صرخة في أهل العقوق... أفيقوا من غفلتكم... عودوا إلى رشدكم... حاسبوا أنفسكم... امتثلوا لأمر ربكم

وبالوالدين إحسانا...

u0647u0630u0647 u0627u0644u0635u0648u0631u0629 u0644u0637u0645u0629 u0639u0644u0649 u0648u062cu0647 u0623u0647u0644 u0627u0644u0639u0642u0648u0642
هذه الصورة لطمة على وجه أهل العقوق
تصغير
تكبير
• أمر الله تعالى بالإحسان للوالدين تأكيد على أن الوصول إلى رضا الله يمر عبر قنطرة رضا الوالدين

• الإحسان إلى الوالدين يشمل كل ما يدخل على نفسيهما البهجة والسرور من مظاهر التقدير والإجلال والإكبار
«العقوق»... يالها من كلمة تحمل كل معاني القسوة وانعدام المروءة وفساد الفطرة... والعقوق في اللغة من «العق» وهو القطع... وفي الشرع: هو كل قول أو فعل يتأذى به الوالد من ولده مالم يكن شركاً أو معصية.

ومعنى العقوق أن يؤذي الإنسان والديه أياً كان نوع هذا الأذى وحجمه «فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما».

والعقوق كبيرة من أكبر الكبائر، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله «آلا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور».

فلم يكن أمر الله تعالى بالإحسان للوالدين تأكيد فقط على المكانة والقيمة التي يحظى بها الوالدان وحسب، بل فيه تحميل المسؤولية للأبناء وتأكيد على أن الوصول إلى رضا الله يمر عبر قنطرة رضا الوالدين، ولكن للأسف وبقراءة بسيطة لأحوال المجتمعات العربية والإسلامية نصطدم بواقع مرير جدا صار فيه الإحسان بالوالدين عملة نادرة..حلت محلها كل صنوف العقوق والعصيان والتمرد... إنه تمرد على الأعراف وعلى التقاليد بل هو تمرد على الدين وانقلاب على القيم وعلى الأخلاق الحميدة... فكم يحز في النفس خبر طرد ابن لوالده وتعريضه للتشرد، وكم هو مؤلم مشهد ذاك الفتى الذي وجه ركلة قوية إلى وجه أمه ناهيك عن كل الألفاظ السوقية التي تفوه بها في حقها، وأسالوا المستشفيات ودور العجزة عن آباء وأمهات نسيهم أبناؤهم وأهملوهم.

هل تناسى هؤلاء أنهم مأمورون بطاعة الوالدين والاحسان بهما؟

هل يغيب عن مخيلة الأبناء أن رحم الأم اتسع لهم تسعة شهور؟

ألم يكد الوالد ويتعب ويشقى لتوفير المأكل والملبس والمسكن للأبناء فيكون مصيره في النهاية النسيان والإهمال... أهذا هو الإحسان ؟

ألا يخشى هؤلاء أثار عقوق الوالدين التي منها على سبيل المثال لا الحصر:ـ

عدم راحة العاق في عيشة مع والديه، وفساد جو الأسرة من أجله.

احتقار الناس له وعدم رجاء الخير منه.

القصاص منه في الدنيا وذلك بمجازاته بالمثل.

عدم توفيقه في نشاطه وبخاصة الاجتماعي منه.

تعجيل عقوبته في الدنيا.

التعرض لخطر دعاء الوالدين عليه.

شؤم عاق والديه عن من حوله.

حرمانه من فضل الله عليه في المواسم المفضلة.

حرمانه من رحمة الله ومن دخول الجنة.

فينبغي على كل ذي لب أن يحرص على بر والديه، وأن يتجنب عقوقهما، رغبة بما عند الله من جزيل الثواب، ورهبة مما لديه من شديد العقاب العاجل والآجل، وهيهات أن يكون للعاق أخلاق المسلم الحقيقي لأن الإسلام منه براء...

لقد علمنا ديننا الحنيف أن نحسن إلى من أحسن إلينا، ونكافئه بأفضل مما لدينا، يقول الله تعالى:( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) وفضل الوالدين علينا عظيم، فهما سبب وجود الإنسان، وبرعايتهما اشتد عوده، وقوي عضده، وصار فردا نافعا، فهما عطاء من المنان، ورمز للدفء والحنان، وطريق العبد إلى الجنان، وبرهما أمر قضاه الرحمن، قال تعالى:( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا).

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت من هذا ؟ فقالوا: حارثة بن النعمان ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كذلكم البر كذلكم البر ) وكان أبر الناس بأمه.

من روائع هذا الدين تمجيده للبر حتى صار يعرف به، فحقا إن الإسلام دين البر الذي بلغ من شغفه به أن هون على أبنائه كل صعب في سبيل ارتقاء قمته العالية، فصارت في رحابه أجسادهم كأنها في علو من الأرض وقلوبهم معلقة بالسماء وأعظم البر ( بر الوالدين ) الذي لو استغرق المؤمن عمره كله في تحصيله لكان أفضل من جهاد النفل، الأمر الذي أحرج أدعياء القيم والأخلاق في دول الغرب، فجعلوا له يوما واحدا في العام يردون فيه بعض الجميل للأبوة المهملة، بعدما أعياهم أن يكون من الفرد منهم بمنزلة الدم والنخاع كما عند المسلم الصادق.

قال تعالى: ( وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا ) البقرة 83،والإحسان نهاية البر, فيدخل فيه جميع ما يحب من الرعاية والعناية, وقد أكد الله الأمر بإكرام الوالدين حتى قرن تعالى الأمر بالإحسان إليهما بعبادته التي هي توحيده والبراءة عن الشرك اهتماما به وتعظيما له،وقال تعالى ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ) النساء 36، فأوصى سبحانه بالإحسان إلى الوالدين إثر تصدير ما يتعلق بحقوق الله عز وجل التي هي اكد الحقوق وأعظمها تنبيها على جلالة شأن الوالدين بنظمهما في سلكها بقوله ( وبالوالدين إحسانا ).

قال ذو النون ثلاثة من أعلام البر: بر الوالدين بحسن الطاعة لهما ولين الجناح وبذل المال، وبر الولد بحسن التأديب لهما والدلالة على الخير، وبر جميع الناس بطلاقة الوجه وحسن المعاشرة، وطلبت أم مسعر ليلة من مسعر ماء فقام فجاء بالكوز فصادفها وقد نامت فقام على رجليه بيده الكوز إلى أن أصبحت فسقاها، ورأى أبو هريرة رجلا يمشي خلف رجل فقال من هذا ؟ قال أبي قال: لا تدعه باسمه ولا تجلس قبله ولا تمش أمامه.

ووصينا الإنسان بوالديه

قال تعالى: ( ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) العنكبوت 8، قيل نزلت في سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كما روى الترمذي: قال سعد أنزلت في أربع آيات فذكر قصة, وقالت أم سعد أليس قد أمر الله بالبر والله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أموت أو تكفر قال فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروا فاها فنزلت هذه الآية ( ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي..... ) وقال جل ذكره ( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون ) الأحقاف 15-16،وقال أيضا ( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) لقمان 14- 15.

وقل رب ارحمهما

يقول ربنا‏ تبارك وتعالى في سورة الإسراء: {وَقَضَى? رَ‌بُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ‌ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْ‌هُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِ‌يمًا. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّ‌حْمَةِ وَقُل رَّ‌بِّ ارْ‌حَمْهُمَا كَمَا رَ‌بَّيَانِي صَغِيرً‌ا} [الإسراء:23-24].

يقول الدكتور زغلول النجار: تبدأ هاتان الآيتان الكريمتان بالنهي عن الشرك بالله وبالأمر بعبادته وحده. وتوحيد الخالق هو القاعدة الأساسية للدين، ولذلك جاء الأمر به بصيغة القضاء: وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه... بمعنى التوكيد لهذا الأمر الإلهي.

وبعد هذه القاعدة الأساسية للعقيدة الإسلامية يأتي مباشرة الأمر الإلهي ببر الوالدين تأكيدًا لحقوقهما على الأبناء (وقد جعلهما الله تعالى سببًا لوجودهم) وتقديرًا لدورهما في رعاية أبنائهما في حداثة أعمارهم، وما أحاطاهما به من حب وحنان وعطف وتحمل لكافة مسؤولياتهم المادية والمعنوية.

والأمر الإلهي بالإحسان إلى الوالدين يشمل كل ما يدخل على نفسيهما البهجة والسرور من مظاهر التقدير والإجلال والإكبار، اعترافا بأفضالهما، ومحاولة لرد شيء من رعايتهما وتربيتهما لأبنائهما في الصغر. وهذا الأمر الإلهي المؤكد هو قضاء واجب النفاذ دون أدني تردد أو مواربة، وهو سلوك يضع الأبناء على قاعدة عريضة من مكارم الأخلاق، من زاغ عنها خسر الدنيا والآخرة ولذلك قال تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}.

وتخص هاتان الآيتان الكريمتان الوالدين بهذا الإحسان في حالة كبر السن، وضعف البدن والحواس، وهي حالة تستوجب المزيد من رعاية الأبناء ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ‌ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْ‌هُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِ‌يمًا} أي: لا تستثقل شيئًا من أمرهما أو تضيق صدرًا به، ولا تغلظ لهما في قول أو فعل أو إشارة، لهما لأن (التأفف) هو إبداء شيء من الضيق أو الضجر مهما قل.

والأمر الإلهي هنا للأبناء ألا يظهروا لوالديهم أي تعبير عن الضيق بهما أو عن عدم الرضا على تصرفاتهما مهما قل التعبير عن ذلك لأن حساسية الوالدين عند كبر سنهما تكون بالغة حد التأثر بأقل إشارة تحمل الإحساس بتبرم الأبناء من تصرفاتهما.

هذا فضلًا عما قد يقع فيه بعض الأبناء نتيجة الجهل أو السهو من الوقوع في خطيئة زجر الوالدين بشيء من الغلظة في محاولة لنهيهما عما لا يعجب الأبناء من السلوك، وهو أمر ينهي الله تعالى عنه نهيًا قاطعًا. والآيتان الكريمتان تأمران الأبناء بالالتزام دومًا بشيء من التوقير والاحترام والإكرام في مخاطبة والديهما، خاصة إذا كانا يعيشان في كنف أحد الأبناء وتحت رعايته. وفي حالة كبر السن يحتاج كل من الوالدين إلى قدر أوفر من الملاطفة ورقة القول، والعناية والرعاية المباشرة للاطمئنان على جميع أحوالهما طلبًا لرضاهما ولدعائهما، ولرضاء رب العالمين الذي أمر بذلك. وتأمر الآيتان الأبناء بالتواضع لوالديهما والتذلل إليهما، والرحمة بهما، فلا يرفضون لهما طلبًا، ولا يرفعون عليهما صوتًا إجلالًا واحترامًا لهما وتقديرًا لدورهما في التنشئة والتربية للأبناء وهم صغار.

أذهلني بر الوالدين في الإسلام...!

أم عبد الملك – أميركية – مسلمة - نشرت قصتها مجلة «الدعوة» السعودية.

تقول: أول مرة سمعت فيها كلمة الإسلام كانت أثناء متابعتي لبرنامج تلفزيوني، فضحكت من المعلومات التي سمعتها... بعد عام من سماعي كلمة «الإسلام» استمعت لها مرة أخرى..ولكن أين ؟ في المستشفى الذي أعمل فيه حيث أتى زوجان وبصحبتهما امرأة مريضة.

جلست الزوجة تنظر أمام المقعد الذي أجلس عليه لمتابعة عملي وكنت ألاحظ عليها علامات القلق، وكانت تمسح دموعها.

من باب الفضول سألتها عن سبب ضيقها، فأخبرتني أنها أتت من بلد آخر مع زوجها الذي أتى بأمه باحثا لها عن علاج لمرضها العضال.

كانت المرأة تتحدث معي وهي تبكي وتدعو لوالدة زوجها بالشفاء والعافية، فتعجبت لأمرها كثيراً !

تأتي من بلد بعيد مع زوجها من أجل أن يعالج أمه ؟

تذكرت أمي وقلت في نفسي: أين أمي؟ قبل أربعة أشهر أهديتها زجاجة عطر بمناسبة «يوم الأم» ولم أفكر منذ ذلك اليوم بزيارتها! هذه هي أمي فكيف لو كانت لي أم زوج ؟!

لقد أدهشني أمر هذين الزوجين.. ولا سيما أن حالة الأم صعبة وهي أقرب إلى الموت من الحياة.

أدهشني أمر الزوجة.. ما شأنها وأم زوجها ؟! أتتعب نفسها وهي الشابة الجميلة من أجلها ؟ لماذا ؟

لم يعد يشغل بالي سوى هذا الموضوع ؟ تخيلت نفسي لو أني بدل هذه الأم، يا للسعادة التي سأشعر بها، يا لحظ هذه العجوز ! إني أغبطها كثيرا.

كان الزوجان يجلسان طيلة الوقت معها، وكانت مكالمات هاتفية تصل إليه من الخارج يسأل فيها أصحابها عن حال الأم وصحتها.

دخلت يوما غرفة الانتظار فإذا بها جالسة، فاستغللتها فرصة لأسألها عما أريد.. حدثتني كثيرا عن حقوق الوالدين في الإسلام وأذهلني ذلك القدر الكبير الذي يرفعهما الإسلام إليه، وكيفية التعامل معهما..

بعد أيام توفيت العجوز، فبكى ابنها وزوجته بكاء حارا وكأنهما طفلان صغيران.

بقيت أفكر في هذين الزوجين وبما علمته عن حقوق الوالدين في الإسلام... وأرسلت إلى أحد المراكز الإسلامية بطلب كتاب عن حقوق الوالدين.. ولما قرأته.. عشت بعده في أحلام يقظة أتخيل خلالها أني أم ولي أبناء يحبونني ويسألون عني ويحسنون إليّ حتى آخر لحظة من عمري.. ودون مقابل..

هذا الحلم الجميل جعلني أعلن إسلامي دون أن أعرف عن الإسلام سوى حقوق الوالدين فيه...

الحمد لله تزوجت من رجل مسلم، وأنجبت منه أبناء ما برحت أدعو لهم بالهداية والصلاح.. وأن يرزقني الله برهم ونفعهم.

عقوبة عقوق الوالدين

عَن أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

«كُلُّ ذُنُوبٍ يُؤَخِّرُ الله مِنْهَا مَا شَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلا الْبَغْيُ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْن أو قَطِيعَةُ الرَّحِمِ يُعَجِّلُ لَصَّاحِبِهَا فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْمَوْتِ».

أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» وصححه الألباني في «صحيح الأدب المفرد» (رقم 459).

(البغي): الظلم والتعدي على الناس (يعجل لصاحبها في الدنيا)أي يعجل عقوبتها في الدنيا لعظم ذنب صاحبها.

أولا:في الدنيا

1- يضيَّق عليه في رزقه وإن وسِّع عليه فمن باب الاستدراج.

2- لا يُنسأ له في أجله كما ينسأ للبار لوالديه والواصل لرحمه.

3- لا يُرفع له عمل يوم الخميس ليلة الجمعة.

4- لا تفتح أبواب السماء لعمله.

5- يبغضه الله.

6- يبغضه أهله وجيرانه.

7- يخشى عليه من ميتة السوء.

8- يلعنه الله وملائكته والمؤمنون.

9- لا يستجاب دعاؤه.

10- تعجل له العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له يوم القيامة.

11- يعقه أبناؤه وأحفاده.

ثانيا: في الآخرة

1- لا يدخل الجنة إن كان من الموحدين مع أول الداخلين.

2- لا ينظر الله إليه وإن دخل الجنة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث»وفي رواية:«لا يدخل الجنة منان، ولا عاق، ولا مدمن خمر».

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«رَغِمَ أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه»، قيل: من يا رسول الله؟

قال:«من أدرك والديه عند الكبر أو أحدهما ثم لم يدخل الجنة».

وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسم قال:

«لا يدخل الجنة قاطع»، وفي رواية:«قاطع رحم».

القدوة والمثل في بر الوالدين

لقد أمر الله جل وعلا ببر الوالدين وكذلك أمر به نبيه صلى الله عليه وسلم، قال تعالى : { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً} [ الإسراء ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( رضى الله في رضى الوالد، وسخط الله في سخط الوالد )) [ رواه البخاري في صحيح الأدب المفرد ] .

وهذه النماذج والقصص الواقعية الدالة على أهمية بر الوالدين في حياة الأبناء والبنات ، وما ينتج عن ذلك من حسن خاتمة ، وفضل مآل ومصير، وإنها لأفضل قدوة وخير مثل.

1 عن عبدالله بن دينار عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً من الأعراب لقيه بطريق مكة فسلم عليه عبدالله بن عمر وحمله على حمار كان يركبه، وأعطاه عمامة كانت على رأسه، قال بن دينار ، فقلنا له : أصلحك الله إنهم الأعراب وهم يرضون باليسير، فقال عبدالله بن عمر : إن أبا هذا كان وُدَّاً لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه )) [ مسلم ] .

2 روى وهب بن منبه في حديث طويل أن فتى كان براً بوالديه وكان يحتطب على ظهره فإذا باعه تصدق بثلثه وأعطى أمه ثلثه، وأبقى لنفسه ثلثه، فقالت له أمه يوماً إني ورثت من أبيك بقرة فتركتها في البقر على اسم الله، فإذا أتيت البقر فادعها باسم إله إبراهيم .

فذهب فصاح بها ، فأقبلت فانطقها الله ، فقالت : اركبني يافتي ، فقال الفتى : إن أمي لم تأمرني بهذا ، فقالت : أيها البر بأمه لو ركبتني لم تقدر علي ، فانطلق فلو أمرت الجبل أن ينقلع من أصله معك لانقلع لبرك بأمك .

3 كان عمر رضي الله عنه إذا أتى عليه أفراد اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر ؟ حتى أتى عليه ، فقال : أنت أويس بن عامر ؟ قال : نعم ، قال ، من مراد ثم من قرن ؟ قال : نعم ، قال : فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم ؟ قال : نعم ، قال : لك والدة ؟ قال : نعم ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرئ منه إلا موضع درهم ، له والدة هو بها بر ، لو أقسم على الله لأبره ، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل ، فاستغفر لي ،, فقال له عمر : أين تريد ؟ قال : الكوفة ، قال : ألا أكتب لك إلى عاملها ؟ قال : أكون في غبراء الناس أحب إلي ـ فلا إله إلا الله ـ انظر إلى هذه المنزلة التي بلغها وحظي بها هذا البار بأمه حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عنه وعن بره بأمه ، وقال لعمر فاروق الأمة أحد المبشرين بالجنة : إن استطعت أن يستغفر لك فافعل .

4 روي أن رجلاً لا يصعد على الطابق العلوي وأمه في الطابق السفلي ، فسئل عن ذلك ، فقال : لا أصعد على طابق وأمي تحتي مخافة أن أكون قد عققتها . وقد قيل : لا تسكن طابقا ووالداك في الطابق الذي تحته براً بهما .

5 وروي أن رجلاً طاف بأمه حول الكعبة سبعة أشواط وهو يحملها على ظهره ، وعندما انتهى سأل ابن عمر رضي الله عنهما ، فقال : يا ابن عمر أتراني قد جزيتها قال : لا ، ولا بزفرة من زفراتها . هكذا فليكن البر .

6 ولما ماتت أم إياس القاضي المشهور بكى عليها فقيل له في ذلك فقال : كان لي بابان مفتوحان إلى الجنة فغلق أحدهما.

وكان رجل من المتعبدين يقبل كل يوم قدم أمه فأبطأ يوماً على أصحابه فسألوه فقال : كنت أتمرغ في رياض الجنة ، فقد بلغنا أن الجنة تحت أقدام الأمهات . عن معاوية بن جاهمة رضي الله عنهما أن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك ، فقال صلى الله عليه وسلم (( هل لك من أم )) ؟ قال : نعم ، قال (( فالزمها فإن الجنة عند رجلها)) وفي رواية (( الزمها فإن الجنة تحت أقدامها)) [ النسائي وأحمد بسند صحيح] .

فأين نحن من بر أولئك السابقين ؟ لا شك أننا في تقصير وتفريط ، نشكو إلى الله سوء الحال ، ونعوذ بالله من شر المآل .
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي