هي جمع لمفردة معرفة وهو ما يكتسبه المتعلم من علوم وفنون وآداب أثناء عملية التعليم والتعلم، وكان يطلق على مؤسسة التعليم قديماً دائرة المعارف وما أجمله من زمن، وما أحسنها من أيام.
كان المتعلمون يجدون إلى مدارسهم وعلى صدورهم شارة تشمل شعلة العلم ومدون أسفلها معارف الكويت، والكل يجد إلى مدرسته صباحاً ومساءً، والمدرسة هي التي يقضي فيها التلاميذ جل وقتهم، ويكون فيها النظام قوياً والملاحظة شاملة ودقيقة وأولياء الأمورعلى محدودية ما يملكون من ثقافة كانوا هم المساعدين للمدرسة ويستمعون إلى رأي المربين ويعملون على تطبيق ما تصدره المدرسة من توجيه، وأتت الأيام وتوالت السنون وتطور الزمن وكثرت المدارس وتنوعت طرق التعليم والتعلم وتباينت مستلزمات التعليم وتقنياته وأساليبه وأخذت العناية تزداد بالمعلم وبيئة التعليم والمناهج الدراسية وجميع المربين والمشتغلين في المجال التربوي يهتمون بالتلميذ ويعملون على إيجاد السبل التي تعمل على تذليل الصعوبات والعقبات في سبيله، ويفكرون تفكيراً شديداً في ايجاد المناخ التربوي المناسب..ولكن هل نجد هذه الأفكار التربوية في يومنا الحاضر في الوسط الذي كانت المعارف فيه من أحسن مؤسسات التعليم في ذلك الوقت على نطاق المنطقة بأسرها.
نجد أفكارا متضاربة كلما أصدرت وزارة التربية قراراً ألغته بقرار آخر فها هي تطبق قرار الوزن النسبي للمرحلة الثانوية، وما أدى هذا القرار من أذى على نفوس الطلاب والطالبات وجعلهم يفكرون في مضامين القرار أكثر من جدهم في التحصيل ويفكرون في مصيرهم ومستقبلهم ووجود مقاعد لهم في الجامعة أكثر مما يفكرون في كيفية الحصول على الحقائق والمعلومات والأفكار من معلميهم.
فعسى ألا يكون إصدار هذا القرار هو الحد من قبول الطلاب في الجامعة وعسى أن يكون إلغاء هذا القرار للدراسة وأن تكون الدراسة المتضمنة له هي لصالح التلميذ وأكثر ما تتوق إليه عملية التعليم هو إيجاد بيئة للمتعلم فلو كان التفكير في إنجاز بيئة التعليم وتطورها وفتح مزيد من المدارس وعدم تعطيل إنشاء الجامعات وترك بعض المدارس الآيلة للسقوط في منطقة الرميثية وغيرها من المناطق لسنوات عديدة دون شحذ الهمم من أجل بيئة صالحة للتعليم وتعذيب التلاميذ وأولياء أمورهم ونقلهم إلى مدارس أخرى.
والسؤال هل نحن لا نمتلك الأفكار أو العقول التي تعمل على التطور والنهوض بمستوى الأبناء والاهتمام بالأجيال؟ أم لا نمتلك الميزانية التي تعمل على البناء والتشييد والتعمير؟ أم لدينا اهتمامات أخرى هي بعيدة عن هذين الاهتمامين؟
ألا ترصد الميزانية المليونية للأعمال الممتازة في وزارة التربية، ألم ترصد الكوادر الخاصة بالمعلم، فأين نحن من التميز؟
فهل التميز بالاعتصامات في بعض الأحيان أو الاحتجاج على اللوائح والنظم في أوقات أخرى؟
لابد أن ينهض الجميع من أجل التطور في البيئة المدرسية وبالمعلم وبمستلزماته وطرقه وأساليبه والتقنيات المصاحبة للعملية التعليمية وبمناهج التعليم وبالكتب المدرسية حتى نكون كما كنا بل أحسن لأن الأمم تتقدم والأفكار تتطور والعقول تتحرك والمبدع والمجتهد لابد وأن يأخذ مكانه ليسهم في عملية التطور لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فعلينا بالمجتهدين الأذكياء ولا نحمل الطالب أكثر من طاقته فنكدس عليه الحقائق بزيادة مقررات وحشو للمعلومات ونحن نفتقد إلى أبسط مستلزمات التعليم.
عجيب أن نقرأ أخيراً بأن مجموعة من الموجهين في مجال الإعاقة في مدارس التربية الخاصة نقلت تبعيتهم إلى التعليم الخاص ويقولون بأنهم من موجهي الإعاقة وانهم يتبعون المكتب الفني بمدارس التربية الخاصة.
فهل في التنظيم الهيكلي لمدارس التربية الخاصة مجال للمكتب الفني؟ ومن يرأسه؟ ومن هم أعضاؤه؟ والله لست أدري؟!
أمواج عالية ورياح عاتية عسى الله يسلم أبناء هذه الديرة الحبيبة من آثارها.
عزيزي القارئ ودعت الأسرة التربوية في الأسبوع الماضي أستاذة كريمة هي فاطمة يعقوب كراشي، مربية فاضلة في مجال متلازمة داون بذلت جهوداً مخلصة في هذا المجال، وعملت على تربية وتنشئة وتعليم وتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة وأبلت في هذا المضمار بلاءً حسناً فجزاها الله عما عملت الجزاء الجميل.
اللهم بارك لأم مصطفى في حلول دار البلاء، وطول المقامة بين أطباق الثرى واجعل القبر بعد فراق الدنيا خير منزل لها واخلف على أمها وأبيها وزوجها وأبنائها وأهلها الصبر والسلوان إنك ولي ذلك والقادر عليه.
هو الموت فاختر ما على لك ذكره
فلن يمت الإنسان ما حيى الذكر
«إنا لله وإنا إليه راجعون»