فنانون وإعلاميون أكدوا أنها ستظل مصدراً للفرح والحياة

هكذا يصحو لبنان من دون... «الشحرورة» !

تصغير
تكبير
• تواصل الإشاعات حولها يؤكّد بقاء الصبوحة ... رغم الرحيل!

• رغم وصيتها بعدم الحزن لفراقها ... قلوب عشّاقها يعتصرها الألم

• الإشاعات لم تقتصر على «الشحرورة» ... بل لاحقت ابنتها الوحيدة هويدا وأقارب وفنانين

لبلبة: شاركتها فيلم «يا ظالمني» وأنا في الثامنة ... ومن يومها تبادلنا المحبة

جوزف غريب: لماذا لا يتركون صباح ترتاح بسلام؟

جوزف أيوب: صبوحتي ... لوين رايحة... ما تروحي ضلّك هون !

سميرة بارودي: ستبقَين في ضميرنا وضمير الوطن وجمهورك

ورد الخال: لبنان ينقصه شيء من دون صباح

مادونا: كانت أيقونة الفن وملكة الأناقة ... ومثَلاً للكرم والمحبة
كأنها لم تودِّع عالمنا قبل نحو أسبوعين!

... إنها «الشحرورة» التي تأبى الاعتراف بالغياب!


حاضرةٌ هي على الرغم من الرحيل، إذ لم تنقطع أخبارها عن التداول الإعلامي، و»حكاوي» الناس وأهل الفن...

كأنما لتؤكد من جديد أنها ستظل الحدَث والحديث في وفاتها، كما كانت في حياتها.

صباح التي أعلن رئيس بلدية ضيعتها «بدادون»، خلال مراسم تشييعها، أن لجنة تنظيم كتاب الأرقام القياسية أبلغوه أن «الأسطورة» ستدخل موسوعة غينيس كأول فنانة أعطت للفن لامتلاكها أكثر من 4000 أغنية و85 فيلماَ و27 مسرحية وعشرات آلاف المقابلات التلفزيونية والإذاعية، ولم تطلب أي شيء لها، تَقرّر أيضاً إقامة متحف لها في مسقط رأسها على أن يبصر النور خلال سنة بالتعاون مع أهل البلدة كتكريم لمسيرتها الفنية.

ولكن الأمر المؤسف أن الإشاعات لاتزال «تطارد» الصبوحة حتى وهي في قبرها، وتنغّص عليها «رقادها» بسلام في مثواها الأخير، بعدما كثرت الأقاويل التي تطالها كما وحيدتها هويدا التي غابت عن مراسم تشييع والدتها لأسباب أكدت ابنة شقيقة الشحرورة كلودا عقل أنها تعود إلى حالتها النفسية المنهارة بعدما عرفت بوفاة والدتها.

كما شدد المزين جوزف غريب الذي رافق الصبوحة حتى الرمق الأخير، على الأمر نفسه حيال سبب غياب هويدا عن جنازة أمها، حين قال: « لماذا لا يتركون صباح ترتاح بسلام ويتقبلون الحقيقة كما هي؟ ما يحصل معيب جداً ويجب أن يتوقفوا عن تداول أخبار هويدا بهذه الطريقة «.

هويدا التي تعيش في أميركا منذ أعوام طويلة، أثار غيابها عن وداع أمها الكثير من البلبلة، فثمة إشاعات أشارت إلى أنها «لا تملك المال للسفر إلى لبنان للمشاركة في مراسم الصلاة على راحة نفس والدتها»، بينما تحدثت إشاعات أخرى عن «أن هناك خلافات كبيرة بين الأم وابنتها»، في حين أن هناك مَن أشار إلى «علاج هويدا في أحد المراكز المتخصصة»... وإشاعات وإشاعات وإشاعات.

وبدا من المستهجن أن يأبى البعض تصديق خبر انهيار هويدا، ومن المستهجن أيضاً ألا يأتي أحد على سيرة ابنها الدكتور صباح الذي حضر من أميركا لوداع والدته التي يحمل اسمها، ولا شك في أن الأيام المقبلة ستثبت حقيقة كل شيء، وعندها يجد الناس تفسيرات لعلامات استفهام تدور في عقولهم، ويصرون على أن تكون الإجابات عنها وفق ما ينسجم مع اقتناعاتهم، وليس مع الحقيقة أو الواقع.

حتى غياب السيدة فيروز عن مأتم صباح أثار بدوره الكثير من التكهنات، مع أنه يُعرف عن «سفيرة لبنان إلى النجوم» أنها تفضّل الابتعاد عن الإعلام. وفيروز التي اكتفت بإرسال إكليل من الورد مع عبارة « شمسك ما بتغيب»، لم تسلم من الانتقادات، وهناك مَن اعتبر أنها تعاملت بغرور مع موت صباح، وذلك من خلال «تغريدات» لاذعة أطلقوها عبر «تويتر». فالبعض كتب: «للأسف مع كل الموهبة والإبداع اللذين تتمتع بهما فيروز، لكنها لم ولن تكون إنسانة اجتماعية تتفاعل مع الناس عن قرب»، وآخر غرّد: «لا شك أنك عظيمة يا ست فيروز، لكن لو حضرتِ الدفن كان أفضل بكثير، التواضع من شيم الكبار». وهناك من علّق قائلا: «كان لازم تحضر ما في حدا أكبر من الموت.. ومع ذلك عظيمة أنتِ يا سيدتي»، والبعض الآخر رأى «إيه... اوعي تنزلي من عليائك»، فيما اعتبر أحدهم أنه كان على فيروز أن «ترتّل في جنازة الصبوحة».

في سياق الحدث، وبُعيد وفاتها مباشرة سرت إشاعة عن قيام إحدى الفنانات بالتكفّل بمصاريف جنازة الصبوحة، وهو ما نفاه مصدر قريب من العائلة، كما تم نفي الخبر الذي عكسته صورة تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي وقيل إنها لقبر صباح بعدما تبيّن أن عمر الصورة أعوام ولا تمتّ بأي صلة للصبوحة، هذا عدا الصورة التي جرى تداولها، والتي قيل إنها جثمان صباح، والتي تبيّن أنها انتشرت قبل يومين من وفاتها.

مقابل كل ذلك، كان لصباح رصيد مميز على المستويين الفني والإنساني في نفوس كل مَن عرفها أو تعامل معها، وقد تحدّث العديد منهم إلى «الراي»:

الفنانة جورجيت صايغ لم تستوعب حتى الآن أن صباح رحلت، وقالت: «للوهلة الأولى عندما سمعتُ بخبر وفاتها تمنيتُ أن يكون مجرد إشاعة من الإشاعات التي لاحقتها في الأعوام الأخيرة. أنا لا يمكن أن أتخيل لبنان من دون صباح... أتمنى أن يكون مثواها الجنة».

الممثلة المصرية إلهام شاهين قالت: «يجب أن يظل الفنانون في وجداننا ولا ننساهم، بعدما يبتعدون عن الأضواء أو يرحلون، بل يجب أن نعطيهم المحبة التي أراها اليوم في عيون الناس وهم على قيد الحياة كي يفرحوا بها».

الفنانة لبلبة قالت إن صباح لم تكن ترغب في أن يحزن أحد عليها، وتابعت: «لكن رغماً عنا حزننا كبير. علاقتي بصباح طويلة، وأنا شاركتُ في فيلمها «يا ظالمني» عندما كنت في سن الثامنة، ومن يومها بدأ حبي لها، وهي بادلتني الحب بحب، وأنا أشعر اليوم بأنني فقدت أمي الثانية».

جورج ابن الراحل وديع الصافي استعاد ذكرى وفاة والده وقال: «الغصة مازالت موجودة. صباح عاشت صباح وماتت صباح. هي عاشت فرحة للذين يحيطون بها والذين يحبونها لأنها كانت تحلّ الفرح في أي مكان توجد فيه مع أنها كانت تعيش المآسي في الكثير من الأوقات».

الفنانة سميرة بارودي توجّهت إلى صباح بالكلام قائلة: «ستبقين في ضميرنا وضمير الوطن وجمهورك. أنتِ تركت لنا إرثا كبيراً جداً، لن ننساه، وعلى الدولة أن تقيم متحفاً خاصاً بالفنانين والمبدعين الذين أغنوا الوطن وتركوا إبداعات وجعلوا الناس يحبون لبنان».

الشاعر نزار فرنسيس قال للراحلة الكبيرة شعراً من وحي أغنيتها «ألو بيروت»، ونظم الأبيات التالية: «ألو بيروت من فضلك يا عينيي، عطيني بيروت عجلّ بالخط شوي. غابت صباح بدّي بلادي عزيها وامسح دمعات أَرزتنا اللبنانية».

عمر محيو قال لـ صباح: «لا تزالين موجودة بيننا، ولن ترحلي أبداً. للوهلة الأولى اعتقدنا أنها رحلت، ولكن عندما شاهدنا العرس الذي خصص للاحتفاء بها، نتأكد أنها لاتزال موجودة».

الفنانة «مادونا» قالت عن صباح: «كانت كلها تفاؤلا، وهي كانت مثلي الأعلى، مثَل الأخلاق والكرم والمحبة والأمل والعطاء. صباح أيقونة الفن وملكة الأناقة، صباح كانت المدرسة التي تعلّمتُ منها كيف أحبّ وكيف أتأنق وكيف أطلّ على الناس. كانت ضحكتها لا تفارق وجهها على رغم كل التعاسة التي رافقتها».

الممثلة ورد الخال قالت عن صباح: «لبنان ينقصه شيء ما من دون صباح، ونحن شاركنا يوم جنازتها في حفل وليس مأتم. كنا في احتفالية كبيرة كما كانت تحب، وأتمنى على الأجيال أن تعرف كيف تقدّر قيمتها، وكذلك اللبنانيون بكل أطيافهم، لأن ظروفنا صعبة، وفنانة مثل صباح كانت تعطي الكثير لوطنها ورفعت اسمه عالياً وأوصلته إلى أبعد مكان في العالم».

«جاكلين» وصفت صباح بـ «الشمس التي يشع بريقها على كل من يحيط بها»، وأضافت: «صباح كانت تقدم لي النصيحة دائما وطلبت مني أن أترك الفن، وقالت لي: (شو بدك بالمعمعة، بما إن ابنك يعاملك معاملة جيدة، لأن الأجواء صارت كلها دفع). وبعد مرضها لم أشاهدها أبداً، بل كنت أتابع أخبارها عبر جوزف غريّب، لأنني لم أكن أتحمل رؤيتها في فندق وحدها بعدما كنتُ أعرفها في عزها وجمالها وطلتها».

عازف المجوز جوزف أيوب قال: «باي باي صبوحتي لوين رايحة. ما تروحي ضلّك هون. صباح لن تموت. أنا اشتغلت معها 40 عاماً ومع وديع الصافي ونصري شمس الدين وسميرة توفيق وفيروز. بالأمس اتصلتُ بفيروز وهي قدمت لي التعزية بصباح».

الإعلامي نيشان قال لصباح: «عندما يكون المذكور إنسانا اسمه صباح، لا تكون المناسبة حزينة، بل يطغى عليها الفرح. أريد أن أترحّم عليها، والله يرحم الصبوحة. نحن نخسر كبارنا، وكلما تضاءل عددهم تضاءل لبنان أكثر. وأنا خائف على الجيل الجديد أن يكبر من دون كبار. جيلي يشعر بالسعادة لأنه عايش صباح وشاهدناها وسمعنا صوتها ونفسَها ونصيحتها، لكن هناك جيل بأكمله لا يوجد عنده idol لأنهم رحلوا جميعاَ. وفي هذه المناسبة أريد أن أقول لفيروز: نحن نحبك، وأنتِ تعرفين كم نحبك، ولكن اليوم تضاعف حبنا لك لأنك من الكبيرات. وسميرة توفيق نحبك كثيراً وكذلك ملحم بركات وماجدة الرومي. غالبية الكبار رحلوا وأطال الله في أعمار الموجودين، والله يرحم صباح، ونحن سنتذكرها بابتسامة عريضة دائماً».

الفنانة ميشلين خليفة رأت «أن صباح أكبر رمز من رموز لبنان الفنية، هي رمز الفن الجميل والفرح والتواضع والصوت الرائع الذي لا يتكرر. سأستمر في البكاء على وديع الصافي وصباح حتى مماتي، لأننا تعلّمنا منهما الكثير، وهما مدرستان للأجيال المقبلة. هما لم يموتا، والحمد لله هما عاشا حياتهما «بالطول والعرض» وبسعادة وفرح وكرامة. هما رحلا جسداً ولكنهما سيبقيان مدرسة لكل الفنانين». وعن الفنانة التي ترى فيها خليفة لصباح، ردت خليفة: «ما في حدا بيخلف حدا». كل الأصوات الموجودة على الساحة جميلة، وكل فنان لديه ميزة ولكن لا يمكن لفنان أن يخلف آخر».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي