حسين الراوي / أبعاد السطور / اضحك مع هذا الاقتراح الغريب!

تصغير
تكبير

كشفت صحيفة «القبس» في عددها رقم: 12617، على صفحتها الأولى، خبراً مفاده أن الحكومة تبحث في أمر مقترح يتعلق بكيفية منع موظفي الدولة الكويتيين من الكتابة أو العمل في الصحف. لا أعلم ماذا تريد الحكومة بالضبط مِنا نحن الكُتاب الكويتيين الموظفين في الوزارات بالذات، هل تريد حكومتنا الميمونة ألا نرفع الأقلام ضد الفساد المنتشر في بعض أجهزتها، هل تريد حكومتنا الميمونة أن نسكت عن السرقات والاختلاسات التي تحدث بشكل دوري في بعض خزائنها، هل تريد حكومتنا الميمونة أن نغض الطرف عن حقوق المواطن الكويتي ونتنكر له، هل تريد الحكومة ألا نفضح ممارسات بعض ضباطها الكبار الذين يستخدمون نفوذهم وصلاحياتهم لمصالحهم الشخصية بكل سوء، هل تريد الحكومة أن نمدحها في آناء الليل وأطراف النهار، ونصفق ونهتف لوزرائها، ووكلائهم، وبقية مسؤوليها على الطالعة والنازلة، هل تريد الحكومة أن نكتب أن بلدنا خالٍ من المشاكل نهائياً، وأنه ليس لدينا مشاكل في مستشفيات وزارة الصحة، ولا مشاكل لدينا تتعلق بالأخوة البدون وحقوق الإنسان، ولا مشاكل لدينا في انتظار الطابور السرمدي لبيوت وزارة الإسكان، وأن لا مشاكل لدينا مع جشع وطمع بعض البنوك التي تستغل حاجة المواطن الكويتي، وأن مشاكل وزارة التربية في كل موسم دراسي لا تتكرر، وأن وزارة الشؤون نظيفة جداً من الفساد الإداري؟

يا حكومة يا ميمونة إن الكاتب الكويتي، أين ما كان يعمل، هو نبض المجتمع، ومؤشر الشارع الكويتي، وصوت الشعب، والمنفذ الرحب الجميل للحلول التي ينتظرها المواطن الكويتي، وغير الكويتي، لمشاكله التي ضاق بها ذرعاً، فلا تحاولين يا حكومة أن تضايقينا، إننا حلقة الوصل بينكِ وبين الشعب، ولا نستحق منكِ إلا التقدير والاحترام.

حكومتنا الميمونة... إن تاريخ كل الأمم والشعوب لا يدونه المخبر، أو السوط، أو الجلاد، أو الأصفاد، أو مقص الرقيب، إن تاريخ الأمم والشعوب تكتبه الحرية المسؤولة، والنقد الحقيقي الذي يمارسه كتابها الصادقون في حبهم لأوطانهم، إن كُتاب الأمم هم الذين يرسمون لأوطانهم أجمل الصور في أعين وأذهان الشعوب الأخرى كافة على مر التاريخ والأزمان، ولست أبالغ حين أقول انني عرفت تاريخ بلدان كثيرة بسبب حبي وتتبعي لبعض كتابها الرائعين. يقول الفرنسي جان راسين: «تكتب الأمم العظيمة تاريخ حياتها في ثلاثة كُتب: كتاب الأعمال، وكتاب المقالات، وكتاب الفن». لذا أوقفي يا حكومتنا الميمونة أمر البحث والتشاور في فكرة تطبيق هذا القرار قبل أن تضحك علينا باقي الأُمم والشعوب!


حسين الراوي

[email protected]


 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي