لبنان يستعد لـ «احتفال» مزدوج غداً

تصغير
تكبير

|   بيروت - «الراي»   |


صورتان في بيروت تتصدران غداً المشهد اللبناني، واحدة «تذكارية» لحكومة الوحدة الوطنية التي تعقد اول اجتماع لها في القصر الجمهوري، واخرى «احتفالية» في استقبال الاسرى المحررين من السجون الاسرائيلية في اطار صفقة التبادل بين «حزب الله» واسرائيل.

وملفان سيتصدران الواقع السياسي اللبناني بعد غد، هما البيان الوزاري للحكومة الاولى في عهد الرئيس ميشال سليمان، والعلاقات اللبنانية - السورية التي تتجه نحو مرحلة جديدة، خصوصاً في ضوء الوعد السوري بقرب اقامة علاقات ديبلوماسية بين بيروت ودمشق.

وخيمت «استحقاقات» اليومين المقبلين على بيروت امس... تسليم وتسليم بين الوزراء الجدد و«القدامى» وسط كلام كثير عن البيان الوزاري وعناوينه في حكومة «الاضداد» وترتيبات لوجستية على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية عند نقطة الناقورة استعداداً لاستقبال الاسرى، توقع زيارة قريبة لوزير الخارجية السوري وليد المعلم في ظل مقاربات متناقضة لما قد تؤول اليه العلاقات بين البلدين.

وكان المعلم اكد لصحيفة «السفير» ان دمشق «تريد اقامة علاقة طيبة مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ومع لبنان»، لافتا   الى «أن ثمة صعوبات يجب تذليلها قبل الشروع بالعلاقات الديبلوماسية»، ومشيرا الى أنه «يجب النظر في مصير المجلس السوري - اللبناني الأعلى، ومعاهدة الأخوة والتعاون، والاتفاقات المشتركة، وحينها يتم اتخاذ خطوة التمثيل الديبلوماسي بالاتفاق بين الحكومتين».

في موازاة ذلك، رحّب وزير الدولة نسيب لحود بعد زيارته الرئيس فؤاد السنيورة «بما حصل في باريس باعتباره خطوة أولى على طريق تصحيح العلاقات اللبنانية - السورية التي نريدها مبنية على احترام سيادة البلدين واستقلالهما ومعالجة الملفات الخلافية تدريجاً وصولا الى علاقات طبيعية بين البلدين».

واعتبر وزير الدفاع الياس المر بعد زيارته رئيس البرلمان نبيه بري، «ان ما حصل في باريس بالنسبة الى العلاقات اللبنانية - السورية طبيعي جدا، لأن غير هذا النوع من العلاقة يكون مشهداً غير طبيعي».

واعلن وزير الدولة وائل أبو فاعور، ان «الانفتاح الفرنسي على سورية خاطئ ومجاني، وهو يساهم في فك عزلة النظام الحاكم في سورية، من دون الحصول على أثمان مقابلة أو أثمان فعلية»، معتبرا ان «الثمن الذي أعطي من النظام السوري لفتح سفارة في لبنان هو ثمن نظري غير قابل للصرف وغير كاف».

وحول البيان الوزاري، شدد على «وجوب الوصول إلى تسوية فعلية حول القضايا العالقة وتحديدا مسألة السلاح، وعدم الهروب إلى تسوية لفظية لا تعالج الخلاف الحقيقي حول هذه القضية وغيرها من القضايا المتعددة». في المقابل، أكد وزير العمل محمد فنيش، «اننا انتهينا من مرحلة الاصطفافات والانقسام، وعلينا أن نكون جميعا يدا واحدة وان ننطلق من دون حسابات معارضة وموالاة، وان نتعاون من اجل صوغ السياسات، واتخاذ القرارات والبرامج التي تؤدي إلى ما يمكن معالجته من مشكلات اقتصادية أو اجتماعية أو مالية».

اضاف: «نحن مقبلون على ممارسة مسؤولياتنا في الحكومة بهذه الروحية التي بدأنا بها قبل اتفاق الدوحة. ومع اتفاق الدوحة نتطلع إلى مزيد من الايجابية والتعاون لتنقية وتصفية كل آثار المرحلة الماضية لنزع كل فتائل التوتير وقطع الطريق على كل أولئك الذين يريدون إدخال البلد في أتون الفتن، ونحن منفتحون ونمد أيدينا إلى كل الذين يتطلعون إلى مصلحة البلد وينشدون الاستقرار الداخلي».

الى ذلك، حضر العماد سليمان، امس، العرض العسكري الذي أقيم على جادة الشانزليزيه لمناسبة العيد الوطني الفرنسي.

وكان الرئيس اللبناني، لبى دعوة ساركوزي الى العشاء الذي أقيم في «القصر الصغير» على شرف رؤساء الدول والحكومات المشاركين في قمة الاتحاد من اجل المتوسط اول من امس، حيث ألقى الرئيس الفرنسي كلمة رحب فيها بالحضور، وخص نظيره اللبناني بتحية «من القلب» على مشاركته في المؤتمر بعد أسابيع قليلة من انتخابه، مؤكدا ضرورة توفير الدعم اللازم للرئيس سليمان ليوفق في مهمته.

وأبدى ساركوزي حرصه على أهمية مساعدة المجتمع الدولي للبنان لتمكينه من تجاوز الظروف التي مر بها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي