البابا يختتم زيارته لسيدني بلقاء مع ضحايا تجاوزات جنسية ارتكبها كهنة

تصغير
تكبير



سيدني - ا ف ب - غادر البابا بنديكت السادس عشر، استراليا، امس، في ختام الايام العالمية للشباب التي تخللها تقديمه اعتذارات عن تجاوزات جنسية ارتكبها كهنة. وغداة القداس الختامي الضخم الذي احتفل به البابا في سيدني، التقى البابا صباح امس، اربعة استراليين كانوا ضحايا اعمال عنف جنسية قام بها رجال دين، واستمع اليهم وعبر لهم عن تعاطفه معهم. واوضح الناطق فريديريكو لومباردي، ان البابا احيا قداسا في حضور ممثلين عن ضحايا التجاوزات الجنسية. واضاف ان الحبر الاعظم «اكد لهم تعاطفه الروحي معهم واستمراره في الصلاة من اجلهم ومن اجل عائلاتهم وجميع الضحايا». واكد ان «البابا اراد من خلال هذه اللفتة الابوية ان يؤكد مرة اخرى اهتمامه بجميع الذين تألموا نتيجة التجاوزات الجنسية».



وحصل اللقاء بين البابا والضحايا الاربعة، وهم امرأتان ورجلان، في كنيسة متاخمة لكاتدرائية القديسة مريم في سيدني.

الا ان انطوني فوستر، وهو والد فتاتين وقعتا ضحية كاهن في ملبورن وقد جاء الى سيدني لطلب لقاء مع البابا، قال ان الضحايا الذين التقاهم البابا، «اختارتهم الكنيسة» ولا يشكلون «عينة تمثيلية». وتابع فوستر الذي انتحرت احدى ابنتيه بعد تعرضها للاعتداء، «طالما نحن لا نعرف من هم، نعتبر انهم لا يمثلون الضحايا».

واوضح اسقف سيدني الكاردينال جورج بل، «كانوا اربعة ضحايا وهم يرغبون بعدم الافصاح عن هوياتهم»، مشيرا الى ان اللقاء بينهم وبين البابا «استغرق خمس الى عشر دقائق»، وهدف الى «الشفاء والمصالحة» مع كل منهم. وقال انه لا يعلم ما اذا كان هؤلاء الضحايا يلاحقون الكنيسة قضائيا. وقالت ناطقة باسم جمعية «بروكن رايتس» للدفاع عن الضحايا كريس ماك آيزك، ان الكنيسة الكاثوليكية، برفضها لقاء فوستر، فوتت فرصة توجيه رسالة قوية. واضافت آيزك، وهي كذلك ضحية اعتداء جنسي، «يبدو ان الكنيسة لا تشعر بتاتا بألم الضحايا».

وكان البابا قدم خلال وجوده في سيدني اعتذارا عن التجاوزات الجنسية التي قام بها كهنة شوهوا كثيرا سمعة الكنيسة الكاثوليكية في السنوات الاخيرة. وعبر عن «اسفه العميق للالم الذي قاساه الضحايا»، مؤكدا لهم انه «يشاطرهم عذابهم». وتحدث عن «العار» الذي لحق بكل الكنيسة نتيجة هذه الماساة.

وبعد الاعتذارات، انتظر مراقبون لقاء مع الضحايا. واوضح فريديريكو لومباردي ان البابا انتظر اليوم الاخير من زيارته للقاء الضحايا، حتى «لا تتداخل» هذه المسألة مع احتفالات الايام العالمية للشباب.

وكان عدد من الضحايا وصفوا الاعتذار الذي تقدم به البابا، بانه انشائي ينقصه العمل، معتبرين انه كان يجب ان يعتذر امام الضحايا لا امام كهنة آخرين. وقال جون ماكنالي، الذي استمع الى اعتذار البابا قرب كاتدرائية القديسة مريم في سيدني مع غيره من الضحايا، «البابا مستعد للقاء كل الاشخاص المصابين باي اعاقة، لكنه غير مستعد لمقابلة اولئك الذين استغلتهم الكنيسة جنسيا».

وشارك البابا في الايام العالمية للشباب التي قدم للمشاركة فيها 125 الف مندوب من العالم اجمع، وانتهت بقداس، حشد الاحد ما بين 350 و400 الف شخص في سيدني، واعلن في ختامه البابا ان اللقاء المقبل مع الشباب سيكون في مدريد في 2011.

وقال البابا قبيل مغادرته سيدني متوجها الى الاستراليين، «اوجه اليكم رسالة وداع وقد امتلأ قلبي بعرفان الجميل، فليبارك الله شعب استراليا». ورافق رئيس الوزراء الاسترالي كيفن راد، الحبر الاعظم البابا الى المطار.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي