المحامي الشلاحي دخل على الخط بقوة مع النيابة لصون حق «شهيد»

خطف وابتزاز وتهديد بالإبعاد... بطلاه «رجل مباحث» وعسكري في «الفروانية»

تصغير
تكبير
• البنغلاديشي شهيد كاد أن يتحوّل إلى «شهيد» من كثرة «الطق» في «الفروانية»

• «المباحثي» طلب 500 دينار وصديق شهيد احتفظ بـ «حوار الابتزاز» صوتياً !
يَكثُر المنتحلون لصفة المباحث بهدف الإيقاع بالبسطاء من العمال الآسيويين تحديداً والاستيلاء على أموالهم، لكن ما نستعرض فعلته اليوم قد يكون مباحثياً بالفعل أو انه سمسار لصيد الآسيويين ويعمل لمصلحة عسكري في مخفر الفروانية.

فالثابت من عدم الانتحال، هو لدور ابن وزارة الداخلية الذي كان على رأس عمله في مخفر الفروانية وبمجرد وصول من ألقى القبض على الوافد البنغلاديشي، تسلمه منه وأدخله غرفة جانبية مقابلة للأحوال وصب جام غضبه عليه ضرباً وركلاً واحتجازاً والسبب هو أنه لا يوجد سبب.


إذاً لماذا اقتيد البنغلاديشي إلى المخفر، ونال ما ناله من ضرب؟

تكمن الاجابة في الابتزاز الذي لعب فيه دور البطولة من أبرز هويته على أنه مباحث وتزيد من صلابة تورطه قيام العسكري في المخفر بالضرب والاحتجاز، فهل هو مباحث أم منتحل، أم انه شريك للعسكري في إرهاب خلق الله وابتزازهم... وإلى تفاصيل ما حدث:

قرابة التاسعة من مساء أول من أمس كان البنغلاديشي «شهيد» يسير في حال سبيله في منطقة جليب الشيوخ، فتوقفت إلى جانبه سيارة «وانيت» ونادى قائدها عليه وأبرز في آن معاً هوية رجال المباحث، ومن ثم طلب ثبوتيات الآسيوي، وعندما امتثل أفاده «المباحثي» بأنه مطلوب... وردّ البنغلاديشي «بابا أنا ما يسوي شيء» لكن «أبوالوانيت» ترجّل من السيارة وقال للآسيوي «لا يسوي قرقر... اركب»، وعندما حاول «المتهم بأنه مطلوب» التملص أمسكه بكلتا يديه وأجبره على ركوب «الوانيت» بالقوة! وانتزع منه هاتفه النقال ونقّب فيه ثم أعاده إليه وسأله إن كان يملك 500 دينار ليطلق سراحه أو أن مصيره سيكون الإبعاد الفوري.

500 دينار... ردّ الآسيوي على من أشهر بوجهه بطاقة المباحث وأجبره على ركوب الوانيت بالقوة «بابا... أنا ما في فلوس».

إجابة عدم امتلاك الآسيوي للفلوس دفعت بـ «أبوالبطاقة المباحثية» إلى التوجه نحو مخفر الفروانية حيث كان بانتظاره عسكرياً أدخله «خلسة» ومن دون تسجيل قضية إلى غرفة «الطقّ»... وخُذ طق... طق... طق، حتى نزل المطر من عيني الآسيوي.

فبعد مضي ساعة سيدوّنها التاريخ بأن الآسيوي الذي يُدعى شهيد كاد أن يصبح شهيداً من جراء ما حصل، عاد من كان «خطفه» واقتاده عنوةً إلى الفروانية، مع العلم أن لو كان أمر شهيد بأنه مطلوب، فكان الأجدر أن يقتاده إلى مخفر جليب الشيوخ حيث إنه الأقرب وضمن نطاق المنطقة، عاد إلى مخفر الفروانية حيث كان ترك «شهيده» بين يدي العسكري مفاوضه «في 500 دينار... عشان تروح أو تبي الإبعاد».

ولما تمسك البنغلاديشي أنه لا يملك المال المطلوب، خصوصاً أنه لم يرتكب أي جرم حتى يُبعد عن البلاد بسببه، أصرّ «خاطفه» على ذلك واقترح عليه أن يتصل على رفاقه البنغلاديشيين لتأمين المبلغ، فقام بإعطائه رقم هاتف أحد أصدقائه حيث قام صاحب «الوانيت» بأخذ هاتف الضحية وأجرى مكالمة منه على أحد رفاق الآسيوي وساومه على دفع مبلغ 500 دينار أو إبعاد رفيقه عن البلاد، فقام الصديق بجمع مبلغ 450 ديناراً واتصل على صديقه ليتحدث إلى «الخاطف» ونال ما ناله من تهديد بدفع المبلغ كاملاً أو إبعاد شهيد عن البلاد، وطلب منه الحضور إلى منطقة سعد العبدالله واحضار المبلغ كاملاً في الوقت الذي كان صديق شهيد يُسجل الحوار الذي حصلت «الراي» على نسخة منه مع «الخاطف»، وقام بابلاغ مباحث منطقة سعد العبدالله عن الواقعة، وقبل أن يتوجه لدفع المبلغ، إلا أن الخاطف شعر بالخوف فاضطر إلى ترك «شهيد» في أحد شوارع المنطقة (سعد العبدالله) قبل أن يلوز بالفرار متوارياً عن الأنظار.

وأفاد المصدر بأن «شهيد» وبعد أن أصبح حُراً طليقاً اتصل بصديقه والذي قام بنقله وتوجها إلى مخفر جليب الشيوخ إلا أنه تم رفض تسجيل قضية لهما بالواقعة، ما دفعهما إلى الاستنجاد بالمحامي محمد الشلاحي والذي قام بالاتصال على النيابة العامة، وشرح لوكيل النائب العام الواقعة، فاتضح أن العسكريين في مخفر الجليب لم يقوموا بشرح الواقعة للنيابة بتفاصيلها الدقيقة، ما حدا بوكيل النيابة بأمر بتسجيل قضية خطف وابتزاز حملت الرقم 2014/407 جنايات جليب الشيوخ وأحيلت على رجال المباحث لكشف حقيقة القضية والوقوف على ملابساتها بدءاً ممن ادعى أنه رجل مباحث، ولاتزال بياناته مجهولة إلا أن كاميرات مخفر الفروانية وثقت دخوله إلى المخفر... وانتهاءً بالعسكري في المخفر وعملية الابتزاز.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي