الأمسية أقامها ملتقى الثلاثاء الثقافي في جمعية الخريجين
دخيل الخليفة... يمشي بخطوات مطبوعة على النار
دخيل الخليفة في الأمسية
هبة بو خمسين (تصوير كرم ذياب)
أحيا الشاعر دخيل الخليفة أمسية ملتقى الثلاثاء الثقافي في جلسته الأخيرة، التي اقيمت في جمعية الخريجين، ممتطياً صهوة القصيدة، التي جاءت في أنساق إنسانية متحركة في أكثر من اتجاه، وبالتالي فقد استمتع جمهور الأمسية، بإلقاء الخليفة، الذي يعبر بشكل صادق عن مشاعر متوهجة بالحب والجمال، ومتواصلة مع الحياة بأكبر قدر من الإخلاص. وتصدت الكاتبة هبة بو خمسين لإدارة أجواء الأمسية، من خلال تقديم شاعري متقن.
يقول الشاعر في قصيدته المتمسكة بالفتنة والتألق «أنتِ المطر!»:
المطرُ، وأنتِ، تتشابهان...
كِلاكُما يُغنّي لحزنهِ الطويل
حينَ يذوبُ بلا موعدٍ
في ما جاءت قصيدة «خطواتٌ مطبوعةٌ على النَّار»، في تواتر حسي ساقه الشاعر في ألق وحضور شديدين، مستفيدا من قدرته على تلوين الكلمات بمعان براقة وشيقة ليقول:
في كلِّ خطوةٍ أخلعُ مسماراً من الأرضِ
أمضي تاركاً قلباً مجوفاً من قسوة الريح
يرْتجفُ قربَ بيتٍ بلا أبواب!
أنسَى قدماً في الخطوةِ العاشرةِ
يداً دامعة ًفي الخطوةِ العشرين
عيناً متخشبة ًفي الثلاثين
رأساً بلا بوصلةٍ على الحافةِ الأخيرةِ.
بينما اتسمت اللغة الشعرية بالجمال الحسي عبر قصيدة «مساء أعزل!»، ومن ثم استطاع الشاعر بلغته الشعرية المتزنة والهادئة أن يعبر بالجمهور إلى أجواء شعرية متقنة، ليقول:
المساءُ الذي أفرغ جيبَهُ من الحُبِّ
المساءُ الذي لم ينمْ على حفيفِ سنبلةٍ دافئة
كان ذكرَى تسقطُ من معطفِ الغريب
المساءُ الذي اقترفني على جرْفِ دمعةٍ هاربة
أجفل الصيادَ الذي يسكنُ عينيَّ
وظهرت الفلسفة بوضوح في قصيدة «مقعدٌ ثالثٌ للفراغ» وذلك من خلال ما اتسمت به المفردات من دقة في وصف المشاعر، والتواصل مع الذهن الباحث عن المعاني التي تفلسف المشاعر بقدر كبير من الحكمة، ليقول:
لنهيئَ في قلبينا مقعداً آخرَ
مقعداً ينتظرُ شبَحاً بوجهَينِ:
ملامحَ لصٍّ/ وشَعرَ امرأةٍ فاتنة
هذا الماءُ لي/ ولكِ الزُّجاجُ!
كلُّ هذه السنواتِ كانتْ كراسةً بيديكِ
في كلِّ إغفاءةٍ ترسمينَ ناياً بيدِ ذئب
شمساً بضفائرَ مقصوصَةٍ وقلبٍ صحراوي.
وتسامت اللغة الشعرية عبر قصيدة «يسرقونَ جهاتِنا في كلِّ إغفاءةٍ» تلك التي احتدمت فيها المشاعر في أنساق شعرية إنسانية، تعبر عن الواقع والخيال معا... ليقول:
ليستْ نهايةُ النفَقِ/ ولا بدايةُ الضوءِ/ أن نعبُرَـ في كلِّ مرةٍ متلفعينَ بحسْرةِ المَلاذِ الأخيرِ./ أفواهٌ كثيرةٌ خارجَ اللغةِ/ خارجَ اللهجةِ/ خارجَ الجُرحِ/ تكادُ تأكلُ أصابعَنا.
اللصوصُ الذين يسرقونَ جهاتِنا في كلِّ إغفاءةٍ/ بعضُهم أهلُنا الذينَ علَّقوا ثيابَهُم على ساعةِ «بيغ بن»/ أحياناً نشفقُ على قلوبنا/ نفكرُ بنزعِها من غِلافِها الطيِّبِ/ لتتمرَّدَ ولو نصفَ ساعةٍ على الهَواء العفـِن.
وفي قصيدة «يهربُ الوقتُ حافياً» سيجد المتلقي أن هناك خيالات متجددة ساقها الشاعر، في السياق، تلك الخيالات ساهمت في إيجاد معان متأصلة بجذورها في الأفئدة، وفي الوقت نفسه لها القدرة على استلهام الحلم... ليقول:
في ضَجيجِ الغيابِ وفي صمْتهِ معاً
تطلينَ دونَ أن تلامسِي أضلعي بمفرَدةٍ طريَّة
شيءٌ ما
حفرَ في المجهولِ حكايةً عن غريبَيْنِ
كلَّما التقيا خلسةً
يهربُ الوقتُ حافياً من بين أصابعِهما
كلما احْتضَنا شيئاً خفياً
يطرقُ البابَ شبحٌ لا يتقنُ قراءةَ الوجوه
و«بقايا»... قصيدة ترسم صورا تعبيرية عن الواقع في سياق حسي مزدحم بالمعاني والخيالات:
متأرجحاً بمَشيئةِ الخلاخيلِ
مرَّ الصَّباحُ على عَجلٍ
دونَ أنْ يتْركَ فمهُ على البابِ
علَّقتُ نافِذتي بقميصِهِ
فتَناثرَ ريشُهُ
ثم عبرت قصيدة «كان...»، عن تناسق شعري بين الوعي واللاوعي، وذلك عبر روابط شعرية، اتسمت بالجاذبية... ليقول:
أخطأتهُ الرصاصةُ
فنزفَ دمُهُ من الجدار!
عبَرَ ظلَّهُ
وجدَ أشباحاً بنظاراتٍ سوداء
تظهرُ من العدَم!
ويستعرض الشاعر لغته المتوهجة بالفلسفة، من خلال قصيدة «وهمٌ على ظلال ميتة!»، ومن ثم فقد ظهرت الرؤى مزدحمة بالدلالات الشعرية المتقنة... ليقول:
من الليلِ أخرجُ
أكتبُ على صدى الفراغ
حكاياتٍ ما زالَ دمُها طرياً
أصافحُ الأمسَ نكاية بالغد!
وإلى جانب قدرة الشاعر على فرد مساحة واسعة من اللغة الشعرية المتقنة، فإن عناوين قصائده دائما ما تأتي مزدانة بالجمال ومحملة بقدر وفير من الخيال فقصيدة «ما يكفي لتأبينِ طائر»، تدفع المتلقي للتفكير بأكثر من شكل ومضمون:
وحيدٌ إلاَّ من ذاكرةٍ في ثلاجة موتى
مزدحمٌ باللاشيء
أمشي على حافة الوقتِ
متسرباً من جهةٍ ترضعُ الجفاف
خارجاً من رَحِمي
داخلاً في بئرِ الجماجم الزرقاءِ
وفي قصيدته الأخيرة «على عتبةِ حكايةٍ متعبة»، حرص الخليفة على أن تكون مضامينه هادئة، ومعبرة عما يريد أن يطرحه من مشاعر متداخلة على المتلقي ليقول: على الرفِّ البدائيِّ ينضجُ الوهمُ/ وأنتَ تُلمْلمُ طيشَ الأغاني الشاردةِ/ تتلمسُ دمعةَ نجمةٍ توسَّدتْ خشبَ صدرِكَ المنذورِ للرمادِ وآلامِ الرفاق/ أورثْتَ عصافيرَكَ عُزلة َالحزنِ/ تستلُّ الضَّوءَ من رواقٍ موشوم ٍبالفقدِ والجفافِ/ أكاذيبُ تخطُّكَ على أسوارٍ تتعالى على سادةِ الحبْرِ/ وأخرى تغصُّ فيكَ/ يتوسَّدكَ اللهوُ/ كلَّما سقط َسؤالٌ من جفنيكَ/ أطعمْتَ أولادَكَ أهازيجَ كاذبةً/ عن ثمرِ النخيلِ حينما يسقونهُ دمَهم/ يُوصِدُكَ عبيدُ الكلامِ المجوَّفِ فتنفتحُ على غربةِ القبَّعةْ!
يقول الشاعر في قصيدته المتمسكة بالفتنة والتألق «أنتِ المطر!»:
المطرُ، وأنتِ، تتشابهان...
كِلاكُما يُغنّي لحزنهِ الطويل
حينَ يذوبُ بلا موعدٍ
في ما جاءت قصيدة «خطواتٌ مطبوعةٌ على النَّار»، في تواتر حسي ساقه الشاعر في ألق وحضور شديدين، مستفيدا من قدرته على تلوين الكلمات بمعان براقة وشيقة ليقول:
في كلِّ خطوةٍ أخلعُ مسماراً من الأرضِ
أمضي تاركاً قلباً مجوفاً من قسوة الريح
يرْتجفُ قربَ بيتٍ بلا أبواب!
أنسَى قدماً في الخطوةِ العاشرةِ
يداً دامعة ًفي الخطوةِ العشرين
عيناً متخشبة ًفي الثلاثين
رأساً بلا بوصلةٍ على الحافةِ الأخيرةِ.
بينما اتسمت اللغة الشعرية بالجمال الحسي عبر قصيدة «مساء أعزل!»، ومن ثم استطاع الشاعر بلغته الشعرية المتزنة والهادئة أن يعبر بالجمهور إلى أجواء شعرية متقنة، ليقول:
المساءُ الذي أفرغ جيبَهُ من الحُبِّ
المساءُ الذي لم ينمْ على حفيفِ سنبلةٍ دافئة
كان ذكرَى تسقطُ من معطفِ الغريب
المساءُ الذي اقترفني على جرْفِ دمعةٍ هاربة
أجفل الصيادَ الذي يسكنُ عينيَّ
وظهرت الفلسفة بوضوح في قصيدة «مقعدٌ ثالثٌ للفراغ» وذلك من خلال ما اتسمت به المفردات من دقة في وصف المشاعر، والتواصل مع الذهن الباحث عن المعاني التي تفلسف المشاعر بقدر كبير من الحكمة، ليقول:
لنهيئَ في قلبينا مقعداً آخرَ
مقعداً ينتظرُ شبَحاً بوجهَينِ:
ملامحَ لصٍّ/ وشَعرَ امرأةٍ فاتنة
هذا الماءُ لي/ ولكِ الزُّجاجُ!
كلُّ هذه السنواتِ كانتْ كراسةً بيديكِ
في كلِّ إغفاءةٍ ترسمينَ ناياً بيدِ ذئب
شمساً بضفائرَ مقصوصَةٍ وقلبٍ صحراوي.
وتسامت اللغة الشعرية عبر قصيدة «يسرقونَ جهاتِنا في كلِّ إغفاءةٍ» تلك التي احتدمت فيها المشاعر في أنساق شعرية إنسانية، تعبر عن الواقع والخيال معا... ليقول:
ليستْ نهايةُ النفَقِ/ ولا بدايةُ الضوءِ/ أن نعبُرَـ في كلِّ مرةٍ متلفعينَ بحسْرةِ المَلاذِ الأخيرِ./ أفواهٌ كثيرةٌ خارجَ اللغةِ/ خارجَ اللهجةِ/ خارجَ الجُرحِ/ تكادُ تأكلُ أصابعَنا.
اللصوصُ الذين يسرقونَ جهاتِنا في كلِّ إغفاءةٍ/ بعضُهم أهلُنا الذينَ علَّقوا ثيابَهُم على ساعةِ «بيغ بن»/ أحياناً نشفقُ على قلوبنا/ نفكرُ بنزعِها من غِلافِها الطيِّبِ/ لتتمرَّدَ ولو نصفَ ساعةٍ على الهَواء العفـِن.
وفي قصيدة «يهربُ الوقتُ حافياً» سيجد المتلقي أن هناك خيالات متجددة ساقها الشاعر، في السياق، تلك الخيالات ساهمت في إيجاد معان متأصلة بجذورها في الأفئدة، وفي الوقت نفسه لها القدرة على استلهام الحلم... ليقول:
في ضَجيجِ الغيابِ وفي صمْتهِ معاً
تطلينَ دونَ أن تلامسِي أضلعي بمفرَدةٍ طريَّة
شيءٌ ما
حفرَ في المجهولِ حكايةً عن غريبَيْنِ
كلَّما التقيا خلسةً
يهربُ الوقتُ حافياً من بين أصابعِهما
كلما احْتضَنا شيئاً خفياً
يطرقُ البابَ شبحٌ لا يتقنُ قراءةَ الوجوه
و«بقايا»... قصيدة ترسم صورا تعبيرية عن الواقع في سياق حسي مزدحم بالمعاني والخيالات:
متأرجحاً بمَشيئةِ الخلاخيلِ
مرَّ الصَّباحُ على عَجلٍ
دونَ أنْ يتْركَ فمهُ على البابِ
علَّقتُ نافِذتي بقميصِهِ
فتَناثرَ ريشُهُ
ثم عبرت قصيدة «كان...»، عن تناسق شعري بين الوعي واللاوعي، وذلك عبر روابط شعرية، اتسمت بالجاذبية... ليقول:
أخطأتهُ الرصاصةُ
فنزفَ دمُهُ من الجدار!
عبَرَ ظلَّهُ
وجدَ أشباحاً بنظاراتٍ سوداء
تظهرُ من العدَم!
ويستعرض الشاعر لغته المتوهجة بالفلسفة، من خلال قصيدة «وهمٌ على ظلال ميتة!»، ومن ثم فقد ظهرت الرؤى مزدحمة بالدلالات الشعرية المتقنة... ليقول:
من الليلِ أخرجُ
أكتبُ على صدى الفراغ
حكاياتٍ ما زالَ دمُها طرياً
أصافحُ الأمسَ نكاية بالغد!
وإلى جانب قدرة الشاعر على فرد مساحة واسعة من اللغة الشعرية المتقنة، فإن عناوين قصائده دائما ما تأتي مزدانة بالجمال ومحملة بقدر وفير من الخيال فقصيدة «ما يكفي لتأبينِ طائر»، تدفع المتلقي للتفكير بأكثر من شكل ومضمون:
وحيدٌ إلاَّ من ذاكرةٍ في ثلاجة موتى
مزدحمٌ باللاشيء
أمشي على حافة الوقتِ
متسرباً من جهةٍ ترضعُ الجفاف
خارجاً من رَحِمي
داخلاً في بئرِ الجماجم الزرقاءِ
وفي قصيدته الأخيرة «على عتبةِ حكايةٍ متعبة»، حرص الخليفة على أن تكون مضامينه هادئة، ومعبرة عما يريد أن يطرحه من مشاعر متداخلة على المتلقي ليقول: على الرفِّ البدائيِّ ينضجُ الوهمُ/ وأنتَ تُلمْلمُ طيشَ الأغاني الشاردةِ/ تتلمسُ دمعةَ نجمةٍ توسَّدتْ خشبَ صدرِكَ المنذورِ للرمادِ وآلامِ الرفاق/ أورثْتَ عصافيرَكَ عُزلة َالحزنِ/ تستلُّ الضَّوءَ من رواقٍ موشوم ٍبالفقدِ والجفافِ/ أكاذيبُ تخطُّكَ على أسوارٍ تتعالى على سادةِ الحبْرِ/ وأخرى تغصُّ فيكَ/ يتوسَّدكَ اللهوُ/ كلَّما سقط َسؤالٌ من جفنيكَ/ أطعمْتَ أولادَكَ أهازيجَ كاذبةً/ عن ثمرِ النخيلِ حينما يسقونهُ دمَهم/ يُوصِدُكَ عبيدُ الكلامِ المجوَّفِ فتنفتحُ على غربةِ القبَّعةْ!