«من كان يفكّر أن يتم حرق الإنسان حياً؟»

الديباجي: محاربة الفكر المتطرّف ضرورة ليأمن الناس خطر الإرهابيين

u0627u0644u0645u062au062du062fu062bu0648u0646 u0641u064a u0627u0644u0645u0624u062au0645u0631   (u062au0635u0648u064au0631 u0646u0648u0631 u0647u0646u062fu0627u0648u064a)
المتحدثون في المؤتمر (تصوير نور هنداوي)
تصغير
تكبير
• على علماء المسلمين وصنّاع القرار العمل على إظهار صورة الإسلام الحقيقية

• داماد: الخلاص من الإرهاب في اتحاد أصحاب الديانات الإبراهمية ... الإسلام والمسيحية واليهودية
رأى الأمين العام للهيئة العالمية للفقه الإسلامي آية الله أبوالقاسم الديباجي، أن محاربة الفكر المتطرف ضرورة ليأمن الناس خطر الإرهابيين، داعياً دول العالم كافة لتجنيد جميع امكانياتها لمحاربة الإرهاب، معتبراً أن على علماء المسلمين وصناع القرار العمل على إظهار صورة الإسلام الحقيقية، وتخليصه من التشوهات التي يريد بعض المتطرفين إلحاقها به.

وقال الديباجي خلال مؤتمر صحافي مساء أول من أمس، تحت عنوان «لقاءات الهيئة الفقهية مع البابا لعلاج التكفير والارهاب على مستوى العالم»، بحضور العضو المؤسس للهيئة العالمية للفقه الاسلامي آية الله مصطفى محقق داماد «سابقا كانت الحروب تقوم على اساس اختلافات دينية ومذهبية، أما اليوم فالحروب تقوم على أساس محاربة البشرية جمعاء، بغض النظر عن أفكارهم ومعتقداتهم».


وأضاف الديباجي خلال اللقاء الذي حضره جمع من علماء الدين، ان «ما يحدث حاليا من عمليات قتل وتفجير وتحريق، خير دليل على ذلك، وإلا من كان يفكر ان يتم حرق الإنسان حياً؟، مشدداً على «ضرورة محاربة الفكر المتطرف، وإلا كيف يأمن الناس في ما بعد خطر هؤلاء الارهابيين؟».

وأشار الديباجي إلى ان الهيئة حققت منذ تأسيسها انجازات عالمية لم يكن أحد يتوقعها وقت تأسيسها، لافتا إلى أنه بعد أشهر قليلة من تأسيسها تمت دعوتها للمشاركة في مؤتمر الاديان الذي عقد في اسبانيا، بحضور 800 عالم ومفكر من مختلف جنسيات العالم، وبعد فترة قليلة تم اختيار العضو المؤسس للهيئة العالمية آية الله مصطفى محقق داماد، لمقابلة بابا الفاتيكان السابق، معتبرا ان لقاء أحد أعضاء الهيئة برأس الكنيسة الكاثوليكية، ليس بالأمر السهل.

وكشف انه سيقوم قريبا بـــمقابــلة بابا الفاتيكان، للتشاور حول قضايا تتعلق بمكافحة الارهاب ومحاصرته عبر الوسائل الدعوية والإعلامية، داعياً «دول العالم كافة الى التحرك من خلال استقطاب صوت العقلاء وعلماء الدين للقضاء على الارهاب والعنف الذي يمارسه المنتمون إليه».

وبين ان الهيئة تجاوزت الحديث عن مضمون الوحدة الوطنية وحولته الى واقع عملي. وقال «ان اللقاء الذي جمعني سابقا بالأمين العام لهيئة علماء السنة في العراق خالد الملا على أرض الكويت الطيبة، خير دليل على ان الهيئة تجاوزت فكرة الخلاف المذهبي، مشيراً الى «نتائج هذا اللقاء أحدثت ثورة في مدى تقارب علماء المذاهب، وحولت الحديث عن موضوع الوحدة الوطنية من شعارات الى واقع ملموس».

وذكر أن عدد أعضاء الهيئة المنتسبين إليها تجاوز 60 عضوا، خلافا للأعضاء التابعين للعلماء والمراجع الذين ينتسبون للهيئة.

من جانبه، قال داماد «خلال آخر لقاء جمعني مع بابا الفاتيكان فرنسيس، قلت ان الخلاص من الارهاب المنتشر في العالم يكمن في ضرورة اتحاد أصحاب الديانات الابراهمية الثلاث (الإسلام والمسيحية واليهودية)، والوصول إلى نقاط مشتركة للقضاء على الارهاب، معتبرا ان «هذا الأمر هو الطريق الوحيد للنجاة من خطر الارهاب، ولا طريق آخر غيره، يمكن ان يصلنا إلى نتائج إيجابية».

وأوضح داماد ان «الدين هو أسهل طريق للفلاح والسعادة، فالمولى عز وجل أرسل رسله بالكتب المقدسة لنجاة البشرية عن طريق الدين»، مبينا ان «الدين هو أسهل طريق لبلوغ السعادة، شريطة ان يتم فهم نصوصه بشكل سليم وصحيح، وإلا لو حدث العكس وتم فهم الدين بصورة خاطئة، بالتأكيد ستكون النار مصير هؤلاء الذين فهموا الدين بشكل خاطئ».

وتابع داماد «خلال كلمتي في الفاتيكان دعوت أصحاب الديانات المختلفة إلى الاتحاد، وذكرتهم بقول الله تعالى «قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً، ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون».

وأردف ان «البعض كان يدرك ان القرن الواحد والعشرين سيكون فيه الصراع بين الأديان وليس الحضارات.

ولكن علينا نحن العلماء وقادة الفكر وصناع القرار الارتقاء بمعرفة الأديان المختلفة، ومن ثم الرقي بالشعوب لمنع هذه النزاعات»، مؤكدا «ان الحوار بين أتباع الديانات هو السبيل الوحيد لمنع هذا النزاع».

وأشار إلى أن»الرسول صلى الله عليه وسلم حاور اليهود والمشركين في بداية الاسلام، وعلينا نحن اليوم ان نتحاور مع أصحاب الديانات الأخرى حتى نصل إلى نقاط مشتركة».

وتابع «في ختام لقائي مع البابا وعدني بالنظر في هذه المقترحات وتطبيقها لتعم الفائدة على الجميع».

من جهته، ناشد سكرتير الهيئة العالمية للفقه الإسلامي الدكتور أحمد نبيل، وسائل الإعلام المختلفة، عدم نسب المتطرفين في تغطياتهم إلى الإسلام، باعتبار ان نسبتهم للدين الإسلامي فيه تشويه لصورة الإسلام السمح.

وأضاف نبــيل «بسبب الظـــروف الصــعبة التي نعيشها اليوم من خطر محدق وتفكير أعوج متطرف يــلبس زي الإسلام، عــلينا وعــلى البــشرية جمعاء ان نــــقــف جــنبـا إلى جنب في وجــه الــتطرف والإرهاب، ومن هــذا المنــطـلق جاء سعي الــهــيــئة العــالمــيــة للــفــقه الإسلامي لاتخاذ إجراءات فعلية، والقيام بنشاطات مــلمــوسة للحد مــن هذه الظواهر المنحرفة التي شوهت صورة الإسلام».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي