أكد ضرورة أن يفضي اجتماع اتحاد البرلمانات الإسلامية إلى قرارات لمواجهة التحديات

الغانم: ألا فلتجف الأقلام وتشلّ الأيدي وتخرس الألسن إذا لم تتصدَ للحملة ضد الرسول... أرواحنا له فداء

تصغير
تكبير
• ما الرسومات المسيئة إلى النبي الكريم إلا شرارات شؤم أطلقها المتطرفون زارعو الكراهية

• نصرتنا للجناب المحمدي والمقام المصطفوي لا تكون بالتصرفات الرعناء أو الانفعالات البلهاء

• رئيس مجلس الأمة التقى رئيس «الشورى» الإيراني... ولاريجاني أشاد بجهود سمو الأمير الرامية إلى ترسيخ الاستقرار في المنطقة
أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أن نشر الرسوم والصور المسيئة للنبي عليه الصلاة والسلام، والإساءات المتكررة له انتهكت حرمة مليار ونصف المليار من المسلمين وتهكمت بمشاعرهم تحت ذريعة حرية التعبير التي لا تكون إلا حين ينال من مقدسات المسلمين ويساء إلى خاتم النبيين.

وقال الغانم الذي يترأس وفد الشعبة البرلمانية الكويتية في كلمته التي ألقاها أمام مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بدورته العاشرة في اسطنبول أمس «ليعلم العالم أجمع أن إجلالنا وتوقيرنا لحبيب قلوبنا لم تشهد له الدنيا مثيلا، ولا طرقت أوصافه أذنين، وأن أرواحنا له فداء، كلمة نطق بها أولنا، ويقولها آخرنا، ومات عليها سلفنا، ويلقى الله عليها خلفنا، ألا فلتجف الأقلام وتشلّ الأيدي وتخرس الألسن إذا لم تتصدَ لهذه الحملة المسعورة، ولم تقم بواجب النصرة لمقام سيد الأنام، عليه الصلاة والسلام».

وأضاف الغانم «تابعنا بألم ما قامت به نفوس حاقدة ماكرة من نشر رسوم وصور مسيئة، تنهدّ لها القامة وتتزلزل لها الهامة، تستهزئ من أعظم جناب وأكرم من وطئ التراب نموذج الإنسانية الكاملة وملتقى الأخلاق الفاضلة وإمام الدعوة العالمية الشاملة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم».

وأشار الغانم إلى أن «ما هذه الرسوم المسيئة إلا شرارات شؤم أطلقها المتطرفون الذين يزرعون الكراهية ويغذون الإرهاب، ويذكون العنف ويؤججون الصراع بين الأمم والشعوب».

وبين أن «النبي الكريم الذي نغضب له ونفديه بأرواحنا وأموالنا هو الذي يعلمنا كيف نغضب له، وكيف نتعامل مع المستهزئين»، موضحا أن نصرتنا للجناب المحمدي والمقام المصطفوي لا تكون بالتصرفات الرعناء ولا بالانفعالات البلهاء، التي تعطي العدو المتربص الحجج السائغة بأن ديننا دين قتل وخطف وتفجير وإرهاب وتطرف.

وذكر الغانم«وهنا اتساءل من يخدم من ؟ الا يخدم الطرفان برغم تناقضهما الظاهر هذا النهج العبثي من التطرف؟ لذلك لا يجوز التسامح والتغافل والانشغال عن التصدي للارهاب لانه أمر خطير لانه يستهدف جوهر ديننا وخطير لانه لا يعترف بجغرافيا، فكل الدول اسلامية او غيرها هي ملعب لها وخطير لانه لا يستهدف شريحة دون اخرى، وفئة دون الثانية وخطير لانه يضر بمصالح البلاد والعباد بكل تفاصيل هذه الكلمة وخطير لانه يخدم الاطراف الاخرى التي يسعدها خلق هذه الصورة العنيفة والعبثية للمسلمين».

وأشار الغانم إلى أن مواجهة الإرهاب ينبغي أن تكون شاملة تتضمن الجوانب الفكرية والسياسية والثقافية والاقتصادية والمجتمعية، لافتا إلى«أن أولى خطوات مواجهة التطرف والإرهاب الوحدة والتعاضد والاعتصام الخالص بحبل الله لا حبل المذهب والجماعة والحزب والفئة».

وتابع«ثاني هذه الخطوات المكاشفة والمصارحة وأن نضع أيدينا على مواطن الخلل ومكامن العلل ومهما كانت كلفة هذه المكاشفات علينا القبول بها والتعاطي معها»، موضحا أن«ثالث الخطوات هي المراجعة التي ينبغي علينا أن نتحلى بفضيلة التراجع عن أخطائنا وعن انحراف بوصلتنا وعن استخدامنا لخطاب بائد متبلد قديم لا يراعي حقائق العصر الذي نعيش فيه».

وقال الغانم«نحن لسنا وحدنا، نحن جزء من هذا العالم وعلينا ان نكون لاعبا رئيسيا فيه ولكي نكون ذلك، علينا ان نعرف لغة هذا العصر وأداوته»، مشيرا إلى أن«رابع هذه الخطوات هي التنمية البشرية الشاملة وأتحدث هنا عن خلق بيئة حياة صالحة تحقق العيش الكريم وعزة الانسان».

وذكر«أما آخر هذه الخطوات فهي الإصلاح السياسي علينا أن نباشر من الآن ولو بشكل متدرج في تعزيز الاصلاحات السياسية من ديموقراطية وشورى ومشاركة شعبية، الى تعزيز ثقافة حقوق الانسان وتثبيت دعائم القضاء العادل والنزيه فالبيئات الفاسدة سياسيا والفاقدة لشرطها الانساني تصبح أحيانا تربة خصبة ليبيع المتطرفون بضاعتهم الفاسدة».

وأعرب الغانم عن ثقته بنجاح المسلمين في اختبار الارهاب اذا قرروا ذلك مبينا«أن هذه الثقة متأتية من حقيقة اننا ابناء دين وسطي يشع انسانية وعدلا ويسرا وهو ملاذ لكل الباحثين عن السلام النفسي والمجتمعي».

ولفت إلى أنه«قبل ثلاثين عاما أو أربعين كان أي تجمع إسلامي عريض وكبير كتجمعنا هذا مسكونا بقضايا الوحدة الإسلامية وبالتبعية، مسكونا بكل ما يفت في عضد هذا الحلم، فكنا نتكلم عن فلسطين والاقصى الشريف وعما يجري في لبنان وما يحدث في كل بؤر التوتر في العالم الإسلامي».

وقال الغانم«إن القاسم المشترك في كل تلك الخطابات هو عدو خارجي يضمر الشر بنا، او محتل متغطرس، او دول ومحاور خارجية تتربص بنا وكان شكل الصراع بالنسبة الينا واضحا وجليا والاصطفاف فيه سهلا وتبني المواقف ازاءها بسيطا وباعثا على الطمأنينة والدعة».

وتساءل الغانم قائلا«ولكن ماذا حدث منذ ذاك الوقت وحتى الآن ؟ للأسف في غمرة القاء المسؤولية كاملة على الآخر على العدو وعلى الخارجي وعلى البعيد ونسينا ان نلتفت الى داخلنا الى عللنا الذاتية والى اعدائنا في الداخل».

وبين«قد تكون التركة الثقيلة للاحتلال والاستعمار وتربص الأعداء ساهم في تلك العلل الداخلية لكن هذا لا يعفينا من مسؤولية التراخي والتساهل والتغافل عما آلت اليه الامور».

وأشار إلى أنه«قد يكون الحديث عن مؤامرات خارجية واستهدافات من خارج الحدود حديثا مريحا وباعثا على القناعة ومدعاة للدخول في حالة استرخاء وكسل على هامش الحضارة، لكنه حديث مخادع مؤجل للمواجهة مع حقيقة الأمور ومسوف لاستحقاقات العصر وضرورة التعاطي معها ومرحلا لكل المراجعات النقدية الضرورية للوقوف على اخطائنا واخفاقاتنا».

وقال الغانم إن«الحديث عن الآخر باعتباره مسؤولا وحيدا، واعفاؤنا نحن أهل الدار من مسؤولية ما يجري أمر يجب أن ينتهي«موضحا»أن وجود مؤامرة يستدعي وجود طرف يصدقها ويطبقها ويخلق لها الأرضية المناسبة لتنجح وهذا للأسف ما نفعله نحن دون وعي».

وتابع«هناك من يريد فرقتنا لكن من الذي ينفذ هذا المشروع ومن الذي يمعن في تثبيت هذا التناحر ألسنا نحن ؟»مشيرا إلى أن«خطابنا السياسي وبنيتنا الثقافية وممارساتنا تغيرت، أصبحنا نتكلم عن مسلمين عرب ومسلمين غير عرب ومسلمي المركز ومسلمي الأطراف وسنة وشيعة، مذاهب داخل المذهب تشظيات فئوية ومذهبية لا حصر لها يعاني منها أهل إله واحد ونبي واحد وقبلة واحدة».

وقال الغانم «إن احدى أهم العلل والأخطار الذاتية التي باتت تسمنا بمسماها، وتضفي على ديننا الوسطي المعتدل الأصيل صبغة الغلظة والخشونة والتعسير هو التطرف الذي كان اضافة الى عوامل أخرى موضوعية بوابتنا نحو الارهاب».

وأشار إلى أن «ما يحزن ويدمي القلب ان الارهاب من جملة ما ساهم بتشويهه وتخريبه هو تشويه ديننا الاسلامي العظيم الرسالة المحمدية الانسانية» لافتا إلى أن المحزن في الأمر ان التطرف والارهاب ينتشران بشكل متواز مع تطرف الآخر.

وتقدم الغانم بالشكر والامتنان لرئيس الدورة السابقة علي لاريجاني على حسن ادارة أعمال الدورة السابقة وتفانيه في انجاح أعمالها، متمنيا لرئيس الدورة الحالية جميل تشيتشك التوفيق في إدارتها لاسيما أنه يحمل ثقة الجميع.

من جهة أخرى، أكد رئيس مجلس الامة أن لقاءاته مع رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني «لطالما كانت مفيدة ومن شأنها ان تهيئ الارضية لتنمية العلاقات الثنائية»، داعيا المسلمين إلى العمل على التوحد، مؤكدا ضرورة أن «يفضي اجتماع اتحاد برلمانات الدول الاسلامية الى اتخاذ قرارات في شأن التحديات التي تواجه العالم الاسلامي».

واعتبر الغانم عقب اجتماعه مع لاريجاني في إطار الاجتماعات التنسيقية التي عقدها على هامش مشاركة وفد الشعبة البرلمانية في أعمال الدورة العاشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، اعتبر أن الخلافات بين المسلمين «أدت الى تطاول صحيفة فرنسية على الرسول الكريم، ما يحتم على المسلمين السعي لمواجهة هذه القضايا بالحكمة ووحدة الكلمة».

وقال الغانم «إن المجموعتين اتفقتا على تبني الورقة التي تقدمت بها الإمارات والمتعلقة بالإرهاب»، متمنيا أن «يخرج المؤتمر بنتائج جيدة وأن تكون الرسالة الإسلامية واضحة ومحددة وموحدة في الوقت ذاته».

وأشاد باتفاق المجموعة الخليجية على توزيع الأماكن الشاغرة في هيئات الاتحاد، مبينا أن أجواء التوافق الخليجي انتقلت إلى اجتماع المجموعة العربية حيث حسمت وفود البرلمانات العربية الأفريقية خلافاتها في شأن مقاعد هيئات الاتحاد في اجتماع جانبي عقد على هامش الجلسة، مثمنا جهود المشاركين في المجموعتين الخليجية والعربية وتعاونهم من أجل الخروج بتوافق حضاري وراق.

من جانبه، وصف لاريجاني العلاقات الايرانية-الكويتية، بانها «ايجابية دائما»، مبينا «ضرورة توفير الارضية اللازمة لتنفيذ رغبة ايران بتطوير علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع الكويت».

واشاد بجهود سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد «الرامية الى ترسيخ الاستقرار في المنطقة»، لافتا الى «أنه يتعين على الدول الاسلامية الاعتراف بوحدة المصير».

إلى ذلك، زكت الوفود المشاركة في الاجتماع التنسيقي العربي لعضوية اللجان الدائمة في الدورة المقبلة لمؤتمر الاتحاد كلا من السعودية ولبنان والجزائر والمغرب في اللجنة التنفيذية للاتحاد والامارات وفلسطين والسودان وموريتانيا للجنة الشؤون السياسية والعلاقات الخارجية.

كما زكت كلا من البحرين والعراق والصومال والجزائر للجنة الشؤون الاقتصادية والبيئية والكويت والاردن والسودان وموريتانيا للجنة حقوق الانسان والمرأة والأسرة وعمان واليمن والصومال وموريتانيا للجنة الشؤون الثقافية وحوار الحضارات والاديان وقطر والكويت للجنة المختصة في شأن فلسطين.

وشارك عن وفد الشعبة البرلمانية الكويتية خلال الاجتماع التنسيقي للمجموعة العربية وكيل الشعبة البرلمانية النائب فيصل الشايع وأمين سر الشعبة النائب الدكتورعودة الرويعي وعضوا الشعبة الدكتور خليل عبدالله وسيف العازمي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي