سلام تبلّغ من هولاند قرب تسلُّم الجيش اللبناني أسلحة الهبة السعودية
لا تشي «الحاضنة» الدولية للبنان التي تجدّدت ملامحها مع التحرّكيْن المباشريْن لكل من فرنسا وروسيا في اتجاه بيروت والمواكبة عن بُعد لهما من كل من الولايات المتحدة والسعودية وايران، بان موعد «استيلاد» رئيس للجمهورية اقترب، وهو الملف الذي يبقى عالقاً، اقلّه حتى السنة الجديدة، بين عدم بلوغ الاتصالات الخارجية مرحلة تكوين «رحم بديل» يُخرِجه من «عنق الزجاجة» التي يقبع فيها منذ نحو 7 اشهر، وبين عدم قدرة اللاعبين الداخليين على اجتراح حلول من «حواضر البيت» اللبناني تتيح فصل الاستحقاق الرئاسي عن «خطوط الاشتباك الاقليمي» بأبعاده الدولية.
واذا كانت زيارتا المبعوث الفرنسي جان فرانسوا جيرو ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف شكّلتا أفضل تعبير عن الإحاطة الدولية بالوضع اللبناني المستغرق في الأزمة الرئاسية،والذي يواجه سلسلة «ألغام» أمنية ذات صلة بالحرب في سورية، فان الوجه الآخر من الاهتمام الفرنسي تجلّى في ما انتهت اليه زيارة رئيس الحكومة تمام سلام الى باريس، التي توّجها امس، بلقاء الرئيس فرانسوا هولاند عشية عودته اليوم، الى بيروت.
وفيما اشارت تقارير الى ان الملف الرئاسي، الذي حضر في لقاء هولاند - سلام انطلاقاً من الخلاصات التي انتهى اليها جيرو بعد محادثاته في بيروت، ما زال يحتاج الى جهود لوضعه على سكّة الحلحلة التي يبقى مفتاحها لبنانياً، وتحديداً عبر إقناع العماد ميشال عون بالتفاهم على مرشح غيره في ظل استمرار التعقيدات في المنطقة، فان إبلاغ باريس رئيس الوزراء اللبناني والوفد المرافق ان الجيش اللبناني سيبدأ في الأسابيع المقبلة استلام المعدّات العسكرية التي يحتاجها تطبيقاً للاتفاق السعودي الفرنسي الخاص بالمنحة السعودية، يعكس تحسّس باريس العالي درجة المخاطر المرتفعة التي تحيط بلبنان ووجوب رفده سريعاً بكل مقومات التصدّي للإرهاب.
واعلن سلام بعد الاجتماع بهولاند انه تم بحث عدد من الملفات ابرزها ملف المهجّرين السوريين الى لبنان وضرورة مساعدة لبنان على تحمل اعبائه، قائلا: «فرنسا تتابع ملف الرئاسة معنا مع انه امر داخلي وهي تحاول مساعدتنا وصولا الى انتخاب رئيس وانهاء ملف الاستحقاق الرئاسي».
وعن هبة الـ 3 مليارات السعودية لتسليح الجيش قال: «تم الانتهاء من بحث المسائل التقنية والفنية على ان يتسلم الجيش الاسلحة في وقت قريب»، لافتا الى ان «هناك إجماعاً من اللبنانيين على تأييد جيشهم وقواتهم العسكرية».
واذا كان تحرك باريس على خط أزمة لبنان يعكس رغبتها في استعادة موقع متقدم على صعيد احتضان الواقع اللبناني، وهو ما عبّر عنه ايضاً قرار تشكيل لجنة نيابية خاصة لمتابعة شؤون لبنان وبلورة تصورات لمساعدته على الخروج من أزمته، فان اوساطاً مؤثرة في العاصمة اللبنانية بدت حاسمة في رسم حصيلة تفيد انه في ضوء زيارتي المبعوث الفرنسي وبوغدانوف فان ما من شيء جديد في شأن الاستحقاق الرئاسي، لان فرنسا غير قادرة على تحقيق الاختراق المطلوب، وروسيا اكثر اهتماماً بالملف السوري.
وذكرت هذه الاوساط لـ «الراي» ان «حزب الله» لن يعطي الفرنسي على حساب الروسي فـ «التحرك الروسي الجديد يصب في تفعيل دور موسكو في الشرق الاوسط على قاعدة خياراتها المتناغمة مع محور المقاومة الممتد من ايران الى حزب الله في لبنان، مروراً بالعراق وسورية».
اما في شأن الدور الفرنسي - الاوروبي، فان هذه الاوساط تعكس قراءة «حزب الله» السلبية له بسبب «سلبية هذا الدور حيال المفاوضات في شأن النووي الايران والموقف المتماهي مع المملكة العربية السعودية، وهو ما يؤخذ في الاعتبار عند الحديث عن السياسات في الشرق الاوسط.
وقال الذين التقوا بوغدانوف في بيروت لـ «الراي» ان الديبلوماسي الروسي الرفيع عكس في اتصالاته رغبة موسكو في الانفتاح على مجتمع لبناني رياحه غربية، وعليه ان يتأقلم في ظل التحولات في لبنان والمنطقة مع الرياح السيبيرية التي يحملها الدب الروسي الذي اصبح لاعباً لا يمكن تجاهله.
ولفت هؤلاء، في معرض تأكيدهم على اهمية الحركة الروسية في المنطقة، الى«ان بوغدانوف الذي اجتمع مع القيادة السورية، يسعى الى تقريب وجهات النظر بين المعارضة التي لا دور لها على الارض، وبين النظام، تمهيداً لاجراء محادثات جانبية يمكن ان تحصل في السنة المقبلة، وهو ما رحّبت به دمشق على ان تبقى المبادرة بيد روسيا التي لن تدعو الى اجتماع لمّ الشمل الا حين تنضج الظروف».
ورغم اهمية التحرك الروسي في بيروت، فان اوساطاً واسعة الاطلاع ذكرت لـ«الراي»ان ما من جديد في شأن الملف الرئاسي فـ«رئيس الجمهورية يُصنَع في لبنان. وعبر مفاوضات مباشرة بين اللاعبين في الداخل لا عبر ادوار للخارج، فرنسية كانت ام شرق اوسطية».
وفيما التقى بوغدانوف امس، في بيروت التي عاد اليها من دمشق، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس حزب«القوات اللبنانية»الدكتور سمير جعجع ورئيس تيار«المردة»النائب سليمان فرنجية، معرباً عن قلقه»من الوضع الخطير في المنطقة ككلّ، بحيث بحثنا في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان والتطورات في المنطقة وخصوصاً في سورية«، ومشجّعاً اللبنانيين على«أهمية إجراء حوار شامل يضمن مصلحة لبنان الكبرى»، فان المؤشر الأبرز الى ان الأفق الداخلي ما زال مقفلاً في الملف الرئاسي يتمثل في بقاء العماد عون على تمسكه بترشيحه وهو ما يعوق انعقاد اللقاء قريباً بينه وبين جعجع (مرشح 14 مارس للرئاسة) رغمإعلان النيّات«من الطرفين بوجود رغبة في حصوله، وهو ما يبقى مرهوناً من وجهة نظر»القوات» بموافقة عون على مناقشة مبدأ انسحابه لمصلحة مرشح ثالث.
واذا كانت زيارتا المبعوث الفرنسي جان فرانسوا جيرو ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف شكّلتا أفضل تعبير عن الإحاطة الدولية بالوضع اللبناني المستغرق في الأزمة الرئاسية،والذي يواجه سلسلة «ألغام» أمنية ذات صلة بالحرب في سورية، فان الوجه الآخر من الاهتمام الفرنسي تجلّى في ما انتهت اليه زيارة رئيس الحكومة تمام سلام الى باريس، التي توّجها امس، بلقاء الرئيس فرانسوا هولاند عشية عودته اليوم، الى بيروت.
وفيما اشارت تقارير الى ان الملف الرئاسي، الذي حضر في لقاء هولاند - سلام انطلاقاً من الخلاصات التي انتهى اليها جيرو بعد محادثاته في بيروت، ما زال يحتاج الى جهود لوضعه على سكّة الحلحلة التي يبقى مفتاحها لبنانياً، وتحديداً عبر إقناع العماد ميشال عون بالتفاهم على مرشح غيره في ظل استمرار التعقيدات في المنطقة، فان إبلاغ باريس رئيس الوزراء اللبناني والوفد المرافق ان الجيش اللبناني سيبدأ في الأسابيع المقبلة استلام المعدّات العسكرية التي يحتاجها تطبيقاً للاتفاق السعودي الفرنسي الخاص بالمنحة السعودية، يعكس تحسّس باريس العالي درجة المخاطر المرتفعة التي تحيط بلبنان ووجوب رفده سريعاً بكل مقومات التصدّي للإرهاب.
واعلن سلام بعد الاجتماع بهولاند انه تم بحث عدد من الملفات ابرزها ملف المهجّرين السوريين الى لبنان وضرورة مساعدة لبنان على تحمل اعبائه، قائلا: «فرنسا تتابع ملف الرئاسة معنا مع انه امر داخلي وهي تحاول مساعدتنا وصولا الى انتخاب رئيس وانهاء ملف الاستحقاق الرئاسي».
وعن هبة الـ 3 مليارات السعودية لتسليح الجيش قال: «تم الانتهاء من بحث المسائل التقنية والفنية على ان يتسلم الجيش الاسلحة في وقت قريب»، لافتا الى ان «هناك إجماعاً من اللبنانيين على تأييد جيشهم وقواتهم العسكرية».
واذا كان تحرك باريس على خط أزمة لبنان يعكس رغبتها في استعادة موقع متقدم على صعيد احتضان الواقع اللبناني، وهو ما عبّر عنه ايضاً قرار تشكيل لجنة نيابية خاصة لمتابعة شؤون لبنان وبلورة تصورات لمساعدته على الخروج من أزمته، فان اوساطاً مؤثرة في العاصمة اللبنانية بدت حاسمة في رسم حصيلة تفيد انه في ضوء زيارتي المبعوث الفرنسي وبوغدانوف فان ما من شيء جديد في شأن الاستحقاق الرئاسي، لان فرنسا غير قادرة على تحقيق الاختراق المطلوب، وروسيا اكثر اهتماماً بالملف السوري.
وذكرت هذه الاوساط لـ «الراي» ان «حزب الله» لن يعطي الفرنسي على حساب الروسي فـ «التحرك الروسي الجديد يصب في تفعيل دور موسكو في الشرق الاوسط على قاعدة خياراتها المتناغمة مع محور المقاومة الممتد من ايران الى حزب الله في لبنان، مروراً بالعراق وسورية».
اما في شأن الدور الفرنسي - الاوروبي، فان هذه الاوساط تعكس قراءة «حزب الله» السلبية له بسبب «سلبية هذا الدور حيال المفاوضات في شأن النووي الايران والموقف المتماهي مع المملكة العربية السعودية، وهو ما يؤخذ في الاعتبار عند الحديث عن السياسات في الشرق الاوسط.
وقال الذين التقوا بوغدانوف في بيروت لـ «الراي» ان الديبلوماسي الروسي الرفيع عكس في اتصالاته رغبة موسكو في الانفتاح على مجتمع لبناني رياحه غربية، وعليه ان يتأقلم في ظل التحولات في لبنان والمنطقة مع الرياح السيبيرية التي يحملها الدب الروسي الذي اصبح لاعباً لا يمكن تجاهله.
ولفت هؤلاء، في معرض تأكيدهم على اهمية الحركة الروسية في المنطقة، الى«ان بوغدانوف الذي اجتمع مع القيادة السورية، يسعى الى تقريب وجهات النظر بين المعارضة التي لا دور لها على الارض، وبين النظام، تمهيداً لاجراء محادثات جانبية يمكن ان تحصل في السنة المقبلة، وهو ما رحّبت به دمشق على ان تبقى المبادرة بيد روسيا التي لن تدعو الى اجتماع لمّ الشمل الا حين تنضج الظروف».
ورغم اهمية التحرك الروسي في بيروت، فان اوساطاً واسعة الاطلاع ذكرت لـ«الراي»ان ما من جديد في شأن الملف الرئاسي فـ«رئيس الجمهورية يُصنَع في لبنان. وعبر مفاوضات مباشرة بين اللاعبين في الداخل لا عبر ادوار للخارج، فرنسية كانت ام شرق اوسطية».
وفيما التقى بوغدانوف امس، في بيروت التي عاد اليها من دمشق، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس حزب«القوات اللبنانية»الدكتور سمير جعجع ورئيس تيار«المردة»النائب سليمان فرنجية، معرباً عن قلقه»من الوضع الخطير في المنطقة ككلّ، بحيث بحثنا في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان والتطورات في المنطقة وخصوصاً في سورية«، ومشجّعاً اللبنانيين على«أهمية إجراء حوار شامل يضمن مصلحة لبنان الكبرى»، فان المؤشر الأبرز الى ان الأفق الداخلي ما زال مقفلاً في الملف الرئاسي يتمثل في بقاء العماد عون على تمسكه بترشيحه وهو ما يعوق انعقاد اللقاء قريباً بينه وبين جعجع (مرشح 14 مارس للرئاسة) رغمإعلان النيّات«من الطرفين بوجود رغبة في حصوله، وهو ما يبقى مرهوناً من وجهة نظر»القوات» بموافقة عون على مناقشة مبدأ انسحابه لمصلحة مرشح ثالث.