معبر قلمي

أفق التطور... !

تصغير
تكبير
يبقى الإنسان في جميع نواحي يومه هو المتحكم الرئيسي بعد توفيق الله وقدره المكتوب بما تتشكل من أمور تُسَيِّر حياته، وذلك ببرمجته العقلية وسلوكه الفعلي ومدى استحسانه للقرارات التي يتخذها بالتأثر من عدمه، فنحن في غالب الأمر من يحكم على نفسه بالرضوخ أو الاستمرار، لكن سرعان ما نجد قوى تعتري صلابتنا لتولد بداخلنا نَفَس التعاون والتنازل، لتتغير بنا مفاهيم كثيرة ليس لتخلينا عنها إنما أصبحنا نراها بنظرة مختلفة تماماً عن ما كانت عليه.

لنفهم هنا معنى الخبرة التي تصقل الحياة ومهما كان الفرد واعياً وناضجاً يبقى للخبرة دور كبير في نضجنا، وهذا لا يعني أن المجال وحده يكفي في تسيير الحياة، إنما هو ركن أساسي من أركان التعاملات، ولا نستغني عن العلم والدراية والبحث بجانب ما تُكسبه لنا الحياة، لذلك من الضروري جداً أن نعمل على تنمية ذواتنا والاستفادة من خبراتنا مع الآخرين، فالمعرفة ثمرة لا تنضج إلا بالخبرة، وعزلة الناس ليس حلاً لعدم التأثر بل التعايش مع ما يدور حولنا بمهاراتنا وقدراتنا، فقرار التكيف يجعلنا نستلذ بما نكره أو ما لا نفضل.


إن استفادتنا من الآخرين لا يعني ضعفاً لنا بل دليل على حكمتنا، والتنازل أو التعاون لا يمثل رضوخاً ما دامت مقاليد السيطرة على الأمور بأيدينا بل هو ينم عن ذكاء في التعامل والإدارة للموقف نفسه، بهذا ندرك أن الحياة تعليم وتعلّم نسعى للأولى ونكتسب الثانية لنصل لأهداف وضعناها بكل رُقي وسمو، فمن ينكر عطاء الحياة لا يستحق أن يكون جزءاً منها، واحتكاكنا بالآخرين يفتح لنا أفق التطور، لذلك لا تحزن لأنك عند كل موقف حتماً ستتعلم.

d_e_e_y_a_85@hotmail.com Twitter:DalalAbdul
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي