«ستيغ برغلينغ سبّب الكثير من الأذى لي ولبلده»
جنبلاط: استضفت في «المختارة» 4 سنوات جاسوساً سويدياً للسوفيات
ستيغ برغلينغ
بعد 12 يوماً على إعلان وفاة ستيغ برغلينغ (مواليد 1937) أشهر جاسوس سويدي عمل لمصلحة الاتحاد السوفياتي خلال «الحرب البادرة»، فجّر رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط مفاجأة من «العيار الثقيل» كاشفاً انه خبأ برغلينغ في المختارة (معقل الزعامة الجنبلاطية) بين 1990 و 1994 بناء على طلب من الاستخبارات السوفياتية.
واختار جنبلاط ان يفضح هذا «السرّ» في أعقاب وفاة برغلينغ، الذي كان ضابطاً في أحد أجهزة الاستخبارات السويدية المختصة بمكافحة التجسس والإرهاب، ثم نشر سيرته الذاتية في صحيفة «نيويورك تايمز»، متضمّنةً كيف خوّله موقعه ان يبيع السوفيات في السبعينات من القرن الماضي، نحو 15 ألف من أخطر الوثائق العسكرية والأمنية وأكثرها حساسية، وصولاً الى توقيفه في تل ابيب العام 1979 وترحيله الى السويد، حيث حُكم عليه في العام نفسه بالسجن المؤبد وصولاً الى هروبه العام 1987 خلال «زيارة زوجية» كان سُمح له بالقيام بها.
وقد أثار فراره حينها ضجة كبيرة دولياً، استدعت استقالة وزير العدل السويدي آنذاك ستان ويكبوم، لتنطلق حملة ملاحقة له في نحو 70 دولة ولكن من دون جدوى في ظل شائعات عن انه خضع لعمليات جراحية غيّر بموجبها شكله، قبل ان يعود برغلينغ، الذي تردد انه تنقل بين الاتحاد السوفياتي والمجر ولبنان، مع زوجته الى السويد العام 1994 معلناً انه شعر «بالحنين الى عائلته» ليدخل السجن مجدداً، فيما لم يُحكم على عقيلته التي ماتت من السرطان العام 1997 وهي السنة نفسها التي أُفرج فيها عن الجاسوس، بموجب إطلاق سراح مشروط لأسباب صحية، قبل ان يصاب في الفترة الأخيرة بمرض باركسنون ليفارق الحياة في احد دور العجزة في ستوكهولم.
وتعمّد جنبلاط ان يميط اللثام عن هذه القضية في مقال بالانكليزية في جريدة «الأنباء» الالكترونية (التابعة للحزب التقدمي) تحت عنوان «المختارة والحرب الباردة».
واستهل الزعيم الدرزي «روايته المشوّقة»، التي شبّهها أحد متتبعيه على موقع «تويتر» بأحد أفلام «جيمس بوند»، قائلاً: «سيكتب شخص ما سيرتي الذاتية في يوم من الأيام. يمكن أن أكون موجوداً حينها أو يمكن أن أكون قد تقمصت في الصين بحسب المذهب الدرزي، ولكن للأسف يبدو أنني متورط بإخفاء بيرغلينغ لأربع سنوات في المختارة بين أعوام 1990 و1994». واضاف: «في العام 1990، زارني نائب مدير الاستخبارات السوفياتية الجنرال فلاديمير إسماعيلوف في المختارة. كان طويل القامة، شعره أحمر ويرافقه مسؤول آخر، على الأرجح أنه أحد مساعديه، إضافةً إلى صديق آخر مشترك»، مضيفًا: «المحادثات الجديّة مع السوفيات والروس تبدأ بعد تناول خمس أو 6 أكواب من الفودكا، نخبًا للصداقة اللبنانية - السوفياتية وللكفاح المشترك بين الحزب التقدمي الاشتراكي مع الحزب الشيوعي السوفياتي».
وأضاف: «قال لي الجنرال إسماعيلوف: الرفيق وليد كنتَ صديقًا كبيرًا للاتحاد السوفياتي، ولن ننسى أبدًا موقفك الداعم لقضية الشعب السوفياتي ونضالنا المشترك ضد الإمبريالية. واختصارًا للأحداث، سألني الجنرال إن كنت أستطيع أن أستقبل شخصاً في المختارة. كيف لي أن أرفض؟ السوفيات قدّموا لي مئات المنح الدراسية، ودرّبوا آلاف العناصر من الحزب الاشتراكي في قواعدهم وقدّموا أسلحة وذخيرة بما يساوي 500 مليون دولار بين 1979 وأواخر الثمانينات. قلت نعم دون تردد وأكملنا الطعام وأنا أتساءل كم زجاجة فودكا استهلكنا في ذلك الحدث وطبعاً من أجل محاربة الإمبريالية ومن أجل ترسيخ الاشتراكية».
ولفت جنبلاط إلى أنّه «وبعد أسبوعين، أتى رجل وزوجته وهما في عمر الخمسين، وتمّ استقبالهما للعيش في الطبقة العلوية من منزل نعمة طعمة، النائب الحالي في البرلمان اللبناني، وهو صديق آل جنبلاط، وعائلته معروفة بكرم الضيافة»، مضيفًا: «اكتشفنا أنّ هذين الضيفين هما ستيغ برغلينغ وزوجته إليزابيث ساندلبيرغ. وبقيا أربع سنوات في ضيافتنا وشاركانا الغداء والعشاء والظروف المختلفة»، متابعاً: «يُمكن أن أسترسل في هذه القصة، لكن أريد أن أختم بتعليقين: كان غريباً طلب السوفيات مني أن أخبئ واحداً من جواسيسهم الكثر. وفي ما بعد تأكدت شكوكي بأنّ شيئًا ما كان خطأ في الإمبراطورية السوفياتية، التي انهارت بعد عام فقط. ثانيًا، السيد آبيه، كما كنا نناديه، هرب من لبنان في 1994 وعاد إلى السويد، خلال وجودي في موسكو خلال عهد بوريس يلتسين. وقد سُجنَ مرة أخرى».
واضاف جنبلاط: «ما حدث كان محرجاً لي مع أصدقائه السويديين، من الحزب الاشتراكي الديموقراطي، والذين كنتُ على اتصال وثيق بهم وبفضل هذه العلاقات سنحت لي الفرصة أكثر من مرة للقاء أهم زعماء القرن العشرين، الراحل أولوف بالم».
وختم قائلاً:«ألحق هذا الجاسوس الكثير من الأذى لي وللسويد. أعتذر من الشعب السويدي ومن أصدقائي الاشتراكيين الديوقراطيين».
واختار جنبلاط ان يفضح هذا «السرّ» في أعقاب وفاة برغلينغ، الذي كان ضابطاً في أحد أجهزة الاستخبارات السويدية المختصة بمكافحة التجسس والإرهاب، ثم نشر سيرته الذاتية في صحيفة «نيويورك تايمز»، متضمّنةً كيف خوّله موقعه ان يبيع السوفيات في السبعينات من القرن الماضي، نحو 15 ألف من أخطر الوثائق العسكرية والأمنية وأكثرها حساسية، وصولاً الى توقيفه في تل ابيب العام 1979 وترحيله الى السويد، حيث حُكم عليه في العام نفسه بالسجن المؤبد وصولاً الى هروبه العام 1987 خلال «زيارة زوجية» كان سُمح له بالقيام بها.
وقد أثار فراره حينها ضجة كبيرة دولياً، استدعت استقالة وزير العدل السويدي آنذاك ستان ويكبوم، لتنطلق حملة ملاحقة له في نحو 70 دولة ولكن من دون جدوى في ظل شائعات عن انه خضع لعمليات جراحية غيّر بموجبها شكله، قبل ان يعود برغلينغ، الذي تردد انه تنقل بين الاتحاد السوفياتي والمجر ولبنان، مع زوجته الى السويد العام 1994 معلناً انه شعر «بالحنين الى عائلته» ليدخل السجن مجدداً، فيما لم يُحكم على عقيلته التي ماتت من السرطان العام 1997 وهي السنة نفسها التي أُفرج فيها عن الجاسوس، بموجب إطلاق سراح مشروط لأسباب صحية، قبل ان يصاب في الفترة الأخيرة بمرض باركسنون ليفارق الحياة في احد دور العجزة في ستوكهولم.
وتعمّد جنبلاط ان يميط اللثام عن هذه القضية في مقال بالانكليزية في جريدة «الأنباء» الالكترونية (التابعة للحزب التقدمي) تحت عنوان «المختارة والحرب الباردة».
واستهل الزعيم الدرزي «روايته المشوّقة»، التي شبّهها أحد متتبعيه على موقع «تويتر» بأحد أفلام «جيمس بوند»، قائلاً: «سيكتب شخص ما سيرتي الذاتية في يوم من الأيام. يمكن أن أكون موجوداً حينها أو يمكن أن أكون قد تقمصت في الصين بحسب المذهب الدرزي، ولكن للأسف يبدو أنني متورط بإخفاء بيرغلينغ لأربع سنوات في المختارة بين أعوام 1990 و1994». واضاف: «في العام 1990، زارني نائب مدير الاستخبارات السوفياتية الجنرال فلاديمير إسماعيلوف في المختارة. كان طويل القامة، شعره أحمر ويرافقه مسؤول آخر، على الأرجح أنه أحد مساعديه، إضافةً إلى صديق آخر مشترك»، مضيفًا: «المحادثات الجديّة مع السوفيات والروس تبدأ بعد تناول خمس أو 6 أكواب من الفودكا، نخبًا للصداقة اللبنانية - السوفياتية وللكفاح المشترك بين الحزب التقدمي الاشتراكي مع الحزب الشيوعي السوفياتي».
وأضاف: «قال لي الجنرال إسماعيلوف: الرفيق وليد كنتَ صديقًا كبيرًا للاتحاد السوفياتي، ولن ننسى أبدًا موقفك الداعم لقضية الشعب السوفياتي ونضالنا المشترك ضد الإمبريالية. واختصارًا للأحداث، سألني الجنرال إن كنت أستطيع أن أستقبل شخصاً في المختارة. كيف لي أن أرفض؟ السوفيات قدّموا لي مئات المنح الدراسية، ودرّبوا آلاف العناصر من الحزب الاشتراكي في قواعدهم وقدّموا أسلحة وذخيرة بما يساوي 500 مليون دولار بين 1979 وأواخر الثمانينات. قلت نعم دون تردد وأكملنا الطعام وأنا أتساءل كم زجاجة فودكا استهلكنا في ذلك الحدث وطبعاً من أجل محاربة الإمبريالية ومن أجل ترسيخ الاشتراكية».
ولفت جنبلاط إلى أنّه «وبعد أسبوعين، أتى رجل وزوجته وهما في عمر الخمسين، وتمّ استقبالهما للعيش في الطبقة العلوية من منزل نعمة طعمة، النائب الحالي في البرلمان اللبناني، وهو صديق آل جنبلاط، وعائلته معروفة بكرم الضيافة»، مضيفًا: «اكتشفنا أنّ هذين الضيفين هما ستيغ برغلينغ وزوجته إليزابيث ساندلبيرغ. وبقيا أربع سنوات في ضيافتنا وشاركانا الغداء والعشاء والظروف المختلفة»، متابعاً: «يُمكن أن أسترسل في هذه القصة، لكن أريد أن أختم بتعليقين: كان غريباً طلب السوفيات مني أن أخبئ واحداً من جواسيسهم الكثر. وفي ما بعد تأكدت شكوكي بأنّ شيئًا ما كان خطأ في الإمبراطورية السوفياتية، التي انهارت بعد عام فقط. ثانيًا، السيد آبيه، كما كنا نناديه، هرب من لبنان في 1994 وعاد إلى السويد، خلال وجودي في موسكو خلال عهد بوريس يلتسين. وقد سُجنَ مرة أخرى».
واضاف جنبلاط: «ما حدث كان محرجاً لي مع أصدقائه السويديين، من الحزب الاشتراكي الديموقراطي، والذين كنتُ على اتصال وثيق بهم وبفضل هذه العلاقات سنحت لي الفرصة أكثر من مرة للقاء أهم زعماء القرن العشرين، الراحل أولوف بالم».
وختم قائلاً:«ألحق هذا الجاسوس الكثير من الأذى لي وللسويد. أعتذر من الشعب السويدي ومن أصدقائي الاشتراكيين الديوقراطيين».