الحريري أراح «حزب الله» ... بنعيه حظوظ عون

... ويلاقي شهر الأعياد بحوار تقوية «المناعة» ضد ... «الانفجار»

تصغير
تكبير
تؤشر الوقائع الأمنية والسياسية في بيروت الى انه سيتاح للبنانيين اضاءة أنوار الميلاد ورأس السنة، والتمتع بمناخ هادئ مع تراجُع اي مظاهر للإضطراب الامني في الداخل، وتوقُّع تلاشي حالات الاحتراب السياسي الى الحدود الدنيا.

واذا لم تحصل مفاجآت دراماتيكية من النوع الذي تعوّده لبنان بين الحين والآخر، فانه سيكون في وسع اللبنانيين «التباهي» بأنهم نجحوا في خفض ارتدادات حرائق المنطقة على بلادهم الى الحد الذي حال من دون الانزلاق نحو الاسوأ.


ففي اللحظة التي تحوّلت دول المنطقة «مستودع نار»، من سورية الى ليبيا مروراً بالعراق واليمن، فان المخاض السياسي - الامني الذي يستوطن لبنان لم يبلغ حد الإنفجار لأسباب داخلية وخارجية عكست تقاطعاً حول الحاجة الى حماية الاستقرار.

وبدا ان لبنان، الذي أفاد من هذا المناخ الاقليمي - الدولي سابقاً بإمرار تشكيل حكومة «ربْط نزاع» بين اللاعبين المحليين في ملاقاة الفراغ في رئاسة الجمهورية، يتجه من جديد نحو تحصين واقعه الداخلي مستفيداً من فرصة خارجية مؤاتية.

وتشكل مبادرة رئيس الحكومة السابق زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري في الذهاب الى حوار غير مشروط مع «حزب الله» التطور الأهمّ والواعد في اتجاه إرساء واقع سياسي جديد في البلاد من شأنها تعزيز فرص الانفراج وإبعاد اي أخطار انفجار يهبّ من المنطقة.

ورغم ان «حزب الله» لم يعلن بوضوح موقفه من المضمون السياسي لمبادرة الحريري الحوارية، فانه سبق لامينه العام السيد حسن نصرالله ان ابدى استعداداً لملاقاة اليد الممدودة للحريري كاشفاً عن أدوار لحلفاء وأصدقاء في التمهيد للرغبة المتبادلة بين «المستقبل» و«حزب الله» بالجلوس معاً.

واذا كان الحريري اكد في اطلالته اخيراً ما سبق ان اشارت اليه «الراي» حيال جدول الاعمال المحتمل للحوار المتوقع ان يتضمن الانتخابات الرئاسية وقانون الانتخاب والحكومة العتيدة، فان الانظار تتجه الى موعد انعقاد «الطاولة الثنائية» ومدى استعداد الطرفين لابداء المرونة الكافية للخروج بنتائج عملية.

والاكيد في هذا السياق ان رئيس البرلمان نبيه بري «عراب» هذا الحوار المرتقب ينتظر تسلم «مسودة» جدول الأعمال من الطرفين للمواءمة بين بنودها، وسط اعتقاد بان الجميع يميلون الى طرح قضايا محددة وواقعية تفادياً لـ «تكبير الحجر» وارتداده سلباً على الواقع الداخلي.

وثمة اجواء توحي في بيروت بان مدير مكتب الرئيس الحريري، نادر الحريري، والمعاون السياسي لنصرالله، الحاج حسين خليل يعملان على تحضير اوراقهما الى الطاولة التي يمكن ان تستضيف في المرحلة الاولى ممثلين عن بري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط بـ «صفة مراقب».

ونقل عن بري في هذا السياق وصفه موقف الحريري الحواري بالـ «جيد»، موضحاً انه «جاء ليؤكد ما سبق أن أعلنته حول جدول الأعمال وضرورة وضع سلاح المقاومة والملف السوري جانباً لصعوبة التفاهم حولهما». واشار الى أن «الأفكار الحوارية التي طرحها الحريري واقعية، لا سيما لجهة وجوب احتواء الفتنة المذهبية. وهذا ما يريده أيضا الامين العام لـ حزب الله ـ وايضا موضوع الأمن في البقاع ومبدأ الرئيس التوافقي من دون الخوض في الأسماء»، مؤكداً أن «الحوار يملك فرصاً للنجاح لأنه سيتناول مسائل قابلة للأخذ والرد وبالتالي لإمكان التفاهم عليها»، لافتاً الى أنه من حيث المبدأ يدفع باتجاه جمع الفريقين، وجهاً لوجه، ليخوضا الحوار بمفردهما، لكن اذا طلبا مني التدخل لاحقا فأنا جاهز، مكرراً أنه لا يمانع حصول الحوار في عين التينة.

واللافت ان حلفاء «المستقبل» و«حزب الله» من المسيحيين لم يعلنوا مواقف حاسمة من الحوار الثنائي بين القوتين السنية والشيعية الابرز في البلاد، لكن الاشارات الاولية عكست دعماً من مسيحيي «14 مارس» للحريري في مسعاه، مقابل ارتياب الحليف الرئيسي للحزب، اي زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون.

وقالت اوساط واسعة الاطلاع في بيروت لـ «الراي» ان ارتياب عون مرده الى ان اي حوار فعلي بين اي طرفين في الداخل في شأن ملء الفراغ الرئاسي لا بد من ان يتجه نحو تفاهم على مرشح تسوية لرئاسة الجمهورية، الامر الذي يجعل حظوظ عون مجرّد صفر.

وثمة مَن يعتقد ان اطلالة الحريري ونعيه لحظوظ عون كمرشح توافقي يمكن ان تكون قد أراحت «حزب الله» الذي أصبح في امكانه إبلاغ زعيم «التيار الوطني الحر» ان الحزب لا يملك القدرة على حمله الى القصر الجمهوري بمفرده، مما يملي تالياً الذهاب الى رئيس تسوية.

توقيف لبنانيين اثنين وسوري بتهمة كتابة شعارات «داعش»

بيروت - د ب أ - أوقفت القوى الأمنية اللبنانية امس، لبنانيين اثنين وسوريا في بلدة كيفون في جبل لبنان إثر ظهور كتابات لـ «داعش» على أحد الجدران في البلدة. وذكرت«الوكالة الوطنية للاعلام»اللبنانية الرسمية أن «عناصر مكتب أمن الدولة تمكنوا بعد استقصاءات مكثفة، من القبض على ثلاثة أشخاص، بينهم لبنانيان من بلدة كيفون وشخص سوري إثر ظهور كتابات لداعش وهي عبارة عن أن (الدولة الاسلامية) قادمة، وعلم لداعش على أحد الجدران في بلدة كيفون مقابل حسينية البلدة». وأضافت الوكالة انه تم تسليم الموقوفين الى الجهات المختصة بعد التحقيق معهم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي