حوار «المستقبل» - «حزب الله» بين العيديْن برعاية برّي
بات اكيداً ان عام 2014 سيطوي آخر أوراقه من دون رئيس جديد للجمهورية في لبنان، وسط انطباعات غير حاسمة حيال النتائج العملية للحركة الديبلوماسية التي نشطت اخيراً، ولا سيما الفرنسية والروسية، في شأن تمكين لبنان من ملء فراغ الرئاسة الاولى بعد أكثر من نصف عام على شغورها.
ورغم ان الداخل اللبناني يحاول الإفادة من الدينامية الخارجية للتقدّم في اتجاه كسر المأزق السياسي - الدستوري عبر التمهيد لحواراتٍ ثنائية، فان أوساطاً ملمّة بحال التشابُك القديمة - الجديدة بين الداخل والخارج بدت حذرة حيال مناخات التفاؤل التي تشاع عن مفاجآت سارّة غير بعيدة في شأن الاستحقاق الرئاسي اللبناني.
وتحدّثت هذه الاوساط لـ «الراي» عن ان الحركة الفرنسية في اتجاه ايران لإقناعها بلعب دور تسهيلي لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان من خلال إقناع حلفائها («حزب الله» و«التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون) بالعدول عن تعطيل البرلمان وتالياً تمكينه من انتخاب رئيسٍ يتمّ التفاهم عليه في اطار توافقي، تبقى في اطار استطلاع الآفاق اكثر منها تسويقاً لتفاهمات حصلت، لافتة الى ان ما قيل عن مبادرة فاتيكانية هو في واقع الحال «استعجال» باعتبار ان الكرسي الرسولي لن يكون في وارد الدخول في الاتصالات حول الملف الرئاسي الا من باب تذليل العقبات - ولا سيما مسيحياً - التي قد تعترض تنفيذ اي اختراق تنجح الاتصالات الفرنسية - الايرانية في بلوغه، وهو (الاختراق) ما لا يبدو حتى الساعة انه بات قريبا.
وثمة قراءتان في بيروت لمآل التحرك الفرنسي تجاه طهران، الذي لا تبدو روسيا بعيدة عنه، فقد اشارت تقارير الى ان رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية السفير جان فرنسوا جيرو سيزور إيران استكمالاً للمحادثات التي كان أجراها أخيراً في بيروت، علماً ان لبنان يتحضّر مطلع الاسبوع المقبل، لاستقبال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، حيث يفترض ألا يغيب الملف الرئاسي عن دائرة البحث.
القراءة الاولى ترى ان طهران وحتى موسكو تجدان أنهما، كل من زاوية «حشْرته» (ايران نووياً وروسيا اوكرانياً) مضطرتين الى تقديم «تنازل» يكون بمثابة «اشارة ايجابية»، وان لبنان بهذا المعنى يشكّل الساحة التي يمكن لكل منهما - طبعاً مع فارق التأثير بين ايران وروسيا في لبنان - تظهير حسن النية، من دون ان تكون طهران تدفع من «جيْبها الاستراتيجي» الذي يبقى الورقة الأبرز فيه «حزب الله» وسلاحه بما يؤمنه لها سواء في إطار الحرب في سورية او في سياق توسيع «خريطة نفوذها» الى لبنان وتالياً البحر المتوسط.
والقراءة الثانية تعتبر انه على عكس الاعتقاد بأن طهران ستكون مضطرة لإبداء حسن نية تجاه المجتمع الدولي مع الذهاب الى توقيع اتفاق نهائي في شأن ملفها النووي، وهو ما يضمن تمرير الاستحقاق الرئاسي اللبناني، فان ايران لن تمنح فرنسا «جوائز ترضية» في المنطقة، وخصوصاً في ضوء استياء طهران المتزايد من دور باريس في الملف النووي من جهة، وتبنّيها للسياسة السعودية في المنطقة من جهة اخرى.
وفي غمرة هاتين القراءتين يمضي اللاعبون المحليون قدماً في محاولة تعزيز أوراقهم على طرفيْ خط الصراع «الرئاسي» والانخراط في مبادراتٍ حوارية توفّر الأرضية اللبنانية لملاقاة اي تقاطعات اقليمية قد تتيح في لحظة ما الإفراج عن الاستحقاق الرئاسي.
وفي هذا الاطار تتجه الأنظار الى تطورين: الاول هو الحوار الذي تَأكد انه سينطلق بين عيديْ الميلاد ورأس السنة بين «تيار المستقبل» (يتزعمه الرئيس سعد الحريري) ممثلاً بالسيد نادر الحريري و«حزب الله» ممثلاً بالمعاون السياسي للسيد حسن نصر الله الحاج حسين الخليل، وسط معلومات عن ان هذا الحوار الذي سيكون مدخله تخفيف الاحتقان السني - الشيعي وسيبحث في امكانات التفاهم على مبدأ الرئيس التوافقي، سينعقد في جولته الاولى في عين التينة برئاسة وحضور الرئيس نبيه بري.
اما التطور الثاني، فهو الزيارة البازرة التي يواصلها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع للرياض.
وغدتْ زيارة جعجع محط اهتمام بالغ في بيروت وسط تقارير تشير الى شيء ما يجري «طبْخه» في شأن الملف الرئاسي، انطلاقاً مما كان اعلنه رئيس «القوات» عن استعداده للانسحاب من المعركة لمصلحة مرشح توافقي، وهو ما كان ابدى استعداده للبحث فيه مع العماد ميشال عون، اي ان ينسحب كلاهما من المعركة.
وما أضفى المزيد من «الإثارة» على محادثات جعجع الذي استقبلته الرياض بحفاوة في اطار زيارته الرسمية، المعلومات عن أنّ الرئيس فؤاد السنيورة ووزير الداخلية نهاد المشنوق في طريقهم الى الرياض، بطلب من الحريري، للانضمام الى المشاورات الجارية هناك.
وتقاطعت تقارير عند الاشارة الى ان جعجع، الذي كرّسته لقاءاته في الرياض صاحب اليد الطولى في الملف الرئاسي ضمن فريق «14 مارس» وتجاه الفريق الآخر، اتفق مع الحريري على وجوب انهاء الفراغ الرئاسي في أسرع وقت، والتمسّك بمشروع قانون الانتخابات المختلط وضرورة إقراره، وتناولا أبعاد الحوار بين «حزب الله» وتيار «المستقبل» لجهة اهميته في تخفيف الاحتقان السنّي - الشيعي.
ورغم ان الداخل اللبناني يحاول الإفادة من الدينامية الخارجية للتقدّم في اتجاه كسر المأزق السياسي - الدستوري عبر التمهيد لحواراتٍ ثنائية، فان أوساطاً ملمّة بحال التشابُك القديمة - الجديدة بين الداخل والخارج بدت حذرة حيال مناخات التفاؤل التي تشاع عن مفاجآت سارّة غير بعيدة في شأن الاستحقاق الرئاسي اللبناني.
وتحدّثت هذه الاوساط لـ «الراي» عن ان الحركة الفرنسية في اتجاه ايران لإقناعها بلعب دور تسهيلي لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان من خلال إقناع حلفائها («حزب الله» و«التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون) بالعدول عن تعطيل البرلمان وتالياً تمكينه من انتخاب رئيسٍ يتمّ التفاهم عليه في اطار توافقي، تبقى في اطار استطلاع الآفاق اكثر منها تسويقاً لتفاهمات حصلت، لافتة الى ان ما قيل عن مبادرة فاتيكانية هو في واقع الحال «استعجال» باعتبار ان الكرسي الرسولي لن يكون في وارد الدخول في الاتصالات حول الملف الرئاسي الا من باب تذليل العقبات - ولا سيما مسيحياً - التي قد تعترض تنفيذ اي اختراق تنجح الاتصالات الفرنسية - الايرانية في بلوغه، وهو (الاختراق) ما لا يبدو حتى الساعة انه بات قريبا.
وثمة قراءتان في بيروت لمآل التحرك الفرنسي تجاه طهران، الذي لا تبدو روسيا بعيدة عنه، فقد اشارت تقارير الى ان رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية السفير جان فرنسوا جيرو سيزور إيران استكمالاً للمحادثات التي كان أجراها أخيراً في بيروت، علماً ان لبنان يتحضّر مطلع الاسبوع المقبل، لاستقبال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، حيث يفترض ألا يغيب الملف الرئاسي عن دائرة البحث.
القراءة الاولى ترى ان طهران وحتى موسكو تجدان أنهما، كل من زاوية «حشْرته» (ايران نووياً وروسيا اوكرانياً) مضطرتين الى تقديم «تنازل» يكون بمثابة «اشارة ايجابية»، وان لبنان بهذا المعنى يشكّل الساحة التي يمكن لكل منهما - طبعاً مع فارق التأثير بين ايران وروسيا في لبنان - تظهير حسن النية، من دون ان تكون طهران تدفع من «جيْبها الاستراتيجي» الذي يبقى الورقة الأبرز فيه «حزب الله» وسلاحه بما يؤمنه لها سواء في إطار الحرب في سورية او في سياق توسيع «خريطة نفوذها» الى لبنان وتالياً البحر المتوسط.
والقراءة الثانية تعتبر انه على عكس الاعتقاد بأن طهران ستكون مضطرة لإبداء حسن نية تجاه المجتمع الدولي مع الذهاب الى توقيع اتفاق نهائي في شأن ملفها النووي، وهو ما يضمن تمرير الاستحقاق الرئاسي اللبناني، فان ايران لن تمنح فرنسا «جوائز ترضية» في المنطقة، وخصوصاً في ضوء استياء طهران المتزايد من دور باريس في الملف النووي من جهة، وتبنّيها للسياسة السعودية في المنطقة من جهة اخرى.
وفي غمرة هاتين القراءتين يمضي اللاعبون المحليون قدماً في محاولة تعزيز أوراقهم على طرفيْ خط الصراع «الرئاسي» والانخراط في مبادراتٍ حوارية توفّر الأرضية اللبنانية لملاقاة اي تقاطعات اقليمية قد تتيح في لحظة ما الإفراج عن الاستحقاق الرئاسي.
وفي هذا الاطار تتجه الأنظار الى تطورين: الاول هو الحوار الذي تَأكد انه سينطلق بين عيديْ الميلاد ورأس السنة بين «تيار المستقبل» (يتزعمه الرئيس سعد الحريري) ممثلاً بالسيد نادر الحريري و«حزب الله» ممثلاً بالمعاون السياسي للسيد حسن نصر الله الحاج حسين الخليل، وسط معلومات عن ان هذا الحوار الذي سيكون مدخله تخفيف الاحتقان السني - الشيعي وسيبحث في امكانات التفاهم على مبدأ الرئيس التوافقي، سينعقد في جولته الاولى في عين التينة برئاسة وحضور الرئيس نبيه بري.
اما التطور الثاني، فهو الزيارة البازرة التي يواصلها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع للرياض.
وغدتْ زيارة جعجع محط اهتمام بالغ في بيروت وسط تقارير تشير الى شيء ما يجري «طبْخه» في شأن الملف الرئاسي، انطلاقاً مما كان اعلنه رئيس «القوات» عن استعداده للانسحاب من المعركة لمصلحة مرشح توافقي، وهو ما كان ابدى استعداده للبحث فيه مع العماد ميشال عون، اي ان ينسحب كلاهما من المعركة.
وما أضفى المزيد من «الإثارة» على محادثات جعجع الذي استقبلته الرياض بحفاوة في اطار زيارته الرسمية، المعلومات عن أنّ الرئيس فؤاد السنيورة ووزير الداخلية نهاد المشنوق في طريقهم الى الرياض، بطلب من الحريري، للانضمام الى المشاورات الجارية هناك.
وتقاطعت تقارير عند الاشارة الى ان جعجع، الذي كرّسته لقاءاته في الرياض صاحب اليد الطولى في الملف الرئاسي ضمن فريق «14 مارس» وتجاه الفريق الآخر، اتفق مع الحريري على وجوب انهاء الفراغ الرئاسي في أسرع وقت، والتمسّك بمشروع قانون الانتخابات المختلط وضرورة إقراره، وتناولا أبعاد الحوار بين «حزب الله» وتيار «المستقبل» لجهة اهميته في تخفيف الاحتقان السنّي - الشيعي.