تقرير / الأخوان كواشي وكوليبالي جمعتهم الصداقة والصدفة والهدف والبلد
لهذه الأسباب لا يمكن لـ «القاعدة» و«داعش» أن يتّحدا ضد الغرب والعرب
هل يمكن ان يعني كشف الأمن الفرنسي عن علاقة وطيدة كانت قائمة منذ مدة بين منفذي عمليتي باريس ضد صحيفة «شارلي ايبدو» الهزلية الشقيقين سعيد وشريف كواشي، وبين أحمدي كوليبالي الذي قتل شرطية فرنسية واربعة رهائن يهود تحالفا بين تنظيمي «القاعدة» و«الدولة الاسلامية» (داعش)؟
ومعلوم ان تنظيم «القاعدة في الجزيرة العربية» اعلن مسؤوليته عن عملية الأخوين كواشي ضد «شارلي ايبدو»، بينما اعلن «الذئب المنفرد» أحمدي كوليبالي الذي دخل الى المحل اليهودي وقتل 4 رهائن انتماءه الى «داعش».
اي تحالف بين «القاعدة» بقيادة ايمن الظواهري وبين «داعش» بقيادة ابو بكر البغدادي هو أمر بعيد عن الواقع حتى ولو جمعت بين أفراد الطرفين الصداقة والصدفة والبلد والهدف المشترك (فرنسا). فبين الاثنين صولات وجولات في سورية وخروج عن الامارة والطاعة وآلاف القتلى بين «داعش» و«النصرة» سقطوا في بلاد الشام، ولا تزال المعارك دائرة بين الطرفين الى يومنا هذا.
ورغم موقف تنظيم «القاعدة»الداعم «للمسلمين الذين يتعرضون للقصف في سورية والعراق» ويعني هنا تنظيم «داعش»، ورغم اتفاق «النصرة» مع «داعش» في القلمون على الحدود اللبنانية - السورية وفي بيت سحم في غوطة دمشق وفي الحجر الاسود - مخيم اليرموك، الا ان هذا التحالف الموقت لا يعني ابداً دمج القوى في ما بينهما وتوحيد الجهود، لا سيما ان تنظيم «داعش» رفض وساطة سابقة لأمير المهاجرين والأنصار الذي سعى لوقف الاقتتال والحرب من خلال هدنةٍ ما دامت طائرات التحالف تضرب الطرفين في سورية، الا ان «داعش» رد بأن «هؤلاء لا أمان لهم».
ولهذا فان ما يحصل في اوروبا اليوم وفي الغرب عموماً هو تصرف فردي من «ذئاب وحيدة» لبّت نداء الناطق الرسمي لـ «داعش» ابو محمد العدناني الذي طلب من جميع مناصري «داعش» التصرف من دون الرجوع الى احد او مشاورة احد واستخدام اي وسيلة يستطيعون الوصول اليها لقتل سكان البلدان التي تشارك في الحرب على التنظيم في العراق وسورية، من الغرب والعرب، واعتبار كل مدني هدفاً ومحارباً.
اما بالنسبة لعمل «القاعدة» تحت قيادة الظواهري، فان هدفه كان دائماً ضرب أميركا والغرب، الا انه بعد مقتل اسامة بن لادن اصبح «القاعدة» - المركز اقل تأثيراً مما كان عليه، ولا سيما ان اكثر مَن قاتل مع بن لادن في افغانستان واليمن قد قُتل في هذين البلدين او حتى في سورية منذ 2011 او في العراق عندما هاجروا اليها لدعم ابو مصعب الزرقاوي ليأتي جيل شاب جديد يجد في «داعش» البروباغندا الإعلامية القوية التي تصوّر لهذا الجيل الخيول والأسلحة الحديثة والانتصارات على الانترنت من خلال حملات اعلامية يعتبرها «داعش» عصَب وجوده لدفع الشباب المسلم للهجرة اليه، مع ما يقدِّمه من رواتب مغرية للشباب العاطلين عن العمل والزواج السريع والمسكن وحتى الجواري لمن يملك المال لشراء هؤلاء الاناث ولا سيما من العراق.
وبسبب خسارة وتراجُع»داعش»في العراق لتعرُّضه الى ضربات موجعة أصابت موارد اقتصاده وتموينه الأساسي النفطي ومراكز تجمعات مجاهديه وأجبرته على الانكسار في سد الموصل ومرتفعات سنجار وخانقين وديالى وجنوب وشمال بغداد، فانه يحاول التعويض إعلامياً بإصدارات متواصلة من»ولايات اخرى»(طرابلس - برقة او مصر - سيناء) او بإصدارات تتعلق بالرهائن او الأسرى المخطوفين لديه او ببيعات من القوقاز، الا ان الحقيقة مغايرة في العراق، وليس في سورية حيث لم يتعرض التنظيم لضرب مباشر الا في كوباني وفشله باقتحام مطار دير الزور العسكري شمال شرقي سورية، وكذلك هو يدفع مَن حاربوا في صفوفه في اوروبا واستراليا وبريطانيا وبلجيكا وهولندا وألمانيا وغيرها الى تنفيذ عمليات فردية لحرف النظر وكي يتوقف الغرب عن عملياته العسكرية في العراق وسورية، الا ان قرار المجموعة الاوروبية قد اتُخذ محاربة»داعش»في عقر داره وتكثيف الجهود لضرب هذا التنظيم اينما وُجد وبأن الحل السلمي في سورية اصبح ضرورة لينتفي سبب تواجد التنظيم، الا ان الحل السياسي ليس بقريب، ما يدل على ان»داعش» باقٍ حتى السنوات المقبلة في سورية واقل قوة في العراق الامر الذي يتطلب تغيير توازن القوى بين قوات المعارضة السورية على ارض الشام. وهذا ما قد يولد اعادة النظر في التحالفات الحالية لفرز الجهاديين وحدهم على حدة والتركيز على ضربهم وهذا ليس بالعمل المتوافر والسهل في الوقت الحاضر للزعماء السياسيين من دون ايجاد صيغة معينة للتعاطي مع الرئيس السوري بشار الأسد.
ومعلوم ان تنظيم «القاعدة في الجزيرة العربية» اعلن مسؤوليته عن عملية الأخوين كواشي ضد «شارلي ايبدو»، بينما اعلن «الذئب المنفرد» أحمدي كوليبالي الذي دخل الى المحل اليهودي وقتل 4 رهائن انتماءه الى «داعش».
اي تحالف بين «القاعدة» بقيادة ايمن الظواهري وبين «داعش» بقيادة ابو بكر البغدادي هو أمر بعيد عن الواقع حتى ولو جمعت بين أفراد الطرفين الصداقة والصدفة والبلد والهدف المشترك (فرنسا). فبين الاثنين صولات وجولات في سورية وخروج عن الامارة والطاعة وآلاف القتلى بين «داعش» و«النصرة» سقطوا في بلاد الشام، ولا تزال المعارك دائرة بين الطرفين الى يومنا هذا.
ورغم موقف تنظيم «القاعدة»الداعم «للمسلمين الذين يتعرضون للقصف في سورية والعراق» ويعني هنا تنظيم «داعش»، ورغم اتفاق «النصرة» مع «داعش» في القلمون على الحدود اللبنانية - السورية وفي بيت سحم في غوطة دمشق وفي الحجر الاسود - مخيم اليرموك، الا ان هذا التحالف الموقت لا يعني ابداً دمج القوى في ما بينهما وتوحيد الجهود، لا سيما ان تنظيم «داعش» رفض وساطة سابقة لأمير المهاجرين والأنصار الذي سعى لوقف الاقتتال والحرب من خلال هدنةٍ ما دامت طائرات التحالف تضرب الطرفين في سورية، الا ان «داعش» رد بأن «هؤلاء لا أمان لهم».
ولهذا فان ما يحصل في اوروبا اليوم وفي الغرب عموماً هو تصرف فردي من «ذئاب وحيدة» لبّت نداء الناطق الرسمي لـ «داعش» ابو محمد العدناني الذي طلب من جميع مناصري «داعش» التصرف من دون الرجوع الى احد او مشاورة احد واستخدام اي وسيلة يستطيعون الوصول اليها لقتل سكان البلدان التي تشارك في الحرب على التنظيم في العراق وسورية، من الغرب والعرب، واعتبار كل مدني هدفاً ومحارباً.
اما بالنسبة لعمل «القاعدة» تحت قيادة الظواهري، فان هدفه كان دائماً ضرب أميركا والغرب، الا انه بعد مقتل اسامة بن لادن اصبح «القاعدة» - المركز اقل تأثيراً مما كان عليه، ولا سيما ان اكثر مَن قاتل مع بن لادن في افغانستان واليمن قد قُتل في هذين البلدين او حتى في سورية منذ 2011 او في العراق عندما هاجروا اليها لدعم ابو مصعب الزرقاوي ليأتي جيل شاب جديد يجد في «داعش» البروباغندا الإعلامية القوية التي تصوّر لهذا الجيل الخيول والأسلحة الحديثة والانتصارات على الانترنت من خلال حملات اعلامية يعتبرها «داعش» عصَب وجوده لدفع الشباب المسلم للهجرة اليه، مع ما يقدِّمه من رواتب مغرية للشباب العاطلين عن العمل والزواج السريع والمسكن وحتى الجواري لمن يملك المال لشراء هؤلاء الاناث ولا سيما من العراق.
وبسبب خسارة وتراجُع»داعش»في العراق لتعرُّضه الى ضربات موجعة أصابت موارد اقتصاده وتموينه الأساسي النفطي ومراكز تجمعات مجاهديه وأجبرته على الانكسار في سد الموصل ومرتفعات سنجار وخانقين وديالى وجنوب وشمال بغداد، فانه يحاول التعويض إعلامياً بإصدارات متواصلة من»ولايات اخرى»(طرابلس - برقة او مصر - سيناء) او بإصدارات تتعلق بالرهائن او الأسرى المخطوفين لديه او ببيعات من القوقاز، الا ان الحقيقة مغايرة في العراق، وليس في سورية حيث لم يتعرض التنظيم لضرب مباشر الا في كوباني وفشله باقتحام مطار دير الزور العسكري شمال شرقي سورية، وكذلك هو يدفع مَن حاربوا في صفوفه في اوروبا واستراليا وبريطانيا وبلجيكا وهولندا وألمانيا وغيرها الى تنفيذ عمليات فردية لحرف النظر وكي يتوقف الغرب عن عملياته العسكرية في العراق وسورية، الا ان قرار المجموعة الاوروبية قد اتُخذ محاربة»داعش»في عقر داره وتكثيف الجهود لضرب هذا التنظيم اينما وُجد وبأن الحل السلمي في سورية اصبح ضرورة لينتفي سبب تواجد التنظيم، الا ان الحل السياسي ليس بقريب، ما يدل على ان»داعش» باقٍ حتى السنوات المقبلة في سورية واقل قوة في العراق الامر الذي يتطلب تغيير توازن القوى بين قوات المعارضة السورية على ارض الشام. وهذا ما قد يولد اعادة النظر في التحالفات الحالية لفرز الجهاديين وحدهم على حدة والتركيز على ضربهم وهذا ليس بالعمل المتوافر والسهل في الوقت الحاضر للزعماء السياسيين من دون ايجاد صيغة معينة للتعاطي مع الرئيس السوري بشار الأسد.