سموه أكد في كلمته أمام قمة الدوحة أن الظروف الإقليمية والدولية بالغة الدقة انعكست على مسيرة المجلس وأدخلته في حسابـات كادت أن تعصف به

الأمير: قلقنا وتخوفنا المشروعان على «الخليجي» دافعان للعمل الجاد كي نحافظ على مسيرته وكيانه

تصغير
تكبير
• الاختلاف في وجهات النظر طبيعي ومطلوب على ألا نصل به إلى مرحلة الخلاف والتشاحن والقطيعة

• بالتواصل والحوار سنكون قادرين أن نهزم أي خلاف ونسمو بإخوّتنا التي تجسد المصير والتاريخ المشترك

• علينا خلق أساس صلب يمهد للدخول إلى مرحلة الاتحـاد

• من التحديات التي نواجهها اليوم كدول منتجة ومصدرة البترول انخفاض أسعاره إلى مستويات باتت تؤثر على مداخيل دولنا وبرامجنا التنموية

• مدعوون اليوم إلى تعزيز مسيرة عملنا المشترك والتأكيد على تنفيذ القرارات المهمّة للإتفاقية الإقتصادية

• لا نزال أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية وإنسانية وقانونية لمضاعفة الجهود مع المجتمع الدولي لوضع حد للكارثة الإنسانية في سورية

• نؤكد موقفنا الثابت في نبذ الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله وأياً كان مصدره أو دوافعه والتزامنا التام بالقرارات الدولية لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة
كونا- أكد سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ان القلق «المشروع» والتخوف «المبرر» على مسيرة مجلس التعاون دفع الى العمل بكل الجد والاجتهاد للحفاظ على هذه المسيرة وصيانة مكاسبها في ظل ظروف اقليمية بالغة الدقة.

وقال سموه في كلمة دولة الكويت في الجلسة الافتتاحية للقمة الخليجية الـ35 التي استضافتها الدوحة أمس ان الاختلاف في وجهات النظر وتباينها امر طبيعي ومطلوب ولا يدعو الى الجزع شريطة الا يصل الى مرحلة الخلاف والتشاحن والقطيعة.


ودعا سموه إلى العمل على خلق أساس صلب يمهد للدخول إلى مرحلة الاتحـاد أساسا يجسد تجاوز الخلافات ويحصن تجربتنا، مشيرا سموه إلى أن من التحديات التي نواجهها اليوم كدول منتجة ومصدرة البترول انخفاض أسعاره إلى مستويات باتت تؤثر على مداخيل دولنا وبرامجنا التنموية، كما أن دول المجلس مدعوة اليوم إلى تعزيز مسيرة عملها المشترك، والتأكيد على تنفيذ القرارات المهمة للاتفاقية الإقتصادية بين دوله. وفي ما يلي نص كلمة سموه:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.

أصحاب الجلالة والسمو،،،

أصحاب المعالي،،،

معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية،،،

السيدات والسادة،،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

يسرني بداية أن أعرب عن سعادتي بلقائكم اليوم في جمعنا المبارك في دولة قطر الشقيقة، شاكراً لأخي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر وشعبها العزيز على حسن الوفـادة وكرم الضيافة والإعداد المتميز لهذا اللقاء المهم الذي سيشكل إضافة مهمة لعملنـا المشتـرك، كما أتوجه بعظيم الامتنان لسموه على الكلمات الطيبة والإشادة ببلادي لما قامت به من دور خلال ترؤسها للدورة السابقة للمجلس الأعلى والدورات السابقة للمجلس الوزاري.

أصحاب الجلالة والسمو،،،

أستهل كلمتي بالتقدم إلى الأشقاء في كل من سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ودولة قطر بأسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة أعيادهم الوطنية، داعياً الله سبحانه وتعالى أن يمتع قادة الدول الأشقاء بنعمة الصحة والعافية وأن يديم عليها نعمة الرخاء والاستقرار ولشعوبها كل التقدم والازدهار.

كما نهنئ الأشقاء في مملكة البحرين الشقيقة على النجاح الذي تحقق للانتخابات النيابية والبلدية التي جرت أخيرا، والتي شهدت مشاركة شعبية كبيرة جسدت روح المسؤولية العالية للأشقاء، وحرصهم على التلاحم مع قيادتهم في إطار المشروع الإصلاحي الرائد الذي يرعاه أخي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

ولا يفوتني هنا أن أهنئ الأشقاء في دولة قطر بمناسبة حصولهم على كأس الخليج في دورته الثانية والعشرين، مشيدا بما قدمه الفريق القطري من أداء مميز استحق على أثره هذا اللقب.

كما نهنئ الأشقاء في المملكة العربية السعودية على نجاحهم في تنظيم هذه البطولة، مشيدين بما تم توفيره من إمكانيات كبيرة ساهمت في تحقيق أهدافها المنشودة.

ينعقد اجتماع مجلسنا اليوم على أرض دولة قطر الشقيقة في دورته الخامسة والثلاثين بعد عام من انعقاد آخر دورة له في دولـة الكويت، عشنا خلاله قلقاً وتخوفاً على مسيرة مجلسنا المباركة دفعنا لنعمل بكل الجد والاجتهاد للحفاظ على هذه المسيرة وصيانة مكاسبها في ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة الدقة جعلت من قلقنا مشروعاً وتخوفنا مبرراً، وانعكست على مسيرة عملنا المشترك وأدخلته في حسابـات كادت أن تعصف به وتنال من كياننا الخليجي الذي بات يمثل الأمل والرجاء لأبناء دول المجلس.

إننا نؤمن أن الاختلاف في وجهات النظر وتباينها أمر طبيعي بل ومطلوب، ولا يدعو إلى الجزع، على ألا نصل بذلك إلى مرحلة الخلاف والتشاحن والقطيعة، التي ستقود بلا شك إلى إضعافنا وتراجع قدراتنا في الحفاظ على ما تحقق لنا من إنجازات، ومما يدعونا إلى البعد عن الخلاف والقطيعة أننا نملك مقومات اللحمة والوحدة وبما يفوق كثيرا عناصر القطيعـة، وبهذه المقومات وبالتواصل والحوار الأخوي بيننا سنكون قادرين بعون الله أن نهزم أي خلاف، ونسمو بإخوتنا التي تجسد المصير الواحد والتاريخ المشترك. وعلينا هنا استحضار القول المأثور «لو وقفت حكماً على الماضي لضيعت المستقبل».

إن الحديث عن الاتحاد بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وحتميته، والذي هو دون شك يمثل هدفاً وأملاً يتطلع إليه أبناء دول المجلس ويأتي انسجاماً مع نظامنا الأساسي وتفعيلاً لقرارات عملنا المشترك، يتوجب علينا أن نعمل على خلق أساس صلب يمهد للدخول إلى مرحلة الاتحـاد، أساسا يجسد تجاوز الخلافات ويحصن تجربتنا. وعلينا للوصول إلى هذا الهدف التفكير في أن يصار إلى تشكيل لجنة رفيعة المستوى تضم خبراء اختصاصيين ومن ذوي الخبـرة، تتولى استكمال دراسة موضوع الاتحاد من مختلف جوانبه بكل تأنٍ وروية، وترفع مرئياتها ومقترحاتها بالصيغة المثلى للاتحاد إلى المجلس الوزاري ومن ثم ترفع للمجلس الأعلى.

لقد كان بعد نظركم وحكمتكم وحرصكم على هذه المسيرة المباركة بما تحمله من وحدة المصير وروابط القربى والنسب امتثالا لقول المولـى جل وعلا (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين) الأثر البالغ في تجاوز تلك الظروف الاستثنائية، وذلك في اللقاء الأخوي الذي جمعنا في رياض الخير، وبضيافة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعـود، والذي أتى ترسيخاً لروح التعاون الصادق، وتأكيداً على المصير المشترك وتجسيداً لتطلعات أبنـاء دول الخليـج، وأثمر عـن التوصـل إلـى اتفاق الرياض التكميلي لنتمكن من دعم هذا الصرح الشامخ وتحصينه في مواجهة التحديات المتصاعدة.

إن من جملة التحديات التي نواجهها اليوم كدول منتجة ومصدرة للبترول انخفاض أسعاره إلى مستويات باتت تؤثر على مداخيل دولنا وبرامجنا التنموية، وحيث إن مسيرتنا المباركة قد أولت الجانب الاقتصادي ما يستحقه من اهتمام لقناعتنا بأهمية الاقتصاد، فإننا مدعوون اليوم إلى تعزيز مسيرة عملنا الاقتصادي المشترك، وإلى التأكيد على ضرورة تنفيذ مجموعة من القرارات المهمة التـي تضمنتها الاتفاقية الاقتصادية بين دول المجلس، لنتمكن من مواجهة آثار تلك التحديات وننطلق بعلاقاتنا إلى ما يحقق تكاملنا الاقتصادي المنشـود، ويمكننا من الصمود في مواجهة أي تطورات سلبية يمكن لها أن تطرأ على واقعنا الاقتصادي.

إن مما يدعو للأسى أن المجتمع الدولي بكل ما يملكه من إمكانيات بعيد كل البعد بل وعاجز عن تحقيق تقدم ملموس في وقف هدير آلة القتل والدمار عن الاستمرار في حصد أرواح عشرات الآلاف من الأشقاء في سورية، وتهجير الملايين في الداخل والخارج، وتهديد للأمن والاستقرار ليس للمنطقة فحسب وإنما للعالم بأسره، إننا لا نزال أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية وإنسانية وقانونية تحتم علينا مضاعفة الجهود مع المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الكارثة الإنسانية والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، مؤكدين قناعتنا بأنه لا يمكن حل الصراع الدائر إلا بالطرق السلمية وعبر تحرك سياسـي جـاد يحقـن دمـاء الأشقـاء ويخفـف معاناتـهـم، ونناشد في الوقت نفسه المجتمع الدولي إزاء استمرار هذا الصراع إلى تكثيف الجهود ومواصلتها لمعالجة الجوانب الإنسانية له.

وحول قضية الجزر الثلاث التابعة لدولة الإمارات العربيـة المتحـدة الشقيقـة طنـب الكبـرى وطنـب الصغـرى وأبـو موســى، فإننـا ندعـو الجمهورية الإسلامية الإيرانية الصديقة للاستجابة لمساعي دولة الإمارات العربية المتحدة لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشـرة، أو اللجوء إلى التحكيم الدولي.

ورغم الجهود الحثيثة التي تبذل لانتشال عملية السلام في الشـرق الأوسط من تعثرها إلا أن تعنت إسرائيل وإصـرارها علـى الاستمـرار فـي بناء المستوطنـات وتدنيـس المقدسـات وتكرار الاعتداءات على المسجد الأقصى ورفضها الانصياع إلى قرارات الشرعية الدولية حال دون تحقيق التقدم الذي نتطلع إليه في السلام العادل، وأدى إلى استمرار بقاء القضية الفلسطينية دون حل.

إننا نؤكد هنا موقفنا الثابت في نبذ الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله وصوره وأيا كان مصدره أو دوافعه، والتزامنا التام بكافة القرارات الدولية الصادرة لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة، ونشدد هنا على أهمية مضاعفة الجهود الدولية لمواجهة الإرهاب وتخليص العالم من شروره.

نتابع باهتمام بالغ تطورات الأوضاع على الساحة اليمنية وما آلت إليه بسبـب عـدم التـزام أحـد الأطـراف باتـفـاق السلـم والشراكـة، الأمر الذي قوض فرص إحلال السلام والاستقرار وعرقل تنفيذ المبادرة الخليجية.

لازالت المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني تمضي دون الوصول إلى اتفاق نهائي يطمئــــــن العالـــم بطبيعة ذلك البرنامج،

ويمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من ممارسة إجراءاتها في مراقبة المفاعلات الإيرانيـة، مشيدين في هذا الصدد بالجهود التي تبذلها سلطنة عمان الشقيقة للمساهمة في الوصول إلى الاتفاق المنشود، وندعو مجدداً إيران إلى ضـرورة الالتـزام التـام بالتعـاون مـع المجتمـع الدولـي، ولا سيما الوكالة الدولية للطاقة الذريـة، وتطبيق أعلى معايير الأمن والسلامة في منشآتها النووية لتبديد مخاوف دول الجوار.

إن ما تشهده ليبيا من نزاع مسلح بين الفرقاء يدعو للقلق لما يشكله من بؤرة أخرى تهدد الأمن والاستقرار، ومن هذا المنبر ندعو إلى ضرورة الإسراع في وقف فوري لأعمال العنف، وإجراء مصالحة وطنية عبر حوار يتم فيه تغليب العقل.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي