تركي العازمي / الإدارة والإعلام!

تصغير
تكبير

في زيارة خاطفة لبريطانيا وعلى طاولة نقاش جمعتنا ببروفيسور بريطاني كان الحديث مختلفاً، حينما أخذ في التركيز على عملية ربط العلاقة بين الإدارة والإعلام... كيف؟

كان الحديث عن دور الأكاديميين في تثقيف رموز الدول وأصحاب القرار وعلاقة الإعلام في نشر الدراسات الأكاديمية التي تتم على بعض مؤسسات الدولة في الكويت وغيرها، ولو بشكل مختصر مفيد!

إنني مؤمن إيماناً كاملاً بأن الدولة لن تجد ضالتها إلا في حال تفعيل أدوات البحث العلمي وبناء جهاز خاص بمعاينة البحوث التي يتم عملها على مؤسسات الدولة، فهي الطريقة المثلى للمضي نحو التنمية والتطوير الذي تبحث عن بلوغه دولة الكويت.

قلت للبروفيسور إن الرسالة التي نجد أنفسنا أمامها هي مسؤولية وطنية توجب علينا تثقيف أصحاب القرار من خلال طرح نتائج الدراسات التي توصل إليها الباحثون من حملة شهادات الماجستير والدكتوراه في أطروحاتهم.

الكثير من البحوث كان خلفها أبطال من أبناء هذا البلد الغني بموارده البشرية المخلصة، ولكنها مع بالغ الأسف مهمشة، ووضع بينها وبين أصحاب القرار حجاب وسدت في وجههم قنوات الاتصال، وبالتالي حرموا من التعبير عن أفكارهم ونتائج بحوثهم ولهذه نجد البلد في حيز بعيد عن التنمية المنشودة.

البلد بحاجة لأن تقوم وزارة التعليم العالي بالطلب من جميع حملة الماجستير والدكتوراه الإقدام على إرسال نسخ من أطروحاتهم البحثية وتوضيح النتائج والتوصيات الخاصة بها لمعاينة الوضع على حقيقته في منشآت الدولة لا سيما الحديث منها. وبعد ذلك يتم استدعاء المسؤولين عن الجهاز الإعلامي بشقيه تلفزيون/إذاعة وصحافة كي يتم نشر تلك الدراسات ويفضل عمل لقاءات مع بعض الباحثين.

إن معظم المعضلات التي تعاني منها الدولة قد تم التطرق إليها، ولكن ما نلاحظه فقط لا يتجاوز اجتهاداً من بعض الباحثين في نشر صورهم، وهم يسلمون نسخاً من دراساتهم وينتهي الأمر عند ذلك! بينما الدول المتطورة توجد مجلات نشر علمية، وتتم الاستفادة من الأبحاث المنشورة، بما يخدم مصلحة بلادهم، أما نحن فمازلنا فاقدين لحقيقة العلاقة بين الإدارة والإعلام وحان وقت المساهمة في نهضة البلاد من خلال توجيه الرسالة للمعنيين بالأمر كي يعيدوا حساباتهم... وطال النقاش وانتهى إلى ضرورة الأخذ بالمعطيات، وهي كثيرة، وإن بيئتنا الشرق أوسطية مازالت في خارج نطاق البحث الأكاديمي السليم، وإن وجدت بعض المشاركات فإنها لا تلقى التنفيذ، ومصيرها أرفف توضع عليها النسخ من دون استفادة فعلية من النتائج التي توصلت إليها!

إن كنا نريد البحث عن حل المشاكل التي نواجهها، فعلينا توجيه الباحثين وحثهم على العمل بطريقة تضمن عرض المشاكل والقضايا العالقة بشكل أكاديمي لنجني الثمار، وهذا يتطلب إيجاد جهاز خاص بالبحث العلمي والتطوير الإداري يجعل أصحاب القرار في كل منشأة يتم البحث فيها على علم بالنتائج، وتتم الاستفادة من الإعلام لنقل جهود الجنود المنسيين خدمة للبلاد والعباد... والله المستعان!


تركي العازمي


كاتب ومهندس كويتي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي