وسط حداد وطني في لبنان

طرابلس «الحزينة» سارت وراء نعش كرامي

u0623u0643u0627u0644u064au0644 u0648u0631u0648u062f u0628u062cu0627u0646u0628 u0635u0648u0631u0629 u0644u0643u0631u0627u0645u064a u0641u064a u0637u0631u0627u0628u0644u0633
أكاليل ورود بجانب صورة لكرامي في طرابلس
تصغير
تكبير
ودّعت طرابلس ولبنان امس الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي في مأتم رسمي وشعبي حاشد، في ظل حداد وطني أعلنته الحكومة لمدة 3 أيام.

ولم يخلُ تشييع «الأفندي» الذي اقيم في مسجد المنصوري الكبير في طرابلس (وترأس الصلاة فيه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان) من رمزية تجلّت في مشاركة رئيس الحكومة تمام سلام والرئيسين السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة الذي حضر بصفته الشخصية وممثلاً الرئيس سعد الحريري. كما شارك تيمور وليد جنبلاط على رأس وفد كبير من الطائفة الدرزية وعدد كبير من النواب والوزراء والشخصيات السياسية والجزبية والديبلوماسية.


وكانت طرابلس «الحزينة» التي اتشحت بالسواد قد استفاقت امس والأعلام اللبنانية وصور «أغلى الرجال» واللافتات المشيدة بمواقفه تلف غالبية شوارعها في انتظار وصول موكب جثمانه الذي لُف بالعلم اللبناني. وقد جابت الفرق الكشفية تتقدمها الفرق الموسيقية وحملة الأعلام الأحياء، اضافة الى مواكب سيارة بثت آيات قرآنية.

وكان لموكب كرامي، محطات عدة في طريقه من بيروت الى طرابلس، ولا سيما في بعض ساحات العاصمة وجونية، وجبيل والبترون، والقلمون حيث أصر الأهالي على إنزال النعش ورفعه على الأكف وجالوا به في الشارع الرئيسي.

وفي طرابلس، اخترق موكب التشييع الحشد الشعبي المرافق للجثمان المسجى على عربة مدفع، وجال في بعض شوارع المدينة الرئيسية على الرغم من الأمطار، حيث تقدم الموكب نجلا الرئيس الراحل خالد وفيصل، ورافقهم النائب علي بزي ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، وميقاتي.

وخلال التشييع القى المفتي دريان اشار فيها الى «اننا فقدنا ركناً وطنياً من كبار هذا الوطن وهذه المدينة المناضلة»، وقال: «(...) لقد عانت طرابلس كثيراً، وعانت طويلاً، وهي لا تزال تعاني الإهمال والحرمان، ولا تزال تدفع غالياً ثمن التحريض على الفتن المصطنعة، وتشويه السمعة الحسنة. لم توفَ طرابلس حقها كعاصمة لبنان الثانية، بل لم توف حقها كمدينة كبرى لها تاريخها الحافل، ولها أصالتها المشرقة، ودورها الرائد في العمل الوطني وفي الثقافة العربية والإسلامية». واضاف: «لا يمكن أن يلتقي العلم مع التطرف، ولا الفكر مع الإلغاء، ولا يمكن أن تلتقي السماحة مع الإرهاب، ولا العيش المشترك مع رفض الآخر».

وبعد التشييع نُقل جثمان كرامي الى مقابر العائلة في باب الرمل وسط حشد شعبي كبير من المشاركين، لتُسدل الستارة على مسيرة سياسية حافلة بـ «الورود والأشواك» للراحل، سليل العائلة الاستقلالية التي طبعت تاريخ لبنان وتركت بصمات «حُفرت» في الذاكرة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي