«داعش» يقبل تكليف وسيط جديد بملف العسكريين الأسرى
حوار «المستقبل» - «حزب الله» بعد أيام على وقع محاولات لتحريك الاستحقاق الرئاسي
على وقع حداد عام على أرواح الضحايا الـ 20 الذين قضوا في كارثة تحطم الطائرة الجزائرية (في مالي) بتاريخ 24 يوليو 2014 والذين عادت جثامينهم امس الى لبنان، تَوزّع الاهتمام في بيروت على المحور السياسي المتصل بالدينامية الجديدة الخارجية على خط الاستحقاق الرئاسي ومدّ جسور الحوار الثنائي داخلياً، كما على المحور الأمني المرتبط سواء بقضية العسكريين المخطوفين لدى تنظيميْ «داعش» و«النصرة» او بالاجراءات لضمان مرور «آمن» لعيديْ الميلاد ورأس السنة في ضوء المخاوف من عمليات تخريبية ربطاً بالتطورات في القلمون السورية.
وتنتظر بيروت اليوم الزيارة المرتقبة لرئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني باعتبار انها تأتي بعد تحرك فرنسا عبر مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية فرانسوا جيرو على خط بيروت وطهران والرياض (كما الفاتيكان) في محاولة لتوفير «جسر اقليمي» يتيح تمرير الاستحقاق الرئاسي اللبناني الذي دخلت على خط المساعي للافراج عنه ايضاً روسيا وإن لم تتبلور خلال زيارة نائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف للعاصمة اللبنانية ملامح مبادرة على هذا الصعيد.
ورغم الاقتناع السائد بأن خروج الملف الرئاسي من «عنق الزجاجة» ما زالت دونه مراحل من الأخذ والردّ ترتبط في شكل رئيسي بآفاق الأزمة السورية التي تلعب موسكو دوراً في محاولة تأمين حلّ سياسي لها ومآل الملف النووي الايراني، فإن محادثات لاريجاني ستساعد في فهم «خريطة الطريق» التي يتحرّك ضمنها الاستحقاق الرئاسي وسط التسليم بأن أي مفاجآت سارة لن تكون قبل مشارف الربيع المقبل.
كما ان زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني تترافق مع وضع اللمسات الاخيرة على الحوار المزمع عقده بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» انطلاقاً من جدول الاعمال الذي جرى التوافق عليه ويشمل في شكل رئيسي تبريد الاحتقان المذهبي والإجراءات المطلوبة على طريق تحقيق هذه الغاية، واستطلاع امكان التفاهم على مبدأ الرئيس التوافقي للجمهورية بمعزل عن اي بحث في الأسماء، علماً ان الجولة الاولى من هذا الحوار متوقعة بحدود 29 الجاري وستعقد في عين التينة (مقر رئيس البرلمان نبيه بري) على ان تضمّ عن «المستقبل» مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر، اما عن «حزب الله» فيحضر معاون الأمين العام للحزب حسين الخليل والوزير محمد فنيش وسط تقارير تحدثت عن مسؤول ثالث لم يُعرف بعد، الى جانب راعي الحوار الرئيس نبيه بري ومعاونه الوزير علي حسن خليل.
وفي موازاة ذلك، وبعدما وضعت السلطات المعنية الاجراءات اللازمة لتأمين مرور هادئ للأعياد بدءاً من مطار رفيق الحريري الدولي الى مختلف المناطق، شهد ملف العسكريين الاسرى تطوراً مفاجئاً تمثّل في دخول مفاوض جديد على القضية هو نائب رئيس بلدية عرسال احمد فليطي الذي اعلن تنظيم «داعش» (يحتجز 9 عسكريين لبنانيين) عبر مصدر فيه انه يقبل بتكليفه وسيطاً لبدء المفاوضات بشأن الأسرى، وانه لا يريد وساطة «هيئة العلماء المسلمين» ولا الشيخ وسام المصري، معتبراً ان الأخير استُخدم كـ «ساعي بريد» بعدما تكبّد عناء زيارة جرود عرسال قبل ايام فتم تسليمه شريط الفيديو الذي يتضمّن تهديداً بذبح 3 عسكريين مع رسائل تحذير الى كل من الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع.
وفيما اشارت بعض التقارير الى ان الوزير وائل ابو فاعور (من فريق جنبلاط) هو الذي اقترح تكليف فليطي، رفض الاول تأكيد او نفي هذا الامر، علماً ان هذا التطور جاء غداة سلسلة «تغريدات» للنائب جنبلاط اعلن فيها ان ابو فاعور يستمر بتفويض منه بالاتصال مع «داعش» و«النصرة» «لأن همنا حياة العسكريين واتمنى على الباقي في خلية الأزمة ادراك أهمية حياة العسكريين»، سائلاً «همنا الاول حياة أسرانا دون تمييز والسؤال موجه الى وزير الداخلية، واللواء عباس ابراهيم وغيرهما من كبار المسؤولين: هل همهم حياة العسكريين وماذا يفعلون؟»، مذكّراً بانه «ورد مقال في صحيفة ليبراسيون بتاريخ السبت كيف ان مالي أخلت أربعة اسلاميين مقابل الرهينة الفرنسي وفي المقال نفسه يرد ذكر بأن المالي فاوض وقايض للافراج عن 38 عسكريا ومدنيا. والهم الاول كان حياة هؤلاء»، ومضيفاً: «المقاومة (حزب الله) تقايض وممنوع على الدولة».
وتزامن كلام جنبلاط مع بيان لأهل الجندي (الدرزي) المخطوف سيف ذبيان لايجاد حل خلال 48 ساعة، والا سنقوم بتحركات تؤثرعلى السياسيين على مختلف المستويات، وسط معلومات عن قلق لدى جنبلاط من ردات فعل خطيرة اذا تم إعدام اي من الأسرى الدروز (عددهم لا يقل عن ستة لدى النصرة وداعش).
ويسود شك كبير حيال افق «قناة» التفاوض هذه، لا سيما ان الدخول الاول لجنبلاط عبر ابوفاعور على الملف كان قوبل باستياء كبير من فريق 8 آذار الذي أصرّ على حصْر القضية بالخلية الامنية وبيد المدير العام للامن العام، علماً ان اي دور لنائب رئيس بلدية عرسال لن يكون مقدّراً له ان يثمر نتائج ما لم يحظَ بغطاء رسمي على قاعدة الاستعداد الصريح للمقايضة وترجمة ذلك عملياً، وان اوساطاً عدة باتت تربط اي انفراج في هذا الملف بما ستحمله تطورات الجبهة المفتوحة في منطقة القلمون السورية لا سيما الصراع على الإمساك بهذه المنطقة بين «داعش» و«الجيش الحر» والتداعيات المحتملة لذلك لا سيما على صعيد الشريط المحاذي للبنان.
«إذا اجتاح (داعش) لبنان فسيفرض تطرّفه في كل مكان»
سلام: نحتاج الحوّامات من فرنسا بأقصى سرعة... لقتال الجهاديين
باريس - رويترز- قال رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام إنه يأمل أن تتسلم بلاده طائرات مروحية عسكرية من فرنسا في موعد أقرب من المحدد حتى يتمكن من قتال الجهاديين الذين يعبرون الى أراضيه من سورية.
وأضاف في مقابلة امس أجرتها معه صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية الأسبوعية: «مازلنا نجري محادثات لتسليم الطائرات الهليكوبتر في بداية البرنامج عوضا عن آخره، حتى نتمكن من استخدام الصواريخ في أقرب وقت ممكن ضد الجهاديين الموجودين في الجبال».
وتابع: «داعش متواجد في منطقة عرسال على الحدود اللبنانية - السورية. واذا تمكن من اجتياح لبنان فسيفرض تطرفه في كل مكان».
وأشار سلام إلى أن غارات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على «داعش» و«جبهة النصرة» غير كافية ورمزية، موضحا: «للتغلب عليهم يجب التواجد على الأرض. لكن في هذه المرحلة من يريد أن يذهب إلى هناك؟».
وأكمل: «لا يدرك أحد حقا مدى هشاشة الوضع لدينا. إذا لم يطعموا اللاجئين السوريين في لبنان فسنواجه وضعا مقلقا للغاية وربما ثورة».
ومولت السعودية صفقة وقعتها فرنسا ولبنان في أوائل نوفمبر الماضي، لتزويد الجيش اللبناني بالأسلحة والعتاد العسكري بقيمة 3 مليارات دولار.
وتنتظر بيروت اليوم الزيارة المرتقبة لرئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني باعتبار انها تأتي بعد تحرك فرنسا عبر مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية فرانسوا جيرو على خط بيروت وطهران والرياض (كما الفاتيكان) في محاولة لتوفير «جسر اقليمي» يتيح تمرير الاستحقاق الرئاسي اللبناني الذي دخلت على خط المساعي للافراج عنه ايضاً روسيا وإن لم تتبلور خلال زيارة نائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف للعاصمة اللبنانية ملامح مبادرة على هذا الصعيد.
ورغم الاقتناع السائد بأن خروج الملف الرئاسي من «عنق الزجاجة» ما زالت دونه مراحل من الأخذ والردّ ترتبط في شكل رئيسي بآفاق الأزمة السورية التي تلعب موسكو دوراً في محاولة تأمين حلّ سياسي لها ومآل الملف النووي الايراني، فإن محادثات لاريجاني ستساعد في فهم «خريطة الطريق» التي يتحرّك ضمنها الاستحقاق الرئاسي وسط التسليم بأن أي مفاجآت سارة لن تكون قبل مشارف الربيع المقبل.
كما ان زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني تترافق مع وضع اللمسات الاخيرة على الحوار المزمع عقده بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» انطلاقاً من جدول الاعمال الذي جرى التوافق عليه ويشمل في شكل رئيسي تبريد الاحتقان المذهبي والإجراءات المطلوبة على طريق تحقيق هذه الغاية، واستطلاع امكان التفاهم على مبدأ الرئيس التوافقي للجمهورية بمعزل عن اي بحث في الأسماء، علماً ان الجولة الاولى من هذا الحوار متوقعة بحدود 29 الجاري وستعقد في عين التينة (مقر رئيس البرلمان نبيه بري) على ان تضمّ عن «المستقبل» مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر، اما عن «حزب الله» فيحضر معاون الأمين العام للحزب حسين الخليل والوزير محمد فنيش وسط تقارير تحدثت عن مسؤول ثالث لم يُعرف بعد، الى جانب راعي الحوار الرئيس نبيه بري ومعاونه الوزير علي حسن خليل.
وفي موازاة ذلك، وبعدما وضعت السلطات المعنية الاجراءات اللازمة لتأمين مرور هادئ للأعياد بدءاً من مطار رفيق الحريري الدولي الى مختلف المناطق، شهد ملف العسكريين الاسرى تطوراً مفاجئاً تمثّل في دخول مفاوض جديد على القضية هو نائب رئيس بلدية عرسال احمد فليطي الذي اعلن تنظيم «داعش» (يحتجز 9 عسكريين لبنانيين) عبر مصدر فيه انه يقبل بتكليفه وسيطاً لبدء المفاوضات بشأن الأسرى، وانه لا يريد وساطة «هيئة العلماء المسلمين» ولا الشيخ وسام المصري، معتبراً ان الأخير استُخدم كـ «ساعي بريد» بعدما تكبّد عناء زيارة جرود عرسال قبل ايام فتم تسليمه شريط الفيديو الذي يتضمّن تهديداً بذبح 3 عسكريين مع رسائل تحذير الى كل من الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع.
وفيما اشارت بعض التقارير الى ان الوزير وائل ابو فاعور (من فريق جنبلاط) هو الذي اقترح تكليف فليطي، رفض الاول تأكيد او نفي هذا الامر، علماً ان هذا التطور جاء غداة سلسلة «تغريدات» للنائب جنبلاط اعلن فيها ان ابو فاعور يستمر بتفويض منه بالاتصال مع «داعش» و«النصرة» «لأن همنا حياة العسكريين واتمنى على الباقي في خلية الأزمة ادراك أهمية حياة العسكريين»، سائلاً «همنا الاول حياة أسرانا دون تمييز والسؤال موجه الى وزير الداخلية، واللواء عباس ابراهيم وغيرهما من كبار المسؤولين: هل همهم حياة العسكريين وماذا يفعلون؟»، مذكّراً بانه «ورد مقال في صحيفة ليبراسيون بتاريخ السبت كيف ان مالي أخلت أربعة اسلاميين مقابل الرهينة الفرنسي وفي المقال نفسه يرد ذكر بأن المالي فاوض وقايض للافراج عن 38 عسكريا ومدنيا. والهم الاول كان حياة هؤلاء»، ومضيفاً: «المقاومة (حزب الله) تقايض وممنوع على الدولة».
وتزامن كلام جنبلاط مع بيان لأهل الجندي (الدرزي) المخطوف سيف ذبيان لايجاد حل خلال 48 ساعة، والا سنقوم بتحركات تؤثرعلى السياسيين على مختلف المستويات، وسط معلومات عن قلق لدى جنبلاط من ردات فعل خطيرة اذا تم إعدام اي من الأسرى الدروز (عددهم لا يقل عن ستة لدى النصرة وداعش).
ويسود شك كبير حيال افق «قناة» التفاوض هذه، لا سيما ان الدخول الاول لجنبلاط عبر ابوفاعور على الملف كان قوبل باستياء كبير من فريق 8 آذار الذي أصرّ على حصْر القضية بالخلية الامنية وبيد المدير العام للامن العام، علماً ان اي دور لنائب رئيس بلدية عرسال لن يكون مقدّراً له ان يثمر نتائج ما لم يحظَ بغطاء رسمي على قاعدة الاستعداد الصريح للمقايضة وترجمة ذلك عملياً، وان اوساطاً عدة باتت تربط اي انفراج في هذا الملف بما ستحمله تطورات الجبهة المفتوحة في منطقة القلمون السورية لا سيما الصراع على الإمساك بهذه المنطقة بين «داعش» و«الجيش الحر» والتداعيات المحتملة لذلك لا سيما على صعيد الشريط المحاذي للبنان.
«إذا اجتاح (داعش) لبنان فسيفرض تطرّفه في كل مكان»
سلام: نحتاج الحوّامات من فرنسا بأقصى سرعة... لقتال الجهاديين
باريس - رويترز- قال رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام إنه يأمل أن تتسلم بلاده طائرات مروحية عسكرية من فرنسا في موعد أقرب من المحدد حتى يتمكن من قتال الجهاديين الذين يعبرون الى أراضيه من سورية.
وأضاف في مقابلة امس أجرتها معه صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية الأسبوعية: «مازلنا نجري محادثات لتسليم الطائرات الهليكوبتر في بداية البرنامج عوضا عن آخره، حتى نتمكن من استخدام الصواريخ في أقرب وقت ممكن ضد الجهاديين الموجودين في الجبال».
وتابع: «داعش متواجد في منطقة عرسال على الحدود اللبنانية - السورية. واذا تمكن من اجتياح لبنان فسيفرض تطرفه في كل مكان».
وأشار سلام إلى أن غارات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على «داعش» و«جبهة النصرة» غير كافية ورمزية، موضحا: «للتغلب عليهم يجب التواجد على الأرض. لكن في هذه المرحلة من يريد أن يذهب إلى هناك؟».
وأكمل: «لا يدرك أحد حقا مدى هشاشة الوضع لدينا. إذا لم يطعموا اللاجئين السوريين في لبنان فسنواجه وضعا مقلقا للغاية وربما ثورة».
ومولت السعودية صفقة وقعتها فرنسا ولبنان في أوائل نوفمبر الماضي، لتزويد الجيش اللبناني بالأسلحة والعتاد العسكري بقيمة 3 مليارات دولار.