المحصلة النهائية في حادث قطار مطروح 41 قتيلا و38 مصابا والشاحنة «سبب الكارثة»
فيما ارتفعت المحصلة النهائية لكارثة قطار مطروح، والتي حدثت مساء أول من أمس في منطقة مزلقان الفوكة بالقرب من منطقة الضبعة الى 41 قتيلا و38 مصابا بعضهم في حالة خطرة بينما أكدت التحقيقات الأولية أن سائق الشاحنة المتهورة هو السبب الرئيسي في الحادث، حيث طاحت شاحنته في الحافلات والسيارات المتوقفة أمام المزلقان لتصبح هدفا واضحا للقطار الذي كان يسير بسرعته العادية، والغريب أنه اختفى من موقع الحادث، أو قد تكون جثته بين الضحايا.
الحادث شهد مواقف عديدة وغريبة، من بينها سيجارة أنقذت سائقا، وهاتف محمول كان «يرن» بشكل مستمر، بينما صاحبته قد فارقت الحياة، ومشادة بين نائب برلماني ووزير الصحة المصري حول سوء حالة مستشفى الضبعة - القريب من موقع الحادث - والذي أكد الوزير أنه سيوليه رعاية خاصة في الفترة المقبلة، كما استنكر البرلمان في بيان له أمس الحادث، وطالب بمحاسبة المقصرين، وشدد على ضرورة تفعيل بنود قانون المرور.
ومن القصص الغريبة في حادث قطار مطروح تدخل القدر لانقاذ سائق السيارة الأجرة صالح يونس جاب الله من العامرية، حيث نزل من السيارة لتدخين سيجارة لحين الانتهاء من مرور القطار، ووقف بجوار السيارة، حيث فوجئ بالشاحنة تدفع السيارات أمامها ووقع الحادث، وهو مذهول مما يراه أمامه.
وكانت الشرطة المصرية في مطروح كلفت ضباطها بمراقبة مخلفات الضحايا وجميع المقتنيات الثمينة مثل الذهب والتلفونات المحمولة التي عثر عليها عقب الحادث وتناثرت وسط الجثث.
نائب مدير مرور مطروح المقدم عادل عبد الرؤوف قال لـ «الراي»: «انه عثر على تلفون محمول ولم ينقطع رنين التلفون وبسؤال المتحدث عن اسم صاحب التلفون أبلغوه أنه خاص بسيدة تدعى ايمان محمد عبد القادر من البحيرة وأنها كانت في رحلة لمرسى مطروح وهي ضمن ركاب الحافلة المحطمة».
وعلى المستشفيات التي استقبلت الضحايا والمصابين توافد المئات من بدو مطروح على بنك الدم للتبرع بالدم لانقاذ حياة المصابين، كما قدم أحد التجار عبايات للسيدات، وجلابيب للمصابين في مستشفى مطروح العام وتقدم البعض الآخر بأكفان لجثامين الضحايا.
القوات المسلحة من جهتها شاركت في انقاذ الضحايا وكلفت الاسعاف الطائر للتحرك لمطار مطروح حيث تم نقل كل من أماني فاروق حسين لاشتباه في كسر بالفقرات العنقية القطنية، كما تم نقل ابنتها منة الله طارق أحمد فهمي مصابة بجرح قطعي بفروة الرأس واشتباه بكسر في الفقرات القطنية.
كما تم نقل صالح عبدالرحمن فرج مصاب بحرج قطعي بالبطن كما تم نقل عبدالله عزت عبدالله مصاب بنزيف داخلي بالبطن ورشح في المخ وانفجار الطحال وحضرت والدته هانم عطية من القاهرة وبكت لوزير الصحة حتى تتمكن من مرافقة نجلها أثناء نقله للقاهرة فوعدها وزير الصحة والسكان بنقلها بالسيارة حيث لايوجد مكان بالطائرة.
كما اشتركت 22 سيارة اسعاف في نقل المصابين والمتوفين الى مستشفيات عدة لزيادة الأعداد فتم تحويل 8 جثامين لمستشفى الضبعة و11 جثمانا للمستشفى العسكري بمطروح و16 لمستشفى مطروح العام.
وكانت المفاجأة بأن 6 عيون بثلاجة مستشفى مطروح العام تعمل و14 «عينا أخرى» معطلة فتم نقل جزء للمستشفى العسكري بمطروح بينما تركت الجثث بمستشفى الضبعة في العراء ما دفع الأهالي لشراء ثلج ووضعه على الجثث حتى لا تتعفن لحين تسلم الأهالي الجثث.
مساعد مدير امن مطروح اللواء عادل رفعت كشف عن أن عدد ركاب القطار لم يتجاوز 65 راكبا فقط، بينما كان ركاب الحافلة رقم 10079 أتوبيس رحلات شرقية 45 راكبا توفي نصفهم وأصيب الباقي.
وقال سائق القطار رقم 655 محمد ابراهيم في أقواله انه عبر المزلقان بسرعته وما ان شاهد تدافع السيارات على القطار في المرآة ووقوع الحادث وانقلاب عربات القطار وقد فوجئت بأن السيارة الأجرة اندفعت أمام الجرار فتم ايقاف الجرار.
وزير الصحة المصري حاتم الجبلي قال: «ان العاملين بمستشفى مطروح العام والاسعاف وأهالي مطروح كان لهم موقف عظيم في المساعدة لانقاذ حياة المصابين وأن مشكلة الثلاجة المعطلة - طالما أنه تم نقل الجثث للمستشفى العسكري - فهذا لم يسبب أي ضرر على الاطلاق».
ومن جهته، أكد وزير النقل المهندس محمد منصور على ان هيئة السكة الحديد قامت بواجبها حيث أغلق المزلقان بالشادوف وتوقفت جميع السيارات أمام المزلقان في انتظار مرور القطار.
وقال: «السبب الرئيسي في هذه الكارثة هو تدافع السيارة النقل وأمامها السيارات الأخرى والأتوبيس ما أدى لانقلاب عربات القطار ورغم ذلك فقد تم رفع مخلفات الحادث من على القضبان واخلاء السكة الحديد والبدء في تشغيل الخط واعادته أمام حركة القطارات بعد مرور 5 ساعات فقط حيث قامت هندسة السكة الحديد باعادة السكة والقضبان لوضعها الطبيعي».
أما وكيل وزارة الصحة في مطروح وقال: «انه تم نقل المصابين لمستشفى الاغاثة برأس الحكمة ومستشفى مطروح العام وتم توزيع جثامين الضحايا على مستشفيات عدة لعدم كفاية ثلاجات الجثث حيث تم نقل 5 جثامين الى ثلاجة مستشفى الضبعة المركزي و20 جثة لمستشفى مرسى مطروح العام».
وأضاف في تصريحات لـ «الراي»: «الجثامين في مستشفى الضبعة هم صافي عطية عباد جمعة من الضبعة ومديح عبد اللطيف سليمان من المنوفية ومحمود عاطف محمود علي من أسيوط والشرطي عيد محمود عبدالجواد من دمنهور وطفلة وطفل».
ومن جهتها، أعلنت الهيئة القومية لسكك حديد مصر عن انتظام رحلاتها بين القاهرة ومرسى مطروح بعد رفع الاشغالات التي نتجت عن سقوط الـ 3 عربات الأولى من القطار رقم 655 الآتي من مطروح الى الضبعة».
رئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر المهندس أشرف سلامة قال: «ان وزير النقل المصري المهندس محمد لطفي منصور توجه الى موقع الحادث وباشر أعمال رفع العربات والاشغالات من على السكة واطمأن الى انتظام الرحلات بين القاهرة ومرسى مطروح».
وأضاف في تصريحات لـ «الراي»: «ان الأوناش التابعة للهيئة قامت بنقل العربات الثلاث التي تضررت من آثار الحادث المروع الذي تباشر النيابة العامة التحقيق فيه حاليا للوقوف على أسبابه»، مؤكدا أن «خسائر هذه العربات المطورة - التي يتم نقلها حاليا لورش كوم أبو راضي قد تجاوزت الـ 2 مليون جنيه مصري».
وأعرب سلامة عن أسفه لوفاة المشرف الأول للقطار رقم 655 أيمن حسن خليفة الذي لقي حتفه فور وقوع الحادث واصابة المشرف الثاني عبدالغني ريحان الذي يتلقى علاجه حاليا في مستشفى رأس الحكمة.
وقد شكلت الهيئة القومية لسكك حديد مصر لجنة فنية للبحث في أسباب الحادث واعداد تقرير داخلي يرفع لوزير النقل كاجراء يتبع فور وقوع أي حادث واستخلاص الدروس المستفادة منه مستقبليا.
فور تشغيل الخط وانتظامه غادر قطار النوم رقم 774 محطة مطروح في منتصف الليل ليصل محطة مصر الساعة 7.30 صباحا متأخرا عن ميعاده المقرر بنحو ساعة ونصف الساعة، وفي نفس الوقت وصل الى محطة مطروح آتيا من القاهرة قطار النوم رقم 773 الساعة 7.30 صباحا دون أي تأخير.
وعلى صعيد قائمة الضحايا أعلن مدير أمن مطروح اللواء علي متولي أسماء المتوفين والمصابين وهم: عبدالوكيل مطاوع هاشم - ليبي، وندى أمجد كمال جمعة من الاسكندرية وسعاد سعيد حمد - ليبية وصفاء أحمد أبو الفتوح من القاهرة ومحمد عاطف محمود من أسيوط وآية أحمد محروس من القاهرة، وعاطف محمود علي من أسيوط وايمان محمود أحمد من الاسكندرية، ومحمد أمجد كمال جمعة من الاسكندرية، ورجب طارق عبدالعظيم من المنوفية، وآيه الله طارق أحمد من القاهرة وايمان مرسي جمعة من الاسكندرية ونرمين حلمي من البحيرة وجميلة السعيد محمد السماحي من البحيرة وتحية أحمد علي من الغربية وجرجس ابراهيم رفائيل من الاسكندرية وعبدالله عزت عبده وجهاد أمجد كمال جمعة ووجيه اسماعيل درويش، وأيمن حسن ابراهيم وحلوة مبروكة فضل - ليبية ومستورة حميدة عبدالغني - ليبية وسعيد شوقي حمد - ليبي ومحمد عادل محمود من دمياط ومحمد طه لبيب وحسن نصر علي من القاهرة ومحمود رزق من دمياط ومحمد بيومي جادالله من المنوفية وصافي عياد وأحمد عاطف محمد من أسيوط ومديح عبداللطيف سليمان من المنوفية وعيد محمود عبدالجواد سليم وشهدعبدالوكيل مطاوع - ليبية وموسى سعيد صوف - ليبي، بالاضافة الى 6 جثث مجهولة الهوية والمصابون بمستشفى مطروح العام هم: ياسر محمد حبشي وعبدالرحمن فوزي عبدالفتاح وأم كلثوم محمد كامل ومحمد محمد الشرقاوي وعبدالله فوزي عبدالفتاح وسحر أبو الفضل وطارق أحمد فهمي ونجوى محمد زكي وصالح عبدالرحمن فرج وفوزي عبدالفتاح ومنة الله طارق أحمد فهمي وعمار ياسر وعزة صبحي بخاطره ومنة الله حسن ناصر وأماني فاروق حسين وحنان السيد عبدالحافظ ومحمد ياسر محمد حبشي وسلمي ياسر محمد حبشي ومحمد محمد حسن وشيماء عاطف محمود ودعاء فوزي عبدالفتاح وشخص مجهول الهوية.
وكان مزلقان فوكة بمحافظة مرسى مطروح قد شهد حادثا مروعا أسفر عن مقتل 41 شخصا واصابة 38 آخرين نتيجة اصطدام 4 سيارات بقطار ركاب مساء أول من أمس.
الحادث حصل على بعد 70 كيلو مترا من مدينة مطروح، حيث كان القطار رقم 655 آتيا من مطروح فى اتجاهه الى الضبعة وقام عامل المزلقان بغلقه وتوقفت السيارات انتظارا لعبور القطار وفجأة اندفعت شاحنة محملة بالرمال آتية من الخلف بعد أن تعطلت فراملها لتصطدم بحافلة ركاب وسيارات أخرى لتندفع جميعا وتصطدم بالقطار الذي كان يعبر المزلقان في هذه اللحظة ما أدى الى تناثر جثث وأشلاء الضحايا وانقلبت 3 عربات للقطار.
أعضاء النيابة ... يسألون المصابين عن أسباب الحادث (خاص الراي)
وزير النقل المصري يصرح قرب موقع الحادث
وزير الصحة أشرف على نقل الجثامين الضحايا والمصابين