ضبْط سيارة مفخخة بـ 120 كيلوغراماً في عرسال وكشف شبكة انتحاريين

لبنان بين فك «الأحزمة الناسفة» وشدّ الأحزمة السياسية - الأمنية

تصغير
تكبير
ترتسم في لبنان ملامح سباق «محموم» بين «الأحزمة الناسفة» ومساعي شدّ «أحزمة الأمان» السياسية والأمنية، في إطار محاولة منْع تمادي تدحْرج «كرة النار» السورية - العراقية في اتجاه الداخل اللبناني، والحفاظ على حدّ مقبول من الاستقرار. ويبدو واضحاً في بيروت، ان لبنان لا يبحث عن انفراج سياسي بقدر ما يسعى الى قطع الطريق على الانفجار الأمني، الذي عاد «شبحه» ليطلّ في الأيام الأخيرة. ذلك ان المأزق السياسي الذي يشكل الفراغ في رئاسة الجمهورية التعبير الابرز له، بات جزءاً لا يتجزأ من «المخاض» الاقليمي ولا سيما حول الملف النووي الايراني والأزمة السورية وآفاقها اضافة الى «المواجهة بالنفط» في محاولة لـ «ليّ ذراعيْ» طهران وموسكو.

وحملت الساعات الماضية أكثر من إشارة الى عودة ايران الى تشدُّدها حيال الملف الرئاسي، بعد مؤشرات مرونة «اختبارية»، وأبرز تجليات هذا التشدد تمثلت في الآتي:


* التقارير عن ان المسؤولين الايرانيين أبلغوا الموفد الفرنسي، جان فرانسوا جيرو، في زيارته الرابعة لطهران ان الانتخابات الرئاسية هي في عهدة حلفائهم في بيروت، وان هذا الملف شأن لبناني ومسيحي بالدرجة الاولى.

* رفْع الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، سقف الهجوم على البحرين الى مستوى غير مسبوق في حدّته، تلقّته دول الخليج باستياء عارم، وهو الامر الذي فسّرته دوائر مراقبة على انه استبعاد لحصول اي تفاهم ايراني - سعودي قريب من شأنه أن يشكّل حاضنة لتمرير الاستحقاق الرئاسي في لبنان.

* المعلومات عن ان ايران باتت تتعاطى مع ملف النفط واستمرار هبوط أسعاره بتصلُّب واضح، كان عبّر عنه علناً الرئيس حسن روحاني، بما يجعل اي مرونة يمكن ان تقوم بها طهران في اي ملف اقليمي رهناً في جانب منها بمجريات «الصراع النفطي» المستجدّ و«الموجع» لايران.

ورغم هذه اللوحة الاقليمية الداكنة، يستمرّ «سريان» المهادنة السعودية - الايرانية في لبنان، التي تعبّر عن نفسها من خلال مواصلة الحوار بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» وتوفير غطاء سياسي غير مسبوق للأجهزة الامنية سواء في التصدي للمجموعات الإرهابية ام إطلاق يدها لـ «الضرب» في مناطق لم يكن ممكناً دخولها حتى الامس القريب كالبقاع الشمالي.

وجاء انعقاد الجولة الثالثة من الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» في مقرّ رئيس البرلمان نبيه بري مساء امس، ليلامس للمرة الاولى ملف الانتخابات الرئاسية، وإنْ من زاوية «مبدئية» تتعلّق بتصوّر كل منهما لآفاق هذا الملف وسبل إنهاء الفراغ، من دون اي اوهام في امكان التفاهم على مخرج، اولاً في ظل الانسداد الاقليمي الذي يُترجم بتمسك «حزب الله» بترشيح العماد ميشال عون، وثانياً في ضوء عدم بروز اي ملامح توافق مسيحي - مسيحي، وتحديداً بين عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، حول هذا الاستحقاق، رغم التحضيرات المتواصلة لجمْع الرجليْن في لقاء «نادر».

وخيّم المناخ الأمني على حوار «المستقبل» - «حزب الله» وتحديداً في ضوء ما شهدته المرحلة الفاصلة بين الجولتين الثانية والثالثة وتحديداً عودة مسلسل التفجيرات الانتحارية الذي طرق هذه المرة باب «جبل محسن» في طرابلس، وما اعقب ذلك من إنجاز نوعي في تفكيك «جمهورية» الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية، وصولاً الى إحباط مخطط انتحاري خطير عبر توقيف المتورّطين فيه وبينهم مسيحي اعتنق الاسلام قبل فترة، وضبط سيارة مفخخة بأكثر من 120 كيلوغراماً من المواد المتفجرة في عرسال (البقاع الشمالي).

وبات جلياً ان الحوار بين القوّتين السنية والشيعية الأبرز في لبنان، يوفّر «مناعة حقيقية» حيال منْع ارتدادات العمليات الارهابية وإحباط مخططاتها الفتنوية، وسط المزيد من الرهان على هذا الحوار في بُعده التبريدي وصولاً الى اعلان نصر الله في مقابلته عبر شاشة «الميادين» انه لا يستبعد التوصّل إلى تفاهم وورقة عمل مشتركة أو اتفاق مكتوب، وان هذا الحوار يمكن ان يُتوج بلقاء مع زعيم المستقبل سعد الحريري.

وفيما كان وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق (احد ممثلي «المستقبل» الى الحوار مع «حزب الله») يعلن في حديث تلفزيوني ان «الإرهاب القادم من سورية والعراق أصبح على الأراضي اللبنانية شئنا ام ابينا، وكل منطقة في لبنان مستهدفة، ولكن الفارق ان هناك يقظة كبيرة وجدية وقدرة الى حد كبير على منع القيام بأي عملية ناجحة»، كان الجيش اللبناني يضبط سيارة مفخخة بنحو 120 كيلوغراما من المتفجرات في عرسال وذلك بعد نحو 24 ساعة من تعطيل عبوة ناسفة على طريق مجدليا - طرابلس، الامر الذي عكس ان لبنان يعيش سباقاً بين الاستهدافات الأمنية التصاعدية ومحاولات استباقها وتعطيلها، على غرار ما نجح الجيش في القيام به من خلال كشف شبكة بشام النابوش الانتحارية التي ضمّت «المسيحي» ايلي الوراق وهو ما استُكمل امس، من خلال عمليات دهم جديدة في طرابلس، وتحديداً في باب التبانة والقبّة، حيث جرت توقيفات وضبط لأحزمة ناسفة ومتفجرات.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي