الدكتور وليد التنيب / قبل الجراحة

محلل سياسي

تصغير
تكبير
جاسم محلل سياسي واقتصادي واجتماعي، وعنده اطلاع في الهندسة وعلم الفضاء.

باختصار... مرشّح للبرلمان.


يتكلم في كل المواضيع.

في كل لقاء تلفزيوني يتكلم جاسم عن الفساد، ويذكر أن القرية تحتاج إلى مطار جديد، وأن هناك أزمة سكن وأزمة مرور، وأن العلاج في الخارج بالواسطة، وأن المريض مظلوم بسبب تدني الخدمات الصحية.

باختصار، يتكلم ويصل إلى حد التمثيل، ويتباكى أمام الكاميرات.

لكن، ماذا قدّمتَ يا جاسم لهذه القرية؟ لا شيء... لكنك أخذتَ مناقصات، وترغب في المزيد!

عماد محلل اقتصادي وسياسي ورياضي، ويفهم في الإنشاءات والطرق، وعنده خبرة في الدواوين، وأين تقع ومواعيدها.

باختصار... مرشح للبرلمان.

ويدعو الله أن يُحَل البرلمان، حتى يأخذ فرصته.

عماد في كل لقاء تلفزيوني يتكلم عن الفساد، وأن البلد في حاجة إلى مطار جديد، وأن الأزمة الإسكانية يجب أن تنتهي، وأن الوضع الصحي متردٍّ، وأن العلاج في الخارج بالواسطة.

يبكي عماد أمام الكاميرات في كل لقاء تلفزيوني.

والسؤال: ماذا فعلتَ يا عماد للقرية؟ الإجابة ببساطة: لا شيء، ولكن يجب أن يرى المشاهد دموعي... لعل وعسى يزداد نصيبي من الأصوات في الانتخابات!!

سلطان طالب في المرحلة الابتدائية، استضافه التلفزيون.

سلطان يطالب بالقضاء على الفساد، ويردد أن القرية في حاجة إلى مطار جديد، وأن الوضع الصحي يجب أن يتطور، وأن الأزمة الإسكانية يجب أن تحل، وأن الوساطات في العلاج بالخارج يجب أن تتوقف، وأن الأزمة المرورية ينبغي أن تحل.

سلطان يحاول أن يعرض حلولاً في نهاية اللقاء.

الخلاصة لقاءات ومحاورات تلفزيونية، ولغة حوار تصل إلى حد الهبوط، والكلام مكرر ومُعاد، حتى أطفال المدارس حفظوه... ولا أحد يسعى إلى الحفاظ على الموجود، وتجنب الأسوأ، وبعد ذلك الارتقاء بالموجود. بل المهم عندهم هو الهجوم إلى درجة التجريح... فهم شعارهم أن «الجمهور عايز كده»!

ولكن بكل صراحة... الجمهور ذوقه قد ارتفع.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي