تركي العازمي / الركيبي وجائزة التميّز!

تصغير
تكبير

إن أجمل ما في حرية التعبير المسؤولة أنها تدفع المرء العاقل إلى تصوير الفكرة وطرحها بكل حيادية من دون مجاملة أو «مسح جوخ»، كما يقول المثل الدارج.

وأنا شخصياً أحاول قدر المستطاع أن أحمي نفسي من هواها ومعظم من ذكرت في مقالاتنا لا تربطني بهم أي مصلحة شخصية وأراجع العبارات قبل أن تطرح على الورق وفق مجريات الأمور، والتداعيات مبنية على أسس عادلة من التقييم، إذ إن كل إنسان محاسب أمام المولى عز وجل عن كل ما يصدر منه من قول وعمل.

ما أن قرأت خبر حصول الأخ نايف الركيبي على جائزة التميّز من الجامعة الأميركية في باريس إلا وأنا أتذكر تلقائياً أخاه الدكتور صعفق الركيبي الذي افتقدناه وخسرته «البورصة» لأمور في ظاهرها تباين في وجهات النظر، وباطنها أسباب سياسية وحسد وخلافه... وللناجحين أعداء بلا شك.

المهم أن الخبر حسب ما نشرته الصحف من مصدره، «كونا»، يقول إن الجامعة الأميركية في باريس كرمت الأخ نايف الركيبي وكيل الشؤون المحلية في ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء تقديراً لدوره في تعزيز الديموقراطية في الكويت وبقائها نابضة في الحياة في ظل مجتمع مدني يدمج التقاليد الكويتية والمبادئ الشاملة في تسوية الأزمات وضمان مسار الأمور بسلاسة في مجال الشؤون المحلية. وهذا التكريم يعد تكريماً للكويت عن طريق حصول أحد قيادييها، وهو نايف الركيبي على جائزة التميز، والجامعة الأميركية وأي صرح أكاديمي محترم يبني طريقة الاختيار حسب أسس وقواعد علمية، فلا محاصصة أو محسوبية أو خلافه من المصالح لها صلة في طبيعة الاختبار ونتيجته. ومن خلال هذا التكريم تستدعي الحاجة إلى توفير أرضية سليمة خاصة بتقدير الكفاءات، فالرجال هم الذين يصنعون التاريخ و «لكل زمان دولة ورجال»، ولهذا نرى الضرورة باتت ملحة في ترك الانتماءات، الحزبية، الفئوية على جنب عند اختيارنا للقادة، كي يبدأ التقدير من الكويت.

المشكلة الرئيسية التي يواجهها القادة تكمن في طبيعة المنصب القيادي الذي يعتبر مفسداً، حسب رأي بعض المختصين في علم القيادة والإدارة، فسلطة القرار والنجومية وتسييس المنصب ومداخلات البعض في شؤونه قد تفقد القائد الناجح بعض القيم والخصائص التي كانت هي الدافع لحصوله على المنصب القيادي.

نقول للأخ نايف الركيبي مبروك ومنها للأعلى، وتوخَ الحذر من مناخ المنصب القيادي، وحاول قدر المستطاع المضي على المنهجية نفسها التي اتبعتها في الأعوام الأخيرة، وإنني أراك من طراز خاص، وهذا رأيي الشخصي، وكل ما أتمناه أن تبقى كما عهدناك.

إذاً، هذي هي الكويت فيها من القيادات ما يتجاوز أثره الكويت ليلقى التقدير من خارج الكويت وحسن الاختيار يفتح المجال أمام البلد والعباد لبلوغ حالة قيادية صحية تنتشل مؤسسات البلد من عبث الأهواء الشخصية، الحزبية، الفئوية، فهل نحسن الاختيار في الأيام المقبلة؟.... الله المستعان.


تركي العازمي


كاتب ومهندس كويتي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي