اعتذر عما إذا كان صدر منه ما يؤلم مشاعر الجمهور

طارق العلي لـ«الراي»: تعلمت درساً قاسياً ... وأصبحت حذراً في مخالطة الناس

تصغير
تكبير
• أفقت من غفلتي وتعلمت الصبر وطول البال

• أصبحنا «حجوة» على الألسنة وبدلاً من تداول فننا الناس الآن يتداولون «هواشنا»

• أقول لرفيق دربي... «مو هذا العشم»

• لو أردت المشاكل ... لكنت استغللت «إنستغرامي» في تصفية الحسابات
في الحياة كما في الجامعة، عاد النجم الكبير طارق العلي إلى مقاعد الدراسة، هو الذي مرّ بتجارب قاسية خلال الفترة الماضية لقنته دروساً جديدة في فن الحياة، عاد لاستكمال دراسته «الدكتوراه» في جامعة الإسكندرية.

يرى الفنان المحبوب، الذي تربع على عرش المسرح والسينما والدراما التلفزيونية، واحتل مكانة متميزة في قلوب وعقول الجمهور الخليجي والعربي، أن دروس الحياة لا تتوقف ولا تنتهي إلا بانتهاء الحياة نفسها، كما يرى أن الدراسة الأكاديمية مهمة جداً في حياة الفنان لصقل موهبته، وأن العلوم تفيده في صنع مستقبله ودعم مشواره.


وكعادته، فتح العلي قلبه وعقله لـ«الراي» في هذا الحوار، الذي تحدث فيه بمرارة عن ما تعرض له من زميل درب كان يعتبره سنداً له، مؤكداً أنه يحزّ في خاطره أن يزج هذا الرفيق باسمه في عمله المسرحي والطعن فيه.

ووجه العلي عبر «الراي» اعتذاره إلى جمهوره العريض، إن كانت قد بدرت منه كلمة أو تصرف أحزنهم، معبراً عن الأسف لظهور الفنانين في صورة لم يكن يتمنى أن يراهم الجمهور بها، قائلاً: «أصبحنا (حجوة) كلام على ألسنة البشر، وبدلاً من أن يتم تداول أخبارنا الفنية، أصبح الناس يتداولون (هواشنا)، وتعلمت فعلاً درساً قاسياً وهذا (مو عيب)، وأعترف بأني أصبح لدي تردد في مخالطة الناس، ولأنه (قد يأتي زين وراه سيئ) وقد يأتي (سيئ وراه زين)، فقد أصبحت اليوم حذراً في كل خطوة».

كما تحدث عن تجربته في برنامجه الذي قدمه عبر قناة أبوظبي خلال بطولة كأس الخليج الأخيرة، كاشفاً عن أنه توقع قبل البطولة فوز قطر بالبطولة، ونتائج «الأزرق»، وعبّر عن صدمته بسقوط المنتخبين العماني والإماراتي، وسلط الضوء بكل شفافية على العديد من القضايا الفنية والخاصة، وإلى تفاصيل الحوار:

• في البداية نبارك لك عودتك إلى مقاعد الدراسة واستعدادك لاستكمال دراسة الدكتوراه؟

- في الواقع أنني بعدما انتهيت من دراسة الماجستير، استقر في يقيني أنني لا بد أن أكمل دراسة الدكتوراه، لتتويج مشوار تحصيلي العلمي، خصوصاً أن جميع الأمور متوفرة والظروف مهيأة والحمد لله، لذلك كان قراري أن أكمل دراسة الدكتوراه في جامعة الإسكندرية.

• لكن ألا تخشى أن تأخذك الدراسة من فنك وتشغلك عنه؟

- على الإطلاق، فأنا أذهب كل أسبوع تقريباً إلى الإسكندرية، لمتابعة تحصيلي العلمي وترتيب أموري، والحمد لله أنني قادر على تنسيق وقتي جيداً، ولا توجد هناك أي عوائق.

• حدثنا عن آخر تجاربك في البرنامج الذي قدمته خلال بطولة كأس الخليج الأخيرة؟

- أتوجه بالشكر إلى قنوات «أبو ظبي»، على هذه التجربة الممتعة والدعم الكبير الذي قدموه لي، وكانت معي الزميلة العزيزة أسيل عمران، وأشكر كل من كانوا معنا ومنهم يعقوب السعدي، وكانت الفكرة جميلة للغاية، والحمد لله واكبنا الحدث بشكل جيد، ولا أنسى توجيه الشكر إلى ضيوفنا الكرام الذين كانوا في حلقاتنا، وأعتذر لمن لم يحالفنا الحظ في أن نستضيفهم.

• إذا عدنا إلى الفن... حدثنا عن جديدك الفني؟

- هناك أكثر من عمل نجهز له من إنتاج شركتنا «فروغي» أنا وعيسى العلوي، منها «الدعلة» و«الفصلة»، وهذا العمل الأخير هو من بطولتي، لكن إلى الآن لم نحدد فريق العمل، وإلى الآن التحضيرات الفنية له لا تزال تجري.

• في الفترة الأخيرة، عانى طارق العلي وتعب و«تعوّر» وتحمّل، ومع هذا أنت مصر على الاستمرار ومواصلة المشوار؟

- هذا عادي... فقد تعودت، وأقول «يا حلو جمهوري اللي قاعد يبني طارق»، والحمد لله أن جمهوري يدافع عني، وأشكر الزملاء الذين يقفون إلى جواري، ولكن «آخر شي حزّ بخاطري» ما تعرضت له من زميل درب كنت أعتبره سنداً لي، وأقول له: «ما كان هذا العشم فيك يا رفيقي السابق»، و«للأسف... كرجل مسرح وملتزم فإنه» يحزّ في خاطري «أن يزج باسمي في عمل هذا الرفيق المسرحي، مع العلم أنه لم يكن هناك من داع لأن اسمي ليس له علاقة بأحداث مسرحيتك، لكنكم صنعتم مشهداً يسيء إليّ ويطعن بي، بيني وبين أحد الممثلين الذي بيننا قضايا، فلماذا تسمح بذلك يا زميلي، وأنا لست عاجزاً أن أتصرف، لكنني أحترم مهنتي وزملائي. وللأمانة، فقد وردتني العديد من الاتصالات من الكويت وقطر التي تستغرب ذلك... والتي تسأل: كيف تسمح بهذا المشهد؟... وهل أنا عاجز أن أرد بمشهد في مسرحيتي وأتكلم وأوضح، ولكن الجمهور» ما له ذنب «أن يرى مواضيع تثار بيننا كزملاء، خصوصاً أن جمهورنا واحد ويعرفنا جميعاً».

• وما رد فعلك؟

- أنا لست رجل شر، ولو أردت المشاكل، لكنت استغللت «إنستغرامي» في تصفية الحسابات، لكنني أرقى من ذلك.

• بعد كل هذه السنين ... ماذا تعلمت؟

- تعلمت أشياء كثيرة، وأرى أن «من تلدغه الأفعى يخاف من جرة الحبل»، و«كل طراق بتعلومه»، فقد تعلمت الصبر وطول البال، وتعلمت الكثير من «شيابنا» و«الطراق الذي أتاني صحاني»، وأنا أول مرة أقول هذا الكلام، فقبل فترة حدثت مشاكل، وأتت عكسية لي ولمجموعة من المقربين لي ولأسرة فنية بالنسبة إليّ كانت بالماضي، ولكنني أفقت من غفلتي، حيث ظهرنا في صورة لا أتمنى أن يرانا الجمهور بها، وكنت أحب ألا أراهم ولا يروني بهذه الصورة «وقت هوشتنا»، حيث أصبحنا «حجوة» كلام على ألسنة البشر، وبدلاً من أن يتم تداول أخبارنا الفنية، أصبح الناس يتداولون «هواشنا»، واليوم «الإنستغرام» وسيلة تواصل وليس وسيلة «ردح» ونشر خلافات، ولكن تعلمت فعلاً درساً قاسياً وهذا «مو عيب»، وأعترف بأني أصبح لدي تردد في مخالطة الناس، ولأنه «قد يأتي زين وراه سيئ» وقد يأتي «سيئ وراه زين»، فقد أصبحت اليوم حذراً في كل خطوة.

• هل ندمت؟

- (رد مسرعاً) لم أحب ما حدث، وأعتذر عبر «الراي» إذا كانت قد صدرت مني كلمة آلمت مشاعر الناس، ولم أكن أحبذ أن نظهر بهذه الصورة، أو أن يتداولنا الناس أنا وزميلتي في مواقع التواصل، وكم كنت أتمنى أن يرى الناس لقطاتنا الفنية «اللي تضحكهم» وتسعدهم بدلا من أن يرون «خلافنا»، ولن أسمح لجمهوري أن يشتم زميلة لي ولا أحبذ لجمهورها أن يشتمني لأننا تعرضنا للشتم من قبل «إنستغرام».

• نعود إلى الماضي؟

- وهل هناك أجمل من الماضي... تفضل!

• قدمت أعمالاً جميلة ما زالت تعرض ونتابعها، «طش ورش» و«فرفش» و«بومرزوق» و«سليمان الطيب»، وغيرها من الأعمال التي جمعتك مع فنانينا القدامى... ألا تشعر بالحنين لتلك «اللمة»؟

- بالتأكيد أتذكر تلك الأيام، ولكن حتى أكون صريحاً، فإن غالبية الفنانين القدامى والذين تشرفت بالعمل إلى جوارهم أصبحوا منتجين، وهذه السنون طافت، وكل منا أصبح له نمط من الأدوار، ومن الصعب أن نعيد تلك الأيام، لأن كل عمل له وقته، ولكن هذا لا يمنع أن هذه الأعمال سوف تبقى في أرشيفي وسأظل أفتخر بها.

• تحدثت عن هضم حق أعمالكم المسرحية والتلفزيونية التي تباع من دون حقوق؟

- هذه قضية بالغة الأهمية، وتحتاج إلى تسليط الضوء بشكل كبير لأننا بالفعل اليوم حقوقنا مهضومة، و«قاعدين ننهضم» بسبب وزارتين أو ثلاث وزارات، أعول عليها وأتوجه لها باللوم هي وزارات التجارة والبلدية والإعلام، حيث تسلب حقوقنا الفكرية وتباع أعمالنا في «البسطات»، وأنا كفنان لا أتعب و«أكرف» في عملي كي أراه في النهاية يباع في الشارع وعلى البسطات «كوبي بيست»، وللأسف «ماكو رادع» أوحتى مجرد غرامة، وإذا سألت وزارة الإعلام يردون عليك قائلين: «هذا شغل التجارة» وإذا سألت التجارة يسلمونك إلى البلدية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي