غيتار المدفعي وكعبا لاشيمي ألهبت الحماسة

ليلة أندلسية - إسبانية في كازينو لبنان

تصغير
تكبير
• الراقصة لاشيمي حيّت الراحلة صباح ... فأشعلت تصفيق الجمهور
ليالي الأندلس عادت من التاريخ إلى كازينو لبنان!

فقد نظّمت المخرجة والممثلة والمنتجة رندلي قديح على مسرح كازينو لبنان ليلة متدفقة بالموسيقى (الأندلسية - الإسبانية)، والغناء مع إيقاعات غاية في الإثارة والانسجام والتواصل مع جمهور متميز وفاهم أعطى الفقرات التي قُدمت قيمتها التي تستحق.

الفنانة الإسبانية لاشيمي يرافقها مطرب وعازفان، والفنان العراقي إلهام المدفعي مع فرقته المؤلفة من 13 شخصاً ما بين عازفين وكورال، كانا في جزأي السهرة نموذجان فنيان لا يبعد أحدهما عن الآخر، فقد زرعت الراقصة الماهرة والمخضرمة أرض المسرح فناً راقياً بكعبيها على أنغام موسيقى الفلامنغو المتأرجحة بين الهادئة والصاخبة. وبدت لاشيمي واثقة مندفعة ومتينة العود للتعبير عما يجيش في أعماقها من مشاعر وصور ذات بعد إنساني متمادٍ في المضمون الإنساني الرفيع، استراحت مرة واحدة وبدّلت ملابسها لتعود بأجواء احتفالية بالغة التأثير والغلو في دفع الأمور صوب الأقصى. وكم كانت رائعة حين خاطبت جمهور الحاضرين قائلة بالعربية المحببة: سلام عليكم.. تحية لـ صباح، وإذا بموسيقى أغنية: ساعات ساعات، تصدح في الصالة وتباشر لاشيمي تفاعلها مع الموسيقى مطلقة العنان لأطرافها ورأسها كي تعطي أنغام الأغنية الجميلة وتحديداً بصوت الراحلة صباح حقّها من الألق باللوحات التي رمتها بشكل عفوي على الخشبة، وسط تصفيق حاد جعل الوجه الصامت للراقصة ينفرج عن ابتسامة ساحرة سرعان ما حوّلتها إلى ضحكة من القلب، فتضاعفت مشاعر الثناء عند الحضور وحيّوها وقوفاً لدقيقتين لسببين: رقصها الرائع، وتكريمها لصباح.

بعدها دخل عناصر فرقة إلهام المدفعي، ولحق بهم الفنان الهادئ المتواضع مع غيتاره (متأثراً بغيتار الراحل عمر خورشيد) الذي لا يفارقه، وبعدما استقر في جلسته انطلقت الأنغام العراقية التراثية، يشوبها وجود آلات العزف الكهربائية التي طغت بشكل معيب على بقية الآلات الشرقية (عود، قانون، كمان، دف) وعلى صوت المدفعي نفسه، الذي لم نفهم شيئاً من كلماته المباشرة، بينما غناؤه انسجمنا معه في أغنياته المعروفة: الله عليك، أشقر، مالي شغل بالسوق، شلونك حبيبي، التفاح، بغداد، محمد بويا محمد، مرّينا بيكم حمد، معسّل، موطني، يا قلبي. وحاولنا جاهدين تلمّس كلمات أغنيات أخرى غطّت عليها الموسيقى أو أن لفظها السريع غيّبها عن أسماعنا.

الحضور خيّم عليهم الفرح عموماً، وحقق هذا الخليط النغمي والحركي جذباً جماهيرياً لافتاً، فيما أبلغتنا الفنانة رندلي قديح أنها تحضّر عبر شركتها الإنتاجية لحفلات لاحقة في المدى المنظور، تلي هذا الإنتاج الأول.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي