عون وجعجع ينخرطان في تمرين مماثل وشيك

انطلاق الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله»

تصغير
تكبير
اكتسبت «صورة» وفديْ «تيار المستقبل» و«حزب الله» مجتمعيْن حول طاولة رئيس البرلمان نبيه بري مساء امس رمزية كبيرة في ختام سنةٍ كانت بدأت في فبراير الماضي بولادة حكومة «ربْط النزاع» بين الفريقيْن وستنتهي على وقع «المفاعيل التبريدية» لجلوسهما «وجهاً لوجه» ثنائياً للمرة الاولى منذ إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري في يناير 2011 وما شكّله ذلك من استعادةٍ للوجه «الخشن» للصراع المتمادي في لبنان منذ العام 2005 والذي يعكس «حرباً على النفوذ» والتوازنات المذهبية من ضمن «رقعة الشطرنج» بالمنطقة التي شهدت تبدلات في «قواعد اللعبة» منذ الإطاحة بنظام صدّام حسين.

وافتتح الحوار امس برعاية وحضور بري ومعاونه الوزير علي حسن خليل، وبمشاركة مدير مكتب سعد الحريري نادر الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن «المستقبل»، يقابلهم (عن «حزب الله») المعاون السياسي للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله الحاج حسين خليل والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله، مرحلة من تنفيس الاحتقان المذهبي ستتعزز بعد عيديْ الميلاد ورأس السنة وهي الفترة التي ستكون كفيلة بحسْم جدول أعمال الحوار الذي جرت مناقشة خطوطه العامة في جلسة «كسر الجليد» امس، على ان تكون الجولات المقبلة، التي سيغيب عنها بري، مخصصة للبحث في آليات نزع «فتائل» الاحتقان عبر التفاهم على سبل تسهيل تطبيق الخطة الامنية في منطقة البقاع (حيث معاقل «حزب الله») استكمالاً لما كان حصل في عاصمة الشمال طرابلس وايضاً على لجم ما يعتبره «المستقبل» تجاوزات تقوم بها في بعض المحطات «سرايا المقاومة» التابعة لـ «حزب الله»، الى جانب البحث في سبل تقديم الدعم لعمل الحكومة والجيش والأجهزة الأمنية.


واذا كان الملف الرئاسي سيحضر «من تحت الطاولة» من باب استكشاف امكان الالتقاء على مبدأ الرئيس التوافقي، فان طرفيْ الحوار يتعاطيان بواقعية حيال سقف النتائج في هذا البند في ضوء استمرار انسداد الأفق الاقليمي امام ايّ «كاسحة ألغام» خارجية تتيح الإفراج عن هذا الاستحقاق وبقاء المعطى الداخلي عالقاً عند تمسك العماد ميشال عون بترشُّحه ودعم فريق 8 آذار له، وهو ما يجعل «الحوار الاضطراري» مقتصراً في سلّة «الأهداف الممكنة» على إشاعة مناخ مريح يساعد على «تصفيح» الواقع اللبناني حيال اي انزلاقات أمنية ولا سيما في ظل تعاظُم المخاوف من تحويل «داعش» بلاد الارز مسرحاً لعمليات او «ضربات» يكثر التداول فيها.

ولا يمكن مقاربة حوار «المستقبل» - «حزب الله»، الذي استهل بري جولته الاولى بمداخلة قصيرة عبّر فيها عن الآمال المتوقعة من هذا الحوار الذي طال انتظاره، بمعزل عن اعتباره بـ «النيابة» عن السعودية وايران اللتين ما زالت علاقتهما محكومة بـ «أزمة ثقة» وبـ «اشتباك» في ساحاتٍ عدة ولكن من الواضح انهما ملتقيتان على وجوب إبقاء الوضع اللبناني «تحت السيطرة» في المرحلة المقبلة وفق «الستاتيكو» الذي عبّرت عنه «توازنات» الحكومة الحالية التي وُلدت في لحظة «مهادنة» بين طهران والرياض، على ان يكون هذا الوضع «جاهزاً» في الوقت نفسه لتلقف اي تقاطعات قد تبرز نتيجة المساعي لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية لا يشمل الرئيس بشار الاسد ولتوفير «نهاية سعيدة» للملف النووي الايراني.

وما عزّز الانطباع بان الرياض وطهران تتعاطيان مع هذا الحوار على انه مساحة لـ «تنظيم الخلاف» ليس أكثر، هو التقاؤهما على مقاربة للملف الرئاسي عنوانها «ان يتفق المسيحيون على رئيس الجمهورية» وهي المقاربة التي اعلن عنها من بيروت رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني وسبق ان عبّرت عنها السعودية في أكثر من مناسبة، علماً ان المكوكية الفرنسية تتهيأ لاستئناف تحركها المتصل بالاستحقاق الرئاسي وسط تقارير عن ان مدير دائرة الشرق الاوسط في وزارة الخارجية جان فرنسوا جيرو قرر زيارة الرياض في 5 يناير ثم طهران لاستكمال مهمته المتمثلة بتسهيل مسار انتخاب رئيس جمهورية في لبنان.

وفي موازاة حوار «المستقبل» - «حزب الله»، تستعدّ الساحة المسيحية لـ «هبّة حوار» وشيكة وربما بين عيدي الميلاد ورأس السنة على خط العماد عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، مرشح قوى 14 آذار للرئاسة، وسط توقعات بألا ينجح الأخير في ثني عون عن التراجع عن ترشحه لمصلحة التفاهم على رئيس توافقي، وإن كان أحد أهداف «لقاء القطبين» المارونيين المرتقب تقديم صورة بان المسيحيين ليسوا هامشيين في تقرير اتجاهات «الريح» في الملف الرئاسي ومجمل الواقع اللبناني.

وقد عبّر جعجع امس عن «السقف المنخفض» لتوقعات حوار مع عون اذ اعلن: «انا جدي جداً في الحوار مع الجنرال عون. ولن أدّخر جهداً في عمل أي شيء لمحاولة الوصول إلى نتيجة ما. أعترف أنه حتى اللحظة لم نوفق في تقريب المسافات بما يتعلق بموضوع رئاسة الجمهورية لكنني سأتابع السعي ولن أيأس، بالإضافة إلى أن هناك أمورا كثيرة غير رئاسة الجمهورية هي موضع نقاش بيننا، وانطباعي بأننا سنتمكن من التقدم على هذه المحاور».

مفتي لبنان: الأمير سلمان يدعم الجهود لتعزيز وفاق اللبنانيين

نقل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان عن ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير سلمان بن عبد العزيز تأكيده «وقوف المملكة الى جانب لبنان وشعبه واستمرارها في دعمه ومساعدته للخروج من أزماته»، مشدداً على «دعم كل الجهود التي تعزز وحدة اللبنانيين ووفاقهم الوطني وعيشهم المشترك».

وأشاد دريان الذي يزور الرياض بعد لقاء ولي العهد السعودي «بالدور الذي تقوم به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لجمع شمل العالم العربي وتوحيد قواه وامكاناته»، متوقفاً بصورة خاصة «امام نجاح مبادرة المملكة في تسوية الخلاف الذي أقلق العرب جميعاً بين جمهورية مصر العربية ودولة قطر».

وخلال لقائه الجالية اللبنانية في الرياض، دعا المفتي «المسيحيين في لبنان لان يتجذّروا في ارض وطنهم لانهم جزء منه كما ان المسلمين جزء منه»، موضحاً «ان الحكم في لبنان مناصفة بين المسلمين والمسيحيين وفق ما نص عليه اتفاق الطائف، والتأخير في انتخاب رئيس للجمهورية يعوق عمل مؤسسات الدولة لان رئيس الجمهورية هو رمز وحدة لبنان».

واعتبر ان «انطلاق الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله يعطي الامل بالوصول الى نتائج ايجابية في كسر الحواجز بين اللبنانيين والإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية ويؤكد ان اللبنانيين مهما اختلفوا فهناك عامل مشترك يجمعهم وهو مصلحة وطنهم وعيشهم الواحد والحفاظ على وحدته وتماسكه وحمايته من الانزلاق في اتون صراعات المنطقة». وأضاف: «المسلمون والمسيحيون في لبنان خيارهم واحد ومستقبلهم واحد ولا مجال لأحد ان يتلاعب بهذه العلاقة ولن نسمح بأي فتنة طائفية او مذهبية في لبنان».

المصري ينافس الفليطي على «داعش»

«حزب الله» مع دفع ثمن لإنهاء ملف العسكريين المخطوفين

| بيروت - «الراي» |

لن يأخذ ملفّ العسكريين اللبنانيين الأسرى لدى تنظيميْ «داعش» و«جبهة النصرة» «استراحة» خلال عطلة الأعياد في ضوء استمرار تحرُّك الأهالي في اتجاه مختلف القوى السياسية وبروز وساطات «فردية» او بتكليف من أطراف في الحكومة التي يسودها تجاذُب حول المرجعية في هذه القضية التي يصرّ فريق 8 آذار على ان تكون «امنية» وفي يد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.

وشخصت الانظار على الرسالة التي حملها نائب رئيس بلدية عرسال احمد الفليطي من تنظيم «داعش» الى الجانب اللبناني، وذلك في اطار الوساطة التي بدأها بتكليف من الوزير وائل ابو فاعور ممثلاً النائب وليد جنبلاط، وسط تقارير تحدثت عن ان «داعش» خفض سقف شروطه لإطلاق العسكريين التسعة لديه طارحاً أسماء سجناء لمقايضتهم بالمخطوفين ممن لا يشكلون «حساسية» كبيرة ومخفضاً الى 3 عدد الذين يطلب إطلاقهم مقابل كل أسير بعدما كان يطالب بعشرين في المرحلة الاولى قبل ان يطرح في الثانية خمسة.

وفيما لم تستبعد أوساط متابعة للقضية ان يصار في الأيام القليلة المقبلة الى الإفراج عن عسكري او اثنين في اطار رسالة حسن نية لرفد الفليطي (تبنى «داعش» تفويضه) بعناصر قوة لدفع وساطته التي لم تتبنها الحكومة اللبنانية رسمياً، كان بارزاً اعلان «جبهة النصرة» عبر قيادي فيها أن «مفاوضات الإفراج عن العسكريين الرهائن متوقّفة تماماً ولا يوجد أي وسيط يتولّى التواصل معنا»، فيما كان الشيخ وسام المصري يؤكد أنه لم يعلّق وساطته وأنه ما يزال ينسق مع اللواء عباس ابراهيم، لافتاً الى أنه تمكّن من لقاء أمير «داعش» شخصياً في جرود عرسال، بينما الفليطي لم يتمكن من ذلك.

وبدا واضحاً أن مبدأ المقايضة بات مقبولاً من جميع مكوّنات الحكومة بما في ذلك «حزب الله» الذي قال نائب امينه الشيخ نعيم قاسم خلال استقباله وفداً من اهالي العسكريين «ان التفاوض لا يحصل من دون الثمن المدفوع ونحن مع الثمن المدفوع ولكن ما هي حدوده وضوابطه، فهذا أمر تقرره الجهات التي تتابع القضية»، معتبراً ان «من حق الحكومة الاستعانة بكل الوسطاء وحتى لو كانوا خمسين ولكن هذا من مسؤولية مجلس الوزراء».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي