حوار / نقيب الصحافيين اللبنانيين رأى أن الصحافة في الكويت «تحاسب المسؤولين قبل محاكمتهم قانونياً»

الكعكي لـ «الراي»: مجلس الأمة متقدّم على أرقى البرلمانات المتطوّرة

تصغير
تكبير
• طموحي أن أعيد إلى نقابة الصحافة تاريخها وأمجادها وأرفض اختصار النقابة بشخصي

• كان يوجد نقيب من دون نقابة... أما اليوم فهناك نقيب ونقابة
أعلن نقيب الصحافيين اللبنانيين عوني الكعكي، أن الكويت كانت منذ الستينات ولا تزال لغاية اليوم، السباقة في مساعدة لبنان على ايجاد الحلول لمشاكله السياسية والاقتصادية، ومنذ الستينات، واصفاً في حوار أجرته معه «الراي» على هامش زيارته للكويت «مجلس الأمة بأنه متقدّم على البرلمانات في أرقى الدول المتطوّرة التي تؤمن بالاعلام وبالحريات، والتي تؤمن بالديموقراطية»، مشيرا من ناحية أخرى، أن «الصحافة في الكويت، لا تميّز بين وزير أو نائب أو رجل أعمال وتحاسبه قبل أن تتم محاكمته قانونياً».

ورداً على سؤال عن العناوين التي تشكّل برنامج عمله في المستقبل أجاب: «طموحي أن أعيد الى نقابة الصحافة تاريخها وامجادها، وأرفض اختصار النقابة بشخصي... كان يوجد نقيب من دون نقابة، أما اليوم فهناك نقيب ونقابة».


وفي ما يلي نص الحوار

• ما سبب زيارتكم للكويت؟

- الكويت بلد عربي عزيز على قلوب العرب عموماً واللبنانيين خصوصاً، فاللبنانيون في الكويت، لم يعودوا قادرين على التمييز ما بين لبنان والكويت، ولم يعد بامكانهم السؤال من يحبون أكثر من الثاني... علاقة لبنان والكويت، كانت ولا تزال وستبقى، علاقة صداقة ومحبة وأخوة...

الكويتيون دائما معطاؤون ودائما يفتحون مجال العمل للبنانيين، واذا نجح اللبناني في الكويت، تراهم يفرحون لنجاحه ويساعدونه.

ثمة عدد كبير من رجال الأعمال منذ الخمسينات وليس من اليوم، فالجالية اللبنانية واحدة من أكبر الجاليات في الكويت، وكان لهم أيادٍ بيضاء في نهضة الكويت واعمارها.

وعلاقتي أنا مع الكويت من أيام المرحوم والدي منذ الخمسينات، وأنا أحافظ عليها منذ تسلمي في السبعينات، وأعتزّ بها.

من ناحية ثانية، للكويت فضل كبير على الاقتصاد اللبناني، ونتذكر انه في الستينات، أن عددا كبيرا من الكويتيين اشتروا منازل في لبنان، ما ساهم في تنمية الاقتصاد اللبناني والسياحة...

الكويت تاريخيا، كان لها أيادٍ بيضاء على لبنان، فدائما، كانت ولا تزال السباقة في المساهمة في مساعدة لبنان على ايجاد الحلول لمشاكله السياسية والاقتصادية، ومنذ الستينات لغاية اليوم، نرى ان الكويت لا تترك أي مناسبة الا وتراها واقفة الى جانب اللبنانيين بكل محبة ومع كل اللبنانيين من جميع طوائفهم، ولا تنحاز الى فئة على حساب فئة أخرى.

من هنا، أتت زيارتنا كنقابة، وخصوصا للأهمية التي لها الكويت على الصحافة اللبنانية.

فبالعودة مرة أخرى الى أواخر الخمسينات وبداية الستينات، نجد أن المؤسسات الاعلامية الكبيرة في لبنان، كان للكويت فضلا كبير على المساهمة فيها، فمثلا، الكويت ساعدت على سبيل المثال «دار الصياد» التي يملكها سعيد فريحة، وساعدت سليم اللوزة، والنقيب الراحل عفيف الطيبي، والنقيب رياض طاه... الكويت ساهمت كثيرا في مساعدة الصحافة اللبنانية.

وأتينا اليوم الى الكويت، ونحن طامحون بان تكون نقابتنا الجديدة التي تمرّ بظروف اقتصادية صعبة، من حيث ترميم وتجديد مبنى النقابة، أو من حيث المدخول المادي للنقابة، خصوصا ان النقابة ليس لديها أي مدخول ثابت، فنحن نطمح من خلال محبة الكويت ومن خلال محبة أسرة آل الصباح الكريمة التي كانت لهم دائما أيادٍ بيضاء، بمساعدة اللبنانيين ونقابتنا، فنحن نطمح أن تستمر محبتهم لنا ويتواصل دعمهم لنا.

• هل يمكن أن نتحدث عن عهد جديد في نقابة الصحافة اللبنانية مع انتخابكم نقيباً، وهل من رؤية جديدة لديكم؟

- النقيب السابق محمد البلعلكي، لم يعد قادراً في فترة العشر سنوات الأخيرة على العطاء بسبب تقدّمه في السن وبسبب ظروفه الصحيّة، والنقابة بحاجة الى عطاء دائم، ومن هنا، كنا نجد نوعاً من التراخي والاهمال للنقابة الأمر الذي انعكس على كل المستويات بالنسبة للنقابة، ولو لم أكن أملك مشروعا، لما كنت أتيت الى النقابة.

أنا اخترت مجلس النقابة فرداً فرداً، وهذا الأمر يحصل للمرة الأولى في تاريخ النقابة، أي من دون تدخل السياسيين، ليس لأنهم لا يريدون، بل لأنهم لم يستطيعوا التدخل ولله الحمد، أتى مجلسا تمّ انتقاؤه مئة في المئة بسبب مهنيته. أنا أريد أشخاصاً بامكانهم ان يعطوا، وأنا متفائل بهذا المجلس وبنيت آمالاً كبيراً عليه، ليكون مجلساً منتجاً.

معظم أعضاء المجلس يعملون في مهنة الصحافة ويملكون مؤسسات اعلامية ناجحة... مجلسنا متكامل، والعناصر الشابة التي دخلت النقابة، ستعطي دماّ جديدا، وستعطي نتائج متميزة.

• قوبل انتخابكم بحملات من بعض الأصوات، هل السبب انتماؤكم السياسي؟

- لا يمكنك في لبنان أن تنجح في الوصول الى موقع مهم كموقع نقيب الصحافة، ولا تتعرّض الى انتقادات، الا أن هذه الانتقادات اعتبرها أصبحت خلفي. الأمر المهم اليوم هو النقابة، وليس علينا أن نلتهي بما قال هذا، وبانتقاد ذاك. لائحتنا فازت في الانتخابات بـ 55 صوتاً من أصل 55، ومن الدورة الأولى نجحنا، وفي النهاية، لبنان بلد ديموقراطي، ولكنت حزيناً لو لم تجر هذه الانتخابات، ومن الطبيعي في أي انتخابات، أن يفوز شخص واحد وليس اثنان، والانتخابات هي أساس لبنان، واللبناني متمسّك جداً بنظامه الديموقراطي، ويتباهى بأن بلده هو بلد التغيير وبلد الحريات وبلد تداول السلطة، فكيف علينا أن نحزن في حال حصول انتخابات؟ كما قلت، هذه الانتخابات باتت خلفنا، وهمنا أن نتمكن من أن نقدّم الى هذه المهنة، التي هي رسالة قبل أن تكون أي شيء آخر، نقدم لها ما يساعدها على العمل الصحافي، ويساعد الصحافيين على تأمين مستقبلهم الحياتي.

• ما هي العناوين التي تشكّل برنامج عملكم؟

- طموح كل صحافي الوصول الى القمة، وامنيتي أن تكون نقابة الصحافة كما كانت في أيام الكبار مثل رياض طاه، وطموحي أن أعيد الى نقابة الصحافة تاريخها وامجادها.

أرفض اختصار النقابة بشخصي... كان يوجد نقيب من دون نقابة، أما اليوم فهناك نقيب ونقابة.

نريد أن نصنع نقابة، نقابة حقيقية، نقابة تمثّل الصحافة اللبنانية وتعالج المشاكل التي يعاني منها الصحافي اللبناني. نحن لسنا بمفردنا، بل هناك دور مهم ستلعبه نقابة المحرّرين، والتي أتمنى أن نكون متعاونين مع بعضنا البعض، وأنا متفائل بهذا التعاون لترتيب وتنظيم عمل الصحافيين، وهناك ورشة اصلاح كبيرة تنتظرنا لتصحيح الأوضاع داخل البيت الصحافي.

فمثلاً تجد أشخاصا لا علاقة لهم بالصحافة، مسجّلين في النقابة، في وقت ثمة آخرين، ولهم علاقة كبيرة جداً في الصحافة، لكنهم ليسوا مسجّلين في النقابة.

علينا العمل لتصحيح هذه الأوضاع رغم جميع المعوقات التي ستواجهنا، وسنحاول ان نقوم بنقلة نوعية في الصحافة وفي النقابة.

علينا تجديد مبنى النقابة، وتكملة اعماره كي نتمكن من الاستثمار به وتأمين ارادات للنقابة، وفي الوقت نفسه، يكون صرحاً يضم ليس فقط نقابة الصحافة، انما أيضاً مؤسسات اعلامية (تلفزيونات، وكالات أنباء) حتى نصبح مركزاً اعلامياً.وسأسعى لتحقيقي هذا الحلم.

• هل من اتجاه لكسر احتكار تملّك الاصدارات السياسية في لبنان على غرار ما جرى في الكويت؟

- الوضع في لبنان من حيث الاصدارات يختلف عن الوضع في الكويت. فالنظام في لبنان يختلف عن النظام في الكويت.

فالكويت دولة غنية، في حين لبنان دولة فقيرة ولا موارد لديه، ولولا اللبنانيون المغتربون، لكانت الدولة انهارت.

اذا، على الصعيد السياسي، الاصدارات السياسية في لبنان، ليست موضوع احتكار، هناك 110 امتيازات منذ زمن طويل، والدولة اللبنانية، تمنع اليوم اصدار أي رخصة لامتياز جديد، وفي الوقت نفسه، الذي يريد رخصة، بامكانه شراء من هذه الرخص الموجودة. أما على الصعيد الاجتماعي أو الثقافي أو الاعلاني، فلدينا في لبنان 2000 امتياز من مجلات وصحف غير سياسية.

• كيف ستتعاطون مع الاعلام الالكتروني الذي سيصبح أكثر انتشارا؟

- التعامل مع الاعلام الالكتروني من أحد اهتماماتنا الرئيسية، لأن الاعلام الالكتروني اليوم، بات اعلاماً مهماً ولا يمكننا تجاهله. وفي أعضاء مجلسنا، ثمة مجموعة شباب على اطلاع بالاعلام الالكتروني، ونحن في اطار البحث عن صيغة للتعاون بيننا والتفاهم معهم، ولكن رغم تراجع الاعلام الورقي، الا أنه لا يمكننا الغاء الورق والاعتماد على الصحافة الالكترونية. أميركا لم تتمكن من إلغاء الورق.... الورق لن ينتهي.

ولكن في الكويت وفي الخليج، يختلف الوضع، لأن صحف هذه الدول، وتحديداً الكبيرة منها، لا تسجّل أي خسارات بسبب الاعلانات التي من خلالها تستمر هذه الصحف في الصدور.

• كيف تنظر الى تجربة الصحافة الكويتية؟

- ثمة تشابه كبير بين النظام في الكويت والنظام في لبنان.

فمثلا، مجلس الأمة الكويتي، متقدّم على برلمانات العالم، فهو لا ينقصه أي شيء ولا يقل عن أي برلمان متقدم في أرقى الدول المتطوّرة التي تؤمن بالاعلام وبالحريات، والتي تؤمن بالديموقراطية.

والكويت التي حلّت البرلمان اكثر من مرة، هو دليل عافية على صون الحرية والديموقراطية... اضف الى ذلك التداول في السلطة. اذا من هنا اتحدث عن الشبه الكبير بين الكويت ولبنان.

وحتى في الصحافة، نلاحظ أنه لا توجد خيمة فوق رأس أحد في الكويت... فالصحافة في الكويت، لا تميّز بين وزير أو نائب أو رجل أعمال في حال أرادت الاضاءة عليه، وتحاسبه قبل أن تتم محاكمته قانونياً.

ثمة ديموقراطية حقيقية في الكويت، والكويتي تواق للديموقراطية ويحبها ويعشق مجلس أمّته، ويحب اعطاء رأيه.

احترم الصحافة الكويتية كثيرا، فهي صحافة تقوم بدورها على أتم وجه وتعطي صورة رائعة للديموقراطية في الكويت.

«الصحافيين» استقبلت وفد النقابة اللبنانية

استقبل رئيس الاتحاد العام للصحافيين العرب رئيس جمعية الصحافيين الكويتية أحمد يوسف بهبهاني، وفدا إعلاميا من نقابة الصحافة اللبنانية، يزور البلاد بدعوة من وزارة الإعلام برئاسة نقيب الصحافة اللبنانية عوني الكعكي.

وضم الوفد كلا من: نائب النقيب جورج سولاج، وأمين سر النقابة عبدالكريم الخليل، والعضو جورج بشير والكاتب الصحافي ميشيل الشيخ.

وتطرق اللقاء الى سبل تعزيز العلاقات بين جمعية الصحافيين الكويتية ونقابة الصحافة اللبنانية، وأوضاع الحريات الصحافية فى الوطن العربي، ودور الاتحاد العام للصحافيين العرب، في دعم الحريات الصحافية فى الوطن العربي.

حضر المقابلة، أعضاء مجلس ادارة الجمعية، أمين الصندوق عدنان الراشد، وعبدالحميد خلف الدعاس، وجاسم محمد كمال، ودهيران ابا الخيل، وحسين عبدالرحمن، ومن الإعلام الخارجي كل من عنود السعيد، ومشعل الشايجي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي