عمر الطبطبائي / من بين الآراء:

خمسة حروف

تصغير
تكبير
بعد ما بلغ الأنين مداه، وفتتت صرخات جراحه اصرار ما تبقى من أمل، سائلا من بيده لملمة ما تبقى من أشلاء جسد هذا الوطن جراء ما نشهده من فوضى عارمة وفراغ خطير وتشتت وضياع في كل زاوية من زوايا ما تبقى من هذا الوطن.

بعدما كنا أصحاب الريادة في التنمية وتصديرها بروح الابداع لكل الدول المجاورة... أصبحنا نستورد أفكارها لنملأ بها مخيلة المواطن فقط!


بعدما كانت لدينا بداية ديموقراطية لبناء مجتمع حر... أصبحت مع سبق الاصرار والترصد شعارا يمارس من خلاله الدكتاتورية.

بعدما كانت لدينا نخب سياسية تحاول جاهدة ان تغرس القيم وتقبل الآراء المختلفة... أصبحت تتسارع وتتسابق في تبني لغة الحوار الهابطة.

بعدما كانت للغة و للفن والأدب الكويتي هامة نتفاخر بها امام العالم... أصبحت السخرية وقلة الادب اليوم لها علامة!

بعدما كان لدينا مبدأ الدفاع عن القضية وتقديرها... صار همنا الدفاع عن الشخوص و تقديسهم.

بعدما كان همنا الوحيد بقاء الوطن... أصبح لدينا مفهوك راسخ كم يعطينا الوطن ومتى موعد مغادرته!

بعدما كانت لدينا رياضة نرفع بها في كل بلد راية الوطن... أصبح مرمانا بوابة من دون تذكرة دخول لكل مستحدث جديد يمارس من خلالنا التدريب.

بعدما كان الابداع يستقبل بالدعم... أصبح اليوم يحمل على الاكتاف ميتا قبل ان يرى النور!

بعدما تميزنا بمرافق الصحة على مستوى المنطقة... توقفنا حتى أصبحت مرتعا تتكاثر به الامراض ومن قبلها الاخطاء!

بعدما كان لدينا تعليم وما ادراك ما كان لدينا من نبراس في المستوى التعليمي... أصبحنا نلهم الآخرين بتميزنا بتردي التعليم بل وأصبحنا للجهل والتخلف داعمين!

بعدما كنا مثالا يحتذى به بمفهوم الاحتواء.. أصبح شغلنا الشاغل الإقصاء.

وبعدما كان الوطن يحتضن شعبا وكان الشعب ينبض وطنا كنا نتربع على عرش الانجازات!

ما نطلبه ليس بجديد وانما يحتاج الى همة عالية تخرجنا من مستنقع اليأس لتبلغ العنان وتناطح السحاب...

كل ما نحتاجه خمسة حروف كل منها يبني جيلاً يساهم في نقل المجتمع من القاع ليؤسس وطن حقيقي يحترم من الجميع... كل ما نحتاجه هي الحروف التالية... «ث ق ا ف ة» !!...

د ا ئ ر ة م ر ب ع ة:

«فما يرتجى النبل من النفس الوضيعة»... د. مانع سعيد العتيبة!!

Tabtabaee@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي