نافذة الكتابة / مصطلح الخيانة الزوجية وتداعياته

| u062eu0648u0644u0629 u0627u0644u0642u0632u0648u064au0646u064a |
| خولة القزويني |
تصغير
تكبير
أغلب الدراسات العلمية تثبت أن للرجل قابلية فطرية على التعدد سواء بالطريقة الشرعية أو اللاشرعية، فهو يتزوج من المرأة ويحب أخرى ويصادق ثالثة، وتتفاوت مشاعره من امرأة إلى أخرى.

لكن الذي تغير على مر الأزمنة وضع المرأة، فزمان جداتنا وأمهاتنا كانت المرأة قعيدة دارها تعتمد كلياً على زوجها اقتصادياً ونفسياً، ناهيك عن البيئة المتحفظة التي تردع المرأة عن الطلاق أو العودة إلى أسرتها أمر مستقبح في نظر العرف، ومن هنا لم تكن متطلبات الزوجة في الماضي معقدة وشائكة، فالإشباعات الأولية تكفيها، ولهذا فهي تتحمل زوجها و تتصبر عليه لأنه ولي نعمتها والمسؤول الأول والأخير عنها ولا ملجأ لها غيره، وهكذا سارت الحياة من دون أن تطالب بشيء من الرومانسية أو الحب والاهتمام النفسي والحوار الفكري أو حتى التوافق لأن ثقافتهن محدودة وفي سياق التقاليد الصارمة المفروضة عليهن ولم تظهر على سطح العلاقة الزوجية مشكلة الخيانة الزوجية أو مفهوم الخيانة بالمعنى الشائع الآن، لأن الزوجة لا تجرؤ على محاسبة الرجل طالما يوفر لها مستلزمات الحياة الاساسية، ناهيك عن الجو العام الذي لم يتفتح بعد على ثقافات الغرب ودخول مفاهيم وقيم مختلفة، فالرجل لا يجد أية صعوبة في دخول علاقات عاطفية خارج إطار الزواج أو الانجرار وراء المتع الجسدية طالما كانت المرأة تحتاجه اقتصادياً وتعتبره المعيل الأول والأخير الذي تستند عليه، ومن هنا نادرا ما كنا نسمع عن حالات طلاق حيث تعتبر المطلقة في ذلك الزمن عارا ودنسا تتحاشاه الأسر المحترمة.

المشكلة الآن تبدو أكثر وضوحاً وتأخذ أبعاداً اجتماعية متشعبة، لأن المرأة اليوم تختلف عن المرأة في الماضي، المرأة في هذا العصر خرجت إلى سوق العمل وشاركت زوجها في الإنفاق على الأسرة ومطالبها بالتالي ليست بذات مطالب المرأة في الامس إنها اليوم تبحث عن تعويض لهذا الجهد الذي تبذله كالرجل لأنها قامت بجهود مضاعفة، فالبيت ومسؤوليات الأولاد والعمل ترهقها وهذه الرسالة ينبغي أن يفهمها الرجل جيداً وهي أن يمنحها العاطفة والحب وفي ظل مناخ رومانسي وأن تكون لهما خصوصية وتوحد وإلا فان دخول طرف ثالث معناه شرخ لهذه الخصوصية وإفساد لمعنى الحب وإلا فالإجراءات التي سوف تتخذها الزوجة تعسفية ورد الفعل سيكون قاسياً إما الطلاق أو الخلع أو الدخول في حرب لا يهدأ سعارها، لأنها الآن قوية ومستقلة اقتصادياً وتعتمد على نفسها في تصريف شؤونها وعلاقة عاطفية جديدة لزوجها يمكن أن تفتضح عبر مصادرها الخاصة وتبعات هذا الأمر على الأولاد ستكون سلبية جدا وربما يجر الزوجين الى صراعات وتحديات لا تنتهي خصوصاً وأن بواعث هذه النزاعات مستمدة من الانفتاح على العالم وتأثير الفضائيات وعولمة الفكر الغربي وعروض المسلسلات والأفلام وضعف الوازع الديني. هناك منطقة فارغة تقع بين الماضي بتقاليده وسذاجته وبين الحاضر بنزقه وطيشه، هذه المنطقة هي الوعي والاستناد على المنهجية الصالحة التي تقنن العلاقة الزوجية بشكل متزن بحيث يستقر الزوجان عاطفياً ونفسياً ويتمثل ذلك في ديننا الإسلامي بالتأكيد.

* أديبة روائية كويتية

www.khawlaalqazwini.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي