لبنان «يحبس أنفاسه» بعد غارة القنيطرة ويرصد تداعياتها... واستنفار على الحدود
تشييع غاضب لجهاد مغنية في الضاحية الجنوبية لبيروت
عناصر من «حزب الله» ومؤيدون له يشيّعون جثمان جهاد مغنية في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس (أ ف ب)
قلبتْ الغارة التي نفّذتها اسرائيل في سورية، واستهدفت قياديين من «حزب الله» والحرس الثوري الايراني، الأولويات في لبنان، الذي وجد نفسه يخرج من «المحلّية» في مقاربة ملفاته العالقة، الى البُعد الأوسع للصراع في المنطقة، الذي ارتسم مع الضربة الموجعة التي فجّرت مخاوف من إعادة وضْع البلاد على «الفالق» الاقليمي، وذلك بعد المحاولات الحثيثة لجعله يكتفي بتلقي «ارتدادات» الهزات في محيطه وتقوية «واقي الصدمات» الداخلي، بما يخفف من تداعيات اي أعمال أمنية وارهابية ذات صلة بـ «العاصفة» السورية - العراقية.
وساد «حبس الأنفاس» في بيروت غداة «غارة القنيطرة» التي أدت الى سقوط 6 من كوادر «حزب الله» بينهم جهاد مغنية نجل قائد العمليات العسكرية في الحزب عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق في فبراير 2008 والقائد الميداني محمد عيسى (وكل من عباس ابراهيم حجازي ومحمد علي حسن أبو الحسن وغازي علي ضاوي وعلي حسن ابراهيم) اضافة الى احد كبار جنرالات الحرس الثوري الايراني العميد محمد علي الله دادي وخمسة من عناصره، وسط عملية رصْد على خطين متوازييْن:
* الاول «التقصّي» عن خلفيات الضربة الاسرائيلية غير المسبوقة وظروفها وخلفياتها في غمرة الاستعدادات لإنهاء الملف النووي الايراني والمفاوضات بين طهران ودول 5+1 وايضاً دخول تل ابيب مدار الانتخابات العامة، وفي الوقت نفسه «التحري» عن امكانات ردّ «حزب الله»، الذي شيّع امس كوادره، ومروحة الخيارات المتاحة امامه كما طهران والنظام السوري وسط انطباع بأن اي «انتقام غير محسوب» سيدفع المنطقة الى حرب شاملة.
* والثاني قياس الانعكاسات المحتملة للغارة الإسرائيلية على الحوار الجاري بين «حزب الله» وبين تيار «المستقبل» (بقيادة الرئيس سعد الحريري). واذا كان هذا الحوار الذي يحمل شعار تخفيف الاحتقان السني - الشيعي قرّر تجاوُز نقطة الخلاف الاستراتيجية المتصلة بانخراط الحزب في الحرب السورية مكرساً «ربْط النزاع حيالها»، فان اوساطاً مراقبة ترى ان «الصمت» الكلي حتى مساء امس لقادة «المستقبل» حيال الاستهداف الاسرائيلي لـ «حزب الله» في سورية وعدم صدور اي ادانة، يشكّل امتداداً لموقف تيار الحريري وغالبية 14 آذار المعارض لقتال الحزب في سورية، وسط مخاوف من ان تساهم اي مواقف عالية السقف من قادة الحزب لجهة احتمالات الردّ وتوريط لبنان بمواجهات عسكرية مع الدولة العبرية، في «هزّ» الحوار بين الجانبين، وتالياً نسْفه، ومعاودة فتح ملف «قرار الحرب والسلم» والاستراتجية الدفاعية.
وفيما غاب ايضاً اي موقف رسمي لبناني من الغارة الاسرائيلية، شخصت الأنظار على الوقائع الميدانية على الحدود الجنوبية مع اسرائيل التي رفعت مستوى جهوزيتها في مستوطنات الشمال وسط تحليق للطيران الحربي والاستطلاعي فوق شبعا ومرتفعات الجولان المحتلين، فيما رُصدت من لبنان تحركات غير عادية للقوات الاسرائيلية في مواقعها الامامية المتاخمة للمناطق المحررة وعلى طول جبهة مزارع شبعا، ولا سيما في ضوء اعلان القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي أن «السنوات الطيبة لإسرائيل على الحدود الشمالية انتهت»، وأن «حزب الله يستعد لنقل الحرب إلى أراضي العدو»، وأنه «اكتسب في قتاله في سورية خبرة قتالية وثقة بالنفس، وهو يعرف كيف يحتل قرية وكيف يحتل بلدة»، في إشارة إلى ما كان أعلنه الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله اخيراً من أنه «قد يأتي يوم تطلب فيه قيادة المقاومة من المقاتلين تحرير الجليل».
ولم تحجب هذه التطورات الأنظار عن مراسم تشييع غالبية كوادر «حزب الله» الذين سقطوا في غارة القنيطرة، ولا سيما جهاد مغنية الذي اكتسب وداعه رمزية خاصة لأنه نجل عماد مغنية، حيث دُفن جثمان جهاد بجانب قبر والده في روضة الشهيدين في الضاحية الجنوبية، بعد مأتم شعبي ضخم وغاضب تخلله إطلاق هتافات «الموت لاسرائيل» و«الموت لاميركا»، وتقدّم صفوفه رئيس المجلس السياسي لـ «حزب الله» ابراهيم امين السيد وقادة آخرون من الحزب.
وتَرافق يوم تشييع الضحايا من «حزب الله» مع مفارقة تمثّلت في وفاة والد عباس حجازي (الذي سقط في الغارة) صباح امس بعد صراعٍ مع المرض، ليتحوّل تقبل التعازي بالوالد وولده في آن.
وساد «حبس الأنفاس» في بيروت غداة «غارة القنيطرة» التي أدت الى سقوط 6 من كوادر «حزب الله» بينهم جهاد مغنية نجل قائد العمليات العسكرية في الحزب عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق في فبراير 2008 والقائد الميداني محمد عيسى (وكل من عباس ابراهيم حجازي ومحمد علي حسن أبو الحسن وغازي علي ضاوي وعلي حسن ابراهيم) اضافة الى احد كبار جنرالات الحرس الثوري الايراني العميد محمد علي الله دادي وخمسة من عناصره، وسط عملية رصْد على خطين متوازييْن:
* الاول «التقصّي» عن خلفيات الضربة الاسرائيلية غير المسبوقة وظروفها وخلفياتها في غمرة الاستعدادات لإنهاء الملف النووي الايراني والمفاوضات بين طهران ودول 5+1 وايضاً دخول تل ابيب مدار الانتخابات العامة، وفي الوقت نفسه «التحري» عن امكانات ردّ «حزب الله»، الذي شيّع امس كوادره، ومروحة الخيارات المتاحة امامه كما طهران والنظام السوري وسط انطباع بأن اي «انتقام غير محسوب» سيدفع المنطقة الى حرب شاملة.
* والثاني قياس الانعكاسات المحتملة للغارة الإسرائيلية على الحوار الجاري بين «حزب الله» وبين تيار «المستقبل» (بقيادة الرئيس سعد الحريري). واذا كان هذا الحوار الذي يحمل شعار تخفيف الاحتقان السني - الشيعي قرّر تجاوُز نقطة الخلاف الاستراتيجية المتصلة بانخراط الحزب في الحرب السورية مكرساً «ربْط النزاع حيالها»، فان اوساطاً مراقبة ترى ان «الصمت» الكلي حتى مساء امس لقادة «المستقبل» حيال الاستهداف الاسرائيلي لـ «حزب الله» في سورية وعدم صدور اي ادانة، يشكّل امتداداً لموقف تيار الحريري وغالبية 14 آذار المعارض لقتال الحزب في سورية، وسط مخاوف من ان تساهم اي مواقف عالية السقف من قادة الحزب لجهة احتمالات الردّ وتوريط لبنان بمواجهات عسكرية مع الدولة العبرية، في «هزّ» الحوار بين الجانبين، وتالياً نسْفه، ومعاودة فتح ملف «قرار الحرب والسلم» والاستراتجية الدفاعية.
وفيما غاب ايضاً اي موقف رسمي لبناني من الغارة الاسرائيلية، شخصت الأنظار على الوقائع الميدانية على الحدود الجنوبية مع اسرائيل التي رفعت مستوى جهوزيتها في مستوطنات الشمال وسط تحليق للطيران الحربي والاستطلاعي فوق شبعا ومرتفعات الجولان المحتلين، فيما رُصدت من لبنان تحركات غير عادية للقوات الاسرائيلية في مواقعها الامامية المتاخمة للمناطق المحررة وعلى طول جبهة مزارع شبعا، ولا سيما في ضوء اعلان القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي أن «السنوات الطيبة لإسرائيل على الحدود الشمالية انتهت»، وأن «حزب الله يستعد لنقل الحرب إلى أراضي العدو»، وأنه «اكتسب في قتاله في سورية خبرة قتالية وثقة بالنفس، وهو يعرف كيف يحتل قرية وكيف يحتل بلدة»، في إشارة إلى ما كان أعلنه الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله اخيراً من أنه «قد يأتي يوم تطلب فيه قيادة المقاومة من المقاتلين تحرير الجليل».
ولم تحجب هذه التطورات الأنظار عن مراسم تشييع غالبية كوادر «حزب الله» الذين سقطوا في غارة القنيطرة، ولا سيما جهاد مغنية الذي اكتسب وداعه رمزية خاصة لأنه نجل عماد مغنية، حيث دُفن جثمان جهاد بجانب قبر والده في روضة الشهيدين في الضاحية الجنوبية، بعد مأتم شعبي ضخم وغاضب تخلله إطلاق هتافات «الموت لاسرائيل» و«الموت لاميركا»، وتقدّم صفوفه رئيس المجلس السياسي لـ «حزب الله» ابراهيم امين السيد وقادة آخرون من الحزب.
وتَرافق يوم تشييع الضحايا من «حزب الله» مع مفارقة تمثّلت في وفاة والد عباس حجازي (الذي سقط في الغارة) صباح امس بعد صراعٍ مع المرض، ليتحوّل تقبل التعازي بالوالد وولده في آن.