«بيردمان» و«قنّاص أميركا» و«ذي ثيوري» و«سيلما»

بيروت تشاهد أفلام «الأوسكار 87»

تصغير
تكبير
ليس جديداً على بيروت الزحام الرائع الذي تشهده هذه الأيام، من الأفلام المتسابقة لنيل واحد أوأكثر من الأوسكارات التي تعلن في 22 فبراير الجاري، من بين لائحة طويلة من العناوين والأسماء هي الأقوى بشكل مطلق منذ سنوات طويلة، وهذا يعني أن المواجهة ستكون حادة، صعبة ولافتة.

ومن حسنات الوعي عند الموزعين اللبنانيين، أنهم يواكبون حدث الأوسكار بجوارحهم، إلى حد أن الجمهور العادي لم يكد يطّلع على لائحة الترشيحات، حتى فوجئ بسيل الأفلام المرشحة في جميع الفئات يندفع إلى الصالات اللبنانية.

هنا قراءة لأبرز الأعمال التي اختيرت للتبارى، ومدى حظوظ كل منها في الفوز أوالإخفاق، مع هامش قد يكون عريضاً لمفاجأة ما على صعيد الخيار الأول للآلاف الأربعة من أعضاء لجنة الجائزة، بحيث يكون مخرجاً مناسباً لتعادل حاد بين شريطين قويين أو أكثر على القمة.

«The theory of everything» للمخرج جيمس مارش، يعتبر مثالاً لما يمكن تتويجه أولاً في مجال الأفلام الدرامية. فهو تحفة سينمائية متكاملة نصاً وإخراجاً وتمثيلاً، مع خصوصية تصعب مقارنتها لناحية التمثيل، فالدور الأول أسند إلى الممثل الإنكليزي الشاب إيدي ريدماين، ولن نصدّق أن الأوسكار سيخذله عن دوره المذهل لستيفان هاوكنغ عبقري الفيزياء من ذوي الاحتياجات الخاصة. وقد وضع نصّه السينمائي أنطوني ماكارتن، اقتبسه عن الكتاب الذي وضعته السيدة جين زوجة هاوكنغ (لعبته ببراعة الإنكليزية فيليسيتي جونز)، بعنوان «حياتي مع ستيفان».

«Birdman» للمخرج المكسيكي أليخاندروغونزاليس إيناريتو، الذي يعتبر أول مكسيكي أوصل بلاده إلى صدارة التنافس على الأوسكار، وإن يكن الفيلم يحمل جنسية أميركا. إنه مادة أكاديمية عالية الجودة، نخبوية بامتياز، والشريط يستحق أن يكون مرجعاً لكل مخرج كي يتعلّم من إيناريتو، ولكل ممثل كي يخفض نظره أمام أداء مايكل كيتون المشرق والعميق والذاهب إلى أبعد المسافات مع شخصية ريغان، الذي يصل في الختام إلى مرحلة الانتحار على المسرح وأمام الجمهور لكنه لا يموت بل يصاب أنفه فقط، ومن نافذة غرفته في المستشفى حيث يعالج يطير ريغان، ليظل محلقاً كأي ممثل كبير يسكن في كوكب آخر غير كوكبنا الصدئ هذا. والمنافسة عسيرة بين ريدماين وكيتون على أوسكار التمثيل كما على أفضل فيلم، فالعملان مدهشان.

أما عنوان فيلم «سيلما» فهو ليس اسماً لصبية، بل لمدينة في مقاطعة ألاباما، حيث ركز الناشط الأهم في مجال النضال الطويل لنيل السود حقوقهم المدنية في الولايات المتحدة، خصوصاً حق الانتخاب والترشح مثل أي أميركي أبيض في البلاد الدكتور مارتن لوثر كينغ، إبان حكم الرئيس ليندون جونسون الذي أجبره ضغط الشارع والضحايا الذين سقطوا من أجل الفوز بحق طبيعي ظل البيض يرفضونه حتى آخر لحظة، وكانت العبارة التي استفزته من كينغ: سيدي الرئيس إذا لم تخرق الواقع الخاطئ اليوم فلن يتذكر الشعب الأميركي شيئاً عنك.

وفي 128 دقيقة صوّر Selmِa العام 2014 في مارييتا بولاية جورجيا الأميركية بميزانية 20 مليون دولار، أسهم فيها كل من براد بيت، وأوبرا وينفري (لعبت دور آن لي كوبر)، وجنى الفيلم في أول عشرين يوم عرض أقل بقليل من 34 مليون دولار.

تولت إخراج الفيلم آفا دوفورناي (42 عاماً) عن سيناريو لـ بول ويب، ولعب ديفيد أويالو وودور مارتن لوثر كينغ ببراعة.

ولـ كلينت إيستوود شريط «قناص أميركي»، يدير فيه شريكه في الإنتاج برادلي كوبر، وبالرغم مما قيل في توجه الفيلم، فإننا نعتبره اعترافاً أميركياً بما اقترفته في العراق من خلال قناص في البحرية الأميركية أعلن أنه أصاب 160 هدفاً بشرياً خلال خدمته هناك.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي