صنّاع الدراما رفضوها ووصفوها بـ «التيك آواي»

«المسلسلات الطويلة» ... تقليد رديء لـ «التركية» و«المكسيكية»

تصغير
تكبير
• محفوظ عبدالرحمن: دراما هذه الأعمال بعيدة عن الفن

• الحناوي: تناسب أكثر «الست كوم» وتحتاج لكتّاب من نوع خاص

• محمد فاضل: اختفاء الأفكار الملحمية وراء فشلها

• وليد يوسف: المط والتطويل أسباب عدم نجاحها

• بشير الديك: تفتقد الحبكة ومن الظلم مقارنتها بـ «الحلمية» و«رأفت الهجان»
انتقد صناع الدراما، موضة المسلسلات الطويلة التي تتعدى 60 و90 حلقة، والتي أصبحت ظاهرة، معتبرين أنها تقليد أعمى للمسلسلات التركية والمكسيكية، ولافتين إلى إن القائمين على هذه الأعمال اهتموا بالصورة على حساب النص.

وأرجع صناع الدراما لـ «الراي» سبب فشل معظم هذه الأعمال، إلى بحث المنتجين عن المكسب المادي بغض النظر عن أي شيء آخر، رافضين مقارنة هذه الموجة مع أعمال خلدت في تاريخ الدراما العربية وإنجازات إلى الكلاسيكيات، مثل «ليالي الحلمية» و«السيرة الهلالية» و«رأفت الهجان» وغيرها.

المخرج محمد فاضل صاحب أشهر مسلسلات الأجزاء وأبرزها «أبوالعلا البشري» و«عادات وتقاليد» رفض اعتبار ان المسلسلات الطويلة التي انتشرت وأصبحت موضة الفضائيات مسلسلات من الأساس، واصفا إياها بأنها مجرد مادة تقدم لملء المساحات الإعلانية، ولا يمكن مقارنتها بأعمال مثل «ليالي الحلمية» و«رأفت الهجان» و«السيرة الهلالية»، فهذه الأعمال كتابها أخذوا سنوات وسنوات حتى يكتبوها، وخرج منها أجيال ورصدت مراحل تاريخية طويلة مرت بها مصر.

وقال: «هذا يتيح للمؤلف فرصة أن يكون لديه تنوع ووفرة للأحداث على عكس المسلسلات التي تقدم الآن، مؤلفوها يكتبونها في أيام وشهور وهذا ما يجعلهم «يسلقونها». ورأى فاضل، أنه من الصعب أن يخوض هذه التجربة الآن، كاشفا عن أن هناك عدداً من المسلسلات التي قدمها ونجحت مع الجمهور، عرض عليه أنه يقدم منها أجزاء لكنه رفض حفاظا على نجاحها، مثل «الرايا البيضا» و«أحلام الفتى الطائر»، وغيرهما.

من جانبه، أشار المخرج مجدي أبوعميرة صاحب «المال والبنون» و«السيرة الهلالية»، إلى أنه ضد تجربة مسلسلات الأجزاء لأنها تستثمر نجاح الجزء الأول مع الجمهور، مشيرا إلى أن هناك مسلسلات لم يكن مخططا لها تقديم أجزاء منها، ولكن صناعها قرروا تقديم أكثر من جزء منها لمجرد أنها نجحت مع الجمهور.

وأشار إلى أن هذا جعله لا يكرر تقديم هذه النوعية من الأعمال، خاصة أن هناك الكثير من الفنانين يحاولون الضغط على المخرج والمنتج، ويشترطون زيادة أجورهم ووضع أسمائهم بترتيب معين على التتر، حتى يشاركوا في الأجزاء الجديدة وهذا حدث في الكثير من المسلسلات، معتبرا أن هذا يظلم الجمهور.

بدوره، رأى السيناريست محفوظ عبدالرحمن أن كل موضوع يحدد عدد حلقاته، فهناك فكرة تصلح لعمل سهرة وأخرى لمسلسل 30 حلقة، وموضوع يتحمل أن نقدمه على أجزاء، لكن ما يحدث الآن عكس ذلك،حيث يتم اختيار المسلسل وأبطاله قبل اختيار الفكرة، مضيفا أن الموضوع تجاري بحت، والمنتج يريد أن يكسب قبل أن يقدم شيئا ممتعا للجمهور، فالمسلسل الطويل يبيعه للفضائيات بسعر مسلسلين، وفي نفس الوقت يصرف ميزانية مسلسل 30 حلقة على مسلسل 90 حلقة، وفي رأيه أن الدراما التي تقدمها هذه المسلسلات، أصبحت بعيدة تماما عن الفن.

وأضاف: «المفروض أن التلفزيون يربي وجدان الناس ويحسن من أخلاقهم وللأسف الشديد هذا لا يحدث»، مشيرا إلى أن الدراما بشكل عام، خاصة المسلسلات الطويلة أصبحت تمثل خطورة شديدة على المجتمع، بسبب استيرادها لعادات وتقاليد غريبة على مجتمعنا، من البلاد التي تقدم فيها هذه الأعمال، وقال: «رغم اعتراضي على وجود الرقابة التي كان لي معها جولات، بسبب رفضها لأعمالي، فإنني أطالبها أن تقوم بدورها ووقف المهازل التي تحدث على الشاشة، من ألفاظ وعلاقات محرمة وخمور ومشاهد جنسية صريحة، في الوقت الذي كان التليفزيون المصري يحذف كلمة طلاق من أي عمل يعرض فيه، فماذا حدث لنا».

وأرجع السيناريست بشير الديك أسباب عدم نجاح مسلسلات الأجزاء الآن، إلى عدم وجود حبكة درامية تشد الجمهور، فهي أعمال ترصد الحياة اليومية الموجودة في أميركا وأوروبا وانتقلت بعد ذلك لتركيا، وهي أعمال خالية من أي مضمون أو رسالة يعمل عليها ورشة كتابة لذلك يعتبرها ليس لها علاقة بالفن.

وأشار إلى أن مسلسلات الأجزاء القديمة أمثال: «ليالي الحلمية» و«الشهد والدموع» و«أبوالعلا البشري»، كان بها قضية وفكرة يشتغل المؤلف عليها طول الوقت، فأسامة أنور عكاشة مثلا قدم تاريخ الحركة الوطنية في مصر في مسلسله «ليالي الحلمية»، واختار 3 شخصيات هو الباشا الإقطاعي رجل الصناعة المتمثل في سليم البدري، والعمدة الذي يمثل الفلاحين ويتصارعان طوال الأحداث حول نازك السلحدار وهي مصر، وهذا جعل المشاهدين يعيشون مع الأحداث ولا يملون منها، لأن هناك أجيالا يتناولها المسلسل بجانب أن المسلسل بأجزائه الخمسة كتب في 10 سنوات أو أكثر.

وقال: بالتالي من الظلم أن نقارن بين هذا العمل العملاق وبين مسلسلات هذه الأيام وإلا ستكون المقارنة ظالمة، لذلك أرى أن هذه النوعية من الأعمال تحتاج لمؤلفين من نوع خاص تكون لديهم القدرة أن يكتبوا عملاً طويلاً دون أن يصيبوا الجمهور بملل.

بدوره رأى السيناريست وليد يوسف أن هذه النوعية من الأعمال مرهقة جدا وتأخذ وقتاً طويلاً في التحضير والكتابة وأعطى مثالاً بمسلسل «الدالي» الذي قدمه على 3 أجزاء.

وقال: «هذا المسلسل استغرق 4 سنوات في كتابته وهذا ما جعلني أتراجع عن خوض التجربة مرة أخرى في الوقت الحاضر».

وبرر أسباب عدم نجاح الكثير من المسلسلات الطويلة التي انتشرت في الآونة الأخيرة بالمط والتطويل الموجود في هذه الأحداث.

وأضاف: «المشاهد من الممكن أن يترك المسلسل 10 حلقات ويعود فلا يجد جديدا بجانب أن الناس لم يعد لديها وقت تتابع 120 حلقة، لذلك أعتقد أنها موضة لن تستمر طويلا».

أما الكاتب محمد الحناوي فرأى أن صناع الأعمال الطويلة يهتمون بالمشروع ذاته أكثر من اهتمامهم بتفاصيله خاصة المنتج الذي يلجأ لتخفيض التكاليف في كل شيء، حيث يختار مخرجاً وأبطالاً أجورهم صغيرة بغض النظر هل سينجحون أم لا، وهذا يؤثر على نجاح العمل بجانب أن عصب المسلسل وهو النص ضعيف.

وأضاف الحناوي: «المسلسلات الأجزاء تناسب أكثر الست كوم خاصة في ظل اختفاء الأعمال الملحمية وكتابها، فلو نظرنا للأعمال التركية الناجحة مثل (حريم السلطان) و(العشق الممنوع) و(فاطمة) كان هناك نص قوي وصورة حلوة وهذا جعلها تحقق نجاحاً كبيراً لكن في مصر اهتموا بالصورة على حساب النص».

وأشار إلى أنه رفض الكثير من العروض لكتابة مسلسل 60 حلقة لأنه لابد أن يكون هناك الفكرة التي تحتمل أحداثها 60 و90 حلقة وإلا الجمهور سينصرف عنها.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي