نسمات
مديرو المدارس هم سبب مشاكلنا !
ارسل لي الاستاذ الفاضل جمعة العبيدي رسالة مهمة تتعلق بإصلاح التعليم في الكويت، والاستاذ جمعة هو من مدرسي المرحلة الثانوية وقد كان مديرا لإحدى المدارس الثانوية، انشرها كما وصلت:
«الأخ ابو المنذر المحترم تحية طيبة وبعد، قرأت لك مقالة ذكرت بها بأن معالي وزير التربية وزير التعليم العالي د. بدر العيسى جاد في اصلاح التعليم من خلال اصلاح المناهج، انا اود ان اوضح بأن مشاكل المدارس ليس لها علاقة بالمناهج وان كان هناك علاقة بين المشاكل التي تعاني منها مخرجات المدارس والمناهج فهي لا تذكر كحل. وزارة التربية هي التي تشرع اللوائح والقوانين التي تضبط العملية التعليمية. المسؤولون عن تطبيق هذه اللوائح والقوانين هم مديرو المدارس، ان المشاكل التي تعاني منها مدارس وزارة التربية (التأخير عن الدوام، التهرب من الحصص، الاعتداءات بين الطلبة او على الهيئة التعليمية، التدخين وخلافه، الغش اثناء الامتحانات، الغياب قبل او بعد الاعياد والمناسبات الرسمية، الخروج من المدرسة بعد الامتحانات الدورية بحجة حق ولي الامر ان يأخذ ابنه في اي وقت يشاء)، كلها بسبب تراخي مديري المدارس، اقرت وزارة التربية اللوائح التالية لعلاج جميع الظواهر السلوكية السلبية (لائحة النظام المدرسي، لائحة الغياب، لائحة الغش) وأتحدى ان يكون عشرون في المئة من مديري المدارس ملمين او مطلعين على هذه اللوائح، ان مشاكل مدارس وزارة التربية مرتبطة ارتباطا وثيقا بمدراء المدارس الذين معظمهم يديرون مدارسهم بلوائح «الفهلوة»! سنة 2000 كانت استراليا تعاني من عدم توافر مديري مدارس ثانوية لأن مدير المدرسة لا يترقى لهذا المنصب بسبب طول الفترة التي تشترطها الحكومة للبقاء في المهنة، ما كان من الحكومة الاسترالية الا ان لجأت الى اختيار المديرين عن طريق نشر اعلانات بالصحف توضح المشاكل التي تعاني منها المدرسة ويتم مقابلة المرشحين الذين تنطبق عليهم الشروط الموضوعة حيث يطرحون حلولا لمشاكل المدرسة ويتم اختيار الافضل لحل مشاكل هذه المدرسة.
ان مشاكل المدارس بالكويت يكمن حلها بيد مديري المدارس وليس وزارة التربية.
اذكر بأن احد المديرين المساعدين بإحدى المدارس الثانوية مر على جميع فصول المدرسة وهددهم بأنه سيتم استدعاء اولياء امور الطلبة الذين سيتغيبون عن الدوام قبل عطلة العيد الوطني وعندما جاء اليوم الموعود تغيب 250 طالبا، ذهب المدير المساعد لمدير المدرسة وابلغه بعدد الطلبة المتغيبين، رد عليه مدير المدرسة: يجب عليك استدعاء جميع اولياء امور الطلبة المتغيبين بحسب برنامج يتم على مدى ايام، تم استدعاء اولياء الامور (اثنين من كل صف) ثم يبلغ ولي الامر بمساوئ تغيب ابنه ويؤخذ عليه تعهد بعدم السماح لابنه بالغياب وبذلك انتهت تلك الظاهرة من مدرسته.
مشاكل مدارس وزارة التربية وجميع السلبيات الموجودة فيها يجب ان يقوم مديرو المدارس بحلها واستخدام اللوائح التي اقرتها الوزارة لحل الظواهر السلوكية السلبية بمدارسهم وعليهم ان يدركوا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم والامانة التي يحملونها تجاه وطنهم والمجتمع».
جمعة العبيدي
اشكر للاستاذ جمعة رسالته، وأوافقه بأن مشكلة التعليم في الكويت لا تنحصر في المناهج، وها نحن قد قمنا خلال الاربعين سنة الماضية بتغييرات جذرية في المناهج ولكن اوضاعنا تزداد سوءا!
لا شك ان الادارة المدرسية تتحمل الجزء الاكبر من المسؤولية، وتصلنا اخبار مدارس تشجع طلبتها على الغياب، ومدارس ينتشر فيها جميع انواع المنكرات من التدخين الى المسكرات الى المخدرات، ومدارس تلغي نصف المناهج ولا تدرس إلا جزءا منها، وهكذا!
وأخالف الاستاذ جمعة بأن مديري المدارس يستطيعون تحقيق الاصلاح المطلوب وحدهم، بل لا بد من مساندة الادارات التربوية العليا للمديرين واعطائهم الصلاحية، ولا بد من منع تدخل اولياء امور الطلبة في توجيه المدارس والضغط عليها او كسر لوائحها، ولا بد من بث الوعي بين الناس بأهمية التعليم وضرورة احترام المدرسين والنظام الدراسي.
اوافق الاستاذ جمعة بأننا بحاجة الى بث اعلانات في الصحف لاستجلاب مديري مدارس اكفاء.
وداعا للربيع العربي !
يحكى ان ونستون تشيرشل رئيس الوزراء البريطاني الاسبق سأل قياداته بعد الحرب العالمية الثانية، وقد حصل دمار كبير في بلاده: كيف حال الاوضاع الاقتصادية في بريطانيا، فقالوا: سيئة جدا! ثم سأل عن الاحوال الاجتماعية فأجابوا بنفس الاجابة، ثم سأل عن القضاء في بريطانيا فقالوا بأنه بخير، فقال: اذاً بريطانيا بخير!
وبحسب مفهوم المخالفة فإن فساد القضاء بل وانهياره في اي بلد هو ايذان بانهيار ذلك البلد، عسى الله تعالى ان يلطف بنا!
د. وائل الحساوي
[email protected]
«الأخ ابو المنذر المحترم تحية طيبة وبعد، قرأت لك مقالة ذكرت بها بأن معالي وزير التربية وزير التعليم العالي د. بدر العيسى جاد في اصلاح التعليم من خلال اصلاح المناهج، انا اود ان اوضح بأن مشاكل المدارس ليس لها علاقة بالمناهج وان كان هناك علاقة بين المشاكل التي تعاني منها مخرجات المدارس والمناهج فهي لا تذكر كحل. وزارة التربية هي التي تشرع اللوائح والقوانين التي تضبط العملية التعليمية. المسؤولون عن تطبيق هذه اللوائح والقوانين هم مديرو المدارس، ان المشاكل التي تعاني منها مدارس وزارة التربية (التأخير عن الدوام، التهرب من الحصص، الاعتداءات بين الطلبة او على الهيئة التعليمية، التدخين وخلافه، الغش اثناء الامتحانات، الغياب قبل او بعد الاعياد والمناسبات الرسمية، الخروج من المدرسة بعد الامتحانات الدورية بحجة حق ولي الامر ان يأخذ ابنه في اي وقت يشاء)، كلها بسبب تراخي مديري المدارس، اقرت وزارة التربية اللوائح التالية لعلاج جميع الظواهر السلوكية السلبية (لائحة النظام المدرسي، لائحة الغياب، لائحة الغش) وأتحدى ان يكون عشرون في المئة من مديري المدارس ملمين او مطلعين على هذه اللوائح، ان مشاكل مدارس وزارة التربية مرتبطة ارتباطا وثيقا بمدراء المدارس الذين معظمهم يديرون مدارسهم بلوائح «الفهلوة»! سنة 2000 كانت استراليا تعاني من عدم توافر مديري مدارس ثانوية لأن مدير المدرسة لا يترقى لهذا المنصب بسبب طول الفترة التي تشترطها الحكومة للبقاء في المهنة، ما كان من الحكومة الاسترالية الا ان لجأت الى اختيار المديرين عن طريق نشر اعلانات بالصحف توضح المشاكل التي تعاني منها المدرسة ويتم مقابلة المرشحين الذين تنطبق عليهم الشروط الموضوعة حيث يطرحون حلولا لمشاكل المدرسة ويتم اختيار الافضل لحل مشاكل هذه المدرسة.
ان مشاكل المدارس بالكويت يكمن حلها بيد مديري المدارس وليس وزارة التربية.
اذكر بأن احد المديرين المساعدين بإحدى المدارس الثانوية مر على جميع فصول المدرسة وهددهم بأنه سيتم استدعاء اولياء امور الطلبة الذين سيتغيبون عن الدوام قبل عطلة العيد الوطني وعندما جاء اليوم الموعود تغيب 250 طالبا، ذهب المدير المساعد لمدير المدرسة وابلغه بعدد الطلبة المتغيبين، رد عليه مدير المدرسة: يجب عليك استدعاء جميع اولياء امور الطلبة المتغيبين بحسب برنامج يتم على مدى ايام، تم استدعاء اولياء الامور (اثنين من كل صف) ثم يبلغ ولي الامر بمساوئ تغيب ابنه ويؤخذ عليه تعهد بعدم السماح لابنه بالغياب وبذلك انتهت تلك الظاهرة من مدرسته.
مشاكل مدارس وزارة التربية وجميع السلبيات الموجودة فيها يجب ان يقوم مديرو المدارس بحلها واستخدام اللوائح التي اقرتها الوزارة لحل الظواهر السلوكية السلبية بمدارسهم وعليهم ان يدركوا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم والامانة التي يحملونها تجاه وطنهم والمجتمع».
جمعة العبيدي
اشكر للاستاذ جمعة رسالته، وأوافقه بأن مشكلة التعليم في الكويت لا تنحصر في المناهج، وها نحن قد قمنا خلال الاربعين سنة الماضية بتغييرات جذرية في المناهج ولكن اوضاعنا تزداد سوءا!
لا شك ان الادارة المدرسية تتحمل الجزء الاكبر من المسؤولية، وتصلنا اخبار مدارس تشجع طلبتها على الغياب، ومدارس ينتشر فيها جميع انواع المنكرات من التدخين الى المسكرات الى المخدرات، ومدارس تلغي نصف المناهج ولا تدرس إلا جزءا منها، وهكذا!
وأخالف الاستاذ جمعة بأن مديري المدارس يستطيعون تحقيق الاصلاح المطلوب وحدهم، بل لا بد من مساندة الادارات التربوية العليا للمديرين واعطائهم الصلاحية، ولا بد من منع تدخل اولياء امور الطلبة في توجيه المدارس والضغط عليها او كسر لوائحها، ولا بد من بث الوعي بين الناس بأهمية التعليم وضرورة احترام المدرسين والنظام الدراسي.
اوافق الاستاذ جمعة بأننا بحاجة الى بث اعلانات في الصحف لاستجلاب مديري مدارس اكفاء.
وداعا للربيع العربي !
يحكى ان ونستون تشيرشل رئيس الوزراء البريطاني الاسبق سأل قياداته بعد الحرب العالمية الثانية، وقد حصل دمار كبير في بلاده: كيف حال الاوضاع الاقتصادية في بريطانيا، فقالوا: سيئة جدا! ثم سأل عن الاحوال الاجتماعية فأجابوا بنفس الاجابة، ثم سأل عن القضاء في بريطانيا فقالوا بأنه بخير، فقال: اذاً بريطانيا بخير!
وبحسب مفهوم المخالفة فإن فساد القضاء بل وانهياره في اي بلد هو ايذان بانهيار ذلك البلد، عسى الله تعالى ان يلطف بنا!
د. وائل الحساوي
[email protected]
