الندوة النقاشية تطرّقت إلى الأداء والإخراج والديكور والموسيقى

خالد الراشد: لا ندّعي الكمال ... ونتعلّم للمستقبل

تصغير
تكبير
تعرضت مسرحية «الديوانية» للعديد من الانتقادات في الندوة الحوارية التي أعقبت العرض، والتي أدارتها نادرة عمران، بحضور مؤلفة المسرحية تغريد الداود ومخرجها خالد الراشد.

واستهلت المداخلات حول المسرحية د.صوفيا عباس، التي رأت أن العرض اعتمد على الأداء الفردي، مفتقداً الجماعية والتناغم والترابط بين ممثليه، وقالت عباس: «لم أجد أي تناغم بين مختلف ممثلي العرض، ولم يكن هناك ذلك الترابط التمثيلي الذي يخلق النجاح»، لافتة إلى أن العرض وقع ضحية المباشرة الشديدة، وواصفة إياه بأنه يقدم في مسرح مدرسي.

أما الناقد المصري حسام عبدالهادي فقد رأى أن مشكلة العرض أنه جاء بعد عرض اليوم السابق له «حرب النعل»، والذي تحدث بجرأة عن الفساد والأزمات والهموم في المجتمع، منتقداً حالة الارتباك في الكثير من الأحيان لدى الممثلين في عرض «الديوانية»، وأشاد عبدالهادي بدور الفنان محمد جابر، مثمناً حكمته ووقفته مع الشباب، كما أشاد بالممثل الذي قدم دور المصري، مشيرا إلى أن «الممثلة كان من المفترض أن تكون أفضل مما رأيناه»، ومتمنيا لو لم يقع مخرج العرض في الأخطاء التي وقع فيها.

على العكس توجّه عادل الظوس بالتحية إلى الممثلة عذاري قربان، مثمناً شجاعتها في إنقاذ الموقف وتقديم الدور بعد اعتذار الممثلة الأصلية، وداعياً إلى تقدير هذه الشجاعة منها.

أما المخرج هاني النصار فقال ان العرض جعلنا نعيش الأجواء كما لو كنا في ديوانية بالفعل، شارحاً للضيوف العرب أن الديوانية هي مكان يجتمع فيه المواطنون الكويتيون، مشيراً إلى أنه حتى الحوار جاء معبراً عن الأحاديث التي تدور في الديوانية، لكنه تساءل عن الأداء التمثيلي، مستغرباً وقائلاً من المستحيل أن يكون شباب اليوم الذين قدموا العرض هم الذين أعرفهم، وقال: «من خلال متابعتي القديمة لهم فإنني أراهم اليوم في مستوى سيئ، وهناك مشاكل في الإضاءة والصوت، وأسأل الممثلين والذين هم خريجو المسرح أين الأداء؟».

وقالت عزة القصابي: «كان هناك(بشت)يتصدر المسرح والمسرحية، أعتبره دلالة على تحكم السلطة، فيما أرى أن شخصية(مريم)ربما ترمز إلى الوطن، حيث أرادت الكاتبة أن تعري المجتمع وتقدم نماذجه وسلبياته، ويبدو أن العرض غير مباشر، ولكن للأسف لم نجد صراعاً حقيقياً على خشبة المسرح».

وتساءل عبدالحليم بو شراكي: «كيف ترى الكاتبة الفضاء الذي وضعته خلال رؤية المخرج ؟»، مشيرا إلى أنه تعاطف مع العرض لأنه قرأ فيه شيئاً كويتياً، ولكن العرض متواضع جداً.

أما المؤلف الإماراتي صالح العامري فرأى أن خلل العرض يكمن في البناء الدرامي في النص، مشيراً إلى أن الديكور كان فجاً، ويقيد من حركة الممثلين.

ورأى الكاتب حمد بدر أن المخرج قدم وجهة نظره ولابد من احترامها، وقائلاً: «حتى إن أخطأ فإن هذا لا يستدعي أن نهاجم صناع العرض بهذه الطريقة»، لافتا إلى أن الكاتبة قدمت نصاً كويتياً بحتاً.

بينما رأى طالب البلوشي أن ديكور المسرحية كان مباشرا، مشيرا إلى أنه كان من الأفضل مشاهدة ديوانية حقيقية على خشبة المسرح، لاسيما أن قطع الديكور عرقلت حركة الممثلين، متوجهاً بالشكر إلى الفنان محمد جابر على وقوفه بجانب مجموعة من الشباب مع خبرته في المجال.

كما تحدث المؤلف فايز العامر قائلا ان المؤلفة تغريد ظلمت نفسها، مؤكداً أن «لها أعمالا أفضل مما شاهدناه اليوم، وأعتقد أن النص حمل أكثر مما يحتمل من العديد من المواضيع الاجتماعية».

كما شارك عدد من المعقبين خلال الندوة، وتراوحت آراؤهم بين المدح والنقد وتقديم النصح لطاقم المسرحية، وعلقت كاتبة المسرحية تغريد الداود التي عبرت عن الفخر لتقديم عملها ومناقشته من المسرحيين والفنانين، وقالت: «من وجهة نظري بالنسبة لي لا فائدة من وجود القلم بين يدي إذا لم أكتب بحرية، ومازلت في مستهل مشواري وعملي».

كما تحدث مخرج «الديوانية» خالد الراشد قائلاً: «لا ندعي الكمال، وأشكر المجلس الوطني لإتاحته الفرصة للشباب والقطاع الخاص للمشاركة، والشكر موصول للفنان محمد جابر على دعمه، وكنت متوقفاً عن المسرح وعدت بعد 11 سنة وهذه عودة جديدة، ونتعلم من مسرحية اليوم لتدارك الأخطاء في المستقبل».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي