير العدس، ودبابة وآلية في جبهتيْ حمريت ودير ماكر، بالإضافة إلى استيلاء الثوار على دبابة في الجبهة نفسها، كما تمكنوا من أسْر 5 عناصر لقوات الأسد بينهم عناصر من»حزب الله«، إضافة إلى مقتل العشرات بينهم عناصر من الحزب والحرس الثوري الإيراني.
وتشير المصادر نفسها إلى أن نظام الأسد استخدم العناصر الكورية الشمالية في حربه ضد المدنيين في محوريْ ريف درعا الشمالي وريف دمشق الغربي ولقي البعض من هؤلاء حتفهم في الاشتباكات.
من جهته، اوضح المتحدث باسم الهيئة الإعلامية العسكرية في درعا لوكا الزعبي لـ«الراي»إن«قوات الأسد والميليشيات الطائفية جهزت مسبقاً للمعركة عقب الهزائم الكبرى ونجاح الثوار في السيطرة على مساحات واسعة في ريفيْ درعا والقنيطرة وعلى بوابة الغوطة الغربية بريف دمشق».
ويلفت الزعبي الى إن«قوات الأسد استقدمت أرتالاً ضخمة وحاولت الاقتحام من محور «ريف درعا الشمالي»، وسبق ذلك قصف هو الأعنف من نوعه على الإطلاق في المنطقة حيث سقطت مئات القذائف وشُنت عشرات الغارات الجوية»، مشيراً إلى أن«كتائب الثوار قتلت العديد من العناصر»، ومؤكداً«تدمير 4 دبابات لقوات الأسد».
ولفت إلى«أن هذه المعركة التي روّج «حزب الله» والنظام على أنها معركة الحسم، متوقعة منذ أشهر وكان الثوار يستعدون لها، وكانت قوات الأسد و«حزب الله» والحرس الثوري الإيراني قد جهزوا أرتالاً ضخمة تتألف من 36 آلة عسكرية بين مدرعة ودبابة وسيارات الدوشكا وناقلات الجند خلال الأيام الماضية تمهيداً لاقتحام النقاط حول خطيْ هجوم ومحوريْن هما الأهمّ على الإطلاق في مثلث المنطقة «جنوب سورية».
وأشار إلى أن الثوار حذروا المدنيين من الاقتراب إلى اوتوستراد السلام الدولي دمشق - القنيطرة، إذ إن هذا طريق الإمداد لقوات الأسد للمحور الأول «حمريت - دير ماكر» ريف دمشق الغربي، كاشفاً انه «تم استهداف أرتال جيش الأسد بصواريخ التاو المضادة للدروع التي قدمتها اميركا للثوار وبقذائف الهاون من العيار الثقيل».
ولاحقاً انفجر الوضع في الجبهة الجنوبية في سورية، في إطار معارك واسعة النطاق تحت عنوان استعادة ريف القنيطرة وصولاً إلى ريف درعا، بحجة كسْر خطة أعدّها الجيش الحر مع القوات الأردنية واسرائيل كما روّج إعلام «حزب الله» في بيروت، وهو ما اعتُبر البيان رقم 2 للحزب بعد إعلانه في بيان حمل الرقم واحد تبنيه عملية شبعا التي استهدفت دورية إسرائيلية كردّ انتقامي على الغارة الإسرائيلية التي نُفذت في القنيطرة وأدت إلى مقتل قيادات عسكرية في الحزب والحرس الثوري الإيراني، الأمر الذي أثار خشية في حينه من أن تؤدي التطورات إلى إشعال حرب لبنانية - إسرائيلية وإسقاط القرار 1701.
اشتعال الجبهات في القنيطرة ودرعا بالإضافة الى الغوطة والمجازر التي تُرتكب بحق المدنيين في دوما وغيرها والقصف الذي طاول دمشق والتصعيد في ريفها رغم العواصف الطبيعية، وتحكُّم الجنرال «ثلج» بالأوضاع مؤقتاً، كل هذا يعكس حقيقة واحدة وهي أن النظام السوري يحاول إحراز انتصارات وتقدُّم على الأرض من أجل تحسين شروط التفاوض مع المعارضة السورية، وهو ما تَرافق مع وصول مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا إليها وسط الحديث عن تعديلات في خطته.
ووفق المعلومات التي توافرت لـ «الراي» من مصادر المعارضة السورية فإن «حزب الله» رفع نسبة أعداد عناصره في القنيطرة من 200 إلى 1700 عنصر وأن هناك قوات عراقية جديدة دخلت إلى المنطقة بالإضافة إلى عناصر الحرس الثوري الإيراني وميليشيات من كوريا الشمالية كذلك تقاتل تحت إمرته، فيما أفيد عن حشد أكثر من 5000 جندي من جيش الأسد أيضاً.
وتقول مصادر المعارضة السورية إن «حزب الله» منذ دخوله إلى سورية «لا همّ لديه إلا إنقاذ نظام الأسد وهو ينقل ميليشاته وينشرها في أكثر من منطقة تحت الطلب، ووضع ثقله العسكري في القنيطرة منذ العام 2012 وقاتَل ضد الجيش الحر في معارك استراتيجية دفاعاً عن قوات الأسد في خان أرنبة والريف الجنوبي للقنيطرة والمعبر الحدودي وفي تلة حرمون».
ويوضح المسؤول الاعلامي العام لألوية سيف الشام أبو غياث الشامي لـ «الراي» أن «المعارك التي تجري اليوم على أرض القنيطرة وريف دمشق الغربي، تأتي بعد الانتصارات التي حققها الثوار في الجبهة الجنوبية، وصولاً لفتح طريق للريف الغربي ومن أجل فك الحصار عن جنوب دمشق وداريا، وقد تكبد النظام وميليشاته الطائفية خسائر كبيرة».
وأضاف: «لقد قررت إيران أن تجرّب حظها مع فصائل الجيش الحر، بعد الرعب الكبير الذي أصابهم نتيجة التقدم لهذه القوات على الأرض في الجبهة الجنوبية، فهذه الجبهة هي أمل الشعب السوري وخيار الثورة السورية والجيش الحـر من أجل التقدم».
وتابع: «أراد النظام كسـر الثورة السورية باقتحام المناطق الاستراتيجية التي حرّرها الجيش الحر في الجبهة الجنوبية، وقد أثبتت الفصائل المقاتلة هناك للعالم توحُّد الجيش الحر ضمن خطط عسكرية واحدة وهدف واحد».
ووسط التقارير عن أن معركة ريف دمشق الغربي والقنيطرة تجري تحت إشراف مباشر من قادة الحرس الثوري الإيراني و«حزب الله» وأن قوات الأسد ملحقة بقواتهم، يوضح العقيد الحمدان أن «80 بالمئة من المقاتلين مع النظام هم عناصر إيرانية وعراقية ولبنانية، ووجود عناصر وضباط النظام هو رمزي فقط ولا دور لهم بالمعركة»، سائلاً «لماذا يصمت العرب والعالم على هذه المهزلة الآن؟ أليس ما يحصل هو احتلال لسورية من عصابات مصنفة في غالبيتها إرهابية من عدد من دول العالم ولا سيما أميركا؟ وكيف يسمح العالم لهذه العصابات بأن تقتل الشعب السوري أمام أنظاره؟، لماذا هذا الصمت؟، لماذا لا يزوّدنا الأشقاء العرب بالأسلحة النوعية، ومخازنهم تكتظ بها؟ لماذا لا يعملون على إعادة هيكلة الجيش الحر بمؤسسة واحدة وقيادة واحدة وكلنا نعلم أن الأمر بيدهم؟».
ويقول إنه خلال الأيام الماضية التي سبقت اندلاع المعارك الأخيرة، عمد «حزب الله» إلى تكتيك جديد واعتمد أسلوب التسلل باتجاه التلال المشرفة على الطرق الرئيسية وإلى نصب الكمائن بمجموعات صغيرة (سيراً على الأقدام أو باستخدام دراجات نارية)، ولا سيما على المحاور المتوقَّع قدوم الثوار منها وذلك بقصد ايقاع أكبر الخسائر بالثوار وقطع طرق إمدادهم، ولذلك تمّ زرع مجموعات متقدمة ومخفية لمواكبة تقدُّم الثوار والتأكد من عدم وجود عناصر أو كمائن لحزب الله فيها، حيث تمكّنت عناصره من التسلل إلى نقطتين: الأولى غرب جنوب حمريت (عين العلق) شرق قرية الطيحة قادمة من قرية ماعص، والثانية في تل عنتر إذ تم نصب كمين على الطريق الواصل بين كفرناسج وكفرشمس وجرى قتل عناصر الكمين الستة بحسب المعلومات من الثوار».
ووفق الناشط الاعلامي ماهر الحمدان فإنه«عقب سيطرة الثوار على مساحات واسعة وتمكُّنهم من فتح خطوط الإمداد على المحافظات الثلاثة درعا والقنيطرة وريف دمشق، واقتراب الثوار من دخول مدن غوطة دمشق الغربية المحاصَرة وجنوب دمشق المحاصَرة والخسائر الكبيرة التي تلقاها جيش الأسد و«حزب الله»، وأيضا الحرس الثوري الإيراني في القطع التي سقطت بيد الثوار، فقد بتنا أمام معركة محتملة ينتظرها مقاتلو الثورة منذ أشهر بعد سقوط مساحات واسعة في درعا والقنيطرة وريف دمشق الغربي».
ورأى انه«في حال سيطرة النظام وكسْبه هذه المعركة فإنه سيفصل محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق عن بعضها البعض ويفرض حصاراً على مناطق مثلث جنوب سورية وسيصعب المهمة من جديد على الثوار كون المناطق أساسية لثوار لعبور المنطقة».
وأوضح ان«حزب الله استطاع استرجاع تلة مرعي الهبارية وأجزاء من بلدة دير العدس والواضح ان معارك كر وفر تجري الآن في بلدتيْ الهبارية ودير العدس».
ويبدو أن معركة الحسم أو«شهداء القنيطرة» كما أطلق عليها النظام السوري تتصاعد وسط اشتباكات شرسة فيما الغموض يسيطر على نتائج المعارك التي تدور هناك وسط إشاعة أخبار عن سقوط قرى بيد قوات الأسد وحلفائه، والترويج لبيع الثوار بعض المناطق التي سقطت وهو ما يتم نفيه بين الحين والآخر من قبل الثوار، إلا أن الأجواء غير واضحة.
وبحسب الناشط الاعلامي اسعد الجولاني فإنه بعد اندلاع الاشتباكات في بلدات دير ماكر ــ الدناجي ــ سلطانة سبسبا ــ الهبارية ــ حمريت ماعص ــ كفرناسج دير العدس وكفر شمس وهي بلدات تقع على خط فاصل بين ريف دمشق الغربي من جهة وريف درعا والقنيطرة من جهة اخرى، بادرت الفصائل المقاتلة الى تشكيل غرفة عمليات مشتركة على ارض حوران والجولان وسارعت لإصدار بيان يطالب بعدم الإفصاح إعلامياً عما يجري في تلك المنطقة من تطورات مهما كانت حرصاً على نجاح أعمال المواجهة.
وكانت مصادر المعارضة أفادت عن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الثوار من جهة وقوات الأسد مدعوماً بعناصر إيرانيين ومن «حزب الله» من جهة أخرى في محاولة من الأخير لاقتحام بلدة الفقيع في ريف درعا يوم الثلاثاء، وترافق ذلك مع قصف عنيف جداً بالبراميل المتفجرة والصواريخ وقذائف المدفعية على البلدة، سبقها يوم الاثنين معارك في جنوب البلاد في محاولة من قوات النظام للسيطرة على بلدات حمريت - دير ماكر - تلة مرعي والتي تعتبر بوابة ريف دمشق الغربي، وبلدات في ريف درعا الشمالي، وزمرين - كفر شمس - دير العدس في ريف القنيطرة الشمالي في إطار السعي لفصل المحافظات الثلاثة واستعادة المساحات التي خسرتها في الماضي.
ويعتبر مثلث المنطقة إستراتيجياً بامتياز، إذ تحاول قوات الأسد وميليشياته السيطرة على مناطق وقرى عديدة في ريفيْ درعا والقنيطرة والريف الغربي لدمشق حيث تواصلت الاشتباكات منذ الإثنين الماضي على محوريْ»حمريت - دير ماكر- تلة مرعي«و»كفرشمس - زمرين - دير العدس «بين الثوار وقوات الأسد مدعوماً بمليشيات«حزب الله»والحرس الثوري الإيراني ومجموعات من كوريا الشمالية وبغطاء جوي، كما استهدف جيش الأسد الثوار بشتى أنواع الأسلحة على مختلف هذه المحاور.
وأدت الاشتباكات الضارية جداً، بحسب مصادر المعارضة، إلى تدمير 7 آليات بينها 6 دبابات وآلية في جبهتي كفر شمس ودير العدس، ودبابة وآلية في جبهتيْ حمريت ودير ماكر، بالإضافة إلى استيلاء الثوار على دبابة في الجبهة نفسها، كما تمكنوا من أسْر 5 عناصر لقوات الأسد بينهم عناصر من»حزب الله«، إضافة إلى مقتل العشرات بينهم عناصر من الحزب والحرس الثوري الإيراني.
وتشير المصادر نفسها إلى أن نظام الأسد استخدم العناصر الكورية الشمالية في حربه ضد المدنيين في محوريْ ريف درعا الشمالي وريف دمشق الغربي ولقي البعض من هؤلاء حتفهم في الاشتباكات.
من جهته، اوضح المتحدث باسم الهيئة الإعلامية العسكرية في درعا لوكا الزعبي لـ«الراي»إن«قوات الأسد والميليشيات الطائفية جهزت مسبقاً للمعركة عقب الهزائم الكبرى ونجاح الثوار في السيطرة على مساحات واسعة في ريفيْ درعا والقنيطرة وعلى بوابة الغوطة الغربية بريف دمشق».
ويلفت الزعبي الى إن«قوات الأسد استقدمت أرتالاً ضخمة وحاولت الاقتحام من محور «ريف درعا الشمالي»، وسبق ذلك قصف هو الأعنف من نوعه على الإطلاق في المنطقة حيث سقطت مئات القذائف وشُنت عشرات الغارات الجوية»، مشيراً إلى أن«كتائب الثوار قتلت العديد من العناصر»، ومؤكداً«تدمير 4 دبابات لقوات الأسد».
ولفت إلى«أن هذه المعركة التي روّج «حزب الله» والنظام على أنها معركة الحسم، متوقعة منذ أشهر وكان الثوار يستعدون لها، وكانت قوات الأسد و«حزب الله» والحرس الثوري الإيراني قد جهزوا أرتالاً ضخمة تتألف من 36 آلة عسكرية بين مدرعة ودبابة وسيارات الدوشكا وناقلات الجند خلال الأيام الماضية تمهيداً لاقتحام النقاط حول خطيْ هجوم ومحوريْن هما الأهمّ على الإطلاق في مثلث المنطقة «جنوب سورية».
وأشار إلى أن الثوار حذروا المدنيين من الاقتراب إلى اوتوستراد السلام الدولي دمشق - القنيطرة، إذ إن هذا طريق الإمداد لقوات الأسد للمحور الأول «حمريت - دير ماكر» ريف دمشق الغربي، كاشفاً انه «تم استهداف أرتال جيش الأسد بصواريخ التاو المضادة للدروع التي قدمتها اميركا للثوار وبقذائف الهاون من العيار الثقيل».