عضو الائتلاف السوري أكد لـ «الراي» رفض دعوة موسكو للحوار
سمير النشار: «داعش» تنظيم إرهابي لن نتعامل معه وندعو «النصرة» لفك ارتباطها بـ «القاعدة»
• رئيس الائتلاف الجديد خالد خوجة سيلعب دوراً إيجابياً في التقريب بين تركيا ومصر ... وربما الإمارات
• دول الخليج تؤيد مشروعاً لتدريب وتجهيز جيش سوري موحد من الفصائل الثورية المقاتلة والمعتدلة
• إذا التزمت «النصرة» بمشروع وطني داخلي يمكن التعامل معها... وإلا فهي بالنسبة لنا «منظمة إرهابية»
• روسيا ليست في موقع يسمح لها بلعب دور المفاوِض ودعوتها هي فقط «للدردشة» بين السوريين أولاً ومن ثم بينهم والنظام
• موسكو ليست المكان المناسب للحوار بين السوريين و«الائتلاف» يفضّل أي دولة عربية
• مبادرة دي ميستورا تصبّ في مصلحة النظام السوري والكلام عن مبادرة مصرية ليس دقيقاً على الإطلاق
• دول الخليج تؤيد مشروعاً لتدريب وتجهيز جيش سوري موحد من الفصائل الثورية المقاتلة والمعتدلة
• إذا التزمت «النصرة» بمشروع وطني داخلي يمكن التعامل معها... وإلا فهي بالنسبة لنا «منظمة إرهابية»
• روسيا ليست في موقع يسمح لها بلعب دور المفاوِض ودعوتها هي فقط «للدردشة» بين السوريين أولاً ومن ثم بينهم والنظام
• موسكو ليست المكان المناسب للحوار بين السوريين و«الائتلاف» يفضّل أي دولة عربية
• مبادرة دي ميستورا تصبّ في مصلحة النظام السوري والكلام عن مبادرة مصرية ليس دقيقاً على الإطلاق
أكد عضو الائتلاف الوطني السوري سمير النشار ان «الائتلاف يتعاطى بإيجابية مع كل المبادرات المطروحة لحل الأزمة السورية، الا انه يرفض اي مبادرة تسعى الى تعويم النظام و(الرئيس) بشار الاسد، وعليه فإن المبادرة الروسية مرفوضة كما المساعي التي يقوم بها مبعوث الامم المتحدة لحل الازمة السورية ستيفان دي ميستورا كونها مدعومة من روسيا وهدفها تحسين مواقع الاسد في المفاوضات»، معتبراً ان «موسكو ليست المكان المناسب للحوار بين السوريين او بين اطراف المعارضة والنظام كونها تقدّم له الدعم العسكري ضد شعبه وهي لا يمكن ان تكون مفاوضاً، والحل بالعودة الى مفاوضات جنيف واستكمالها من اجل حل سياسي يضمن تحقيق أهداف ثورة الشعب السوري من اجل الحرية والكرامة والعدالة والديموقراطية».
وأعرب النشار في حوار مع «الراي» عن اعتقاده ان الشخصيات الخمسة من الائتلاف الذين وجهت لهم دعوات شخصية لحضور مؤتمر موسكو لن يحضروا، مشيراً الى تحفظهم عن الدعوة.
واكد ان «نتائج انتخابات هيئة سياسية جديدة للائتلاف وانتخاب خالد الخوجة رئيساً جديداً للائتلاف سيبلور خطاباً جديداً نحو الاسلام المعتدل وسيلعب دوراً إيجابياً وهذا ما نراهن عليه ولا سيما لجهة النجاح في التقريب بين تركيا ومصر وربما الامارات العربية المتحدة».
وفي ما يأتي نص الحوار:
* تم انتخاب هيئة سياسية جديدة للائتلاف الوطني السوري، ما الذي سيتغيّر في آلية عمل الائتلاف بعد النتائج الجديدة في ظل الانقسامات في وجهات النظر حول الدور الواجب القيام به لأسباب داخلية وخارجية ايضاً؟
- آلية الانتخاب كانت نفسها التي اتُبعت في الانتخابات السابقة، وكان هناك استقطاب حاد جداً خلال العملية الانتخابية الأخيرة بين قائمتين انتخابيتين، واحدة مؤلفة من جماعة «الاخوان المسلمين» مع الأستاذ ميشال كيلو وبعض شخصيات الحراك الثوري، والثانية مؤلفة من القوى المدنية والديموقراطية وقوى المجالس المحلية ذات التوجه الاسلامي المعتدل وطابعها اسلامي - ليبرالي، وكانت المنافسة شديدة على مقاعد الهيئة السياسية المؤلفة من 19 مقعداً، وجاءت النتائج بفوز القوى الوطنية والليبرالية الاسلامية بـ 15 مقعداً فيما فاز «الاخوان المسلمون» وجماعة كيلو بأربعة مقاعد فقط. اضافة إلى أن الهيئة الرئاسية المؤلفة من 5 مقاعد فقط، فاز من اللائحة الأولى فيها فقط نائب الرئيس الدكتور هشام مروة القريب والمحسوب على جماعة «الاخوان المسلمين»، أما الدكتور خالد الخوجة الذي انتُخب رئيساً للائتلاف فهو ينتمي الى الاسلام الليبرالي إذا جاز التعبير وهو قريب من القوى المدنية والديموقراطية.
* الى ماذا تؤشر هذه النتيجة وفق الصورة الانتخابية ولا سيما في التوجهات السياسية؟
- أعتقد ان ما سيحدث هو جلاء المواقف الملتبسة حيث ستكون هناك توجهات أكثر وضوحاً في سياسة الائتلاف، وأتصوّر انه سيتم التعاطي مع الدول العربية على قاعدة المساواة ومن دون تجاذبات بين الدول الاقليمية كما كان حاصلاً سابقاً مثل قطر والسعودية وتركيا ومصر وسيكون هناك خطاب جديد يتبلور في المرحلة المقبلة، اي خطاب اسلامي معتدل بين مجموعة الدول العربية وحتى تركيا، وأعتقد ان الدكتور خالد الخوجة، وهو مواطن سوري تشبه حياته الخاصة حياة أبطال افلام السينما ولا سيما في كيفية وصوله إلى تركيا، سيلعب دوراً إيجابياً وهذا ما نراهن عليه ولا سيما لجهة النجاح في التقريب بين تركيا ومصر وربما الامارات العربية المتحدة.
* لماذا يرفض الائتلاف المشاركة في مؤتمر موسكو؟
- لم تُوجه الدعوة من روسيا الى الائتلاف رسمياً، بل جرى توجيه دعوة شخصية الى خمس شخصيات من الائتلاف. وحتى الآن ما يُعرف ان هذه الشخصيات متحفظة على شكل وأسلوب الدعوة ومواضيع الحوار أو ما يسمى بالمبادرة، لأنه فعلياً ليست هناك مبادرة روسية بل دعوة الى حوار بين السوريين، والائتلاف لا يرى ان روسيا هي المكان المناسب للحوار بين السوريين، وهو يفضّل أي دولة عربية، فلماذا لا يكون الحوار في القاهرة مثلاً؟ القاهرة موقع جامعة الدول العربية وهي اكبر دولة استراتيجية عربياً وهي موضع اهتمام كونها تحاول وتعمل على استعادة دورها الاقليمي، وغالبية السوريين يجدون أن القاهرة هي المكان المناسب والمفضل لأي حوار بين السوريين. أما الحوار بين السوريين والنظام السوري، فإننا نعتقد انه لا يمكن حصول حوار بل مفاوضات، والمفاوضات يجب أن تستكمل من حيث توقفت في مؤتمر جنيف. روسيا ليست الدولة الحيادية والنزيهة التي تقف على الحياد من النظام السوري وأطراف المعارضة، لا بل هي دولة مؤيدة للنظام السوري وتمده بجميع وسائل القتل التي ذهب ضحيتها أكثر من 200 ألف شهيد من النساء والأطفال، فالأسلحة الروسية تدمر المدن السورية وأجبرت ملايين السوريين على الذهاب الى بلاد اللجوء سواء في تركيا أو في لبنان أو في مصر والاردن والعراق، ملايين السوريين شُردوا بسبب السلاح الروسي. ولهذه الاسباب روسيا ليست في موقع يسمح لها لعب دور المفاوِض وهي لم تقُل ماهية هذه المفاوضات وعلى اي ارضية ستجري، ودعوتها هي فقط للدردشة بين السوريين أولاً ومن ثم ما بين السوريين والنظام.
* أين أصبحت مبادرة مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالأزمة السورية ستيفان دي ميستورا الداعية الى تجميد القتال في حلب والتي تتجاهل الحل السياسي؟
- نحن نتعامل مع المبادرات بايجابية ولكن بشرط أن تكون بهدف تحقيق الأهداف التي قامت عليها ثورة السوريين الذين دفعوا اثماناً باهظة من التضحيات في سبيل تحقيق أهداف الحرية والكرامة والعدالة والدولة الديموقراطية المدنية، وهذا لم تتضمنه لا المبادرة الروسية ولا مبادرة دي ميستورا. ولا يمكن ان يسمى ما يجري مبادرة ما دامت تسعى إلى تجميل النظام السوري وإلى كسب الوقت لتحسين مواقع لبشار الأسد في المفاوضات التي يمكن ان تحصل بينه وبين المعارضة السورية.
* ما التوجهات التي يراها الائتلاف مناسبة في عملية التفاوض وماذا فعل وفد الائتلاف في القاهرة التي ترونها المكان المناسب للحوار؟ فهل هناك مبادرة مصرية؟
- لا، ليست هناك مبادرة مصرية. والكلام عن مبادرة مصرية ليس دقيقاً على الاطلاق، الائتلاف على استعداد لاستكمال الحوار من حيث توقف في مفاوضات جنيف، الروس والنظام السوري رفضا استمرار محادثات جنيف وتشكيل مجلس حكم انتقالي ذات صلاحيات تنفيذية كاملة كما نصت عليه مبادرة جنيف. النظام السوري لم يقدم حتى الآن اي مبادرة حسن نية بقبوله الجدي للمفاوضات ولو بوقف البراميل المتفجرة. علماً انه بعد مفاوضات جنيف ذهب وفد رفيع المستوى من الائتلاف الى موسكو وطالب الروس بتنفيذ مبادئ مؤتمر جنيف والاستمرار في المحادثات لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال لأعضاء الوفد ان من المستحيل تطبيق بند تشكيل مجلس انتقالي ذات صلاحيات كاملة ونوافق على تشكيل لجان فرعية متخصصة تهتم بالمصالحات وبرفع الحصار والمساعدات الانسانية وتأمين تبادل الأسرى والمعتقلين على شكل مبادرة دي ميستورا التي تصبّ في مصلحة النظام السوري وهي مقبولة ومدعومة من روسيا.
* من هي الشخصيات التي وجهت لها روسيا دعوة للمشاركة في حوار موسكو وهل ستشارك هذه الشخصيات في رأيك؟
- حتى الآن ليس من المؤكد مشاركة اي منهم، اذ ان غالبية هذه الشخصيات تتبنى نظرة الائتلاف ولكن الدعوات شخصية، وأنا استشفّيتُ من خلال علاقاتي بهذه الشخصيات انها لن تشارك، وهم الاساتذة هادي البحرة وعبد الأحد اسطيفو، بدر جاموس، عبد الباسط سيدا وصلاح درويش. وأعتقد ان ليس لديهم مؤشر للمشاركة أو قناعة بفائدة من حوار يجري في موسكو لكن من السابق لأوانه حسم الموضوع بشكل كامل لأنه حتى آخر الشهر ما يزال هناك عشرون يوماً.
* أين اصبح دور اصدقاء سورية ولماذا لا نجد اي تحرك من قبلها؟
- هناك خلافات داخل هذه المجموعة لا سيما بين تركيا والولايات المتحدة، فنظرة أنقرة الى التحالف الدولي ضد «داعش» مختلفة، اضافة الى ان تركيا تنظر إلى القضايا التي يتعامل معها التحالف بطريقة مختلفة وتريد الا تكون أولوية التحالف قتال «داعش» وغض النظر عن إسقاط بشار الاسد، وهذا الموقف للتحالف مرفوض من اكثرية المعارضة السورية التي تبدي تحفظات عن موقف التحالف من موضوع بشار الاسد.
* اي مبادرة في رأيك ستتضح قبل غيرها لحل الأزمة السورية اليوم؟
- لا يمكن اختراع مبادرات. المبادرة المقبولة من المجتمع الدولي ومن الأطراف هي مبادرة جنيف، وتالياً فلنستكمل الحوار في جنيف من اجل ايجاد الحل السياسي، والقفز فوق جنيف من أجل حلول أخرى خاصة أو موسمية أو مرحلية أمر مرفوض، قضية الشعب السوري ليست قضية انسانية وانما هي قضية سياسية ووطنية بامتياز وهي قضية شعب ثار من اجل الحرية والعدالة والكرامة وبناء نظام سياسي جديد.
* دعا رئيس الائتلاف الجديد خالد الخوجة «جبهة النصرة» الى فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة» وايمن الظواهري ... الى ماذا يؤشر ذلك؟
- نحن في الائتلاف نؤكد ان «داعش» خارج اي نقاش ولن نتعامل مع هذا التنظيم، فهو إرهابي وغالبية عناصره اجانب وعرب من غير السوريين وهم مرفوضون بمشروعهم السياسي في المطلق، أما «النصرة» فان غالبية عناصرها من السوريين والعناصر الاجنبية سواء كانت عربية أم غربية في صفوفها قليلون جداً، ونحن نطالبها باعادة النظر في مواقفها، فهي اما ان تكون منظمة ارهابية تتبع «القاعدة» وإما عليها انتهاز الفرصة اليوم ليكون اعضاؤها من السوريين جزءاً من المشروع الوطني السوري، وألا يكون لديها اي مشروع خارج سورية ولا يكون لها اي علاقة تنظيمية أو ايديولوجية أو مشروع سياسي خارج نطاق سورية، نحن ليس لدينا مشكلة مع اي تيارات اسلامية اذا التزمت بالدولة المدنية الديموقراطية التعددية التي تعترف بسورية وطناً نهائياً لجميع أبنائها، لكن لدينا أكثر من مشكلة حين تكون هناك منظمات عابرة للحدود تعبث بالأوطان، ولذلك لا نعترف بأي مشروع يقول بالأمة الإسلامية أو الدولة الإسلامية أو الأمة العربية، نحن فقط مع مَن يعترف بالوطن السوري ويعمل لأجله مع جميع أبنائه من السنّة والمسيحيين والعلويين والاسماعيليين والشراكسة والدروز والأرمن و.. و.. هناك ما يقارب عشرين طائفة ونريد أن نحافظ على هذا التنوع وكل الطوائف تعيش في وطن يساوي بين جميع هؤلاء على اختلاف انتماءاتهم. فإذا التزمت «النصرة» بمشروع وطني داخلي يمكن التعامل معها وإذا أصرت على ارتباط مشروعها بمشروع «القاعدة» في الخارج فهم بالنسبة لنا منظمة إرهابية وليس فقط بالنسبة إلى المجتمع الدولي بل تجاه السوريين أيضاً وهذا ما أراد رئيس الائتلاف توضيحه.
* جرى الحديث أخيراً عن إقامة جيش موحد في ظل انقسامات وصراعات داخل الفصائل المقاتلة؟
- النجاح في هذه الخطوة يتعلق بالوضع الإقليمي والدولي، فالجيش السوري الموحد أمر مطلوب، لكن لا يخفى على الجميع أنه كان هناك في السابق تنافس وتناقض في المصالح الدولية من قبل مجموعة أصدقاء الشعب السوري سواء كانت سياسية أم على صعيد الجهات والقوى الثورية العسكرية وكانت هناك صراعات وتنافسات. وهذه الفكرة لا يمكن أن تُنفذ من دون رعاية أو سلاح ومساندة إقليمية ودولية. الآن هناك مشروع يحكى عنه من قبل الولايات المتحدة وتركيا وأعتقد أن مجموعة دول الخليج تؤيد ذلك، وهناك اتجاه لتدريب وتجهيز جيش سوري موحد من الفصائل الثورية المقاتلة والمعتدلة لتكون، في حال سقط نظام الأسد، هي القوة التي تحفظ الأمن والاستقرار في البلاد، وإذا تم التوصل إلى تسوية سياسية وحل سياسي للأزمة السورية مع النظام وتنحى بشار الأسد عن الحكم فإن قوات النظام المتبقية يجب أن تنضم إلى الجيش السوري الموحد مع الجيش الحر لتأسيس جيش وطني يكون ممثلاً للقوى والفئات الاجتماعية في الكيان الوطني السوري. ونجاح الأمر مرهون بشروط أهمها التنسيق، ولا يمكن لأحد أن يتجاوز دور تركيا في ذلك، فهي داعم رئيس وأساسي والأمر يتعلق بأمنها القومي أيضاً ويجب أن تؤخذ هذه الأمور في الاعتبار.
* لماذا التأثير التركي بالذات؟
- تركيا لها تأثير كبير في الشمال وليس في جنوب سورية، ونحن نرى أن معالجة الوضع في شمال سورية يحتاج إلى الدور التركي وهو وضع معقد أكثر ومتشابك أكثر، فالمنظمات الإرهابية والمتطرفة مستوطنة في الشمال أكثر على عكس الجنوب.
* هناك انتقادات توجه إلى الائتلاف لا سيما في أسلوب معالجته لقضايا الناس وملفات الأزمة السورية، وأخيراً هناك حديث عن الإصلاح في مؤسسات الائتلاف. ماذا تقولون في هذا المجال؟
- هناك توجه إعلامي ودولي يحاول إعطاء انطباع أن الائتلاف هو معارضة قوى الخارج وهذا ليس صحيحاً بالمطلق. أنا مثلاً من مدينة حلب وعشتُ حياتي كلها في هذه المدينة، وكنت أحد الموقّعين على إعلان دمشق، وقيادة هذا الإعلان لا تزال في دمشق ولا يزالون يمارسون نشاطاتهم. جميع قوى الحراك الثوري موجودة في الداخل، وهناك عدد قليل من المعارضين السياسيين الموجودين في الائتلاف خرجوا من سورية أثناء الثورة، من دون ان ينفي ذلك وجود قيادات في الخارج مثل قيادة «الاخوان المسلمين» التي غادرت سورية منذ أكثر من 30 سنة. هناك جماعات كانوا مهاجرين أو أجبروا على مغادرة سورية أثناء حكم (الرئيس الراحل) حافظ الأسد هذا لا يعني أن الائتلاف هو ممثل الخارج لا الداخل، كما أن قيادة الجيش الحر ممثلة بالائتلاف وموجودة بالداخل، إضافة إلى بعض القوى السياسية المتنوعة. ومَن يتحدث عن أن الائتلاف لا يمثل معارضة الداخل هدفه خدمة النظام السوري، الذي يفضل الحوار والنقاش والمفاوضات مع «تيار بناء الدولة» أو مجموعات سياسية معروفة لديه بأن سقف مطالبها لا يتجاوز بشار الأسد اي انها تحت سقف بشار الأسد، وتدعو إلى تطيير الأنظمة الاستبدادية ودعوة القائد الاستبدادي إلى التحول نحو نظام ديموقراطي لا إسقاطه، ونحن نتفق معهم على التحول الديموقراطي ولكن نحن مصرون على أن رأس النظام الممثل ببشار الأسد هو جزء من منظومة النظام الاستبدادي ونعتبر انه لا يمكن تطيير النظام من دون تغيير رئيسه وإسقاط الأسد، وهذا الكلام قيل لهيئة التنسيق. وهناك معارضة سياسية ليست من صلب الثورة ولم تتماهَ مع مطالب الثورة، والنظام السوري يراهن على مثل هذه الشخصيات للتفاوض معهم لإيجاد حل، فالنقطة المفصلية في الصراع اليوم في سورية هي أن بشار الأسد الحاكم المستبد الديكتاتوري يريد أن يبقى هو وأجهزته ونظامه بشكل أو بآخر بغض النظر عن التجميل هنا وهناك وتقديم نفسه أنه يريد أن يغيّر. ولا يمكن للسوريين بعد تدمير مدنهم وملايين المشردين ومئات آلاف الشهداء أن يعودوا إلى النقطة التي بدأوا منها ويقبلوا بنظام الأسد ويكافئوه على جرائمه ويرضوا به رئيساً لسورية. هناك رهانات لبعض الدول أو لبعض الفصائل المعارضة على أن الائتلاف يعاني من حالة تفكك وشك وصراعات داخلية وانه يمكن الاستفادة من هذا الوضع الراهن الذي يعانيه الائتلاف للدخول في تسويات تحت سقف المطالب التي ينادي بها النظام السوري، وبعض الفئات تسعى إلى تشكيل جبهة جديدة تذهب إلى موسكو لتفاوض وتحاور هذا النظام على سقف أقل، هناك دول أوروبية باستثناء فرنسا دخلت بالمشروع وهناك دول ترفض الأمر، وحتى الدول الأوروبية تقول انه إذا وافق السوريون هذا شأنهم، اي انهم يراقبون ولا يعارضون، ولكن أعتقد أن هذا المشروع سيُواجه بمعارضة شديدة من السوريين أنفسهم في الداخل ومن الثوار، لأن لا تيار، من جماعة قدري جميل أو غيره، هو مسألة مقبولة، وهذا أمر مرفوض من قوى الثورة وليس فقط من الفئات الإسلامية، لا بل أيضاً من القوى المعتدلة والوطنية والديموقراطية.
وأعرب النشار في حوار مع «الراي» عن اعتقاده ان الشخصيات الخمسة من الائتلاف الذين وجهت لهم دعوات شخصية لحضور مؤتمر موسكو لن يحضروا، مشيراً الى تحفظهم عن الدعوة.
واكد ان «نتائج انتخابات هيئة سياسية جديدة للائتلاف وانتخاب خالد الخوجة رئيساً جديداً للائتلاف سيبلور خطاباً جديداً نحو الاسلام المعتدل وسيلعب دوراً إيجابياً وهذا ما نراهن عليه ولا سيما لجهة النجاح في التقريب بين تركيا ومصر وربما الامارات العربية المتحدة».
وفي ما يأتي نص الحوار:
* تم انتخاب هيئة سياسية جديدة للائتلاف الوطني السوري، ما الذي سيتغيّر في آلية عمل الائتلاف بعد النتائج الجديدة في ظل الانقسامات في وجهات النظر حول الدور الواجب القيام به لأسباب داخلية وخارجية ايضاً؟
- آلية الانتخاب كانت نفسها التي اتُبعت في الانتخابات السابقة، وكان هناك استقطاب حاد جداً خلال العملية الانتخابية الأخيرة بين قائمتين انتخابيتين، واحدة مؤلفة من جماعة «الاخوان المسلمين» مع الأستاذ ميشال كيلو وبعض شخصيات الحراك الثوري، والثانية مؤلفة من القوى المدنية والديموقراطية وقوى المجالس المحلية ذات التوجه الاسلامي المعتدل وطابعها اسلامي - ليبرالي، وكانت المنافسة شديدة على مقاعد الهيئة السياسية المؤلفة من 19 مقعداً، وجاءت النتائج بفوز القوى الوطنية والليبرالية الاسلامية بـ 15 مقعداً فيما فاز «الاخوان المسلمون» وجماعة كيلو بأربعة مقاعد فقط. اضافة إلى أن الهيئة الرئاسية المؤلفة من 5 مقاعد فقط، فاز من اللائحة الأولى فيها فقط نائب الرئيس الدكتور هشام مروة القريب والمحسوب على جماعة «الاخوان المسلمين»، أما الدكتور خالد الخوجة الذي انتُخب رئيساً للائتلاف فهو ينتمي الى الاسلام الليبرالي إذا جاز التعبير وهو قريب من القوى المدنية والديموقراطية.
* الى ماذا تؤشر هذه النتيجة وفق الصورة الانتخابية ولا سيما في التوجهات السياسية؟
- أعتقد ان ما سيحدث هو جلاء المواقف الملتبسة حيث ستكون هناك توجهات أكثر وضوحاً في سياسة الائتلاف، وأتصوّر انه سيتم التعاطي مع الدول العربية على قاعدة المساواة ومن دون تجاذبات بين الدول الاقليمية كما كان حاصلاً سابقاً مثل قطر والسعودية وتركيا ومصر وسيكون هناك خطاب جديد يتبلور في المرحلة المقبلة، اي خطاب اسلامي معتدل بين مجموعة الدول العربية وحتى تركيا، وأعتقد ان الدكتور خالد الخوجة، وهو مواطن سوري تشبه حياته الخاصة حياة أبطال افلام السينما ولا سيما في كيفية وصوله إلى تركيا، سيلعب دوراً إيجابياً وهذا ما نراهن عليه ولا سيما لجهة النجاح في التقريب بين تركيا ومصر وربما الامارات العربية المتحدة.
* لماذا يرفض الائتلاف المشاركة في مؤتمر موسكو؟
- لم تُوجه الدعوة من روسيا الى الائتلاف رسمياً، بل جرى توجيه دعوة شخصية الى خمس شخصيات من الائتلاف. وحتى الآن ما يُعرف ان هذه الشخصيات متحفظة على شكل وأسلوب الدعوة ومواضيع الحوار أو ما يسمى بالمبادرة، لأنه فعلياً ليست هناك مبادرة روسية بل دعوة الى حوار بين السوريين، والائتلاف لا يرى ان روسيا هي المكان المناسب للحوار بين السوريين، وهو يفضّل أي دولة عربية، فلماذا لا يكون الحوار في القاهرة مثلاً؟ القاهرة موقع جامعة الدول العربية وهي اكبر دولة استراتيجية عربياً وهي موضع اهتمام كونها تحاول وتعمل على استعادة دورها الاقليمي، وغالبية السوريين يجدون أن القاهرة هي المكان المناسب والمفضل لأي حوار بين السوريين. أما الحوار بين السوريين والنظام السوري، فإننا نعتقد انه لا يمكن حصول حوار بل مفاوضات، والمفاوضات يجب أن تستكمل من حيث توقفت في مؤتمر جنيف. روسيا ليست الدولة الحيادية والنزيهة التي تقف على الحياد من النظام السوري وأطراف المعارضة، لا بل هي دولة مؤيدة للنظام السوري وتمده بجميع وسائل القتل التي ذهب ضحيتها أكثر من 200 ألف شهيد من النساء والأطفال، فالأسلحة الروسية تدمر المدن السورية وأجبرت ملايين السوريين على الذهاب الى بلاد اللجوء سواء في تركيا أو في لبنان أو في مصر والاردن والعراق، ملايين السوريين شُردوا بسبب السلاح الروسي. ولهذه الاسباب روسيا ليست في موقع يسمح لها لعب دور المفاوِض وهي لم تقُل ماهية هذه المفاوضات وعلى اي ارضية ستجري، ودعوتها هي فقط للدردشة بين السوريين أولاً ومن ثم ما بين السوريين والنظام.
* أين أصبحت مبادرة مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالأزمة السورية ستيفان دي ميستورا الداعية الى تجميد القتال في حلب والتي تتجاهل الحل السياسي؟
- نحن نتعامل مع المبادرات بايجابية ولكن بشرط أن تكون بهدف تحقيق الأهداف التي قامت عليها ثورة السوريين الذين دفعوا اثماناً باهظة من التضحيات في سبيل تحقيق أهداف الحرية والكرامة والعدالة والدولة الديموقراطية المدنية، وهذا لم تتضمنه لا المبادرة الروسية ولا مبادرة دي ميستورا. ولا يمكن ان يسمى ما يجري مبادرة ما دامت تسعى إلى تجميل النظام السوري وإلى كسب الوقت لتحسين مواقع لبشار الأسد في المفاوضات التي يمكن ان تحصل بينه وبين المعارضة السورية.
* ما التوجهات التي يراها الائتلاف مناسبة في عملية التفاوض وماذا فعل وفد الائتلاف في القاهرة التي ترونها المكان المناسب للحوار؟ فهل هناك مبادرة مصرية؟
- لا، ليست هناك مبادرة مصرية. والكلام عن مبادرة مصرية ليس دقيقاً على الاطلاق، الائتلاف على استعداد لاستكمال الحوار من حيث توقف في مفاوضات جنيف، الروس والنظام السوري رفضا استمرار محادثات جنيف وتشكيل مجلس حكم انتقالي ذات صلاحيات تنفيذية كاملة كما نصت عليه مبادرة جنيف. النظام السوري لم يقدم حتى الآن اي مبادرة حسن نية بقبوله الجدي للمفاوضات ولو بوقف البراميل المتفجرة. علماً انه بعد مفاوضات جنيف ذهب وفد رفيع المستوى من الائتلاف الى موسكو وطالب الروس بتنفيذ مبادئ مؤتمر جنيف والاستمرار في المحادثات لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال لأعضاء الوفد ان من المستحيل تطبيق بند تشكيل مجلس انتقالي ذات صلاحيات كاملة ونوافق على تشكيل لجان فرعية متخصصة تهتم بالمصالحات وبرفع الحصار والمساعدات الانسانية وتأمين تبادل الأسرى والمعتقلين على شكل مبادرة دي ميستورا التي تصبّ في مصلحة النظام السوري وهي مقبولة ومدعومة من روسيا.
* من هي الشخصيات التي وجهت لها روسيا دعوة للمشاركة في حوار موسكو وهل ستشارك هذه الشخصيات في رأيك؟
- حتى الآن ليس من المؤكد مشاركة اي منهم، اذ ان غالبية هذه الشخصيات تتبنى نظرة الائتلاف ولكن الدعوات شخصية، وأنا استشفّيتُ من خلال علاقاتي بهذه الشخصيات انها لن تشارك، وهم الاساتذة هادي البحرة وعبد الأحد اسطيفو، بدر جاموس، عبد الباسط سيدا وصلاح درويش. وأعتقد ان ليس لديهم مؤشر للمشاركة أو قناعة بفائدة من حوار يجري في موسكو لكن من السابق لأوانه حسم الموضوع بشكل كامل لأنه حتى آخر الشهر ما يزال هناك عشرون يوماً.
* أين اصبح دور اصدقاء سورية ولماذا لا نجد اي تحرك من قبلها؟
- هناك خلافات داخل هذه المجموعة لا سيما بين تركيا والولايات المتحدة، فنظرة أنقرة الى التحالف الدولي ضد «داعش» مختلفة، اضافة الى ان تركيا تنظر إلى القضايا التي يتعامل معها التحالف بطريقة مختلفة وتريد الا تكون أولوية التحالف قتال «داعش» وغض النظر عن إسقاط بشار الاسد، وهذا الموقف للتحالف مرفوض من اكثرية المعارضة السورية التي تبدي تحفظات عن موقف التحالف من موضوع بشار الاسد.
* اي مبادرة في رأيك ستتضح قبل غيرها لحل الأزمة السورية اليوم؟
- لا يمكن اختراع مبادرات. المبادرة المقبولة من المجتمع الدولي ومن الأطراف هي مبادرة جنيف، وتالياً فلنستكمل الحوار في جنيف من اجل ايجاد الحل السياسي، والقفز فوق جنيف من أجل حلول أخرى خاصة أو موسمية أو مرحلية أمر مرفوض، قضية الشعب السوري ليست قضية انسانية وانما هي قضية سياسية ووطنية بامتياز وهي قضية شعب ثار من اجل الحرية والعدالة والكرامة وبناء نظام سياسي جديد.
* دعا رئيس الائتلاف الجديد خالد الخوجة «جبهة النصرة» الى فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة» وايمن الظواهري ... الى ماذا يؤشر ذلك؟
- نحن في الائتلاف نؤكد ان «داعش» خارج اي نقاش ولن نتعامل مع هذا التنظيم، فهو إرهابي وغالبية عناصره اجانب وعرب من غير السوريين وهم مرفوضون بمشروعهم السياسي في المطلق، أما «النصرة» فان غالبية عناصرها من السوريين والعناصر الاجنبية سواء كانت عربية أم غربية في صفوفها قليلون جداً، ونحن نطالبها باعادة النظر في مواقفها، فهي اما ان تكون منظمة ارهابية تتبع «القاعدة» وإما عليها انتهاز الفرصة اليوم ليكون اعضاؤها من السوريين جزءاً من المشروع الوطني السوري، وألا يكون لديها اي مشروع خارج سورية ولا يكون لها اي علاقة تنظيمية أو ايديولوجية أو مشروع سياسي خارج نطاق سورية، نحن ليس لدينا مشكلة مع اي تيارات اسلامية اذا التزمت بالدولة المدنية الديموقراطية التعددية التي تعترف بسورية وطناً نهائياً لجميع أبنائها، لكن لدينا أكثر من مشكلة حين تكون هناك منظمات عابرة للحدود تعبث بالأوطان، ولذلك لا نعترف بأي مشروع يقول بالأمة الإسلامية أو الدولة الإسلامية أو الأمة العربية، نحن فقط مع مَن يعترف بالوطن السوري ويعمل لأجله مع جميع أبنائه من السنّة والمسيحيين والعلويين والاسماعيليين والشراكسة والدروز والأرمن و.. و.. هناك ما يقارب عشرين طائفة ونريد أن نحافظ على هذا التنوع وكل الطوائف تعيش في وطن يساوي بين جميع هؤلاء على اختلاف انتماءاتهم. فإذا التزمت «النصرة» بمشروع وطني داخلي يمكن التعامل معها وإذا أصرت على ارتباط مشروعها بمشروع «القاعدة» في الخارج فهم بالنسبة لنا منظمة إرهابية وليس فقط بالنسبة إلى المجتمع الدولي بل تجاه السوريين أيضاً وهذا ما أراد رئيس الائتلاف توضيحه.
* جرى الحديث أخيراً عن إقامة جيش موحد في ظل انقسامات وصراعات داخل الفصائل المقاتلة؟
- النجاح في هذه الخطوة يتعلق بالوضع الإقليمي والدولي، فالجيش السوري الموحد أمر مطلوب، لكن لا يخفى على الجميع أنه كان هناك في السابق تنافس وتناقض في المصالح الدولية من قبل مجموعة أصدقاء الشعب السوري سواء كانت سياسية أم على صعيد الجهات والقوى الثورية العسكرية وكانت هناك صراعات وتنافسات. وهذه الفكرة لا يمكن أن تُنفذ من دون رعاية أو سلاح ومساندة إقليمية ودولية. الآن هناك مشروع يحكى عنه من قبل الولايات المتحدة وتركيا وأعتقد أن مجموعة دول الخليج تؤيد ذلك، وهناك اتجاه لتدريب وتجهيز جيش سوري موحد من الفصائل الثورية المقاتلة والمعتدلة لتكون، في حال سقط نظام الأسد، هي القوة التي تحفظ الأمن والاستقرار في البلاد، وإذا تم التوصل إلى تسوية سياسية وحل سياسي للأزمة السورية مع النظام وتنحى بشار الأسد عن الحكم فإن قوات النظام المتبقية يجب أن تنضم إلى الجيش السوري الموحد مع الجيش الحر لتأسيس جيش وطني يكون ممثلاً للقوى والفئات الاجتماعية في الكيان الوطني السوري. ونجاح الأمر مرهون بشروط أهمها التنسيق، ولا يمكن لأحد أن يتجاوز دور تركيا في ذلك، فهي داعم رئيس وأساسي والأمر يتعلق بأمنها القومي أيضاً ويجب أن تؤخذ هذه الأمور في الاعتبار.
* لماذا التأثير التركي بالذات؟
- تركيا لها تأثير كبير في الشمال وليس في جنوب سورية، ونحن نرى أن معالجة الوضع في شمال سورية يحتاج إلى الدور التركي وهو وضع معقد أكثر ومتشابك أكثر، فالمنظمات الإرهابية والمتطرفة مستوطنة في الشمال أكثر على عكس الجنوب.
* هناك انتقادات توجه إلى الائتلاف لا سيما في أسلوب معالجته لقضايا الناس وملفات الأزمة السورية، وأخيراً هناك حديث عن الإصلاح في مؤسسات الائتلاف. ماذا تقولون في هذا المجال؟
- هناك توجه إعلامي ودولي يحاول إعطاء انطباع أن الائتلاف هو معارضة قوى الخارج وهذا ليس صحيحاً بالمطلق. أنا مثلاً من مدينة حلب وعشتُ حياتي كلها في هذه المدينة، وكنت أحد الموقّعين على إعلان دمشق، وقيادة هذا الإعلان لا تزال في دمشق ولا يزالون يمارسون نشاطاتهم. جميع قوى الحراك الثوري موجودة في الداخل، وهناك عدد قليل من المعارضين السياسيين الموجودين في الائتلاف خرجوا من سورية أثناء الثورة، من دون ان ينفي ذلك وجود قيادات في الخارج مثل قيادة «الاخوان المسلمين» التي غادرت سورية منذ أكثر من 30 سنة. هناك جماعات كانوا مهاجرين أو أجبروا على مغادرة سورية أثناء حكم (الرئيس الراحل) حافظ الأسد هذا لا يعني أن الائتلاف هو ممثل الخارج لا الداخل، كما أن قيادة الجيش الحر ممثلة بالائتلاف وموجودة بالداخل، إضافة إلى بعض القوى السياسية المتنوعة. ومَن يتحدث عن أن الائتلاف لا يمثل معارضة الداخل هدفه خدمة النظام السوري، الذي يفضل الحوار والنقاش والمفاوضات مع «تيار بناء الدولة» أو مجموعات سياسية معروفة لديه بأن سقف مطالبها لا يتجاوز بشار الأسد اي انها تحت سقف بشار الأسد، وتدعو إلى تطيير الأنظمة الاستبدادية ودعوة القائد الاستبدادي إلى التحول نحو نظام ديموقراطي لا إسقاطه، ونحن نتفق معهم على التحول الديموقراطي ولكن نحن مصرون على أن رأس النظام الممثل ببشار الأسد هو جزء من منظومة النظام الاستبدادي ونعتبر انه لا يمكن تطيير النظام من دون تغيير رئيسه وإسقاط الأسد، وهذا الكلام قيل لهيئة التنسيق. وهناك معارضة سياسية ليست من صلب الثورة ولم تتماهَ مع مطالب الثورة، والنظام السوري يراهن على مثل هذه الشخصيات للتفاوض معهم لإيجاد حل، فالنقطة المفصلية في الصراع اليوم في سورية هي أن بشار الأسد الحاكم المستبد الديكتاتوري يريد أن يبقى هو وأجهزته ونظامه بشكل أو بآخر بغض النظر عن التجميل هنا وهناك وتقديم نفسه أنه يريد أن يغيّر. ولا يمكن للسوريين بعد تدمير مدنهم وملايين المشردين ومئات آلاف الشهداء أن يعودوا إلى النقطة التي بدأوا منها ويقبلوا بنظام الأسد ويكافئوه على جرائمه ويرضوا به رئيساً لسورية. هناك رهانات لبعض الدول أو لبعض الفصائل المعارضة على أن الائتلاف يعاني من حالة تفكك وشك وصراعات داخلية وانه يمكن الاستفادة من هذا الوضع الراهن الذي يعانيه الائتلاف للدخول في تسويات تحت سقف المطالب التي ينادي بها النظام السوري، وبعض الفئات تسعى إلى تشكيل جبهة جديدة تذهب إلى موسكو لتفاوض وتحاور هذا النظام على سقف أقل، هناك دول أوروبية باستثناء فرنسا دخلت بالمشروع وهناك دول ترفض الأمر، وحتى الدول الأوروبية تقول انه إذا وافق السوريون هذا شأنهم، اي انهم يراقبون ولا يعارضون، ولكن أعتقد أن هذا المشروع سيُواجه بمعارضة شديدة من السوريين أنفسهم في الداخل ومن الثوار، لأن لا تيار، من جماعة قدري جميل أو غيره، هو مسألة مقبولة، وهذا أمر مرفوض من قوى الثورة وليس فقط من الفئات الإسلامية، لا بل أيضاً من القوى المعتدلة والوطنية والديموقراطية.