«ثنائيتي مع ماغي بوغصن لم تُستثمَر جيداً»

كارلوس عازار لـ «الراي»: وزّعتُ «ألبومي» مجاناً ... «كرمال البرستيج»!

تصغير
تكبير
• أرتاح في الغناء والتمثيل بالقدر نفسه... لكنني في الأوّل أستمتع بردّة الفعل فوراً

• لابد من أفلام تجارية تتوجه للجمهور العريض... بلا حاجة إلى «التفلسف» كثيراً

• يمكنني أن أطل كمقدِّم في برنامج ضخم يفجِّر كل المواهب التي أمتلكها

• لا أفهم لماذا يتعصّب البعض لفكرة «أن الفنان اللبناني لا يحق له الغناء إلا بلهجته»!

• لابد من نوعية جيدة للسينما اللبنانية إذا أرادت الانتشار في مصر

• ليست لديّ مشكلة في الغناء باللهجة المصرية أو الخليجية... فهي لن تبعدني عن اللغة العربية!

• هناك سينمائيون لبنانيون يطمحون إلى المهرجانات... والأفلام التجارية ليست «رديئة» بالضرورة
يسير بقدَم في الغناء وأخرى في التمثيل!

وبالرغم من ذلك يتقدم الفنان اللبناني كارلوس عازار بخطى فنية واثقة، متطلعاً إلى الانتشار على الخريطة العربية - وعالمياً أيضاً - بموهبتيه الاثنتين في أقصر وقت! عازار سيُعرض فيلمه «فيتامين» في دبي والأردن قريباً، ويُنتظر أن يُعرض بعد مدة في مصر، كما يستعدّ لعمل عربي مشترك هو الأول في تجربته، بالإضافة إلى مسلسلين لبنانيين وفيلم لبناني جديد.


«الراي» تحدثت إلى عازار، الذي خاض من قبل تجربة تقديم البرامج، فكشف عن أنه لا يعتزم تكرار التجربة إلا إذا كان البرنامج سيفجر كل المواهب التي منحه الله إياها. وفي حين أعرب عازار عن قدرته على الغناء باللهجتين الخليجية والمصرية، استغرب ما سماه «تعصب» بعض اللبنانيين لمقولة «إن المطرب اللبناني ينبغي ألا يغني بلهجة أخرى»، مبيناً أنه لا يفهم هذا الموقف، فكل اللهجات العربية هي في نهاية المطاف لا تخرج به بعيداً عن «اللغة العربية الأم»!

عازار عرج على تعبير «السينما التجارية»، فعبّر عن «أن إنتاج أفلام ذات طابع تجاري، أو جماهيري، لا يعني بالضرورة أنها رديئة المستوى»، لافتاً إلى «أن الجماهير العريضة تحتاج أحياناً إلى أفلام ترفيهية بعيداً عن التفلسف المفرط»!

الممثل والمغني كارلوس عازار تطرق مع «الراي» إلى كثير من القضايا الفنية ومواقفه حيالها، وتحضيراته للانتشارعربياً ودولياً...والتفاصيل وردت في ثنايا هذا الحوار:

? هل تستشعر النجاح الذي تلمسه خلال الغناء بقدر النجاح الذي تلمسه في التمثيل؟

- الفارق بين المسرح والشاشة، سواء الصغيرة أو الكبيرة، أنني على المسرح ألمس رد فعل الناس مباشرة، حتى انه يمكن إدراك حالة الشخص الذي يشاهدني، إن كانت فرَحاً او عدم رضا. من هنا يمكن أن نعرف كيف يفكر فينا الناس، بينما على الشاشة الكبيرة أو الصغيرة لا يمكن أن نعرف كيف يتفاعل الجمهور مع ما يشاهده.

? نفسياً، أيّ نجاح بينهما يفرحك أكثر؟

- المكان الذي يفرحني، هو المكان الذي أكون مرتاحاً فيه، والمكان الذي لا أرتاح فيه لا يمكن أن أرتاده. مثلاً عندما خضتُ تجربة تقديم البرامج قبل 5 أعوام، لم أشعر بأنني مرتاح في مكاني، ولذلك رحلتُ وتعاملتُ مع هذه التجربة على أنها كغيرها من التجارب التي انتهت. أنا أرتاح في الغناء كما في التمثيل، ولكن الفارق بينهما أنني في الغناء ألمس رد فعل الناس مباشرة، أما في التمثيل فيجب أن أنتظر كي ألمس النتيجة في مرحلة لاحقة.

? كما يحصل حالياً مع تجربة فيلم «فيتامين»؟

- الحمد لله، نحن نلمس نتائج إيجابية جداً، وتمكنّا خلال ثلاثة أسابيع من تحقيق رقم قياسي على مستوى نسب المشاهدة.

? وهل سيذهب الفيلم إلى دبي والقاهرة، كما تردد؟

- بل إلى الأردن ودبي.

? قيل إنه سيُفتتَح في مصر أيضاً؟

- ربما، ولكنني لا أعرف الموعد.

? هل تعتقد أنه يمكن أن يكون للسينما اللبنانية مكان في مصر؟ وأن تتمكن من فرض نفسها هناك؟

- مسيرة الألف ميل تبدأ بميل. أنا لا أدّعي أن التجربة سهلة، وذلك يرجع إلى أن الجمهور المصري ذواق وصعب، خصوصاً أن تاريخه حافل بالأعمال السينمائية، ونحن ندخل إليه من خلال سينما جديدة، بالنسبة إليه. عندما يُعرض فيلم لبناني في مصر، فلا شك أن النوعية هي التي تلعب دورها، وهي التي ستجعل الجمهور المصري يثق أو لا يثق بما نقدمه.

? هل تشعر بأن السينما اللبنانية تقدم أفلاماً بمواصفات جدية وراقية؟

- هناك أفلام يسعى صانعوها إلى أن تشارك في المهرجانات، وفي المقابل ثمة أفلام تجارية يكون الهدف منها الوصول إلى الجمهور العريض. ولكن حتى لو قدمنا أفلاماً تجارية الهدف منها الوصول الى الناس، فإننا نسعى إلى أن تكون بمستوى راق وجيد، لأن إنتاج أعمال فنية «تجارية» لا يعني بالضرورة أن تكون بلا قيمة أو متدنية المستوى. ربما يكون التغيير على مستوى المواضيع والتنفيذ.

? ولكن هناك من يتحدث عن أزمة نصوص، وغياب للكتّاب الذين يكتبون بعمق وجدية؟

- لا أوافق على هذا الكلام، والحركة السينمائية التي تحصل في لبنان هي التي تثبت ما أقوله. كلنا نعرف ماذا قدمت نادين لبكي وقبلها زياد الدويري وبهيج حجيج وسمير حبشي.

? أنت اخترتَ الأسماء التي تقدم الأفضل، ولكن مقابلها هناك مَن يقدم أعمالاً سيئة؟

- لا بد من وجود تجارب تجارية نتوجه من خلالها إلى الجمهور العريض الذي لا يحتاج إلى أن «نتفلسف» عليه، لأنه يرغب في تمضية ساعتين من وقته للتسلية والترويح عن نفسه «بعيداً عن الإفراط في العمق». ولكن هذا لا يعني أن النصوص التي تُقدم في هذه الأعمال ليست جيدة، بل هناك اختلاف في التقنيات.

? أشرتَ إلى أن التقديم تجربة وانتهت في حياتك، في حين أن كل الفنانين يتجهون إلى أن تكون لهم إطلالات ثابتة عبر التلفزيون، سواء من خلال التقديم أو من خلال الظهور في برامج الهواة؟

- ربما، ولكنني مررت بهذه التجربة قبل 5 أعوام، في حين أن مَن لم يجربها هو الذي يحاول أن يخوضها اليوم.

? لا شك في أن الإغراءات المادية هي التي تدفع النجوم إلى القبول بالإطلالات التلفزيونية. فهل يمكن أن تتراجع عن موقفك في حال تلقيتَ عرضاً مدعوماً بإغراء مادي كبير؟

- الحالة الوحيدة التي يمكن أن أعود من خلالها إلى التقديم أن يكون البرنامج المعروض يخاطب طموحي.

? بأي معنى؟

- يمكنني أن أطل كمقدم من خلال برنامج ضخم يجمع ويفجّر كل المواهب التي أنعم الله عليّ بها. ولكن فكرة تقديم برنامج عادي لا تغريني على الإطلاق. ثمة متطلبات معينة يجب أن تتوافر كي أرضى بالعودة إلى تقديم البرنامج، ولكن من خلال مشروع واحد، لأنني لن أكمل حياتي في التقديم.

? ولماذا لم نرك مغنياً في أدوارك التمثيلية؟

- ليس شرطاً أن يغني المطرب خلال التمثيل، بل إن الأمر يرتبط بالدور الذي يقدمه، ويجب أن تكون له علاقة بالموسيقى، وإلا فإنه سيبدو مفتعلاً، أو كأنه يهبط بالمظلة. هل لأنني مطرب يجب أن أقدم أغنية في أعمالي التمثيلية؟ والسؤال أيضاً: ما دورالأغنية في الخط الدرامي الذي نقدّم على أساسه العمل؟ فإذا لم يكن لها مبرر، فهذا يعني أنني أضحك على نفسي. لا يوجد شيء مجان، بل كل شيء يجب أن يكون مبرراً.

? غنيتَ المقدمة الموسيقية في مسلسليْ «مالح يا بحر» و«حلو الغرام»، ماذا أضاف إليك غناء تترات المسلسلات؟

- لا شك أنها تضيف، ولكن بحسب طريقة تسويق العمل. فعندما يسوَّق العمل بشكل صحيح وتكون الأغنية ناجحة، سيساعد كلاهما الآخر على الانتشار.

? في حال طُلب منك أن تخوض التجربة خارج الدراما اللبنانية، هل توافق؟

- لمِ لا!

? هل يمكن أن تغني تتر مسلسل باللهجة المصرية؟

- طبعاً! لا مشكلة عندي في ذلك. عندما أغني باللهجة المصرية، فهذا يعني أنني أغني أيضاً بـ «اللغة العربية» نفسها، ولم أبتعد عنها، أولم أغيّر لغتي.

? ما موقفك من الذين يعتبرون أن الفنان يجب أن يغني بلهجته المحلية من منطلق أن لكل بلد فنانيه الذين يغنون بلهجته وأن غناء فنانين من بلد آخر لهذه اللهجة لن يضيف أي شيء؟

- لست مع هذه النظرية لسبب بسيط، وهو أن هناك فنانين غير لبنانيين غنّوا اللهجة اللبنانية. في البرنامج المقرر في الكونسرفتوار الوطني اللبناني، يُدرّس فن أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وأسمهان وفريد الأطرش الذين نفاخر بهم جميعاً لأنهم قدموا الكثير إلى الموسيقى العربية. لا أفهم ما سبب تعصب البعض لمقولة «إن الفنان اللبناني لا يحق له الغناء إلا بلهجته».

? وكيف تفسّر تردد هذه المقولة؟

- لا أعرف، حتى انني لا أفهمها.

? لا شك أنك ترغب في الانتشار عربياً كمطرب؟

- طبعاً.

? هل تسعى إلى تحقيق ذلك من خلال الغناء باللهجات المصرية والخليجية؟

- لا مانع عندي على الإطلاق.

? هل هناك تحضيرات فنية في هذا الإطار؟

- ليست اللهجة هي التي تحقق الانتشار للمطرب، بل طريقة تسويق العمل المناسب هي التي تحقق ذلك. يمكن للفنان اللبناني أن ينتشر بالأغنية اللبنانية كما حصل في تجارب عدد كبير من الفنانين اللبنانيين. ليس شرطاً الغناء بلهجات أخرى من أجل الانتشار في الخارج.

? ولكن مَن يكتفون بغناء اللهجة اللبنانية لا يحيون حفلات في مصر كما غيرهم ممن يغنون باللهجة المصرية، وبينهم وائل كفوري الذي أحيا أخيراً حفلاً في مصر بعد غياب عنها دام 15 عاماً؟

- كل فنان لديه استراتيجية خاصة، ويمكن أن يقول مثلاً إنه يرفض الغناء إلا بلهجته. وبالنسبة إلى وائل كفوري، فحفلاته تملأ كل العالم العربي.

? طبعاً، وأنا كنت أتحدث عن مصر تحديداً التي تشتهر ببريقها الفني؟

- وبيروت تتميز ببريقها الفني. لبنان ومصر مكانان لهما ثقلهما الفني. فالذي يريد الانطلاق يختار القاهرة أو بيروت، خصوصاً بيروت، لأنها تتميز بثقلها الإعلامي وتساعد على الانتشار. وكل منهما يساعد على بروز الفنان وسطوع نجمه.

? لم تشارك حتى اليوم في أعمال درامية مشتركة. هل يمكن أن نراك في الفترة المقبلة في عمل من هذا النوع؟

- نعم، وقريباً، لكنني لا أستطيع التحدث عنه بناء على رغبة شركة الإنتاج. وهناك مسلسلان لبنانيان وفيلم سينمائي.

? برأيك، لماذا لم ينجح الممثل اللبناني الرجل في أن يفرض نفسه في الدراما العربية المشتركة كما الممثلة اللبنانية؟

- هذا الأمر يرتبط بالظروف والحظ والفرص.

? عادةً النجم الرجل في الدراما العربية يكون سورياً أو مصرياً، أما نجمة العمل فتكون ممثلة لبنانية؟

- أنا أطرح أحياناً مثل هذا التساؤل، خصوصاً أنه يوجد في لبنان ممثلون جيّدون. انتشار الدراما السورية والمصرية هو ما يجعل النجوم السوريين والمصريين الرجال يسطعون أكثر من النجوم اللبنانيين. وعادةً تباع الأعمال بأسمائهم، ولو أن الدراما اللبنانية منتشرة مثل الدراما السورية والمصرية، فسنكون كنجوم لبنانيين رجال في المكان نفسه.

? ولكن الممثلات اللبنانيات يجرى اختيارهن من خلال ما يقدّمنه في الدراما اللبنانية؟

- هذا صحيح، ولكن ربما هناك متطلبات معيّنة لا أعرف ما هي؟.

? لا شك أنك تعرفها؟

- كلا، لا أعرفها.

? بدأتَ بالمجاملة؟

- أبداً، أنا لا أجامل.

? ولكنك موجود في الوسط، ولا شك أنك تعرف المتطلبات؟

- يجب أن يُطرح سؤال «لماذا يُستعان في الدراما المشتركة بنجم سوري ونجم مصري ونجمة لبنانية» على مخرج أو منتج، وليس على ممثل. بالنسبة إليّ، أنا أبدي أسفاً كبيراً لأن الدراما اللبنانية لم تنتشر عربياً بعد كما يجب.

? وما تحليلك أنت لهذا الموضوع؟

- أنا لا أحلله، ولا أوجع رأسي به. «الشغلة راكبة هيك». لكن عندما تتوافر لي فرصة مناسبة فلن أتأخر عنها. أنا أهتم بعملي وليس بأعمال الآخرين.

? هل تؤمن بالثنائيات الفنية؟

- أؤمن بالثنائيات الموقتة، وليس بالثنائية التي تستمر على مدى سنوات. فعندما تنجح ثنائية ما في عمل معيّن، يجب ألا يجري استغلالها في أكثر من عمل واحد آخر، ثم ينتهي الموضوع.

? وهل هذا الكلام ينطبق على تجربتك مع ماغي بو غصن؟

- ثنائيتي مع ماغي لم تُستثمر كثيراً. نحن تَشاركنا في مسلسل وفيلم. وقدّمنا خلال أربع سنوات عملين فقط، ولا خطورة في ذلك.

? هل تقصد أن تكرار تجارب الثنائيات يشكل خطراً؟

- ليس خطراً، بل هو ملل، ولاسيما إذا لم يكن الممثلان منسجمين تماماً.

? تقول هذا مع أن الأفلام المصرية طالما كررت تجارب الثنائيات، كما هي الحال بالنسبة إلى تجارب شادية وفريد الأطرش أو سواهما؟

- الوضع مختلف تماماً الآن. أنتِ تتحدثين عن مرحلة الخمسينات والستينات من القرن الماضي.

? وما الذي اختلف؟

- أشياء كثيرة. أولاً عدد الفنانين، وثانياً نوعية الأعمال. في الماضي كانت السينما تستعين بهذه الثنائيات لأنها تجمع بين الغناء والتمثيل، عدا أنها كانت تقدم في أعمال سينمائية وليس في التلفزيون، والناس هم الذين يقصدون السينما عادة. في هذه الحالة ينتفي الملل، بينما التلفزيون يفرض نفسه على المشاهد.

? غنائياً هل من تحضيرات جديدة؟

- أحضّر لحفلة عيد الحب، وجولة في أوروبا وأخرى في أميركا، كما أحضّر لأغنية جديدة.

? ألا تفكر في إصدار ألبوم؟

- لقد طرحتُ ألبوماً ووزّعتُه مجاناً على الناس. أهمية الألبوم أنه يفرض الفنان، ولكن كمبيعات لا توجد استفادة مادية من ورائه. بمجرد طرح الألبوم في «الفيرجين»، يمكن أن نجد أنه يباع بعد ربع ساعة في الشارع وعلى الأرصفة بـ 500 ليرة، وربما يجده المواطن فارغاً. «يا ريت عندنا كذا وائل أبو فاعور في البلد» (يقصد وزير الصحة لأنه يشن حملة على الفساد)، لأنه لابد من وجود حل لمشكلة القرصنة. وهنا أسأل: لماذا لا تُلاحَق المحلات التي تقوم بالقرصنة، والتي يعرف الكل أماكنها، وماذا تفعل، وكيف تأكل حقوق شركات الإنتاج؟!

? ولماذا طرحتَ ألبوماً وليس أغنية؟

- كان الهدف جمع أغنياتي الثماني في ألبوم واحد. ولأنني شعرتُ بأن هناك خسارة مادية ستقع، طبعت الألبوم «كرمال البرستيج».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي