أزمة الشاحنات على الحدود في طريقها إلى الحلّ «يدوياً»
«هزّة عصا» سوريّة للبنان رداً على تأشيرات العبور
16 يوماً والشاحنات اللبنانية على الحدود تنتظر السماح لها بالعبور إلى الجانب السوري، وكل يوم يرتفع منسوب الخشية لدى السائقين من أن تكون السمة التي فرضتها الحكومة اللبنانية على دخول السوريين الى «بلاد الأرز» والتي بدأت بتطبيقها في الخامس من الشهر الجاري هي السبب الكامن وراء مشهد أرتال الشاحنات المتجمعة قرب المعابر البرية، ولا سيما ان معلومات في بيروت كانت تخوّفت من امكان ان تردّ دمشق عبر «المساس» بخط «الترانزيت» البري عبر الأراضي السورية الذي هو الشريان الحيوي الوحيد بين لبنان والدول العربية مع ما يمكن ان يؤدي اليه ذلك من انعكاس هائل على التجار وأصحاب الشاحنات وآلاف العائلات اللبنانية التي تعتاش من وراء تصدير المواسم الزراعية الى الأسواق العربية عبر البوابة السورية ـ الأردنية.
... ثلوج وجليد ثم تعطُّل آلة السكانر، تعددت الحجج والنتيجة واحدة: أرتال من الشاحنات تقف منتظرة الفرَج عند نقطة المصنع الحدودية (البقاع). السائقون يرتجفون برداً وخوفاً من أن يطول هزّ سورية «العصا» للبنان «وهو ما ندفع ثمنه نحن» كما قال رئيس نقابة مالكي الشاحنات في مرفأ بيروت نعيم صوايا لـ «الراي»، موضحاً انه «لا يمكن لعاقل أن يتقبل أن ما يحصل ظرف استثنائي، والا وجود لأياد خفية توجّه رسالة الى الحكومة التي اتخذت قرارها ومضت من دون الالتفات الى ما يعانيه اصحاب الشاحنات»، ولافتاً الى أن «من غير الطبيعي أن تبقى الطريق مغلقة امام الشاحنات كل هذه المدة، فمنذ تطبيق الأمن العام للقرار الحكومي بدأت العرقلة (...) يتحججون بالثلوج ولكن وكل عام هناك ثلوج فلماذا لم تغلق الطريق الا بعد اتخاذ الدولة قرارها؟»، مضيفاً: «طريق ضهر البيدر مفتوحة وطريق المصنع - الجديدة فُتحت قبل يومين، ومع ذلك وضعوا حجة اخرى تمثلت بآلة السكانر».
كلام صوايا نفاه الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري نصري خوري في اتصال مع «الراي» فاعتبر «أن ما يحصل أمر طبيعي وليس أبداً رد فعل من الحكومة السورية على قرار الحكومة اللبنانية، بل إن الثلوج كانت السبب، وبعد فتح الطريق تعطلت آلة السكانر، فما دخل الحكومة السورية بالأمر؟».
واكد خوري أن«الأمور حلت والشاحنات ستعبر الى الاراضي السورية بعد أن يتم تفتيشها يدوياً إلى حين اصلاح الآلة».
من جانبه،اعتبر رئيس «تجمع المزارعين في البقاع» ابراهيم ترشيشي في حديث مع «الراي» «أن التقصير من الجانب اللبناني اكبر من الجانب السوري، فالدولة لم تكلف خاطرها بفتح المنفذ الوحيد للبنان على الخارج، أي طريق المصنع - الجديدة بل قامت بالمهمة جرافات خاصة، اضافة الى تقصير عناصر الجمارك اللبنانية الذين لم يداوموا بطريقة صحيحة، فهناك شاحنات لم تستطع العبور منذ الثالث من هذا الشهر أي قبل بدء العاصفة، كما أن الجانب السوري ليس متشوقاً كثيراً وانتظر كي تفتح الطريق بشكل طبيعي ومع ذلك لا أستطيع لومه».
قبل يومين تم الانتهاء من ازالة الثلوج، وعندما همّت الشاحنات بالدخول صُدم السائقون بخبر أن آلة السكانر التي يتم من خلالها تفتيش الشاحنات معطلة، وقد قام ترشيشي باتصالات عديدة لحل الأزمة التي كلما طالت «خربت بيوت الناس، فالقضية ليست سهلة وهناك عائلات»تجمّد«رزقها مع تجميد العبور، كما أنه لم يعد باستطاعة أحد تحمل الزحمة فمئات الشاحنات تقف بانتظار السماح لها بالعبور».
الاتصالات الأخيرة بين ترشيشي ورئيس المجلس الاعلى اللبناني السوري أفضت الى حل العقدة حيث أكد ترشيشي «التفتيش سيتم بالأيدي، والآن لم تعد لديهم حجة».
ومع ذلك يصر ترشيشي على أن «اغلاق الحدود بوجه اللبنانيين هو آخر ورقة يمكن أن يفكر فيها السوريون، فمن الناحية الاقتصادية لا مصلحة للنظام السوري بمثل هذا الإغلاق كون المعابر تدر عليه ارباحاً يومية تصل الى مئات آلاف الدولارات، وتالياً إذا أقفلت الحدود فهي كمن يغلق الباب على نفسه، فالشاحنة الفارغة تدفع وكذلك المعبأة بالاضافة الى ضريبة المازوت، ما يفوق مئة دولار للعبور، ومئات السيارات تدخل يومياً، كما أن النظام السوري بأمسّ الحاجة الى العملة الصعبة من الخارج».
واسترسل «السوري يصدّر لنا أكثر مما نصدّر له، في السابق كنا نصدّر 50 ألف طن من المنتوجات الزراعية الى سورية في حين يصدّرون لنا 10 آلاف طن، الآن الأمر بات معكوساً نحن نرسل 10 آلاف طن مقابل 50 ألف طن من جانبهم. واذا قارنا السوق اللبنانية الصغيرة حيث عدد اللبنانيين يقارب 4 ملايين نسمة بالسوق السورية وعدد السوريين الذي يقارب 25 مليون نسمة قوّتهم الشرائية متدنية جداً، نعلم مَن المستفيد».
... ثلوج وجليد ثم تعطُّل آلة السكانر، تعددت الحجج والنتيجة واحدة: أرتال من الشاحنات تقف منتظرة الفرَج عند نقطة المصنع الحدودية (البقاع). السائقون يرتجفون برداً وخوفاً من أن يطول هزّ سورية «العصا» للبنان «وهو ما ندفع ثمنه نحن» كما قال رئيس نقابة مالكي الشاحنات في مرفأ بيروت نعيم صوايا لـ «الراي»، موضحاً انه «لا يمكن لعاقل أن يتقبل أن ما يحصل ظرف استثنائي، والا وجود لأياد خفية توجّه رسالة الى الحكومة التي اتخذت قرارها ومضت من دون الالتفات الى ما يعانيه اصحاب الشاحنات»، ولافتاً الى أن «من غير الطبيعي أن تبقى الطريق مغلقة امام الشاحنات كل هذه المدة، فمنذ تطبيق الأمن العام للقرار الحكومي بدأت العرقلة (...) يتحججون بالثلوج ولكن وكل عام هناك ثلوج فلماذا لم تغلق الطريق الا بعد اتخاذ الدولة قرارها؟»، مضيفاً: «طريق ضهر البيدر مفتوحة وطريق المصنع - الجديدة فُتحت قبل يومين، ومع ذلك وضعوا حجة اخرى تمثلت بآلة السكانر».
كلام صوايا نفاه الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري نصري خوري في اتصال مع «الراي» فاعتبر «أن ما يحصل أمر طبيعي وليس أبداً رد فعل من الحكومة السورية على قرار الحكومة اللبنانية، بل إن الثلوج كانت السبب، وبعد فتح الطريق تعطلت آلة السكانر، فما دخل الحكومة السورية بالأمر؟».
واكد خوري أن«الأمور حلت والشاحنات ستعبر الى الاراضي السورية بعد أن يتم تفتيشها يدوياً إلى حين اصلاح الآلة».
من جانبه،اعتبر رئيس «تجمع المزارعين في البقاع» ابراهيم ترشيشي في حديث مع «الراي» «أن التقصير من الجانب اللبناني اكبر من الجانب السوري، فالدولة لم تكلف خاطرها بفتح المنفذ الوحيد للبنان على الخارج، أي طريق المصنع - الجديدة بل قامت بالمهمة جرافات خاصة، اضافة الى تقصير عناصر الجمارك اللبنانية الذين لم يداوموا بطريقة صحيحة، فهناك شاحنات لم تستطع العبور منذ الثالث من هذا الشهر أي قبل بدء العاصفة، كما أن الجانب السوري ليس متشوقاً كثيراً وانتظر كي تفتح الطريق بشكل طبيعي ومع ذلك لا أستطيع لومه».
قبل يومين تم الانتهاء من ازالة الثلوج، وعندما همّت الشاحنات بالدخول صُدم السائقون بخبر أن آلة السكانر التي يتم من خلالها تفتيش الشاحنات معطلة، وقد قام ترشيشي باتصالات عديدة لحل الأزمة التي كلما طالت «خربت بيوت الناس، فالقضية ليست سهلة وهناك عائلات»تجمّد«رزقها مع تجميد العبور، كما أنه لم يعد باستطاعة أحد تحمل الزحمة فمئات الشاحنات تقف بانتظار السماح لها بالعبور».
الاتصالات الأخيرة بين ترشيشي ورئيس المجلس الاعلى اللبناني السوري أفضت الى حل العقدة حيث أكد ترشيشي «التفتيش سيتم بالأيدي، والآن لم تعد لديهم حجة».
ومع ذلك يصر ترشيشي على أن «اغلاق الحدود بوجه اللبنانيين هو آخر ورقة يمكن أن يفكر فيها السوريون، فمن الناحية الاقتصادية لا مصلحة للنظام السوري بمثل هذا الإغلاق كون المعابر تدر عليه ارباحاً يومية تصل الى مئات آلاف الدولارات، وتالياً إذا أقفلت الحدود فهي كمن يغلق الباب على نفسه، فالشاحنة الفارغة تدفع وكذلك المعبأة بالاضافة الى ضريبة المازوت، ما يفوق مئة دولار للعبور، ومئات السيارات تدخل يومياً، كما أن النظام السوري بأمسّ الحاجة الى العملة الصعبة من الخارج».
واسترسل «السوري يصدّر لنا أكثر مما نصدّر له، في السابق كنا نصدّر 50 ألف طن من المنتوجات الزراعية الى سورية في حين يصدّرون لنا 10 آلاف طن، الآن الأمر بات معكوساً نحن نرسل 10 آلاف طن مقابل 50 ألف طن من جانبهم. واذا قارنا السوق اللبنانية الصغيرة حيث عدد اللبنانيين يقارب 4 ملايين نسمة بالسوق السورية وعدد السوريين الذي يقارب 25 مليون نسمة قوّتهم الشرائية متدنية جداً، نعلم مَن المستفيد».