مرزوق الغانم: إجلالنا للنبي لم تشهد له الدنيا مثيلا والاساءة إليه انتهاك لحرمة مليار ونصف ومسلم

تصغير
تكبير
أشار رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم إلى أن نشر الرسوم والصور المسيئة للنبي عليه السلام والإساءات المتكررة له انتهكت حرمة مليار ونصف المليار من المسلمين وتهكمت بمشاعرهم تحت ذريعة حرية التعبير التي لا تكون إلا حين ينال من مقدسات المسلمين ويساء إلى خاتم النبيين.
وقال الغانم الذي يترأس وفد الشعبة البرلمانية الكويتية في كلمته أمام مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بدورته العاشرة اليوم "ليعلم العالم أجمع أن إجلالنا وتوقيرنا لحبيب قلوبنا لم تشهد له الدنيا مثيلا ولا طرقت أوصافه أذنان وأن أرواحنا له فداء كلمة نطق بها أولنا ويقولها آخرنا ومات عليها سلفنا ويلقى الله عليها خلفنا ألا فلتجف الأقلام وتشل الأيدي وتخرس الألسن إذا لم تتصد لهذه الحملة المسعورة ولم تقم بواجب النصرة لمقام سيد الأنام عليه الصلاة والسلام".
وأضاف "تابعنا بألم ما قامت به نفوس حاقدة ماكرة من نشر رسوم وصور مسيئة تنهد لها القامة وتتزلزل لها الهامة تستهزئ من أعظم جناب وأكرم من وطئ التراب نموذج الإنسانية الكاملة وملتقى الأخلاق الفاضلة وإمام الدعوة العالمية الشاملة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم".
ورأى أن "ما هذه الرسوم المسيئة إلا شرارات شؤم أطلقها المتطرفون الذين يزرعون الكراهية ويغذون الإرهاب ويذكون العنف ويؤججون الصراع بين الأمم والشعوب" مبينا "ان النبي الكريم الذي نغضب له ونفديه بأرواحنا وأموالنا هو الذي يعلمنا كيف نغضب له وكيف نتعامل مع المستهزئين" موضحا أن نصرتنا للجناب المحمدي والمقام المصطفوي لا تكون بالتصرفات الرعناء ولا بالانفعالات البلهاء التي تعطي العدو المتربص الحجج السائغة بأن ديننا دين قتل وخطف وتفجير وإرهاب وتطرف".
وتساءل الغانم عمن يخدم هذا النهج العبثي من التطرف معتبرا انه لذلك لا يجوز التسامح والتغافل والانشغال عن التصدي للارهاب لأنه أمر خطير "إذ يستهدف جوهر ديننا" ولا يعترف بجغرافيا فكل الدول اسلامية او غيرها هي ملعب له كما انه لا يستهدف شريحة دون اخرى وفئة دون الثانية وخطير لأنه يضر بمصالح البلاد والعباد بكل تفاصيل هذه الكلمة وخطير لأنه يخدم الاطراف الاخرى التي يسعدها خلق هذه الصورة العنيفة والعبثية للمسلمين.
وأشار إلى أن مواجهة الإرهاب ينبغي أن تكون شاملة تتضمن الجوانب الفكرية والسياسية والثقافية والاقتصادية والمجتمعية لافتا إلى "أن أولى خطوات مواجهة التطرف والإرهاب الوحدة والتعاضد والاعتصام الخالص بحبل الله لا حبل المذهب والجماعة والحزب والفئة".
واعتبر ان "ثاني هذه الخطوات المكاشفة والمصارحة وأن نضع أيدينا على مواطن الخلل ومكامن العلل ومهما كانت كلفة هذه المكاشفات علينا القبول بها والتعاطي معها" موضحا أن "ثالث الخطوات هي المراجعة التي ينبغي علينا أن نتحلى بفضيلة التراجع عن أخطائنا وعن انحراف بوصلتنا وعن استخدامنا لخطاب بائد متبلد قديم لا يراعي حقائق العصر الذي نعيش فيه".
وقال الغانم "نحن لسنا وحدنا نحن جزء من هذا العالم وعلينا ان نكون لاعبا رئيسيا فيه ولكي نكون ذلك علينا ان نعرف لغة هذا العصر وأداوته" مشيرا إلى أن "رابع هذه الخطوات هي التنمية البشرية الشاملة وأتحدث هنا عن خلق بيئة حياة صالحة تحقق العيش الكريم وعزة الانسان".
وذكر "ان آخر هذه الخطوات هي الإصلاح السياسي وعلينا أن نباشر من الآن ولو بشكل متدرج في تعزيز الاصلاحات السياسية من ديمقراطية وشورى ومشاركة شعبية الى تعزيز ثقافة حقوق الانسان وتثبيت دعائم القضاء العادل والنزيه فالبيئات الفاسدة سياسيا والفاقدة لشرطها الانساني تصبح أحيانا تربة خصبة ليبيع المتطرفون بضاعتهم الفاسدة".
وأعرب الغانم عن ثقته بنجاح المسلمين في اختبار الارهاب اذا قرروا ذلك مبينا "ان هذه الثقة متأتية من حقيقة اننا أبناء دين وسطي يشع انسانية وعدلا ويسرا وهو ملاذ لكل الباحثين عن السلام النفسي والمجتمعي".
ولفت إلى أنه "قبل ثلاثين عاما أو أربعين كان أي تجمع إسلامي عريض وكبير كتجمعنا هذا مسكونا بقضايا الوحدة الإسلامية وبالتبعية مسكونا بكل ما يفت في عضد هذا الحلم فكنا نتكلم عن فلسطين والاقصى الشريف وعما يجري في لبنان وما يحدث في كل بؤر التوتر في العالم الإسلامي"
وأضاف الغانم "ان القاسم المشترك في كل تلك الخطابات هو عدو خارجي يضمر الشر بنا او محتل متغطرس أو دول ومحاور خارجية تتربص بنا وكان شكل الصراع بالنسبة الينا واضحا وجليا والاصطفاف فيه سهلا وتبني المواقف ازائها بسيطا وباعثا على الطمأنينة والدعة".
وتساءل "ولكن ماذا حدث منذ ذاك الوقت وحتى الان؟ للأسف في غمرة القاء المسؤولية كاملة على الآخر على العدو وعلى الخارجي وعلى البعيد نسينا ان نلتفت الى داخلنا الى عللنا الذاتية والى اعدائنا في الداخل".
وبين "قد تكون التركة الثقيلة للاحتلال والاستعمار وتربص الأعداء ساهم في تلك العلل الداخلية لكن هذا لا يعفينا من مسؤولية التراخي والتساهل والتغافل عما آلت اليه الامور".
وأوضح أنه "قد يكون الحديث عن مؤامرات خارجية واستهدافات من خارج الحدود حديثا مريحا وباعثا على القناعة ومدعاة للدخول في حالة استرخاء وكسل على هامش الحضارة لكنه حديث مخادع مؤجل للمواجهة مع حقيقة الأمور ومسوف لاستحقاقات العصر وضرورة التعاطي معها ومرحلا لكل المراجعات النقدية الضرورية للوقوف على اخطائنا واخفاقاتنا".
وذكر "أن الحديث عن الآخر باعتباره مسؤولا وحيدا واعفاءنا نحن أهل الدار من مسؤولية ما يجري أمر يجب أن ينتهي" موضحا "أن وجود مؤامرة يستدعي وجود طرف يصدقها ويطبقها ويخلق لها الأرضية المناسبة لتنجح وهذا للأسف ما نفعله نحن دون وعي".
وتابع قائلا "هناك من يريد فرقتنا لكن من الذي ينفذ هذا المشروع ومن الذي يمعن في تثبيت هذا التناحر ألسنا نحن?" مشيرا إلى أن "خطابنا السياسي وبنيتنا الثقافية وممارساتنا تغيرت فأصبحنا نتكلم عن مسلمين عرب ومسلمين غير عرب ومسلمي المركز ومسلمي الأطراف وسنة وشيعة ومذاهب داخل المذهب تشظيات فئوية ومذهبية لا حصر لها يعاني منها أهل اله واحد ونبي واحد وقبلة واحدة.
وقال الغانم "ان احدى أهم العلل والأخطار الذاتية التي باتت تسمنا بميسمها وتضفي على ديننا الوسطي المعتدل الأصيل صبغة الغلظة والخشونة والتعسير هو التطرف الذي كان اضافة الى عوامل أخرى موضوعية بوابتنا نحو الارهاب".
وأشار إلى أن "ما يحزن ويدمي القلب ان الارهاب من جملة ما ساهم بتشويهه وتخريبه هو تشويه ديننا الاسلام العظيم الرسالة المحمدية الانسانية" لافتا إلى أن المحزن في الأمر ان التطرف والارهاب ينتشران بشكل متواز مع تطرف الاخر".
وتقدم الغانم بالشكر والامتنان لرئيس الدورة السابقة علي لاريجاني على حسن ادارة أعمالها وتفانيه في انجاح أعمالها متمنيا لرئيس الدورة الحالية جميل تشيشيك التوفيق في إدارتها لاسيما أنه يحمل ثقة الجميع وبحنكته في تحقيق أهدافها.
ويضم وفد الشعبة البرلمانية الكويتية وكيل الشعبة البرلمانية النائب فيصل الشايع وأمين سر الشعبة النائب الدكتور عودة الرويعي وعضوي الشعبة البرلمانية النائبين الدكتور خليل عبدالله وسيف العازمي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي