لبنان «يلهو» بالعناوين الصغيرة تحت سقف القرار الخارجي بالانضباط
«حزب الله» يعلن موقفه من الرئاسة: «ما منترك عون ولا منرضى بدالو»
لا تستغرب أوساط لبنانية مطلعة، المشهد الذي يسود بيروت هذه الأيام، اذ «تلهو» بملفات، كالنفايات وموظّفي «الكازينو» وردم الحوض الرابع لمرفأ بيروت، وتُحوّل إزالة صور السياسيين والشعارات الحزبية من العاصمة وصيدا وطرابلس «حدَثاً»، فيما العناوين الكبرى موضوعة «على الرفّ» بعدما خُتمت بـ «شمع» الانتظار الثقيل لاتضاح المسار الاقليمي المعقّد الذي يرتبط لبنان بعدد من «زواياه الحادة» ولا سيما الأزمة السورية والنووي الايراني.
ووسط هذا المشهد، قدّم «حزب الله» اشارة مهمة الى عدم استعداده للتراجع في ملف الانتخابات الرئاسية والقبول بأي مرشح توافقي، اذ تعمّد في ذكرى مرور 9 أعوام على توقيع وثيقة التفاهم مع «التيار الحر» زيارة عون، ليعلن عضو المكتب السياسي في الحزب محمود قماطي من على منبر «الجنرال» في الرابية: «ما منترك عون (كمرشح) ولا منرضى بداله» في استعارة من واحدة من أشهر الاغنيات التي طبعت تولي عون رئاسة الحكومة العسكرية الانتقالية في لبنان بين 1988 و1990 تاريح إزاحته بالقوة من قصر بعبدا بعملية عسكرية شارك فيها الطيران الحربي السوري بعدما اعتُبر متمرداً على «شرعية الطائف».
وقد اكد قماطي «ان لبنان اليوم افضل من كل محيطه أمنياً»، لافتا الى ان البلد «استطاع تجاوز الكثير من العقبات». وأشار الى ان «حزب الله» و«التيار الحر» جددا تمسكهما بكل ما ورد في وثيقة التفاهم «التي تصلح لتكون مسودة حوار بين اللبنانيين»، مؤكداً «ان الحوار بين الحزب و«تيار المستقبل»سيستمر وكل من يشارك فيه يمثل الفريقين ويتحلى بالهدوء والعقلانية والجدية».
وأضاف:«تطرقنا مع العماد عون الى عملية شبعا ونتائجها وتم الاتفاق على الحفاظ على تعزيز معادلة الردع ضد العدو وتوقفنا عند بطولات الجيش والمقاومة عند الحدود».
وحول ماتردد عن لقاء مرتقب بين زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، بدا واضحاً من خلال كل المعطيات ولا سيما ما حملته «المهمة التسهيلية» للموفد الرئاسي الفرنسي، جان فرنسوا جيرو، في زيارته لبيروت، ان هذا الاستحقاق محكوم بتعقيدات كبيرة وسيقبع في «الثلاجة» لما بعد مارس المقبل، على الأقل، وتحديداً لاتضاح آفاق المفاوضات بين ايران ودول (5+1) حيال النووي وانقشاع الرؤية في الانتخابات الاسرائيلية وصولاً الى اتضاح الخيط الابيض من الأسود في الازمة السورية والحرب على «داعش».
من جهة ثانية، يبدو ان «ساعة الحلول» للملفات الكبرى لم تدقّ بعد و«استسلاماً» لمعادلة «لا أفق خارجياً (لهذه الملفات) = حائطاً مسدوداً داخلياً» فرغم الأهمية المعلّقة على رمزية السير بقرار إزالة الشعارات والأعلام الحزبية من 3 مدن رئيسة ومنطقة مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي ومحيطه وكذلك حارة الناعمة (جنوب بيروت) وحارة صيدا (الجنوب) باعتبارها «خطوة على طريق الاستقرار» وتنفيس الاحتقان المذهبي ترجمةً للحوار الدائر بين «تيار المستقبل» و«حزب الله»، فان «الانغماس» بمعالجة «عوارض» الأزمة اللبنانية من دون مقاربة «مكامن الداء» و«تعويم» قضايا حياتية وغذائية، على أهميّتها، يشكّل «تسليماً» بالواقع، وبات واضحاً في بيروت ان انخراط «الأفرقاء المتصارعين» في لبنان، ولا سيما «المستقبل» - «حزب الله»، في «هدنة» تتخذ شكل الحوار الدائر بينهما، يعكس بالدرجة الاولى القرار الاقليمي - الدولي الكبير بالحفاظ على الحد الادنى من الاستقرار في لبنان ومنْع انزلاقه الى «حرائق» المنطقة وتحصينه ما أمكن حيال ارتداداتها، على قاعدة ان لا طائل من اشتباكهما و«البقاء على سلاحهما» داخلياً ما دام الصراع بينهما، والذي كان انعكاساً للمواجهة «بالواسطة» بين حلفاء كل منهما في الاقليم، بات يدور «بلا قفازات» وعلى الأرض في ساحات إستراتيجية كبرى ستكون نتيجة «المعركة» فيها كفيلة بان ترسم وجهة الامور في لبنان انطلاقاً من «خريطة النفوذ» الجديدة في المنطقة ككلّ.
ومن هنا، بحسب الاوساط المطلعة، كانت موافقة «المستقبل» على خوص حوار مع «حزب الله» يشكّل امتداداً لسياسة «ربْط النزاع» التي حكمت التقاءهما في حكومة الرئيس تمام سلام، اي على قاعدة تحييد العنوانين الخلافييْن الإستراتيجييْن المتعلقين بانخراط الحزب في الحرب السورية ووضعية سلاحه (الإستراتيجية الدفاعية)، وذلك نظراً الى قناعة راسخة بأن بتّ اي من هذين الملفين لا يمكن ان يحصل بدينامية داخلية بل يرتبط بشكل وثيق باللوحة الاقليمية المعقّدة، وهو ما جعل الجانبين يسعيان الى «تطبيع» علاقتهما على قاعدة سحب «فتائل» الاحتقان، وإن «الجانبية»، ومحاولة مقاربة ملف الانتخابات الرئاسية علّ المعطى اللبناني يسمح بإخراجه من الفلك الاقليمي.
وتبعاً لذلك، يتأكد يوماً بعد يوم ان اياً من «المستقبل» او «حزب الله»، ليس في وارد التفلّت من «مظلة الحوار» رغم كل «التمزقات» التي حصلت منذ ان ردّ «حزب الله» في مزارع شبعا المحتلة على غارة القنيطرة الاسرائيلية ضد موكب لكوادره والحرس الثوري الايراني، ثم اعلان امينه العام السيد حسن نصر الله سقوط «قواعد الاشتباك» مع الدولة العبرية، وما تسبب به «مهرجان الرصاص والقذائف الصاروخية» من «أضرار» سياسية سرعان ما تم تدارُكها بالمضي بقرار إزالة الصور والشعارات الحزبية مع «وعد» بعدم تكرار ظاهرة الرصاص الاحتفالي، وتفعيل الخطة الأمنية في البقاع.
وفي موازاة ذلك، بقي الهاجس الامني ماثلاً بقوة وسط قصف الجيش اللبناني مواقع المسلّحين من «النصرة» و«داعش» بالمدفعية الثقيلة والأسلحة الصاروخية في عمق الاراضي اللبنانية الجردية في عرسال. كما افيد عن سقوط قذيفة صاروخية مصدرها الجانب السوري على محلة السنوح في جرود بلدة كفرزبد الحدودية، من دون وقوع إصابات أو أضرار.
الراعي بحث وبابا الفاتيكان أزمة انتخاب رئيس للبنان
| بيروت - «الراي» |
أعرب بابا الفاتيكان، فرانسيس، عن تضامنه «مع المسيحيين في الشرق الاوسط ومع كل المتألمين والمعذبين والنازحين وكل الذين يقعون ضحية الحرب وهم ابرياء منها»، مشددا على «ضرورة الحضور المسيحي في المنطقة من أجل مواصلة الشهادة لإنجيل المسيح الذي هو انجيل السلام والمحبة والاخوة بين البشر».
وجاء كلام البابا خلال استقباله امس، البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي عرض مع رأس الكنيسة الكاثوليكية الأحداث الجارية في الشرق الاوسط ولبنان وأوضاع المسيحيين نتيجة الصراعات المحلية، والأزمة السياسية في لبنان وعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية بسبب ربط هذا الانتخاب بالاوضاع القائمة.
ونقل الراعي الى البابا دعاء البطاركة الكاثوليك والارثوذكس ورئيس المجلس الاعلى للجماعات الانجيلية، بنتيجة الاجتماع الذي عقد في بكركي في 27 يناير الماضي، مع شكرهم للحبر الاعظم «على كل ما يقوم به من مبادرات وكلمات ورسائل في شأن المسيحيين في العراق، والمطالبة بوقف الحرب في سورية والعراق وبحل النزاعات بالطرق السلمية من أجل إحلال سلام عادل وشامل في المنطقة كلها».
من جهته، أعرب البابا للبطريرك عن محبته لكل ابناء الشرق، مؤكداً «عزيمة المسيحيين على البقاء من اجل متابعة رسالتهم مع الاخوة المسلمين».
ووسط هذا المشهد، قدّم «حزب الله» اشارة مهمة الى عدم استعداده للتراجع في ملف الانتخابات الرئاسية والقبول بأي مرشح توافقي، اذ تعمّد في ذكرى مرور 9 أعوام على توقيع وثيقة التفاهم مع «التيار الحر» زيارة عون، ليعلن عضو المكتب السياسي في الحزب محمود قماطي من على منبر «الجنرال» في الرابية: «ما منترك عون (كمرشح) ولا منرضى بداله» في استعارة من واحدة من أشهر الاغنيات التي طبعت تولي عون رئاسة الحكومة العسكرية الانتقالية في لبنان بين 1988 و1990 تاريح إزاحته بالقوة من قصر بعبدا بعملية عسكرية شارك فيها الطيران الحربي السوري بعدما اعتُبر متمرداً على «شرعية الطائف».
وقد اكد قماطي «ان لبنان اليوم افضل من كل محيطه أمنياً»، لافتا الى ان البلد «استطاع تجاوز الكثير من العقبات». وأشار الى ان «حزب الله» و«التيار الحر» جددا تمسكهما بكل ما ورد في وثيقة التفاهم «التي تصلح لتكون مسودة حوار بين اللبنانيين»، مؤكداً «ان الحوار بين الحزب و«تيار المستقبل»سيستمر وكل من يشارك فيه يمثل الفريقين ويتحلى بالهدوء والعقلانية والجدية».
وأضاف:«تطرقنا مع العماد عون الى عملية شبعا ونتائجها وتم الاتفاق على الحفاظ على تعزيز معادلة الردع ضد العدو وتوقفنا عند بطولات الجيش والمقاومة عند الحدود».
وحول ماتردد عن لقاء مرتقب بين زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، بدا واضحاً من خلال كل المعطيات ولا سيما ما حملته «المهمة التسهيلية» للموفد الرئاسي الفرنسي، جان فرنسوا جيرو، في زيارته لبيروت، ان هذا الاستحقاق محكوم بتعقيدات كبيرة وسيقبع في «الثلاجة» لما بعد مارس المقبل، على الأقل، وتحديداً لاتضاح آفاق المفاوضات بين ايران ودول (5+1) حيال النووي وانقشاع الرؤية في الانتخابات الاسرائيلية وصولاً الى اتضاح الخيط الابيض من الأسود في الازمة السورية والحرب على «داعش».
من جهة ثانية، يبدو ان «ساعة الحلول» للملفات الكبرى لم تدقّ بعد و«استسلاماً» لمعادلة «لا أفق خارجياً (لهذه الملفات) = حائطاً مسدوداً داخلياً» فرغم الأهمية المعلّقة على رمزية السير بقرار إزالة الشعارات والأعلام الحزبية من 3 مدن رئيسة ومنطقة مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي ومحيطه وكذلك حارة الناعمة (جنوب بيروت) وحارة صيدا (الجنوب) باعتبارها «خطوة على طريق الاستقرار» وتنفيس الاحتقان المذهبي ترجمةً للحوار الدائر بين «تيار المستقبل» و«حزب الله»، فان «الانغماس» بمعالجة «عوارض» الأزمة اللبنانية من دون مقاربة «مكامن الداء» و«تعويم» قضايا حياتية وغذائية، على أهميّتها، يشكّل «تسليماً» بالواقع، وبات واضحاً في بيروت ان انخراط «الأفرقاء المتصارعين» في لبنان، ولا سيما «المستقبل» - «حزب الله»، في «هدنة» تتخذ شكل الحوار الدائر بينهما، يعكس بالدرجة الاولى القرار الاقليمي - الدولي الكبير بالحفاظ على الحد الادنى من الاستقرار في لبنان ومنْع انزلاقه الى «حرائق» المنطقة وتحصينه ما أمكن حيال ارتداداتها، على قاعدة ان لا طائل من اشتباكهما و«البقاء على سلاحهما» داخلياً ما دام الصراع بينهما، والذي كان انعكاساً للمواجهة «بالواسطة» بين حلفاء كل منهما في الاقليم، بات يدور «بلا قفازات» وعلى الأرض في ساحات إستراتيجية كبرى ستكون نتيجة «المعركة» فيها كفيلة بان ترسم وجهة الامور في لبنان انطلاقاً من «خريطة النفوذ» الجديدة في المنطقة ككلّ.
ومن هنا، بحسب الاوساط المطلعة، كانت موافقة «المستقبل» على خوص حوار مع «حزب الله» يشكّل امتداداً لسياسة «ربْط النزاع» التي حكمت التقاءهما في حكومة الرئيس تمام سلام، اي على قاعدة تحييد العنوانين الخلافييْن الإستراتيجييْن المتعلقين بانخراط الحزب في الحرب السورية ووضعية سلاحه (الإستراتيجية الدفاعية)، وذلك نظراً الى قناعة راسخة بأن بتّ اي من هذين الملفين لا يمكن ان يحصل بدينامية داخلية بل يرتبط بشكل وثيق باللوحة الاقليمية المعقّدة، وهو ما جعل الجانبين يسعيان الى «تطبيع» علاقتهما على قاعدة سحب «فتائل» الاحتقان، وإن «الجانبية»، ومحاولة مقاربة ملف الانتخابات الرئاسية علّ المعطى اللبناني يسمح بإخراجه من الفلك الاقليمي.
وتبعاً لذلك، يتأكد يوماً بعد يوم ان اياً من «المستقبل» او «حزب الله»، ليس في وارد التفلّت من «مظلة الحوار» رغم كل «التمزقات» التي حصلت منذ ان ردّ «حزب الله» في مزارع شبعا المحتلة على غارة القنيطرة الاسرائيلية ضد موكب لكوادره والحرس الثوري الايراني، ثم اعلان امينه العام السيد حسن نصر الله سقوط «قواعد الاشتباك» مع الدولة العبرية، وما تسبب به «مهرجان الرصاص والقذائف الصاروخية» من «أضرار» سياسية سرعان ما تم تدارُكها بالمضي بقرار إزالة الصور والشعارات الحزبية مع «وعد» بعدم تكرار ظاهرة الرصاص الاحتفالي، وتفعيل الخطة الأمنية في البقاع.
وفي موازاة ذلك، بقي الهاجس الامني ماثلاً بقوة وسط قصف الجيش اللبناني مواقع المسلّحين من «النصرة» و«داعش» بالمدفعية الثقيلة والأسلحة الصاروخية في عمق الاراضي اللبنانية الجردية في عرسال. كما افيد عن سقوط قذيفة صاروخية مصدرها الجانب السوري على محلة السنوح في جرود بلدة كفرزبد الحدودية، من دون وقوع إصابات أو أضرار.
الراعي بحث وبابا الفاتيكان أزمة انتخاب رئيس للبنان
| بيروت - «الراي» |
أعرب بابا الفاتيكان، فرانسيس، عن تضامنه «مع المسيحيين في الشرق الاوسط ومع كل المتألمين والمعذبين والنازحين وكل الذين يقعون ضحية الحرب وهم ابرياء منها»، مشددا على «ضرورة الحضور المسيحي في المنطقة من أجل مواصلة الشهادة لإنجيل المسيح الذي هو انجيل السلام والمحبة والاخوة بين البشر».
وجاء كلام البابا خلال استقباله امس، البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي عرض مع رأس الكنيسة الكاثوليكية الأحداث الجارية في الشرق الاوسط ولبنان وأوضاع المسيحيين نتيجة الصراعات المحلية، والأزمة السياسية في لبنان وعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية بسبب ربط هذا الانتخاب بالاوضاع القائمة.
ونقل الراعي الى البابا دعاء البطاركة الكاثوليك والارثوذكس ورئيس المجلس الاعلى للجماعات الانجيلية، بنتيجة الاجتماع الذي عقد في بكركي في 27 يناير الماضي، مع شكرهم للحبر الاعظم «على كل ما يقوم به من مبادرات وكلمات ورسائل في شأن المسيحيين في العراق، والمطالبة بوقف الحرب في سورية والعراق وبحل النزاعات بالطرق السلمية من أجل إحلال سلام عادل وشامل في المنطقة كلها».
من جهته، أعرب البابا للبطريرك عن محبته لكل ابناء الشرق، مؤكداً «عزيمة المسيحيين على البقاء من اجل متابعة رسالتهم مع الاخوة المسلمين».