حوار «المستقبل» - «حزب الله» يطرق «الباب المقفل» للملف الرئاسي
أثارت الخطوات الأمنية المتعاقبة التي حصلت في الأيام الأخيرة في لبنان انطباعات ومناخات ذات دلالات ايجابية ربما تكون فاقت توقّعات الكثيرين في شأن الحوار الثنائي بين تيار «المستقبل» (بقيادة الرئيس سعد الحريري) و«حزب الله» الذي شكل على نطاق واسع الغطاء السياسي الأساسي لهذه الخطوات.
ولعلّ ما عزّز هذه الانطباعات ان الجولة الثالثة من حوار «المستقبل» - «حزب الله» التي ستُعقد اليوم في مقر رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة سبقتها معلومات مؤكدة انها ستتطرق للمرة الاولى منذ انطلاق الحوار الى ملف رئاسة الجمهورية بمعنى انها قد تكون تجاوزت الملف الأمني حصراً بعدما وفّرت الغطاء للخطة الأمنية الشرعية في مختلف المناطق وبات الوقت ملائماً لملامسة الأزمة السياسية الداخلية ولو من زاوية الأُطر العامة والمبدئية لهذه الأزمة المتمادية منذ 25 مايو الماضي.
وأوضحت مصادر مطلعة على صلة بالخطوات الأمنية الأخيرة التي بدأت مع خطة إحكام السيطرة على سجن رومية ثم تكرار الجيش عمليات التفتيش في بعض مناطق طرابلس في أعقاب تفجير جبل محسن الانتحاري، ومن ثم توقيف شربل جورج خليل قاتل الشاب ايف نوفل (في منطقة فاريا) بعد هروبه الى بلدة بريتال البقاعية التي تقع ضمن نفوذ «حزب الله»، ان المدّ القوي للمسار الأمني بدأ يرسم حقائق جديدة فوق المشهد الداخلي اللبناني بما يشكّل رسالة واضحة حيال قيام مظلة سياسية ثابتة لن يكون الواقع الأمني بعدها كما كان قبلها.
وتؤكد هذه المصادر لـ «الراي» ان الحوار بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» وضع بما لا يقبل جدلاً أرضية تفاهمٍ قوي على منع استباحة الاستقرار الداخلي وتقديم كل ما يمكن من دعم للجيش والقوى الامنية وهي نقطة أساسية بالغة الاهمية توصّل اليها الطرفان في وقت تحظى فيه بإجماع سياسي. وتبعاً لذلك فان الأنظار باتت مسلطة الآن على الجانب الذي سيُظهِر استعدادات «حزب الله» الفعلية لتحصين هذا التفاهم من طريق إطلاق يد القوات الشرعية اللبنانية في ضبط أمن البقاع الشمالي وهي المنطقة التي تًعتبر الخاصرة الأكثر حساسية في المواجهة الدائرة مع الارهاب على الحدود الشرقية.
واكدت المصادر في هذا السياق ان اعلان وزير الداخلية نهاد المشنوق ان هناك موعداً لساعة الصفر لخطة البقاع الشمالي يعني ان المظلة السياسية للخطة باتت ثابتة في انتظار بدء التنفيذ وترجمة استعدادات الحزب وحليفته حركة «أمل» في رفع الغطاء السياسي والحزبي عن اي مخلّ بالأمن، علماً ان بعض الأوساط اعتبر العملية النوعية الخاطفة التي نفّذتها القوة الضاربة في شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي في بريتال ليل الاربعاء لتوقيف شربل خليل (كان في منزل احد المطلوبين في المنطقة) بمثابة إعطاء «الضوء الأخضر» لهذه الخطة.
وترصد مجمل القوى السياسية خطة البقاع الشمالي بدقة باعتبار انها ستشكل الاختبار الدقيق الاول لـ «حزب الله» في إعطاء صدقية لحواره مع «المستقبل».
وتقول المصادر ان المرحلة القريبة المقبلة قد تشهد تطوراً مهماً في سلوكيات «حزب الله» لهذه الجهة رغم أحقية التشكيك في استعداداته. اذ يبدو ان الحزب لا يمكنه الا ان يقوم باختراقات توطّد الواقع الأمني ما دام لا يتنازل عن أمور استراتيجية.
اما على مستوى الأزمة السياسية وتحديداً أزمة الفراغ الرئاسي، فان المصادر نفسها تبدي تشاؤماً تصاعدياً حيال امكان حصول اي ثغرة وشيكة في هذه الأزمة. وتشير في هذا السياق الى ان الواقع الأمني لجهة الحفاظ على استقرار لبنان بات بمثابة كلمة السرّ الأساسية التي تُجمِع عليها الدول المعنية بالوضع اللبناني وفي الوقت نفسه ليس هناك ما يؤشر اطلاقاً الى قدرة او رغبة اي دولة في تحويل الانتخابات الرئاسية اللبنانية اولوية ملحة في الظروف الحالية وهو الامر الذي أثبتته آخر جولات الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو ومن بينها زيارته لطهران. وما دام «حزب الله» يعلن باستمرار تمسّكه بالعماد ميشال عون مرشحاً للرئاسة، فمعنى ذلك ان اي تغيير اقليمي لم يطرأ على المشهد الرئاسي ولن يطرأ في وقت قريب.
ولذا تستبعد المصادر ان يتوصل الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» الى اي انفراج في الملف الرئاسي على غرار الملف الأمني، وتعتقد ان الجميع سيمضون في تقطيع الوقت في انتظار ما سيسفر عنه الحوار بين عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والذي لا تُسقِط المصادر ان يكون من احدى وظائفه ملء الوقت الضائع في انتظار تغييرات اقليمية تفرج عن الازمة الرئاسية.
نصرالله: قد يحصل في أي وقت الرد على الضربات الإسرائيلية لسورية
بيروت - أ ف ب - أعلن الامين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله ان الغارات الاسرائيلية على اهداف عدة في سورية خلال السنوات الاخيرة، هي «استهداف لمحور المقاومة» والرد عليها «امر مفتوح» و«قد يحصل في اي وقت». واكد نصرالله جهوزية حزبه لمواجهة اي حرب اسرائيلية محتملة في لبنان، مشيرا الى ان الحزب يملك «كل انواع الاسلحة».
وقال نصرالله في مقابلة مع تلفزيون «الميادين» تبث مساء اليوم، ان «القصف المتكرر الذي حصل على اهداف متنوعة في سورية هو خرق كبير، ونحن نعتبر ان ضرب اي اهداف في سورية هو استهداف لكل محور المقاومة، وليس فقط استهدافا لسورية».
وردا على سؤال عما اذا كان «محور المقاومة يمكنه ان يتخذ قرارا بالرد»، قال: «نعم، قد يأخذ قرارا من هذا النوع. (...) يمكن لهذا المحور ان يرد. هذا امر مفتوح وقد يحصل في اي وقت».
ولعلّ ما عزّز هذه الانطباعات ان الجولة الثالثة من حوار «المستقبل» - «حزب الله» التي ستُعقد اليوم في مقر رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة سبقتها معلومات مؤكدة انها ستتطرق للمرة الاولى منذ انطلاق الحوار الى ملف رئاسة الجمهورية بمعنى انها قد تكون تجاوزت الملف الأمني حصراً بعدما وفّرت الغطاء للخطة الأمنية الشرعية في مختلف المناطق وبات الوقت ملائماً لملامسة الأزمة السياسية الداخلية ولو من زاوية الأُطر العامة والمبدئية لهذه الأزمة المتمادية منذ 25 مايو الماضي.
وأوضحت مصادر مطلعة على صلة بالخطوات الأمنية الأخيرة التي بدأت مع خطة إحكام السيطرة على سجن رومية ثم تكرار الجيش عمليات التفتيش في بعض مناطق طرابلس في أعقاب تفجير جبل محسن الانتحاري، ومن ثم توقيف شربل جورج خليل قاتل الشاب ايف نوفل (في منطقة فاريا) بعد هروبه الى بلدة بريتال البقاعية التي تقع ضمن نفوذ «حزب الله»، ان المدّ القوي للمسار الأمني بدأ يرسم حقائق جديدة فوق المشهد الداخلي اللبناني بما يشكّل رسالة واضحة حيال قيام مظلة سياسية ثابتة لن يكون الواقع الأمني بعدها كما كان قبلها.
وتؤكد هذه المصادر لـ «الراي» ان الحوار بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» وضع بما لا يقبل جدلاً أرضية تفاهمٍ قوي على منع استباحة الاستقرار الداخلي وتقديم كل ما يمكن من دعم للجيش والقوى الامنية وهي نقطة أساسية بالغة الاهمية توصّل اليها الطرفان في وقت تحظى فيه بإجماع سياسي. وتبعاً لذلك فان الأنظار باتت مسلطة الآن على الجانب الذي سيُظهِر استعدادات «حزب الله» الفعلية لتحصين هذا التفاهم من طريق إطلاق يد القوات الشرعية اللبنانية في ضبط أمن البقاع الشمالي وهي المنطقة التي تًعتبر الخاصرة الأكثر حساسية في المواجهة الدائرة مع الارهاب على الحدود الشرقية.
واكدت المصادر في هذا السياق ان اعلان وزير الداخلية نهاد المشنوق ان هناك موعداً لساعة الصفر لخطة البقاع الشمالي يعني ان المظلة السياسية للخطة باتت ثابتة في انتظار بدء التنفيذ وترجمة استعدادات الحزب وحليفته حركة «أمل» في رفع الغطاء السياسي والحزبي عن اي مخلّ بالأمن، علماً ان بعض الأوساط اعتبر العملية النوعية الخاطفة التي نفّذتها القوة الضاربة في شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي في بريتال ليل الاربعاء لتوقيف شربل خليل (كان في منزل احد المطلوبين في المنطقة) بمثابة إعطاء «الضوء الأخضر» لهذه الخطة.
وترصد مجمل القوى السياسية خطة البقاع الشمالي بدقة باعتبار انها ستشكل الاختبار الدقيق الاول لـ «حزب الله» في إعطاء صدقية لحواره مع «المستقبل».
وتقول المصادر ان المرحلة القريبة المقبلة قد تشهد تطوراً مهماً في سلوكيات «حزب الله» لهذه الجهة رغم أحقية التشكيك في استعداداته. اذ يبدو ان الحزب لا يمكنه الا ان يقوم باختراقات توطّد الواقع الأمني ما دام لا يتنازل عن أمور استراتيجية.
اما على مستوى الأزمة السياسية وتحديداً أزمة الفراغ الرئاسي، فان المصادر نفسها تبدي تشاؤماً تصاعدياً حيال امكان حصول اي ثغرة وشيكة في هذه الأزمة. وتشير في هذا السياق الى ان الواقع الأمني لجهة الحفاظ على استقرار لبنان بات بمثابة كلمة السرّ الأساسية التي تُجمِع عليها الدول المعنية بالوضع اللبناني وفي الوقت نفسه ليس هناك ما يؤشر اطلاقاً الى قدرة او رغبة اي دولة في تحويل الانتخابات الرئاسية اللبنانية اولوية ملحة في الظروف الحالية وهو الامر الذي أثبتته آخر جولات الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو ومن بينها زيارته لطهران. وما دام «حزب الله» يعلن باستمرار تمسّكه بالعماد ميشال عون مرشحاً للرئاسة، فمعنى ذلك ان اي تغيير اقليمي لم يطرأ على المشهد الرئاسي ولن يطرأ في وقت قريب.
ولذا تستبعد المصادر ان يتوصل الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» الى اي انفراج في الملف الرئاسي على غرار الملف الأمني، وتعتقد ان الجميع سيمضون في تقطيع الوقت في انتظار ما سيسفر عنه الحوار بين عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والذي لا تُسقِط المصادر ان يكون من احدى وظائفه ملء الوقت الضائع في انتظار تغييرات اقليمية تفرج عن الازمة الرئاسية.
نصرالله: قد يحصل في أي وقت الرد على الضربات الإسرائيلية لسورية
بيروت - أ ف ب - أعلن الامين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله ان الغارات الاسرائيلية على اهداف عدة في سورية خلال السنوات الاخيرة، هي «استهداف لمحور المقاومة» والرد عليها «امر مفتوح» و«قد يحصل في اي وقت». واكد نصرالله جهوزية حزبه لمواجهة اي حرب اسرائيلية محتملة في لبنان، مشيرا الى ان الحزب يملك «كل انواع الاسلحة».
وقال نصرالله في مقابلة مع تلفزيون «الميادين» تبث مساء اليوم، ان «القصف المتكرر الذي حصل على اهداف متنوعة في سورية هو خرق كبير، ونحن نعتبر ان ضرب اي اهداف في سورية هو استهداف لكل محور المقاومة، وليس فقط استهدافا لسورية».
وردا على سؤال عما اذا كان «محور المقاومة يمكنه ان يتخذ قرارا بالرد»، قال: «نعم، قد يأخذ قرارا من هذا النوع. (...) يمكن لهذا المحور ان يرد. هذا امر مفتوح وقد يحصل في اي وقت».