عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض تطالب بدعم قوات الجيش الحر «لتحقيق التمشيط على الأرض»

نورا الأمير لـ «الراي»: محاربة «داعش» لن تنهي الإرهاب ما دام أصله موجوداً في سورية متمثّلاً بنظام بشار الأسد

تصغير
تكبير
• كان واضحاً أن ثمة محاولة لتوريط المعارضة في الأعمال الإنسانية وتحميلها عبئاً يجب أن تحمله المنظمات الدولية

• موسكو غير محايدة ولا يمكن لها استضافة مفاوضات ... ومصر لم تقدم حتى الآن أي طروحات

• لا حل من دون قرار دولي بانسحاب للقوات الغازية من سورية وأهمها قوات «حزب الله» و إيران وميليشيات المرتزقة
ما تزال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض نورا الامير على حال الامل بنجاح ثورة الشعب السوري من اجل الحرية والكرامة.

والأمير، التي تمثلت في الائتلاف الوطني العام 2013 عن مجموعة الحراك الثوري واعتُقلت في سجون النظام شهوراً عديدة وشغلت منصب نائبة رئيس الائتلاف قبل الانتخابات الاخيرة، لُقبت بـــ «فراشة الثورة»، وهي موضع ثقة معارضة الداخل كونها عايشت معاناتهم عن قرب وكانت جزءاً منهم، شريكة عذاباتهم ونضالهم، وهي ما تزال اليوم صوتهم الى العالم.

في حديث اجرته معها «الراي» اكدت الامير ان لا حل سياسياً للأزمة السورية الا على اساس «جنيف 1» والتزام الدول بالضغط على الاسد، معتبرة ان موسكو غير محايدة ولا يمكن لها استضافة مفاوضات، مشددة على ان تنظيم «داعش» صنيعة النظام السوري، وان «اي تحرك للتحالف الدولي عبر قصف الطيران لن يكون مفيداً في القضاء عليه ما لم يتم دعم الجيش الحر لقتال التنظيم على الارض وهو نجح في مواجهته سابقاً».

وتساءلت عما اذا كانت قواعد اللعبة ستتغير في حال تم تجميد القتال في حلب وفق خطة المبعوث الدولي لحل الازمة السورية ستيفان دي ميستورا وقالت: «مَن سيستفيد من هذا التجميد لو حدث؟ وهل ستتغير قواعد المعركة؟».

ورداً على سؤال، شددت على ان «لا حل دون قرار دولي بانسحاب للقوات الغازية لسورية وأهمها قوات (حزب الله) والقوات الإيرانية وميليشيات المرتزقة التي يستوردها النظام، وكذلك كل المقاتلين الأجانب الذين دخلوا سورية للحرب مع (داعش) ضد السوريين».

وفي ما يأتي نص الحوار:

• قدمتْ المعارضة السورية اقتراحات لحل الأزمة السورية ومنها حكومة انتقالية فماذا عن البنود الأخرى التي يمكن ان تنجح في تحقيق الحل المنشود وما شروط النجاح؟

- قدّمت المعارضة في جنيف «وثيقة المبادئ الأساسية» التي تتكوّن من 24 نقطة بنيت على أساس بيان «جنيف 1» وفيها تفصيل لآلية الانتقال السلمي للسلطة وتشكيل هيئة الحكم الانتقالية كاملة الصلاحيات، ويتطلب نجاحها التزاماً دولياً وضغوطاً حقيقية على نظام (الرئيس بشار) الأسد.

• تردد ان الائتلاف يفضل حل الازمة السورية على أساس اتفاقيات «جنيف 3» وليس «موسكو 1» كيف تفسرين الامر؟

- بدقة أكثر، استناداً إلى بيان «جنيف 1»، موسكو بكل تأكيد ليست المكان المؤاتي لعملية مفاوضات كونها قطباً من أقطاب المشكلة بدعمها الكبير للنظام في حربه على الشعب السوري وهذا خرق لحيادية المكان المحتضن لعملية المفاوضات، إضافة الى أن ما طُرح عن لقاء موسكو حتى الآن لا يعدو كونه مجرد دعوة للقاء دون محددات ولا جدول أعمال ولا إطار تفاوضي واضح.

• ماذا عرض «الائتلاف» في اجتماعات القاهرة وكيف تنظرون الى دور مصر في حل الازمة السورية؟

- كان الحوار يدور حول ورقة النقاط الـ 24 التي قُدمت في جنيف، ولا شك أن مصر برمزيتها وتاريخها واحتضانها لمقر الجامعة العربية لها دور ريادي في المنطقة، وحتى الآن لم تقدم مصر أي طروحات وإنما أبدت ترحيبها باستضافة لقاءات المعارضة.

• هل من مقترحات واضحة لدى المصريين تم عرضها على وفد «الائتلاف»؟

- لا، كما أسلفت هو فقط ترحيب باحتضان الاجتماعات بين أطياف المعارضة.

• يسعى «داعش» الى إقامة مجتمع متطرف جديد في سورية. كيف تواجهون مثل هذا المشروع وما الخطر الذي تشكله هذه الجماعات المتطرفة على المعارضة المعتدلة داخل سورية ولا سيما انها تسيطر على الأرض على مساحات واسعة؟

- مواجهة خطر من هذا القبيل يحتاج الى تكاتف حقيقي للجهود الدولية، ولا بدّ لنجاح المواجهة «إشراك الجيش الحر» في المعركة، فالجيش الحر هو أول مَن أطلق رصاصة في وجه إرهاب «داعش» الذي لطالما قيل في إطار محاولة «تشريح» نشأته أنه يد النظام الضاربة في المناطق المحررة. وتبدو مع الأيام صحة هذه النظرية، ولا يحتاج الأمر الى كثير من التحليل ليلمس ان الجيش الحر والتجمعات المدنية وكل مَن يعارض النظام هو هدف لـ «داعش». وتالياً الموضوع غاية في التعقيد ويحتاج الى جهود كبيرة وجدية دولية للتصدي لهذا الخطر.

• هناك انتقادات كثيرة تطول الائتلاف ومعارضة الخارج نتيجة عدم التعاطي بشكل مدروس مع الأزمات التي يواجهها الشعب السوري في الداخل على مختلف الصعد اجتماعياً وصحياً وعسكرياً وعدم القدرة على إدارة الأزمة سياسياً. ماذا تقولون عن ذلك ولماذا هذا التقصير على مستوى علاج الجرحى مثلاً او تأمين الوضع التعليمي او غيرها من أمور لا تنتظر قرارات وسط اتهامات بعدم الشفافية في الائتلاف؟

- منذ بداية تدهور الأوضاع الإنسانية في سورية نتيجة وحشية النظام، كان واضحاً ان ثمة محاولة لتوريط المعارضة في الأعمال الإنسانية وتحميلها عبئاً يجب أن تحمله الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ووصل الوضع بكارثيته إلى ما كان متوقعاً، اي أن يلقى العبء حتى الأخلاقي والإعلامي على المعارضة التي تعتمد في أدائها المتواضع جداً مقارنة بالكارثة السورية، على المنح الدولية التي مهما بلغت لا تغطي عُشر حجم الاحتياجات.

• عسكرياً وميدانياً هل ترين انه يمكن إسقاط النظام في معركة حاسمة في دمشق ام بخيار سياسي؟ وهل الجيش الحر قادر بعد على تحقيق انتصارات عسكرية؟

- لا شيء مستبعداً في الثورات، لكن أي تقدم للجيش الحر هو محكوم بالدعم الدولي بالأسلحة والذخائر. الانتصارات التي حققها الجيش الحر كانت مذهلة في معركة غير متكافئة خاضها بأسلحة خفيفة ومتوسطة قاومت الدبابات والطائرات والأسلحة الفتاكة، وقد حقق بالفعل انتصارات مذهلة فكيف لو ارتفع مستوى الدعم ونوعيته.

• أزمة النازحين السوريين والهجرة والتوطين في دول أوروبية الا يشكل ذلك خطراً على الثورة وتفريغها من الطاقات؟

- بكل تأكيد، ويشكل كذلك كارثة إنسانية هي الأقسى ربما في هذا العصر. ملايين المهجرين، عائلات بلا مأوى وبلا حتى أدنى الاحتياجات الضرورية لحياة الإنسان، مئات الآلاف من الغارقين في البحر. أزمة الإنسان السوري هي أزمة الوطن المحتل، أزمة الحق المسلوب ابتداء من الحق في الحياة وليس انتهاء بالحرية. هل لإنسان أن يتصوّر طفلاً بلغ أربع سنوات يُحرم من هوية تثبت نسبه واسمه؟ هذا الشقاء كله الذي يُعاقب به السوريون عقاباً جماعياً هو فقط لأنهم طلبوا حريتهم، وهذا حصل على مسمع العالم بأسره. لم ننسَ بعد مجزرة السلاح الكيماوي حين ضرب دمشق، فماذا فعل العالم؟ سلب المجرم سلاحه وأبقاه طليقاً لتتكرر الجريمة عشرات المرات التي استخدم فيها غاز الكلور، وماذا فعل العالم مجدداً؟ لا شيء.

• كيف يمكن للمعارضة السورية الاستفادة من التحالف الدولي في القضاء على الأسد وهل من تنسيق او استجابة لطلبات الائتلاف على هذا الصعيد؟

- الاستجابة بطيئة جداً لمطالب المعارضة في هذا السياق، وحقيقة الحرب على «داعش» أنها لن تكون مجدية ما لم تدعم قوات الجيش الحر لتحقيق التمشيط على الأرض، فالضربات الجوية وحدها غير مجدية ولن تحقق المطلوب، كما أن الاقتصار على محاربة «داعش» لن ينهي الإرهاب في المنطقة ما دام أصل الإرهاب ما زال موجوداً في سورية وهنا أقصد نظام بشار الأسد.

• هل سينجح دي ميستورا في تحقيق خطته لتجميد القتال في حلب وهل سيرضخ ثوار حلب لذلك، وماذا عن المناطق الساخنة الأخرى والجبهات المؤثرة على دول الجوار ولا سيما لبنان؟

- حتى الآن لم يقدم السيد دي ميستورا خطة مكتوبة يبنى عليها موقف واضح. ما قدمه كان جملة من الأفكار، ولا أظن أن النظام سيكون أصلاً إيجابياً حتى نبني توقعات على المعارضة والجيش الحر. ولو تحققت فالمؤكد أن باقي الجبهات مع النظام ستبقى مشتعلة بعيداً عن حلب. في الجنوب تقدم كبير وانتصارات كبيرة لقوات الجيش الحر، لكن يكمن السؤال من جديد مَن سيستفيد من هذا التجميد لو حدث؟ وهل ستتغير قواعد المعركة؟ وتساؤلات عديدة تكشفها خطة السيد دي ميستورا والأيام المقبلة

• كيف ترين الحل بالنسبة لتدخل حزب الله وايران في الشأن السوري؟

- لا حل من دون قرار دولي بانسحاب للقوات الغازية لسورية وأهمها قوات «حزب الله» والقوات الإيرانية وميليشيات المرتزقة والمقاتلين الذين يستوردهم النظام، وكذلك كل المقاتلين الأجانب الذين دخلوا سورية للحرب مع «داعش» ضد السوريين. ويجب أن يرحل كل مَن عبر هذه الحدود.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي