افتتح مسرحيته الجديدة «وحشة»
رفيق علي أحمد يحاكي وجعه على الخشبة
مشهد من المسرحية
بوستر «وحشة»
بعد خمس سنوات من: «رأس مقفل» لا يستطيع التفكير في شيء، شارك خلالها في بعض الأدوار التلفزيونية (الشحرورة، الإخوة) خرج الفنان رفيق علي أحمد إلى النور المسرحي مجدداً تلبية لمئات المناشدات التي أقلقت راحته تطالبه بجديد يقول شيئاً له طعم وقيمة في يوميات البلد والناس، وقدّم: «وحشة»، المسرحية العاشرة في مسيرته (بعد: أيام الخيام، الجرس، آخر أيام سقراط، حكم الرعيان، جبران والنبي، المفتاح، زواريب، قطع وصل، المفتاح، جرصة) التي افتتحها على خشبة مونو في بيروت ليل الخميس في 15 يناير الجاري وسط حشد من المثقفين والإعلاميين والشخصيات.
وحده على الخشبة، ولأنه كتب، وأخرج ومثّل وأنتج لم يعد ينقصه إلا الجمهور الذي حضر بكثافة راغباً في التعرف على جديد هذا الفنان الخاص جداً، والذي يتمتع بمزاج فني خاص فلا يقدم على مشروع إلا إذا كان مقتنعاً به مئة في المئة، إلى حد أن قبوله بالظهور التلفزيوني يعود إلى الضغط المادي عليه فقط، رغم خصوصية حضوره كممثل تلفزيوني تتعطش الشاشة لنموذج جديد ومختلف ينوّع صورتها.
وحشة، هي حال أبو ميشال (رفيق) الذي يعيش وحيداً غريباً في المدينة بعدما هاجر أولاده وهجرته زوجته الخائنة، فاستسلم لقدره وغاب في حال من تأمل الناس حائراً كيف يعيشون، ينسجمون، ويتقبلون واقعهم المزري من حولهم، وتبدأ التهويمات في نسج المشاهد الميدانية بأسلوب المضحك المبكي، وصولاً إلى حالة اليأس التي تصيبه وتجعله يطلب من الله أن يأخذه إلى سمائه هرباً من جور أهل الأرض وسلبياتهم الكثيرة ونواكب مشهداً موفقاً في التعبير والتنفيذ لعملية جذبه إلى السماء بسرعة خارقة، وهو مشهد أنجزه المخرج طوني أبو إلياس مثل بقية المشاهد المصورة مثل اللقطات لبيروت القديمة، ولصبايا، وبعض المشاهد التعبيرية التي يحتاجها النص. رفيق حالة استثنائية على الخشبة، واثق، متمرّس في التقاط حس المشاهدين والرد عليهم بأسلوب سهل ومباشر. وبدا إخراجه لنصّه لا يقل أهمية عن المهمات التي نفّذها مخرجون قبله معه ( روجيه عساف، ناجي صوراتي) فكانت النتيجة جيدة.
التقينا الفنان رفيق وكان هذا الحوار:
• مبروك: وحشة ؟
- شكراً. هل كنتم مرتاحين.
• الضحكات في الصالة خففت من جدية المثقفين؟
- هذه حقيقة. النقاد والمثقفون يشحذون أقلامهم وينتظرون الفرصة السانحة للانتقاد. جيد أننا فككنا عقدة الحواجب عندهم، أضحكناهم نعم وهذا إنجاز.
• أطلت الغيبة بين: «جرصة» و «وحشة»؟
- المشكلة ليست عندي. هو واقع مزر عاشته المنطقة منذ أربع سنوات،أوقف عندي أي إمكانية للتفكير، حاولت دائماً الكتابة والتفكير في مثل هذه الظروف فلم أستطع، لذا انتظرت حتى يحين الموعد المثالي فكان منتصف يناير الجاري.
• كأنك لم تأت على سيرة العرب لأسباب معينة؟
- الله يعين كل عربي على أوضاعه، حاولت حلحلة وضعي هنا في لبنان، والإخوان العرب يكفيهم التدخلات الخارجية. ويا رب تفرج الأمور. قلبنا عربي وروحنا عربية.
• لم تستعن بمخرج. هل من سبب؟
- عندما أنجزت النص شعرت به منفذاً على الخشبة. يعني كنت قادراً على تنفيذه فوراً، تجسّد أمامي بالكامل، لذا كان غير طبيعي أن أستعين بمخرج يضع رؤية غير التي صنعتها في النص.
• المواد المشهدية في المسرحية أنجزها المخرج طوني أبو إلياس، وكان المشهد الأخير رائعاً في التنفيذ؟
- أسعدني تعاون الصديق المخرج طوني في الجانب المشهدي وقد نفّذ مشهد الصعود إلى السماء بحرفية أظهرت العملية وكأنها حقيقية، وأنا أشكره من كل قلبي. لكن خاتمة المسرحية ضاعت مع تصفيق الحضور لهذا المشهد وعدم الانتباه لما بعده وهو صوت القط عنتر يموء سائلاً عني، فكان الوحيد الذي استفقدني وراح يبحث عني.
• ثلاثة أسابيع عرض للمسرحية في مونو. أليست قليلة؟
- طبعاً. المسرح محجوز لغيرنا بعد ذلك. سنرى أين تكون محطتنا التالية على أي مسرح آخر بعد ذلك.
وحده على الخشبة، ولأنه كتب، وأخرج ومثّل وأنتج لم يعد ينقصه إلا الجمهور الذي حضر بكثافة راغباً في التعرف على جديد هذا الفنان الخاص جداً، والذي يتمتع بمزاج فني خاص فلا يقدم على مشروع إلا إذا كان مقتنعاً به مئة في المئة، إلى حد أن قبوله بالظهور التلفزيوني يعود إلى الضغط المادي عليه فقط، رغم خصوصية حضوره كممثل تلفزيوني تتعطش الشاشة لنموذج جديد ومختلف ينوّع صورتها.
وحشة، هي حال أبو ميشال (رفيق) الذي يعيش وحيداً غريباً في المدينة بعدما هاجر أولاده وهجرته زوجته الخائنة، فاستسلم لقدره وغاب في حال من تأمل الناس حائراً كيف يعيشون، ينسجمون، ويتقبلون واقعهم المزري من حولهم، وتبدأ التهويمات في نسج المشاهد الميدانية بأسلوب المضحك المبكي، وصولاً إلى حالة اليأس التي تصيبه وتجعله يطلب من الله أن يأخذه إلى سمائه هرباً من جور أهل الأرض وسلبياتهم الكثيرة ونواكب مشهداً موفقاً في التعبير والتنفيذ لعملية جذبه إلى السماء بسرعة خارقة، وهو مشهد أنجزه المخرج طوني أبو إلياس مثل بقية المشاهد المصورة مثل اللقطات لبيروت القديمة، ولصبايا، وبعض المشاهد التعبيرية التي يحتاجها النص. رفيق حالة استثنائية على الخشبة، واثق، متمرّس في التقاط حس المشاهدين والرد عليهم بأسلوب سهل ومباشر. وبدا إخراجه لنصّه لا يقل أهمية عن المهمات التي نفّذها مخرجون قبله معه ( روجيه عساف، ناجي صوراتي) فكانت النتيجة جيدة.
التقينا الفنان رفيق وكان هذا الحوار:
• مبروك: وحشة ؟
- شكراً. هل كنتم مرتاحين.
• الضحكات في الصالة خففت من جدية المثقفين؟
- هذه حقيقة. النقاد والمثقفون يشحذون أقلامهم وينتظرون الفرصة السانحة للانتقاد. جيد أننا فككنا عقدة الحواجب عندهم، أضحكناهم نعم وهذا إنجاز.
• أطلت الغيبة بين: «جرصة» و «وحشة»؟
- المشكلة ليست عندي. هو واقع مزر عاشته المنطقة منذ أربع سنوات،أوقف عندي أي إمكانية للتفكير، حاولت دائماً الكتابة والتفكير في مثل هذه الظروف فلم أستطع، لذا انتظرت حتى يحين الموعد المثالي فكان منتصف يناير الجاري.
• كأنك لم تأت على سيرة العرب لأسباب معينة؟
- الله يعين كل عربي على أوضاعه، حاولت حلحلة وضعي هنا في لبنان، والإخوان العرب يكفيهم التدخلات الخارجية. ويا رب تفرج الأمور. قلبنا عربي وروحنا عربية.
• لم تستعن بمخرج. هل من سبب؟
- عندما أنجزت النص شعرت به منفذاً على الخشبة. يعني كنت قادراً على تنفيذه فوراً، تجسّد أمامي بالكامل، لذا كان غير طبيعي أن أستعين بمخرج يضع رؤية غير التي صنعتها في النص.
• المواد المشهدية في المسرحية أنجزها المخرج طوني أبو إلياس، وكان المشهد الأخير رائعاً في التنفيذ؟
- أسعدني تعاون الصديق المخرج طوني في الجانب المشهدي وقد نفّذ مشهد الصعود إلى السماء بحرفية أظهرت العملية وكأنها حقيقية، وأنا أشكره من كل قلبي. لكن خاتمة المسرحية ضاعت مع تصفيق الحضور لهذا المشهد وعدم الانتباه لما بعده وهو صوت القط عنتر يموء سائلاً عني، فكان الوحيد الذي استفقدني وراح يبحث عني.
• ثلاثة أسابيع عرض للمسرحية في مونو. أليست قليلة؟
- طبعاً. المسرح محجوز لغيرنا بعد ذلك. سنرى أين تكون محطتنا التالية على أي مسرح آخر بعد ذلك.