إعلان تنظيم «داعش» تطبيقه على العراقيات في مناطق نفوذه أعاد القضية إلى الواجهة من جديد

ختان النساء المباح الممنوع ... مرفوض كويتياً

تصغير
تكبير
• الرأي التشريعي: لا داعي لقانون يجرّم الظاهرة لعدم وجودها في الكويت

• بعض الوافدين توقفوا عن هذا العمل بعد اندماجهم بالمجتمع الكويتي وتطبعوا بطبعه

• حلاقون و«دايات» في بعض الدول يختنون بطرق بدائية تحمل معها مخاطر كثيرة

• الرأي الطبي : له أضرار ولا تنطوي عليه أية فوائد ما لم يكن هناك سبب يدعو إليه

• الرأي الشرعي : فعله وتركه سيّان ... لا وزر على من تركته ولا مشكلة لمن أجرته

• بسام الشطي : ختان الإناث حدث في الإسلام والنبي لم ينكره ولم يجعله واجباً

• عبدالله المعيوف : التشريعات تخدم تنظيم شؤون البلد ... وطالما الأمر غير موجود لدينا فلماذا نجرّمه بقانون؟

• عمرو الصياد: لم أشهد في الكويت أي حالة لختان سوى بعض عمليات إزالة أو تصحيح تشوهات

• يوسف الصقر: المنظمات العالمية تكافحه لأنه نوع من العنف ضد الفتيات الصغيرات

• عائشة الرشيد: لا داعي للعملية حتى لا تكون حياة الفتاة معقدة ورتيبة ونحكم على علاقة زوجية مستقبلية بالإعدام
لم يتوقف رعبه على الجانب الأمني والسياسي، وبث العنف الطائفي... بل وصل إلى «الرعب الجنسي»!

فمنذ أن اجتاح أجزاء واسعة في العراق وأعلن سيطرته عليها، أصدر تنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم «داعش»، من ضمن «فرماناته» التي شغل بها العالم، قرارا بـ«ختان النساء» ممن هن بين سن 11 و47 سنة في المناطق الخاضعة لنفوذه، ما يعني خضوع نحو 4 ملايين امرأة عراقية لهذا الفرمان الذي أحدث ردود فعل عالمية رافضة، كما رفضت غيره من قرارات أصدرها التنظيم واعتبرت، وفق المنظور الأممي، مخالفة للقانون وحقوق الإنسان.


إعلان داعش موضوع ختان النساء أعاد القضية للواجهة، وهي التي أشبعت نقاشاً وتحليلاً وهجوماً، ولاسيما على الفضائيات العربية، ولعل أكثر من حمل لواء مناهضتها الناشطة المصرية نوال السعداوي التي كان لها أفكار تتجاوز هذه المسألة بشكل متطرف!

وقبل الخوض في الموضوع نعرف ختان الاناث لمن لا يعرف معناه، فالمقصود به، حسب تعريف منظمة الصحة العالمية، أي عملية تتضمن إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الأنثوية دون وجود سبب طبي. ونتيجة لعوامل تاريخية وجغرافية تتعلق بعوامل اللغة والدين والجيرة والنسب والقرابة فإن العادات والتقاليد تنتقل بين الشعوب، ولاسيما ان عددا من دول الجوار، او على الاقل في المحيط الاقليمي لا يوجد بها استقرار سياسي ما يعني امكانية شيوع هذه العادات او الظواهر السلبية سواء بين شعوب هذه الدول او انتقالها الى شعوب دول الجوار.

«الراي» أرادت فتح ملف الظاهرة، من منطلق مسؤوليتها الاعلامية والمجتمعية والتوعوية لتوضيح العديد أمور عن هذه الظاهرة التي أكد عدد من الاطباء ورجال الدين والمختصين بحقوق الانسان عدم وجودها في الكويت، وان كانت موجودة في بعض عائلات المجنسين حديثا او الوافدات بحكم قدومهن من ديارهن بعد اجراء هذه العملية، وبعض الاسر تحرص على ختان بناتها عند سفرها الى مواطنها الاصلية في اجازة او عطلة.

الرأي الطبي قال ان ختان الاناث له اضرار، ولا ينطوي عليه اي فوائد، طالما لم يكن هناك سبب طبي يدعو الى ذلك، او بمعنى آخر وجود مرض متعلق بالجزء الذي يجرى فيه الختان، بينما ختان الذكور «طهارة» وله فوائد طبية كثيرة.

اما علماء الدين فقد رأوا انه لا يوجد في الاسلام ما يحض على إجراء ختان الاناث، وقالوا ان فعل الشيء او تركه سيان، ولا فارق بينهما، ولا وزر على من لم تقم به، كما لا توجد ادنى مشكلة لمن اجرته، بعكس ختان الذكور الذي يعتبر فرضا على المسلم واجراؤه واجب عليه.

من جانبهم رفض المدافعون عن حقوق الانسان الظاهرة بالمطلق، وقالوا ان عملية ختان الاناث ظاهرة سلبية تعاني منها شعوب دول العالم الثالث لاسيما في الشق الافريقي والتي تجابهها منظمات حقوق الانسان الرسمية وغير الرسمية.

اما في الشق التشريعي، فقد اعتبر اعضاء مجلس الامة ان هذه الظاهرة لا تحتاج الى تشريع يجرمها، لأن التشريع يكون بقدر الاحتياج. ونظرا لعدم وجود اي عمليات ختان اناث في الكويت فلا جدوى من اشغال اعضاء البرلمان لاصدار مثل هذا القانون.

لا وجود لها في الكويت

البداية كانت من الجانب الطبي حيث اكد استشاري النساء والولادة في مستشفى شيخة انترناشيونال كلينك الدكتور عمرو الصياد ان هناك فرقا بين اجراء الختان بغرض الختان واجرائه لازالة تشوه.

ونفى الصياد وجود أي عمليات ختان في الكويت نهائيا، وقال لا يوجد فتيات في سن ما قبل الزواج في الكويت يطلبن ختانهن لكن هناك ختان قد يلجأ له الطبيب في السيدات لازالة تشوه او تصليح تشوه حتى ولو كان عمر السيدة التي ستجريه 60 سنة، ولم يصادفني في عملي أي حالة ترغب بالختان بالهدف المتعارف عليه في الدول التي تقوم بعمله.

وقال ان معظم الوافدين بعد تثقفهم هنا بثقافة المجتمع الكويتي لا يمكن ان يرجعوا للخلف مجددا ويجروا ختان بناتهم ولكن قد يكونوا اجروا هذه العملية قبل قدومهم للكويت.

ولفت الصياد الى ان الاطباء ذوي تخصص النساء والولادة مسؤولون عن اجراء الختان في هذه الدول، بينما طبيب الجراحة العامة هو المسؤول عن طهارة الذكور، غير ان عددا من الحلاقين أو الدايات «اللواتي يتولين توليد النساء في البيوت» ومن على هذه الشاكلة يقوم بإجراء اكثر من 90 في المئة من عمليات الختان بطرق بدائية دون تعقيم او مخدر ما يتسبب في مشكلات صحية ونفسية خطيرة للفتيات اللائي أجريت لهن حتى بعد تجريمه في بعض الدول.

وبين ان اجراء الختان عملية جراحية عندما يقوم بها حلاق او داية او مدعي الطب الشعبي دون محاذير او احتياطات جراحية، فإنهم يؤذون صحة الفتاة ويتسببون لها بصدمة عصبية ونفسية وقد ينتج عنه على المدى البعيد تشوه للمناطق المسؤولة عن سعادة الزوجة مستقبلا.

وشدد الصياد على ان ختان الاناث ليس له ‘أي فوائد طبية تذكر، بينما العكس في طهارة الذكور التي تعتبر كلها فوائد طبية، ونص عليها الشرع الاسلامي، حيث ان الطهارة تقلل الاصابة بسرطان العضو الذكري وتقلل الالتهابات، لافتا إلى أنه حتى المسيحيون اصبحوا يقوموا الآن باجراء الطهارة لأن الاسلام واليهودية نصا على طهارة الذكور، لكن بدأت مجتمعات مسيحية كثيرة جدا الآن في اجرائه.

واعتبر ان مكافحة ختان الاناث الصغيرات يبدأ من خلال التوعية المجتمعية من خلال تبيين انه لا يوجد أي فوائد له، بل انه عبارة عن اذى خالص، مطالباً بتشديد الضوابط القانونية التي تعاقب من يجري الختان. واشار الى ان قانون تجريم ختان الاناث لا يطبق على نحو كبير، وتقوم الاسر باجراء ختان بناتهن من وراء ظهور الجهات الصحية الرسمية من خلال الطب الشعبي او بعض الاطباء معدومي الضمير.

واضاف الصياد «حينما لم يكن هناك قانون يجرم ختان الاناث في مصر كنت اجري عمليات الختان لإنقاذ الفتيات من مصير محتوم بسبب تجبر واكراه الاهل لبناتهن واغصابهن على اجرائه، بعد فشلي باقناعهم بأنه لا فائدة من اجرائه فأفضل اجرائها بطريقة صحية تحت مخدر عام لازالة جزء بسيط جدا يرضي الاهل ولا يؤذي الفتاة وبعد صدور القانون بتجريمه امتنعنا عن اجرائه».

لا وجوب شرعيا

في الجانب الشرعي قال أستاذ العقيدة والدعوة في كلية الشريعة الدكتور بسام الشطي ان الموضوع قتل بحثا منذ عدة سنوات، لافتا الى ان ختان الاناث حدث في الاسلام لكن ليس وجوبا كما هو الحال في ختان الذكور.

وقال الشطي ان ختان الاناث سنة لأن بعض النساء ان لم يجر لهن ربما تعرضن للفاحشة لقلة الايمان، فالنظرة الطبية تقول ان للنساء شيئاً بارزاً، ويحتك احياناً بالملابس ما يتسبب في مشكلات نفسية متعددة، فقامت عدد من الدول بتسهيل المهمة بالتدخل لاجراء جراحات ختان الاناث غير ان بعض الدول الغربية ترى انها ظاهرة ضد حقوق الانسان وحريته ولابد من مكافحته، لافتا الى ان ختان الاناث منتشر في سكان القرى او البادية اكثر من غيره في المدن.

وبين ان الشعوب التي يعم فيها الجهل من الصعب امساك حكوماتهم القرار، حيث لا تقدم بعض الحكومات لا خدمات ولا تعليم او صحة او وظائف، وتريد ان تتدخل في شؤونهم الخاصة وهذا غير ممكن مع الافتقاد الى التوعية ولا يوجد ما يلزمهم خصوصاً وان من يجري هذه العمليات حلاقون ودايات وبدائيون.

واوضح الشطي بأنه من الناحية الشرعية لا يوجد إلزام للفتاة في عمل الختان وليس لولي الامر الزامها، لكن ان فعلت الختان فالعلماء لا يرون انه محرم وكذلك لا يرون انه واجب لأنه قد يتسبب في عيوب خلقية للنساء، خصوصاً ان كان من قام به غير متخصص.

وقال تعليقا على وجود قوانين في دول مجاورة تحرم ختان الاناث«لا نضحك على بعضنا فهناك فرق بين اصدار قانون وتنفيذه والالتزام به، خاصة وان اغلب من امتهن هذه المهنة من ارباب الطب الشعبي، فهناك كثير من القوانين غير مطبقة».

واضاف في معرض حديثه عن الشأن المحلي ان هذه الظاهرة غير موجودة بالكويت وان وجدت فهي خاصة ببعض العوائل التي تم تجنيسها منذ القدم خاصة ممن كان يسكن بجنوب العراق، لكن جرت العادة ان الناس تحب العناد وعندما نفتح سيرة مثل هذه القضية نفتح بابا كان مغلقا.

واكد الشطي ان ختان بنات النبي عليه الصلاة والاسلام لم ينقل بشكل صريح في الحديث والسيرة عن هذا الموضوع لكن عندما سئل قال صلى الله عليه وسلم لم ينكره عليهم ولم يجعله واجبا وحينما قال رجل ختنت ابنتي فسكت النبي ما يعني ان الامر جائز لكن ليس واجبا او محرما.

بين ان ختان الاناث في اليهودية كما هو وضعها في الاسلام، فهو ليس واجبا او محرما ولم ينص عليه سيدنا موسى عليه السلام او احد انبياء بني اسرائيل اما المسيحية فتحرم ختان الاناث.

ولفت الى ان تنظيم داعش من الجهلاء وذكرهم النبي عليه الصلاة والسلام القائل «لو ادركتهم لقتلتهم قتل عاد وثمود» لأنهم يهتمون بالامور البسيطة وجعلها فرائض وترك الفرائض الاساسية، وأخطر شيء دم المسلم الذي لا يمثل لهم قيمة ولا يحترمون علماء الدين وتكفير الناس واخراجهم من الملة وتشويه صورة الاسلام وهم موجهون بدعم للاساءة للاسلام والمسلمين.

أطروحات متطرفة

اما على جانب حقوق الانسان وتوافقه مع الشريعة، فق اكد رئيس جمعية المقومات الاساسية لحقوق الانسان واستاذ الفقه المقارن والسياسة الشرعية في كلية الشريعة الدكتور يوسف الصقر، ان داعش ظاهرة مرفوضة في كافة الدول العربية والاسلامية، وبالتالي فأن أي اطروحات من قبلها تتسم بالتطرف والغلو ومن ضمنها الدعوة الى ختان الاناث.

واعتبر ان ختان الاناث بشكل عام غير موجود بالكويت وان وجد لمن شاءت او طلبته بنفسها وهو ما لا يحدث الا نادرا«وبحسب علمي لم اسمع ان هناك اطباء او ممن امتهنوا مهنة (الداية) قاموا بختان أي كويتية».

وشدد الصقر على ان ختان الاناث ليس واجباً انما مكرمة كما جاء في الحديث ولا يوجد له ولي امر او فتاة كبيرة او صغيرة غير انه امر مشروع، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يأمر المرأة التي تختن النساء بقوله«لا تنهكي»أي لا تقتص كثيرا، أي انه جاء بنوع من الارشاد وهو ما يختلف كليا عن الواجب او الفرض كالصلاة مثلا، فترك مسألة الختان لمن شاءت ان تقوم به من عدمه فلا نلزم من ارادات اجرائه كما لا نلزم من ترفضه.

ولفت الصقر الى انه من ناحية حقوق الانسان فان المنظمات العالمية تحاول ان تكافح ختان الاناث لأنه يمثل نوعاً من العنف ضد الفتيات الصغيرات، وخصوصاً أن البعض استخدمه بطرق خاطئة وصلت نتائجه الى تشوهات، وقد عرضت هذه المنظمات افلاماً وثائقية تبين العنف في مسألة الختان واستخدام موس حلاقة في احيان كثيرة في الدول النامية من قبل حلاقين او ذوي الطب الشعبي دون تخدير ما يسبب آلاماً مبرحا لضحايا الختان.

وعن دور الجمعية في التوعية بهذه القضية اكد الصقر ان الجمعية لا تقوم حاليا بمكافحة ختان الاناث لأنها ظاهرة غير موجودة، كما ان نهجنا هو الوسطية فلا نمنع ولا نجبر على ذلك فقط يكون توجيهنا بنوع من الارشاد وهناك جانب انساني بالتوافق مع الجوانب الشرعية لكن من تريد اجراء الختان فعليها ان تلجأ لطبيب مختص لا ان يكون اجراء العملية بطريقة بدائية وغير صحية.

ونفى ورود أي شكوى من فتيات كويتيات من تعرضهن او اجبارهن على اجراء الختان، وغالبا فإن الختان يكون منتشرا بكثرة في الدول الافريقية عن الدول الآسيوية.

لا داعي للتحريم

في الجانب التشريعي اعتبر عضو لجنة حقوق الانسان واللجنة الصحية البرلمانية النائب عبدالله المعيوف ان اثارة قضية ختان الاناث ينطوي على الاثار المترتبة على تضخيم تنظيم داعش والتهويل من شأنه.

وقال المعيوف اننا عشنا حياتنا ابا عن جد واجداد ولم يحدث ان تم تداول هذا الموضوع الغريب كليا عن المجتمع الكويتي.

ورفض فكرة استباق الاحداث بإصدار تشريع قانوني يقضي بتجريم عمليات ختان الاناث كما فعلت بعض الدول العربية، معلقا بقوله«لا يمكن ان يكون تشريعنا من اجل شوية مجانين وعصابات وميليشيات مسلحة سواء داعش او غيرها، وان كانت هناك دول أوجدت مثل هذا القانون فالسبب يرجع الى ان كل دولة يرجع اليها كيفية تنظيم شؤونها الخاصة وبسبب ما تعانيه من الاثار السلبية المترتبة على قضية ختان الاناث».

واوضح المعيوف ان هناك بعض الدول التي اعطت حق الطلاق للمرأة غير ان هذا لا يجوز ان نقوم بتشريع مثله او مثل فتوى ارضاع الكبير وغيرها وبالتالي فلا يمكن محاكاة هذه الدول بإصدار مثل قانون يجرم ختان الاناث لأنه ليس ظاهرة اصلا في الكويت اما الخزعبلات والقصص التي يراد بها ترويع الناس من مثل هذه التنظيمات كلها امور وقتية وقد يصدرها اصحابها بغرض لفت الانظار اليه او تسليط الاضواء عليه بغرض الشهرة من خلال رأي او عدد من الحركات.

واعتبر ان ختان الاناث ليست من العادات او الفرائض الاسلامية الواجبة، وان كل هذه الامور فقاعات وتنتهي وليست بحاجة لإشغال فقهاء التشريع بوضع قانون لها، لأن البحث عن تشريع لها يعتبر بمثابة اقرار لها فيما المفترض بالأساس عدم التشريع للشاذ من الامور والتشريع للصالح من الامور حتى ولو كان الهدف حظرها لأنها ظاهرة غير موجودة بالكويت والعادات والتقاليد والشرع لا يقروا بوجودها والا فما الداعي لإقرار قانون لشيء غير موجود.

أحسنوا تربية البنات

واخيرا نفت الناشطة في مجال حقوق المرأة عائشة الرشيد امكانية وجود ظاهرة ختان الاناث في الكويت كما انها مكروهة من قبل نساء الكويت وان كانت غير محرمة.

وقالت الرشيد ان البعض يعتقد ان ختان الاناث فيه عفة لهن لكن بدلا من هذا التعذيب فليحسن كل رب اسرة تربية بناته فلا يمكن ان نسيء التربية ثم يعقبها ختان، لتكون الامور التربوية هي الاقوم على الامور البدنية.

وشددت الرشيد ان احسان تربية البنات او الذكور ينطوي عليه خلق انسان ذاتي المراقبة لأفعاله من خلال تربيته ودينه واخلاقه وصحبته، ما يخلق ضابطاً نفسياً وجسدياً له يضع حدود ومحاذير لكل فعل فالبيئة والقدوة الصالحة هي التي توجه الانسان ذاتياً ولا داعي لاجراء عمليات الختان، حتى لا تكون حياة الفتاة مستقبلاً معقدة ورتيبة مملة وحرام علينا ان نحكم على علاقة زوجية مستقبلية بالاعدام لأن مثل هذه الظاهرة قد تخلق عقدة نفسية للفتاة الذي ينطوي عليه مشكلات اجتماعية كالطلاق وتشريد الابناء وتعدد الزوجات وغيرها من الامور المرتبطة بذلك.

وعلقت على دعوة ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش» بختان الاناث بأنه اكراه على هذا الفعل ورغم ان ذلك يعتبر توجها سياسيا اكثر منه اخلاقي وتربوي، ولا علاقة لها بالدين بل مرتبطة بالجوانب الارهابية لتخويف الناس، فكيف يدعو هؤلاء الى ختان الاناث في الوقت الذي انتشرت بينهم حالات اللواط والعياذ بالله بحسب ما نسمع من وكالات الانباء كمن عمر ساقية وخرب طاحون، وايضا الدعوة من قبلهم الى جهاد النكاح والزواج غصبانية واكراها وهذه الدعوات هي نهج لهدم الاسرة الاسلامية وفق مخطط كبير لتفكيك العالم الاسلامي والعربي.

وعما اذا كان عملية ختان الاناث بحاجة الى قانون يحظرها كما فعلت عدد من الدول التي تعاني من الظاهرة كمصر، اكدت الرشيد انها ظاهرة منتشرة في دول اخرى لذا فمن حقهم اصدار قانون يحرمها، لكن لدينا لا يوجد ختان اناث نهائيا، وان وجدت فتكون حالات شاذة لمن تم تجنيسهم خيراً او وافدين لأن البيئة الكويتية تربي بناتها على القدوة الصالحة والرقابة الذاتية والتنشئة الدينية، لافتة الى ان الختان بدوره لا يحسن السلوك بل قد يدمر حياة فتاة في مقتبل العمر ووصفت الظاهرة بأنها عقاب للفتاة هدفه تفكيك الاسرة الاسلامية.

«الخفاض» في المذاهب الإسلامية ... واجب ومستحب ومكرمة

في الإسلام لم يقل أي من الفقهاء بأن الخفض أو الختان حرام أو مكروه تحريماً أو تنزيهاً. وله مشروعية وجواز في الجملة عند الجميع، وان تجاوز الحدود الشرعية المتفق عليها يحرم.

واختلف علماء الفقه والمذاهب مختلفة في حكم الخفاض بين من يوجبه ومن يستحبه، ومن يقول: إنه مجرد مكرمة للمرأة، فعند الأحناف مكرمة، وعند المالكية مندوب، وعند الشافعية واجب، وعند الحنابلة مكرمة غير واجب، وعند الإباضية مكرمة غير واجب.

وفي هذا الشأن قال الإمام النووي «الختان في المرأة: قطع أدنى جزء من الجدة التي في أعلى الفرج وهي فوق مخرج البول، تشبه عرف الديك» وقال الحافظ العراقي «الختان هو قطع القلفة التي تغطي الحشفة من الرجل، وقطع بعض الجلدة التي في أعلى فرج المرأة، ويسمى ختان الرجل إعذاراً، وختان المرأة خفضاً».

وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني «أعلم أن ختن النساء كان معروفاً عند السلف خلاقاً لما يظن من لا علم عنده».

وقال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية «تختتن المرأة، لختانها أن تقطع أعلى الجلدة التي كعرف الديك. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للخافضة: وهي الخاتنة أشمي ولا تنهكي، فإنه أبهى للوجه، وأحظى لها عند الزوج.

وقال مفتي الأزهر «ان ختان البنات من سنن الإسلام وطريقته لا ينبغي إهمالها، بل يجب الحرص على ختانهن بالطريقة والوصف الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم حبيبة ، وينبغي البعد عن الخاتنات اللاتي لا يحسن هذا العمل، وقال ابن باز «الختان من سنن الفطرة، وهو للذكور والإناث، إلا أنه واجب في الذكور، وسنة ومكرمة في حق النساء».

وقال شيخ الأزهر الراحل الشيخ جاد الحق علي جاد الحق «اتفق الفقهاء على أن الختان في حق الرجال، والخفاض في حق الإناث مشروع، ثم اختلفوا في كونه سنة أو واجباً، الختان للرجال والنساء من صفات الفطرة التي دعا إليها الإسلام وحث على الالتزام بها، ولم يُنقل عن أحد من فقهاء المسلمين - فيما طالعنا من كتبهم التي بين أيدينا - القول بمنع الختان للرجال أو للنساء، أو عدم جوازه، أو إضراره بالأنثى، إذا هو تم على الوجه الذي علمه الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأم حبيبة، وأما الاختلاف في وصف حكمه، بين واجب، وسنة، ومكرمة، فيكاد يكون اختلافاً في الاصطلاح الذي يندرج تحته الحكم. ان ختام البنات من فطرة الإسلام وطريقته على الوجه الذي بينه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه لا يصح أن يترك توجيهه وتعليمه إلى قول غيره، ولو كان طبيباً، لأن الطب علم، والعلم متطور، تتحرك نظرته ونظرياته دائماً، ولذلك نجد أن قول الأطباء في هذا الأمر مختلف، فمنهم من يرى ترك ختان الإناث، وآخرون يرون ختانهن، لأن هذا يهذب كثيراً من إثارة الجنس لاسيما في سن المراهقة، التي هي أخطر مراحل حياة الفتاة».

أنواعه أربعة... «الفرعوني» أسوأها

بتر الأجزاء الجنسية للفتاة، أو ما يعرف بختان الإناث، ممارسة تتم في بعض الدول الأفريقية من منطلق بعض المعتقدات الثقافية الخاطئة تقول بأن الأجزاء الجنسية للأنثى هي أجزاء شريرة يجب بترها.

وهي عادة بدأت في مصر سنة 100 قبل الميلاد تقريباً وتمارس فيها إلى الآن بالإضافة إلى عدد محدود من الدول الافريقية وينتشر أكثر في الدول الافريقية الأكثر فقراً أو التي ترتفع بها معدلات الأمية.

والختان الشرعي «الخفاض» هو إزالة قلفة البظر فقط أما عمليات الإزالة أو التجميل الأخرى فليست هي النوع الذي نصت عليه الشريعة الإسلامية. وقد قسمت منظمة الصحة العالمية عملية تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية إلى أربعة أنواع رئيسية حسب مقدار الأنسجة والأعضاء التناسلية المبتورة:

النوع الأول: ويتضمن إزالة غطاء البظر فقط وهذا النوع نادراً ما يتم إجراؤه لوحده بينما الأكثر شيوعاً إزالة جزء أو كل البظر بالإضافة إلى القلفة.

النوع الثاني: إزالة كلية أو جزئية للبظر والشفرين الصغيرين مع أو من دون إزالة الشفرين الكبيرين.

النوع الثالث: «الختان الفرعوني» وهو أحد أسوأ أنواع الختان. حيث يتم فيه إزالة كل الأعضاء التناسلية الأنثوية الخارجية. وترك فتحة صغيرة لمرور البول والدم. الفتحة التي تترك يتم عملها بإدخال شيء ما في الجرح قبل أن يلتئم وبعض المناطق تستخدم أدوات تقليدية كغصون الأشجار أو أحجار أو غيرها. أو قد يتم استخدام الخيوط الجراحية للخياطة.

النوع الرابع: وهو يشمل طيفاً واسعاً من العمليات والأفعال التي تجرى للأعضاء التناسلية الأنثوية وهو جميع الإجراءات الأخرى الضارة للأعضاء التناسلية الأنثوية التي تجرى دون سبب طبي كالكي والوخز والشق والثقب والكشط وغيرها.

لا أساس طبيا للحرب على «الختان»

ذكرت الدكتورة آمال احمد البشير في دراسة بعنوان «ختان الأنثى في الطب والإسلام، بين الإفراط والتفريط» وفق دراسات طبية واجتماعية ان الحرب على الختان ليس لها اساس طبي صحيح، وفي دراسة غريبة أعلن أطباء واختصاصيون انه لا توجد ادلة تشير الى مخاطر الختان وان بعض الدراسات تأتي بنتائج متضاربة ولا يمكن الجزم على اساسها وان بعض الدراسات تشير الى وجود فوائد في الختان.

العرب... أمة الختان

كان الختان معروفاً عند العرب، حيث توارثوه عن النبي ابراهيم، وكان العرب يعرفون عند غيرهم بانهم امة الختان والختان السني للبنات يكون بقطع الجلدة التي تغطي رأس البظر ويبقى اصلها الذي يشبه النواة. كما ذكر العلماء ان الختان يعتمد في الاساس على حاجة الفتاة له، وتختلف الحاجة باختلاف المفاهيم التربوية والجغرافيا، ويمارس بكثرة في المناطق الحارة من صعيد مصر والسودان وشبه الجزيرة العربية، والغاية منه تذهيب الشهوة ومنع الالتهابات والطهارة والنظافة عند الاناث. وعرفت انواع اخرى من الختان، ومنها الختان الفرعوني في عصور مصر الفرعونية القديمة وفي انحاء اخرى عدة ومناطق مختلفة في العالم، ويكون الختان بإزالة اجزاء كبيرة من البظر ازالة كلية او جزئية، بحيث يؤدي الى فقدان المرأة شهوتها تماماً.

الآثار السلبية أثناء «الختان»: نزيف مميت واحتباس بولي حاد

ختان الاناث ليس له أي فوائد صحية كما أنه له مضاعفات مباشرة ومضاعفات متأخرة. وتعتمد تلك المضاعفات على عدة عوامل ومنها النوع الذي تم اجراؤه وطبيعة المكان الذي تم اجراء تلك العملية فيه، ومهارة الشخص الذي قام بذلك الاجراء، والادوات المستخدمة ومدى تعقيمها من عدمه. وكذلك توافر المضادات الحيوية والخيوط الجراحية وكيف تم عمل الفتحة في الختان الفرعوني، وهل تلك الفتحة كافية لعبور البول والدم.

المضاعفات المباشرة تتضمن النزيف المميت والاحتباس البولي الحاد وعدوى المسالك البولية وعدوى الجروح وتسمم الدم والتيتانوس وامكانية انتقال الالتهاب الكبدي والايدز في حالة أن الادوات المستخدمة لم تكن معقمة.

اما المضاعفات المتأخرة فتختلف حسب نوع الاجراء الذي تم استخدامه لتشويه الاعضاء التناسلية الانثوية لكنها تتضمن ندوبا أو كيلويد وقد يؤدي ذلك إلى تضييق أو اغلاق أو تشكيل ناسور بين المسالك البولية والتناسلية.

وقد تحصل اضرار لمجرى البول وكذلك الالتهابات المتكررة للجهاز البولي وسلس البول وكذلك التهابات مهبلية والتهابات وألم في الحوض وآلام متكررة خلال الدورة الشهرية وألم اثناء الجماع وقد يؤدي ذلك إلى العقم وكذلك قلة الاحساس بالمتعة والشهوة الجنسية اثناء الجماع.

6 فبراير ... يوم عالمي لرفضه

أعلنت الامم المتحدة 6 فبراير «يوما عالميا لرفض ختان الاناث». حيث تعد تلك العادة خطرا على صحة الفتيات والنساء، حيث يمارس تشويه الاعضاء التناسلية الانثوية باعتباره أحد الطقوس الثقافية أو الدينية في اكثر من 27 دولة في افريقيا، ويوجد باعداد اقل في آسيا وبقية مناطق الشرق الاوسط. وتختلف طريقة ممارسة هذه العملية حسب المكان وحسب التقاليد، لكنها تجرى في بعض الاماكن دون أي تخدير موضعي وقد يستخدم موس أو سكين من دون أي تعقيم أو تطهير لتلك الادوات المستخدمة في هذه العملية، يختلف العمر الذي تجرى فيه هذه العملية من اسبوع بعد الولادة وحتى سن البلوغ.

وحسب تقرير اليونيسيف فان اكثر الاناث تم اجراء عملية الختان لهن قبل بلوغهن الخامسة من العمر. وان عدد الاناث اللاتي اجريت لهن عملية الختان يتجاوز 125 مليون انثى، وتعتبر مصرمن اكثر الدول التي تمتلك اعداد فتيات مختونات حول العالم، والصومال وغينيا وجيبوتي الاعلى نسبة في عدد المختونات.

تجريمه في مصر

اقر مجلس الشعب المصري في يونيو 2008 قانونا يجرم ختان الإناث إلا في «حالة الضرورة»، واصبح يعاقب من يقوم بالختان بالسجن لمدة تتراوح بين ثلاثة اشهر وعامين وغرامة قد تصل من الف جنيه الى خمسة آلاف جنيه.

الأضرار «المستقبلية» على الأنثى

? العجز الجنسي وعدم إشباع الزوج.

? نقص الخصوبة ...والعقم أحياناً.

? الألم الشديد عند الجماع والألم المصاحب للعادة الشهرية.

? تضاعف احتمال وفاة الأم والمولود عند الولادة.

? الالتهابات المتكررة لمجرى البول وتسرب البول.

? التكبسات الجلدية والصديد والندبات بالجلد واحتمال الاصابة بالناسور.

? آلام اسفل الظهر.

? في بعض الحالات تظهر أمراض نفسية جسدية نتيجة لاختلال وظائف المخ.

? الاصابة بحالة هياج جنسي مزمن تزيد فيها الرغبة الجنسية بصورة غير طبيعية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي